(متجدد) ... من هو الصحابي

[ منتدى نور على نور ]


صفحة 4 من 26 الأولىالأولى 1234567891011121314 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 61 إلى 80 من 514
  1. #61

    الصورة الرمزية سعود سعد

    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المـشـــاركــات
    779
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: (متجدد) ... من هو الصحابي

    هو :..
    ..~{ سلمان الفارسي }~..
    - رضي الله عنه -

    اقترح عليه ذلك :..
    لكي يكون حاجزا يمنع المشركين من دخول المدينة ..
    وقد حفره في الجهة الشمالية لأن الجهات الباقية تحدها جبآل .. لا يستطيع المشركون تجاوزها ...
    ....

  2. #62

    الصورة الرمزية حمامة الحرم

    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المـشـــاركــات
    42
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: (متجدد) ... من هو الصحابي

    جزاكِ ربي خيرا أخيتي
    جعلها المولى في موازين حسناتك
    تقبلي مروري

  3. #63

    الصورة الرمزية قمر الكون

    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المـشـــاركــات
    842
    الــــدولــــــــة
    -
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: (متجدد) ... من هو الصحابي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعودي كوم مشاهدة المشاركة
    هو :..

    ..~{ سلمان الفارسي }~..
    - رضي الله عنه -

    اقترح عليه ذلك :..
    لكي يكون حاجزا يمنع المشركين من دخول المدينة ..
    وقد حفره في الجهة الشمالية لأن الجهات الباقية تحدها جبآل .. لا يستطيع المشركون تجاوزها ...
    ....

    الاجابة صحيحة ماشاء الله


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمامة الحرم مشاهدة المشاركة
    جزاكِ ربي خيرا أخيتي
    جعلها المولى في موازين حسناتك
    تقبلي مروري
    وجزاك وشكرا ع المرور



    الباحث عن الحقيقة
    سلمان الفارسي رضي الله عنه، يكنى أبا عبد الله، من أصبهان من قرية يقال لها جي وقيل من رامهرمز، سافر يطلب الدين مع قوم فغدروا به فباعوه لرجل من اليهود ثم إنه كوتب فأعانه النبي في كتابته، أسلم مقدم النبي المدينة، ومنعه الرق من شهود بدر وأحد، وأول غزاة غزاها مع النبي الخندق، وشهد ما بعدها وولاه عمر المدائن.

    عن عبد الله بن العباس قال: حدثني سلمان الفارسي قال: كنت رجلا فارسيًّا من أهل أصبهان من أهل قرية منها يقال لها جي، وكان أبي دهقان قريته وكنت أحب خلق الله إليه فلم يزل به حبه إياي حتى حبسني في بيته كما تحبس الجارية، واجتهدت في المجوسية حتى كنت قطن النار الذي يوقدها لا يتركها تخبو ساعة، قال: وكانت لأبي ضيعة عظيمة قال: فشغل في بنيان له يومًا فقال لي يا بني إني قد شغلت في بنياني هذا اليوم عن ضيعتي فاذهب فاطلعها وأمرني فيها ببعض ما يريد فخرجت أريد ضيعته فمررت بكنيسة من كنائس النصارى فسمعت أصواتهم فيها وهم يصلون، وكنت لا أدري ما أمر الناس لحبس أبي إياي في بيته، فلما مررت بهم وسمعت أصواتهم دخلت عليهم أنظر ما يصنعون، قال: فلما رأيتهم أعجبتني صلاتهم ورغبت في أمرهم وقلت هذا والله خير من الذي نحن عليه فوالله ما تركتهم حتى غربت الشمس وتركت ضيعة أبي ولم آتها فقلت لهم أين أصل هذا الدين قالوا بالشام، قال: ثم رجعت إلى أبي وقد بعث في طلبي وشغلته عن عمله كله فلما جئته قال أي بني أين كنت؟ ألم أكن عهدت إليك ما عهدت؟ قال: قلت يا أبه مررت بناس يصلون في كنيسة لهم فأعجبني ما رأيت من دينهم فوالله ما زلت عندهم حتى غربت الشمس قال أي بني ليس في ذلك الدين خير، دينك ودين آبائك خير منه، قلت كلا والله إنه لخير من ديننا، قال فخافني فجعل في رجلي قيدًا ثم حبسني في بيته، قال وبعثت إلى النصارى فقلت لهم إذا قدم عليكم ركب من الشام تجارًا من النصارى فأخبروني بهم، قال فقدم عليهم ركب من الشام تجار من النصارى، قال فأخبروني بقدوم تجار فقلت لهم إذا قضوا حوائجهم وأرادوا الرجعة إلى بلادهم فآذنوني بهم، قال فلما أرادوا الرجعة إلى بلادهم ألقيت الحديد من رجلي ثم خرجت معهم حتى قدمت الشام فلما قدمتها قلت من أفضل أهل هذا الدين؟ قالوا الأسقف في الكنيسة، قال فجئته فقلت إني قد رغبت في هذا الدين وأحببت أن أكون معك أخدمك في كنيستك وأتعلم منك وأصلي معك قال فادخل، فدخلت معه، قال فكان رجل سوء يأمرهم بالصدقة ويرغبهم فيها فإذا جمعوا إليه منها شيئًا اكتنزه لنفسه ولم يعطه المساكين حتى جمع سبع قلال من ذهب، قال وأبغضته بغضًا شديدًا لما رأيته يصنع، قال ثم مات فاجتمعت إليه النصارى ليدفنوه فقلت لهم إن هذا كان رجل سوء يأمركم بالصدقة ويرغبكم فيها فإذا جئتموه بها اكتنزها لنفسه ولم يعط المساكين منها شيئًا قالوا وما علمك بذلك؟ قلت أنا أدلكم على كنزه، قالوا فدلنا عليه، قال فأريتهم موضعه، قال فاستخرجوا منه سبع قلال مملوءة ذهبًا وورقا، قال فلما رأوها قالوا والله لا ندفنه أبدًا، قال فصلبوه ثم رجموه بالحجارة ثم جاؤوا برجل آخر فجعلوه مكانه، فما رأيت رجلا يصلي الخمس أرى أنه أفضل منه وأزهد في الدنيا ولا أرغب في الآخرة ولا أدأب ليلا ونهارًا منه، قال فأحببته حبًّا لم أحبه من قبله فأقمت معه زمانًا ثم حضرته الوفاة قلت له يا فلان، إني كنت معك فأحببتك حبًّا لم أحبه أحداً من قبلك وقد حضرتك الوفاة فإلى من توصي بي؟ وما تأمرني؟ قال أي بني، والله ما أعلم أحدا اليوم على ما كنت عليه لقد هلك الناس وبدلوا وتركوا أكثر ما كانوا عليه إلا رجلا بالموصل وهو فلان وهو على ما كنت عليه فالحق به، قال فلما مات وغيب لحقت بصاحب الموصل فقلت له يا فلان إن فلانًا أوصاني عند موته أن ألحق بك وأخبرني أنك على أمره، قال فقال لي أقم عندي، قال فأقمت عنده فوجدته خير رجل على أمر صاحبه، فلم يلبث أن مات فلما حضرته الوفاة قلت له يا فلان إن فلانًا أوصى بي إليك وأمرني باللحوق بك وقد حضرك من أمر الله ما ترى فإلى من توصي بي وما تأمرني؟ قال أي بني، والله ما أعلم رجلا على مثل ما كنا عليه إلا رجلا بنصيبين وهو فلان فالحق به، قال فلما مات وغيب لحقت بصاحب نصيبين فجئت فأخبرته بما جرى وما أمرني به صاحبي، قال فأقم عندي فأقمت عنده فوجدته على أمر صاحبيه فأقمت مع خير رجل فوالله ما لبث أن نزل به الموت فلما حضر قلت له يا فلان، إن فلانًا كان أوصى بي إلى فلان ثم أوصى بي فلان إليك فإلى من توصي بي وما تأمرني قال أي بني، والله ما أعلم أحدًا بقي على أمرنا آمرك أن تأتيه إلا رجلا بعمورية فإنه على مثل ما نحن عليه فإن أحببت فأته فإنه على مثل أمرنا، قال فلما مات وغيب لحقت بصاحب عمورية وأخبرته خبري فقال أقم عندي فأقمت عند رجل على هدي أصحابه وأمرهم، قال وكنت اكتسبت حتى كانت لي بقرات وغنيمة، قال ثم نزل به أمر الله عز وجل فلما حضر قلت له يا فلان إني كنت مع فلان فأوصى بي إلى فلان وأوصى بي فلان إلى فلان وأوصى بي فلان إلى فلان وأوصى بي فلان إليك فإلى من توصي بي وما تأمرني؟ قال أي بني، والله ما أعلم أصبح على ما كنا عليه أحد من الناس آمرك أن تأتيه ولكنه قد أظلك زمان نبي مبعوث بدين إبراهيم يخرج بأرض العرب مهاجرًا إلى أرض بين حرتين بينهما نخل به علامات لا تخفى يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة بين كتفيه خاتم النبوة فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعل، قال ثم مات وغيب فمكثت بعمورية ما شاء الله أن أمكث ثم مر بي نفر من ********* تجار فقلت لهم تحملوني إلى أرض العرب وأعطيكم بقراتي هذه وغنيمتي هذه قالوا نعم فأعطيتهم إياها وحملوني حتى إذا قدموا بي وادي القرى ظلموني فباعوني لرجل من يهود فكنت عنده ورأيت النخل ورجوت أن يكون البلد الذي وصف لي صاحبي ولم يحق لي في نفسي، فبينا أنا عنده قدم عليه ابن عم له من المدينة من بني قريظة فابتاعني منه فاحتملني إلى المدينة فوالله ما هو إلا أن رأيتها فعرفتها بصفة صاحبي فأقمت بها وبعث الله رسوله فأقام بمكة ما أقام لا أسمع له بذكر مع ما أنا فيه من شغل الرق، ثم هاجر إلى المدينة فوالله إني لفي رأس عذق لسيدي أعمل فيه بعض العمل وسيدي جالس إذ أقبل ابن عم له حتى وقف عليه فقال، فلانُ قاتلَ اللهُ بني قيلة! والله، إنهم الآن لمجتمعون بقباء على رجل قدم عليهم من مكة اليوم زعم أنه نبي، قال فلما سمعتها أخذتني العرواء حتى ظننت أني ساقط على سيدي، قال ونزلت عن النخلة فجعلت أقول لابن عمه ماذا تقول؟ قال فغضب سيدي فلكمني لكمة شديدة وقال ما لك ولهذا أقبل على عملك، قال قلت لا شيء إنما أردت أن أستثبته عما قال، وقد كان شيء عندي قد جمعته فلما أمسيت أخذته ثم ذهبت به إلى رسول الله وهو بقباء فدخلت عليه فقلت له إنه قد بلغني أنك رجل صالح معك أصحاب لك غرباء ذوو حاجة وهذا شيء كان عندي للصدقة فرأيتكم أحق به من غيركم، قال فقربته إليه فقال رسول الله لأصحابه كلوا وأمسك يده هو فلم يأكل، قال فقلت في نفسي هذه واحدة، ثم انصرفت عنه فجمعت شيئًا وتحول رسول الله إلى المدينة ثم جئته به فقلت إني رأيتك لا تأكل الصدقة وهذه هدية أكرمتك بها فأكل رسول الله منها وأمر أصحابه فأكلوا معه، قال فقلت في نفسي هاتان اثنتان، قال ثم جئت رسول الله وهو ببقيع الغرقد قد تبع جنازة من أصحابه عليه شملتان وهو جالس في أصحابه فسلمت عليه ثم استدرت أنظر إلى ظهره هل أرى الخاتم الذي وصف لي صاحبي فلما رآني رسول الله استدبرته عرف أني أستثبت في شيء وصف لي، قال فألقى رداءه عن ظهره فنظرت إلى الخاتم فعرفته فانكببت عليه أقبله وأبكي، فقال رسول الله تحول فتحولت فقصصت عليه حديثي كما حدثتك يا بن عباس فأعجب رسول الله أن يسمع ذلك أصحابه، ثم شغل سلمان الرق حتى فاته مع رسول الله بدر وأحد، قال ثم قال لي رسول الله كاتب يا سلمان فكاتبت صاحبي على ثلاثمائة نخلة أحييها له بالفقير وبأربعين أوقية فقال رسول الله لأصحابه أعينوا أخاكم فأعانوني بالنخل: الرجل بثلاثين ودية والرجل بعشرين والرجل بخمسة عشر والرجل بعشرة والرجل بقدر ما عنده حتى اجتمعت لي ثلاثمائة ودية فقال لي رسول الله اذهب يا سلمان ففقر لها فإذا فرغت أكون أنا أضعها بيدي، قال ففقرت لها وأعانني أصحابي حتى إذا فرغت منها جئته فأخبرته فخرج رسول الله معي إليها فجعلنا نقرب له الودي ويضعه رسول الله بيده فوا الذي نفس سلمان بيده ما مات منها ودية واحدة فأديت النخل فبقي علي المال، فأتى رسول الله بمثل بيضة الدجاجة من ذهب من بعض المعادن فقال ما فعل الفارسي المكاتب قال فدُعِيْتُ له، قال فخذ هذه فأد بها ما عليك يا سلمان، قال قلت وأين تقع هذه يا رسول الله مما علي؟ قال خذها فإن الله عز وجل سيؤدي بها عنك، قال فأخذتها فوزنت لهم منها والذي نفس سلمان بيده أربعين أوقية فأوفيتهم حقهم وعتقت فشهدت مع رسول الله الخندق ثم لم يفتني معه مشهد. رواه الإمام أحمد.


    نبذة من فضائله
    عن أنس قال: قال رسول الله: السُبَّاق أربعة: أنا سابق العرب، وصهيب سابق الروم، وسلمان سابق فارس، وبلال سابق الحبشة.
    وعن كثير بن عبد الله المزني عن أبيه عن جده أن رسول الله خط الخندق وجعل لكل عشرة أربعين ذراعًا فاحتج المهاجرون والأنصار في سلمان وكان رجلا قويًّا، فقال المهاجرون سلمان منا، وقالت الأنصار لا بل سلمان منا، فقال رسول الله: سلمان منا آل البيت.

    وعن أبي حاتم عن العتبي قال: بعث إلي عمر بحلل فقسمها فأصاب كل رجل ثوباً ثم صعد المنبر وعليه حلة والحلة ثوبان، فقال أيها الناس ألا تسمعون؟! فقال سلمان: لا نسمع، فقال عمر: لم يا أبا عبد الله؟! قال إنك قسمت علينا ثوبًا ثوبًا وعليك حلة، فقال: لا تعجل يا أبا عبد الله، ثم نادى يا عبد الله، فلم يجبه أحد، فقال: يا عبد الله بن عمر، فقالك لبيك يا أمير المؤمنين، فقال: نشدتك الله الثوب الذي ائتزرت به أهو ثوبك؟ قال: اللهم نعم، قال سلمان: فقل الآن نسمع.


    غزارة علمه رضي الله عنه
    عن أبي جحيفة قال: آخى رسول الله بين سلمان وأبي الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء فرأى أم الدرداء مبتذلة (في هيئة رثة) فقال لها: ما شأنك؟ فقالت: إن أخاك أبا الدرداء ليست له حاجة في الدنيا، قال: فلما جاء أبا الدرداء قرب طعامًا، فقال: كل فإني صائم، قال: ما أنا بآكل حتى تأكل قال: فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء ليقوم فقال له سلمان نم فنام، فلما كان من آخر الليل قال له سلمان: قم الآن، فقاما فصليا، فقال إن لنفسك عليك حقًّا ولربك عليك حقًّا وإن لضيفك عليك حقًّا وإن لأهلك عليك حقًّا فأعط كل ذي حق حقه، فأتيا النبي فذكرا ذلك له فقال صدق سلمان. انفرد بإخراجه البخاري.
    وعن محمد بن سيرين قال: [دخل سلمان على أبي الدرداء في يوم جمعة فقيل له هو نائم فقال: ما له؟ فقالوا إنه إذا كانت ليلة الجمعة أحياها ويصوم يوم الجمعة قال فأمرهم فصنعوا طعامًا في يوم جمعة ثم أتاهم فقال كل قال إني صائم، فلم يزل به حتى أكل، فأتيا النبي فذكرا ذلك له فقال النبي: عويمر سلمان أعلم منك، وهو يضرب بيده على فخذ أبي الدرداء، عويمر، سلمان أعلم منك ـ ثلاث مرات ـ لا تخصن ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي، ولا تخصن يوم الجمعة بصيام من بين الأيام]

    وعن ثابت البناني أن أبا الدرداء ذهب مع سلمان يخطب عليه امرأة من بني ليث فدخل فذكر فضل سلمان وسابقته وإسلامه وذكر أنه يخطب إليهم فتاتهم فلانة فقالوا أما سلمان فلا نزوجه ولكنا نزوجك، فتزوجها ثم خرج فقال له إنه قد كان شيء وأنا أستحيي أن أذكره لك قال وما ذاك فأخبره الخبر فقال سلمان أنا أحق أن أستحيي منك أن أخطبها وقد قضاها الله لك رضي الله عنهما.


    نبذة من زهده
    عن الحسن قال كان عطاء سلمان الفارسي خمسة آلاف وكان أميرًا على زهاء ثلاثين ألفًا من المسلمين وكان يخطب الناس في عباءة يفترش بعضها ويلبس بعضها فإذا خرج عطاؤه أمضاه ويأكل من سفيف يديه.
    وعن مالك بن أنس أن سلمان الفارسي كان يستظل بالفيء حيثما دار ولم يكن له بيت فقال له رجل ألا نبني لك بيتا تستظل به من الحر وتسكن فيه من البرد فقال له سلمان: نعم فلما أدبر صاح به فسأله سلمان: كيف تبنيه؟ قال أبنيه إن قمت فيه أصاب رأسك، وإن اضطجعت فيه أصاب رجليك، فقال سلمان: نعم. وقال عبادة بن سليم كان لسلمان خباء من عباء وهو أمير الناس. وعن أبي عبد الرحمن السلمي عن سلمان أنه تزوج امرأة من كندة فلما كان ليلة البناء مشى معه أصحابه حتى أتى بيت المرأة فلما بلغ البيت قال ارجعوا أجركم الله ولم يدخلهم، فلما نظر إلى البيت والبيت منجد قال أمحموم بيتكم أم تحولت الكعبة في كندة، فلم يدخل حتى نزع كل ستر في البيت غير ستر الباب، فلما دخل رأى متاعًا كثيرًا، فقال لمن هذا المتاع؟ قالوا متاعك ومتاع امرأتك، فقال ما بهذا أوصاني خليلي رسول الله، أوصاني خليلي أن لا يكون متاعي من الدنيا إلا كزاد الراكب، ورأى خدمًا فقال لمن هذه الخدم؟ قالوا خدمك وخدم امرأتك، فقال ما بهذا أوصاني خليلي أوصاني خليلي أن لا أمسك إلا ما أنكح أو أنكح فإن فعلت فبغين كان علي مثل أوزارهن من غير أن ينقص من أوزارهن شيء، ثم قال للنسوة اللاتي عند امرأته هل أنتن مخليات بيني وبين امرأتي؟ قلن نعم، فخرجن فذهب إلى الباب فأجافه وأرخى الستر ثم جاء فجلس عند امرأته فمسح بناصيتها ودعا بالبركة فقال لها: هل أنت مطيعتي في شيء آمرك به؟ قالت: جلست مجلس من يطيع قال فإن خليلي أوصاني إذا اجتمعت إلى أهلي أن أجتمع على طاعة الله، فقام وقامت إلى المسجد فصليا ما بدا لهما ثم خرجا فقضى منها ما يقضي الرجل من امرأته، فلما أصبح غدا عليه أصحابه فقالوا كيف وجدت أهلك؟ فأعرض عنهم ثم أعادوا فأعرض عنهم ثم أعادوا فأعرض عنهم ثم قال: إنما جعل الله عز وجل الستور والخدر والأبواب لتواري ما فيها، حسب كل امرئٍ منكم أن يسأل عما ظهر له، فأما ما غاب عنه فلا يسألن عن ذلك، سمعت رسول الله يقول: المتحدث عن ذلك كالحمارين يتسافدان في الطريق.

    وعن أبي قلابة أن رجلا دخل على سلمان وهو يعجن فقال: ما هذا؟ قال: بعثنا الخادم في عمل فكرهنا أن نجمع عليه عملين، ثم قال: فلان يقرئك السلام قال: متى قدمت، قال: منذ كذا وكذا فقال أما إنك لو لم تؤدها كانت أمانة لم تؤدها. رواه أحمد.

    كسبه وعمله بيده

    عن النعمان بن حميد قال: دخلت مع خالي على سلمان الفارسي بالمدائن وهو يعمل الخوص فسمعته يقول: أشتري خوصًا بدرهم فأعمله فأبيعه بثلاثة دراهم فأعيد درهمًا فيه وأنفق درهمًا على عيالي وأتصدق بدرهم، ولو أن عمر بن الخطاب نهاني عنه ما انتهيت. وعن الحسن قال: كان سلمان يأكل من سفيف يده.


    نبذة من ورعه وتواضعه
    عن أبي ليلى الكندي قال: قال غلام سلمان لسلمان: كاتبني، قال: ألك شيء قال: لا، قال: فمن أين؟ قال: أسأل الناس، قال: تريد أن تطعمني غسالة الناس.
    عن ثابت قال: كان سلمان أميرًا على المدائن فجاء رجل من أهل الشام ومعه حمل تبن وعلى سلمان عباءة رثة فقال لسلمان: تعال احمل وهو لا يعرف سلمان فحمل سلمان فرآه الناس فعرفوه فقالوا هذا الأمير فقال: لم أعرفك!! فقال سلمان إني قد نويت فيه نية فلا أضعه حتى أبلغ بيتك.
    وعن عبد الله بن بريدة قال: كان سلمان إذا أصاب الشيء اشترى به لحما ثم دعا المجذومين فأكلوا معه.
    وعن عمر بن أبي قره الكندي قال: عرض أبي على سلمان أخته أن يزوجه فأبى، فتزوج مولاة يقال لها بقيرة، فأتاه أبو قرة فأخبر أنه في مبقلة له فتوجه إليه فلقيه معه زنبيل فيه بقل قد أدخل عصاه في عروة الزنبيل وهو على عاتقه.
    وعن ميمون بن مهران عن رجل من عبد القيس قال: رأيت سلمان في سرية وهو أميرها على ************ عليه سراويل وخدمتاه تذبذبان والجند يقولون قد جاء الأمير قال سلمان: إنما الخير والشر بعد اليوم.
    وعن أبي الأحوص قال: افتخرت قريش عند سلمان فقال سلمان: لكني خلقت من نطفة قذرة ثم أعود جيفة منتنة ثم يؤدى بي إلى الميزان فإن ثقلت فأنا كريم وإن خفت فأنا لئيم.
    عن ابن عباس قال: قدم سلمان من غيبة له فتلقاه عمر فقال: أرضاك لله عبدًا قال: فزوجني، فسكت عنه، فقال: أترضاني لله عبدًا ولا ترضاني لنفسك، فلما أصبح أتاه قوم فقال: حاجة؟ قالوا: نعم، قال: ما هي؟ قالوا: تضرب عن هذا الأمر يعنون خطبته إلى عمر فقال أما والله ما حملني على هذا إمرته ولا سلطانه، ولكن قلت رجل صالح عسى الله عز وجل أن يخرج مني ومنه نسمة صالحة.

    وعن أبي الأسود الدؤلي قال: كنا عند علي ذات يوم فقالوا: يا أمير المؤمنين حدثنا عن سلمان، قال: من لكم بمثل لقمان الحكيم! ذلك امرؤ منا وإلينا أهل البيت، أدرك العلم الأول والعلم الآخر، وقرأ الكتاب الأول والآخر، بحر لا ينزف. وأوصى معاذ بن جبل رجلا أن يطلب العلم من أربعة سلمان أحدهم.


    نبذة من كلامه ومواعظه
    عن حفص بن عمرو السعدي عن عمه قال: قال سلمان لحذيفة: يا أخا بني عبس، العلم كثير والعمر قصير فخذ من العلم ما تحتاج إليه في أمر دينك ودع ما سواه فلا تعانه.
    وعن أبي سعيد الوهبي عن سلمان قال: إنما مثل المؤمن في الدنيا كمثل المريض معه طبيبه الذي يعلم داءه ودواءه فإذا اشتهى ما يضره منعه وقال لا تقربه فإنك إن أتيته أهلكك فلا يزال يمنعه حتى يبرأ من وجعه، وكذلك المؤمن يشتهي أشياء كثيرة مما قد فضل به غيره من العيش، فيمنعه الله عز وجل إياه ويحجزه حتى يتوفاه فيدخله الجنة.
    وعن جرير قال: قال سلمان: يا جرير، تواضع لله عز وجل فإنه من تواضع لله عز وجل في الدنيا رفعه الله يوم القيامة، يا جرير، هل تدري ما الظلمات يوم القيامة؟ قلت: لا، قال: ظلم الناس بينهم في الدنيا، قال: ثم أخذ عويدًا لا أكاد أراه بين إصبعيه، قال: يا جرير، لو طلبت في الجنة مثل هذا العود لم تجده، قال قلت: يا أبا عبد الله، فأين النخل والشجر؟ قال: أصولها اللؤلؤ والذهب وأعلاها الثمر.
    وعن أبي البختري عن سلمان قال: مثل القلب والجسد مثل أعمى ومقعد قال المقعد إني أرى تمرة ولا أستطيع أن أقوم إليها فاحملني فحمله فأكل وأطعمه.
    وعن قتادة قال: قال سلمان: إذا أسأت سيئة في سريرة فأحسن حسنة في سريرة، وإذا أسأت سيئة في علانية فأحسن حسنة في علانية لكي تكون هذه بهذه.
    وعن مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد أن أبا الدرداء كتب إلى سلمان: هلم إلى الأرض المقدسة، فكتب إليه سلمان: إن الأرض لا تقدس أحدًا وإنما يقدس الإنسان عمله وقد بلغني أنك جعلت طبيبًا فإن كنت تبرئ فنعمًا لك وإن كنت متطببًا فاحذر أن تقتل إنسانًا فتدخل النار، فكان أبو الدرداء إذا قضى بين اثنين فأدبرا عنه نظر إليهما وقال متطبب والله ارجعا إلي أعيدا قصتكما.
    عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي قال: ثلاث أعجبتني حتى أضحكتني: مؤمل دنيا والموت يطلبه، وغافل وليس بمغفول عنه، وضاحك ملء فيه لا يدري أساخط رب العالمين عليه أم راض عنه، وثلاث أحزنني حتى أبكينني: فراق محمد وحزبه، وهول المطلع، والوقوف بين يدي ربي عز وجل ولا أدري إلى جنة أو إلى نار.
    وعن حماد بن سلمة عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان قال: ما من مسلم يكون بفيء من الأرض فيتوضأ أو يتيمم ثم يؤذن ويقيم إلا أمَّ جنودًا من الملائكة لا يرى طرفهم أو قال طرفاهم.
    وعن ميمون بن مهران قال: جاء رجل إلى سلمان فقال أوصني، قال: لا تَكَلَّمُ، قال: لا يستطيع من عاش في الناس ألا يتكلم، قال: فإن تكلمت فتكلم بحق أو اسكت، قال: زدني، قال: لا تغضب، قال: إنه ليغشاني مالا أملكه، قال: فإن غضبت فأمسك لسانك ويدك، قال: زدني قال لا تلابس الناس، قال: لا يستطيع من عاش في الناس ألا يلابسهم ، قال: فإن لابستهم فاصدق الحديث وأد الأمانة.
    وعن أبي عثمان عن سلمان قال: إن العبد إذا كان يدعو الله في السراء فنزلت به الضراء فدعا قالت الملائكة صوت معروف من آدمي ضعيف فيشفعون له، وإذا كان لا يدعو الله في السراء فنزلت به الضراء قالت الملائكة صوت منكر من آدمي ضعيف فلا يشفعون له.
    وعن سالم مولى زيد بن صوحان قال: كنت مع مولاي زيد بن صوحان في السوق فمر علينا سلمان الفارسي وقد اشترى وسقا من طعام فقال له زيد: يا أبا عبد الله، تفعل هذا وأنت صاحب رسول الله؟ قال: إن النفس إذا أحرزت قوتها اطمأنت وتفرغت للعبادة ويئس منها الوسواس.
    وعن أبي عثمان عن سلمان قال: لما افتتح المسلمون "جوخى" دخلوا يمشون فيها وأكداس الطعام فيها أمثال الجبال قال ورجل يمشي إلى جنب سلمان فقال يا أبا عبد الله ألا ترى إلى ما أعطانا الله؟ فقال سلمان: وما يعجبك فما ترى إلى جنب كل حبة مما ترى حساب؟! رواه الإمام أحمد.
    وعن سعيد بن وهب قال: دخلت مع سلمان على صديق له من كندة نعوده فقال له سلمان: إن الله عز وجل يبتلي عبده المؤمن بالبلاء ثم يعافيه فيكون كفارة لما مضى فيستعتب فيما بقي، وإن الله عز وجل يبتلي عبده الفاجر بالبلاء ثم يعافيه فيكون كالبعير عقله أهله ثم أطلقوه فلا يدري فيم عقلوه ولا فيم أطلقوه حين أطلقوه.

    وعن محمد بن قيس عن سالم بن عطية الأسدي قال: دخل سلمان على رجل يعوده وهو في النزع فقال: أيها الملك ارفق به، قال يقول الرجل إنه يقول إني بكل مؤمن رفيق.

    وفاة سلمان رضي الله عنه
    عن حبيب بن الحسن وحميد بن مورق العجلي أن سلمان لما حضرته الوفاة بكى فقيل له ما يبكيك قال عهد عهده إلينا رسول الله قال ليكن بلاغ أحدكم كزاد الراكب قال فلما مات نظروا في بيته فلم يجدوا في بيته إلا إكافًا ووطاءً ومتاعًا قُوِّمَ نَحْوًا من عشرين درهما.
    عن أبي سفيان عن أشياخه قال: ودخل سعد بن أبي وقاص على سلمان يعوده فبكى سلمان فقال له سعد: ما يبكيك يا أبا عبد الله توفي رسول الله وهو عنك راض وترد عليه الحوض؟ قال فقال سلمان: أما إني ما أبكي جزعًا من الموت ولا حرصًا على الدنيا ولكن رسول الله عهد الينا فقال لتكن بلغة أحدكم مثل زاد الراكب وحولي هذه الأساود، وإنما حوله إجانة أو جفة أو مطهرة، قال فقال له سعد: يا أبا عبد الله، اعهد الينا بعهد فنأخذ به بعدك، فقال: يا سعد، اذكر الله عند همك إذا هممت، وعند حكمك إذا حكمت، وعند بذلك إذا قسمت.
    وعن الشعبي قال: أصاب سلمان صرة مسك يوم فتح جلولاء فاستودعها امرأته فلما حضرته الوفاة قال هاتي المسك فمرسها في ماء ثم قال انضحيها حولي فإنه يأتيني زوار الآن ليس بإنس ولا جان، ففعلت فلم يمكث بعد ذلك إلا قليلا حتى قبض.
    قال أهل العلم بالسير: كان سلمان من المعمرين وتوفي بالمدائن في خلافة عثمان وقيل مات سنة ثنتين وثلاثين.

  4. #64

    الصورة الرمزية قمر الكون

    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المـشـــاركــات
    842
    الــــدولــــــــة
    -
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: (متجدد) ... من هو الصحابي

    السؤال الخامس عشر:

    من هو أول من دفن في البقيع من الصحابة؟

  5. #65

    الصورة الرمزية وائـــــلكو

    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المـشـــاركــات
    125
    الــــدولــــــــة
    اليمن
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: (متجدد) ... من هو الصحابي

    الإجـــــــــــــــــــــــــابة

    عثمان بن مظعون رضي الله عنه

  6. #66

    الصورة الرمزية سعود سعد

    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المـشـــاركــات
    779
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: (متجدد) ... من هو الصحابي

    الإجابة :..
    ..~{ عثمان بن مظغون }~..
    - رضي الله عنه -
    ...

  7. #67

    الصورة الرمزية قمر الكون

    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المـشـــاركــات
    842
    الــــدولــــــــة
    -
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: (متجدد) ... من هو الصحابي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وائـــــلكو مشاهدة المشاركة
    الإجـــــــــــــــــــــــــابة



    عثمان بن مظعون رضي الله عنه
    الاجابة صحيحة ماشاء الله




    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعودي كوم مشاهدة المشاركة
    الإجابة :..
    ..~{ عثمان بن مظغون }~..
    - رضي الله عنه -

    ...


    الاجابة صحيحة




    قالوا عنه رضي الله عنه

    أما عثمان فقد جاءه والله اليقين، إني لأرجو له الخير، والله ما أدري - وإني رسول الله - ما يفعل بي
    رسول الله صلى الله عليه وسلم

    إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على عثمان بن مظعون وهو ميت فرأيت دموع رسول الله صلى الله عليه وسلم تسيل على خد عثمان بن مظعون.
    عبدالله بن عباس

    رحمك الله يا عثمان, ما أصبت من الدنيا ولا أصابت منك
    رسول الله صلى الله عليه وسلم


    وهذه معلومات عنه


    عثمان بن مظعون رضي الله عنه
    اذا أردت أن ترتب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفق سبقهم الزمني الى الاسلام فاعلم اذا بلغت الرقم الرابع عشر أن صاحبه هو عثمان بن مظعون..

    واعلم كذلك أن ابن مظعون هذا، كان أول المهاجرين وفاة بالمدينة.. كما كان أول المسلمين دفنا بالبقيع..

    واعلم أخيرا أن هذا الصحابي الجليل الذي تطالع الآن سيرته كان راهبا عظيما.. لا من رهبان الصوامع، بل من رهبان الحياة...!!

    أجل.. كانت الحياة بكل جيشانها، ومسؤولياتها، وفضائلها هي صومعته..

    وكانت رهبانيته عملا دائبا في سبيل الحق، وتفانيا مثابرا في سبيل الخير والصلاح...
    عندما كان الاسلام يتسرّب ضوؤه الباكر االنديّ من قلب الرسول صلى الله عليه عليه وسلم.. ومن كلماته ، عليه الصلاة والسلان، التي يلقيها في بعض الأسماع سرا وخفية..

    كان عثمان بن معظون هناك، وحدا من القلة التي سارعت الى الله والتفت حول رسوله..

    ولقد نزل به من الأذى والضر، ما كان ينزل يومئذ بالمؤمنين الصابرين الصامدين..

    وحين آثر رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه القلة المؤمنة المضطهدة بالعافية. آمرا ايّاها بالهجرة الى الحبشة. مؤثرا أن يبقى في مواجهة الأذى وحده، كان عثمان بن مظعون أمير الفوج الأول من المهاجرين، مصطحبا معه ابنه السائب موليّا وجهه شطر بلاد بعيدة عن مكايد عدو الله أبي جهل. وضراوة قريش، وهو عذابها....




    **




    وكشأن المهاجرين الى الحبشة في كلتا الهجرتين... الأولى والثانية، لم يزدد عثمان بن مظعون رضي الله عنه الا استمساكا بالاسلام. واعتصاما به..

    والحق أن هجرتي الحبشة تمثلان ظاهرة فريدة، ومجيدة في قضية الاسلام..

    فالذين آمنوا بالرسول صلى الله وصدّقوه، واتبعوا النور الذي أنزل معه، كانوا قد سئموا الوثنية بكل ضلالاتها وجهالاتها، وكانوا يحملون فطرة سديدة لم تعد تسيغ عبادة أصنام منحوتة من حجارة أو معجونة من صلصال..!!

    وحين هاجروا الى الحبشة واجهوا فيها دينا سائدا، ومنظما.. له منائسه وأحباره ورهبانه..

    وهو، مهما تكن نظرتهم اليه، بعيد عن الوثنية التي ألفوها في بلادهم، وعن عبادة الأصنام بشكلها المعروف وطقوسها التي خلفوها وراء ظهورهم..

    ولا بدّ أن رجال الكنيسة في الحبشة قد بذلوا جهودا لاستمالة هؤلاء المهاجرين لدينهم، واقناعهم بالمسيحية دينا...

    ومع هذا كله نرى أولئك المهاجرين يبقون على ولائهم العميق للاسلام ولمحمد صلى الله عليه وسلم.. مترقبين في شوق وقلق، ذلك أن اليوم القريب الذي يعودون فيه الى بلادهم الحبيبة، ليعبدوا الله وحده، وليأخذوا مكانهم خلف رسولهم العظيم.. في المسجد أيام السلام.. وفي ميدان القتال، اذا اضطرتهم قوى الشرك للقتال..



    في الحبشة اذن عاش المهاجرون آمنين مطمئنين.. وعاش معهم عثمان بن مظعون الذي لم ينس في غربته مكايد ابن عمّه أمية بن خلف، وما ألحقه به وبغيره من أذى وضرّ، فراح يتسلى بهجائه ويتوعده:

    تريش نبالا لا يواتيك ريشها

    وتبري نبالا، ريشها لك أجمع

    وحاربت أقواما مراما أعزة

    وأهلكت أقواما بهم كنت تزغ

    ستعلم ان نابتك يوما ملمّة

    وأسلمك الأوباش ما كنت تصنع




    **




    وبينما المهاجرون في دار هجرتهم يعبدون الله، ويتدارسون ما معهم من القرآن، ويحملون برغم الغربة توهج روح منقطع النظير.. اذ الأنباء تواتيهم أن قريش أسلمت، وسجدت عند الرسول لله الواحد القهار..

    هنالك حمل المهاجرون أمتعتهم وطاروا الى مكة تسبقهم أشواقهم، ويحدوهم حنينهم..

    بيد أنهم ما كادوا يقتربون من مشارفها حتى تبيّنوا كذب الخبر الذي بلغهم عن اسلام قريش..

    وساعتئذ سقط في أيديهم، ورأوا أنهم قد عجلوا.. ولكن أنّى يذهبون وهذه مكة على مرمى البصر..!!

    وقد سمع مشركو مكة بمقدم الصيد الذي طالما ردوه ونصبوا شباكهم لاقتناصه.. ثم ها هو ذا الآن، تحيّن فرصته، وتأتي به مقاديره..!!



    كان الجوّار يومئذ تقليدا من تقاليد العرب ذات القداسة والاجلال، فاذا دخل رجل مستضعف جوار سيّد قرشي، أصبح في حمى منيع لا يهدر له دم، ولا يضطرب منه مأمن...

    ولم يكن العائدون سواء في القدرة على الظفر بجوار..

    من أجل ذلك ظفر بالجوار منهم قلة، كان من بين أفرادها عثمان بن مظعون الذي دخل في جوار الوليد بم المغيرة.

    وهكذا دخل مكة آمنا مطمئنا، ومضى يعبر دروبها، ويشهد ندواتها، لا يسام خسفا ولا ضيما.




    **




    ولكن ابن مظعون.. الرجل الذي يصقله القرآن، ويربيه محمد صلى الله عليه وسلم، يتلفت حواليه، فيرى اخوانه المسلمين من الفقراء والمستضعفين، الين لم يجدوا لهم جوارا ولا مجيرا.. يراهم والأذى ينوشهم من كل جانب.. والبغي يطاردهم في كل سبيل.. بينما هو آمن في سربه، بعيد من أذى قومه، فيثور روحه الحر، ويجيش وجدانه النبيل، ويتفوق بنفسه على نفسه، ويخرج من داره مصمما على أن يخلع جوار الوليد، وأن ينصو عن كاهله تلك الحماية التي حرمته لذة تحمل الأذى في سبيل الله، وشرف الشبه باخوانه المسلمين، طلائع الدنيا المؤمنة، وبشائر العالم الذي ستتفجر جوانبه غدا ايمانا، وتوحيدا، ونورا..



    ولندع شاهد عيان يصف لنا ما حدث:

    " لما رأى عثمان بن مظعون ما فيه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من البلاء. وهو يغدو ويروح في أمان الوليد بن المغيرة، قال: والله ان غدوّي ورواحي آمنا بجوار رجل من أهل الشرك، واصحابي وأهل ديني يلقون من البلاء والأذى ما لايصيبني، لنقص كبير في نفسي..

    فمشى الى الوليد بن المغيرة فقال له:

    يا أبا عبد شمس وفت ذمتك. وقد ردت اليك جوارك..

    فقال له:

    لم يا ابن أخي.. لعله آذاك أحد من قومي..؟

    قال.. لا. ولكني أرضى بجوار الله، ولا أريد أن أستجير بغيره...

    فانطلق الى المسجد فاردد عليّ جواري علانية ..

    فانطلقا حتى أتيا المسجد، فقال الوليد: هذا عثمان..

    قد جاء يردد عليّ جواري..

    قال عثمان: صدق.. ولقد وجدته وفيّا كريما الجوار، ولكنني أحببت ألا أستجير بغير الله..

    ثم انصرف عثمان، ولبيد بن ربيعة في مجلس من مجالس قريش ينشدهم، فجلس معهم عثمان فقال لبيد:

    ألا كل شيء ما خلا الله باطل

    فقال عثمان: صدقت..

    قال لبيد:

    وكل نعيم لا محالة زائل

    قال عثمان: كذبت.. نعيم الجنة لا يزول..

    فقال لبيد: يا معشر قريش، والله ما كان يؤذي جليسكم، فمتى حدث هذا فيكم..؟

    فقال رجل من القوم: ان هذا سفيه فارق ديننا.. فلا تجدنّ في نفسك من قوله..

    فرد عليه عثمان بن مظعون حتى سري أمرهما. فقام اليه ذلك الرجل فلطم عينه فأصابا، والوليد بن المغيرة قريب، يرى ما يحدث لعثمان، فقال: أما والله يا بن أخي ان كانت عينك عمّا أصابها لغنيّة، لقد كانت في ذمة منيعة..

    فال عثمان: بل والله ان عيني الصحيحة لفقيرة الى مثل ما أصاب أختها في الله.. واني لفي جوار من هو أعز منك وأقدر يا أبا عبد شمس..!!

    فقا له الوليد: هلم يا بن أخي، ا ن شئت فعد الى جواري..

    قال ابن مظعون: لا...

    وغادر ابن مظعون هذا المشهد وعينه تضجّ بالألم، ولكن روحه تتفجر عافية، وصلابة، وبشرا..

    ولقد مضى في الطريق الى داره يتغنى بشعره هذا:

    فان تك عيني في رضا الله نالها

    يدا ملحدا في الدين ليس بمهتدي

    فقد عوّض الرحمن منها ثوابه

    ومن يرضه الرحمن يا قوم يسعد

    فاني وان قلتم غويّ مضلل

    لأحيا على دين الرسول محمد

    أريد بذاك الله، والحق ديننا

    على رغم من يبغي علينا ويعتدي




    **




    هكذا ضرب عثمان بن مظعون مثلا، هو له أهل، وبه جدير..

    وهكذا شهدت الحياة انسانا شامخا يعطّر الوجود بموقفه الفذ هذا..

    وبكلماته الرائعة الخالدة:

    " والله ان عيني الصحيحة، لفقيرة الى مثل ما أصاب أختها في الله.. واني لفي جوار من هو أعز منك وأقدر"..!!

    ولقد ذهب عثمان بن مظعون بعد ردّ جوار الوليد يتلقى من قريش أذاها، وكان بهذا سعيدا جدّ سعيد.. فقد كان ذلك الأذى بمثابة النار التي تنضج الايمان وتصهره وتزكّيه..

    وهكذا سار مع اخوانه المؤمنين، لا يروعهم زجر.. ولا يصدّهم اثخان..!!




    **




    ويهاجر عثمان الى المدينة، حيث لا يؤرّقه أبو جهل هناك، ولا أبو لهب.... ولا أميّة.. ولا عتبة، ولا شيء من هذه الغيلان التي طالما أرّقت ليلهم، وأدمت نهارهم..

    يذهب الى المدينة مع أولئك الأصحاب العظام الذين نجحوا بصمودهم وبثباتهم في امتحان تناهت عسرته ومشقته ورهبته، والذين لم يهاجروا الى المدينة ليستريحوا ويكسروا.. بل لينطلقوا من بابها الفسيح الرحب الى كل أقطار الأرض حاملين راية الله، مبشرين بكلماته وآياته وهداه..

    وفي دار الهجرة المنوّرة، يتكشفّ جوهر عثمان بن مظعون وتستبين حقيقته العظيمة الفريدة، فاذا هو العابد، الزاهد، المتبتل، الأوّاب...

    واذا هو الراهب الجليل، الذكي الذي لا يأوي الى صومعة يعتزل فيها الحياة..

    بل يملأ الحياة بعمله، وبجهاده في سبيل الله..

    أجل..

    راهب الليل فارس النهار، بل راهب الليل والنهار، وفارسهما معا..

    ولئن كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا سيّما في تلك الفترة من حياتهم، كانوا جميعا يحملون روح الزهد والتبتل، فان ابن مظعون كان له في هذا المجال طابعه الخاص.. اذ أمعن في زهده وتفانيه امعانا رائعا، أحال حياته كلها في ليله ونهاره الى صلاة دائمة مضيئة، وتسبيحة طويلة عذبة..!!

    وما ان ذاق حلاوة الاستغراق في العبادة حتى همّ بتقطيع كل الأسباب التي تربط الناس بمناعم الحياة..

    فمضى لا يلبس الا الملبس الخشن، ولا يأكل الا الطعام الجشب..

    دخل يوما المسجد، ورسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه جلوس، وكان يرتدي لباسا تمزق، فرقّعه بقطعة من فروة.. فرق له قلب الرسول صلى الله عليه وسلم، ودمعت عيون أصحابه، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم:

    " كيف أنتم يوم يغدو أحدكم في حلة، ويروح في أخرى.. وتوضع في قصعة. وترفع أخرى.. وسترتم بيوتكم كما تستر الكعب..؟!"..

    قال الأصحاب:

    " وددنا أن يكون ذلك يا رسول الله، فنصيب الرخاء والعيش"..

    فأجابهم الرسول صلى الله عليه وسلم قائلا:

    " ان ذلك لكائن.. وأنتم اليوم خير منكم يومئذ"..

    وكان بديهيا، وابن مظعون يسمع هذا، أن يزداد اقبالا على الشظف وهربا من النعيم..!!

    بل حتى الرفث الى زوجته نأى عنه وانتهى، لولا أن علم أن رسول الله عليه السلام علم عن ذلك فناداه وقال له:

    " ان لأهلك عليك حقا"..




    **




    وأحبّه الرسول صلوات الله وسلامه عليه حبّا عظيما..

    وحين كانت روحه الطاهرة تتهيأ للرحيل ليكون صاحبها أول المهاجرين وفاة بالمدينة، وأولهم ارتياد لطريق الجنة، كان الرسول عليه الصلاة والسلام، هناك الى جواره..

    ولقد أكبّ على جبينه يقبله، ويعطّره بدموعه التي هطلت من عينيه الودودتين فضمّخت وجه عثمان الذي بدا ساعة الموت في أبهى لحظات اشراقه وجلاله..

    وقال الرسول صلى الله عليه وسلم يودّع صاحبه الحبيب:

    " رحمك الله يا أبا السائب.. خرجت من الدنيا وما أصبت منها، ولا أصابت منك"..




    **




    ولم ينس الرسول الودود صاحبه بعد موته، بل كان دائم الذكر له، والثناء عليه..

    حتى لقد كانت كلمات وداعه عليه السلام لابنته رقيّة، حين فاضت روحها:

    " الحقي بسلفنا الخيّر، عثمان بن مظعون"..!!!

  8. #68

    الصورة الرمزية قمر الكون

    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المـشـــاركــات
    842
    الــــدولــــــــة
    -
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: (متجدد) ... من هو الصحابي

    السؤال السادس عشر:

    من هو أول صحابي يجهر بالقران في مكة؟

  9. #69

    الصورة الرمزية Coby Ninja

    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    المـشـــاركــات
    1,042
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: (متجدد) ... من هو الصحابي

    عبد الله بن مسعود صحابي الجليل أحد طبقة السابقين المهاجرين المعروفين بالنسك من
    المعمرين انه القارئ الملقن والغلام المعلم والفقيه المفهم صاحب السراد
    والبدار أقربهم وسيلة وأرجحهم فضيلة كان من الرفقاء والنجباء واحد
    الرقباء وعميد الاتقباء صاحب النقاء والصفاء أنه الصحابي
    الشاهد للمشهود والحافظ للعهود والسائل الذى ليس لمردود أنه الصحابي الذى كان يقراء القرآن رطبا
    أنزل الذى كان يحمل المصحف عن ظهر قلب .انه الصحابي الذى اخذ من رسول الله
    صلى الله عليه وسلم – في سبعين ص سوره انه الرجل الذى هاجر الهجرتين وصلى على
    القبلتين وهو الذى اجهر على جبل . انه الصحابي صاحب وساد سواك وفعل رسول الله
    صلى الله عليه وسلم هلا عرفته
    الحبيب انه اقرب الصحابة وسيله نوم القيامة إلى الله تعالى .
    أنه الصحابي صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    هو الصحابي الذى أوصانا رسول الله أن نتمسك بعهده كان رضي الله تعالى عنه
    يسعى لتصحيح المعاملة لينال قرب المنازلة أنه الرجل الذى أول من جهر
    بالقرآن في مكة .

  10. #70

    الصورة الرمزية Emely Chan

    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المـشـــاركــات
    298
    الــــدولــــــــة
    ايطاليا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: (متجدد) ... من هو الصحابي

    ~عبدالله بن مسعود~ ..

  11. #71

    الصورة الرمزية فارس الاسلام

    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المـشـــاركــات
    776
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: (متجدد) ... من هو الصحابي

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    جزاك الله كل خير اخى كوبى نينجا و اختى ايملي تشان على المرور



    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Coby Ninja مشاهدة المشاركة
    عبد الله بن مسعود صحابي الجليل أحد طبقة السابقين المهاجرين المعروفين بالنسك منالمعمرين انه القارئ الملقن والغلام المعلم والفقيه المفهم صاحب السراد


    والبدار أقربهم وسيلة وأرجحهم فضيلة كان من الرفقاء والنجباء واحد الرقباء وعميد الاتقباء صاحب النقاء والصفاء أنه الصحابي
    الشاهد للمشهود والحافظ للعهود والسائل الذى ليس لمردود أنه الصحابي الذى كان يقراء القرآن رطبا أنزل الذى كان يحمل المصحف عن ظهر قلب .انه الصحابي الذى اخذ من رسول الله
    صلى الله عليه وسلم – في سبعين ص سوره انه الرجل الذى هاجر الهجرتين وصلى على القبلتين وهو الذى اجهر على جبل . انه الصحابي صاحب وساد سواك وفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم هلا عرفته الحبيب انه اقرب الصحابة وسيله نوم القيامة إلى الله تعالى .
    أنه الصحابي صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    هو الصحابي الذى أوصانا رسول الله أن نتمسك بعهده كان رضي الله تعالى عنه يسعى لتصحيح المعاملة لينال قرب المنازلة أنه الرجل الذى أول من جهر بالقرآن في مكة .
    ما شاء الله الاجابة صحيحة و ما شاء الله معلومات قيمة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Emely Chan
    ~عبدالله بن مسعود~ ..
    ما شاء الله اجابة صحيحة

    اليكم بعض المعلومات عنه

    عبد الله بن مسعود
    إنه الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، كان مولى لعقبة بن أبي معيط، يرعى غنمه في شعاب مكة، فمرَّ عليه النبي ( ومعه الصديق -رضي الله عنه- ذات يوم، فقال له النبي (: (يا غلام هل من لبن؟). فقال عبد الله: نعم، ولكني مؤتمن، فقال له رسول الله (: (فهل من شاة حائل لم ينـز عليها الفحل). فقال: نعم، ثم أعطاه شاة ليس في ضرعها لبن، فمسح رسول الله ( ضرعها بيده الشريفة، وهو يتمتم ببعض الكلمات، فنزل اللبن بإذن الله، فحلبه الرسول ( بيده في إناء، وشرب، وسقى أبا بكر، ثم قال النبي ( للضرع: (اقلص)، فجف منه اللبن، فقال عبد الله في دهشة وتعجب: علمني من هذا القول الذي قلته. فنظر إليه رسول الله ( في رفق ومسح على رأسه، وصدره وقال له: (إنك غُليِّم معلم)، ثم تركه وانصرف. [أحمد].
    سرت أنوار الهداية في عروق ابن مسعود، فعاد إلى سيده بالغنم، ثم أسرع إلى مكة يبحث عن ذلك الرجل وصاحبه حتى وجده، وعرف أنه نبي مرسل، فأعلن ابن مسعود إسلامه بين يديه، وكان بذلك سادس ستة يدخلون في الإسلام، وذات يوم، اجتمع أصحاب النبي (، فقالوا: والله ما سمعت قريش هذا القرآن يجهر لها به قط، فمن رجل يسمعهموه؟ فقام عبد الله، وقال: أنا. فقالوا له: إنا نخشاهم عليك، إنما نريد رجلاً له عشيرة يمنعونه من القوم إن أرادوه. قال: دعوني، فإن الله سيمنعني. ثم ذهب إلى الكعبة، وكان في وقت الضحى، فجلس ورفع صوته بالقرآن، وقرأ مسترسلاً: {بسم الله الرحمن الرحيم. الرحمن . علم القرآن} [الرحمن: 1-2]، فنظر إليه أهل مكة في تعجب ودهشة، فمن يجرؤ على أن يفعل ذلك في ناديهم؟ وأمام أعينهم؟! فقالوا في دهشة: ماذا يقول ابن أم عبد؟! ثم أنصتوا جيدًا إلى قوله، وقالوا في غضب: إنه ليتلو بعض ما جاء به محمد، ثم قاموا إليه، وضربوه ضربًا شديدًا، وهو يستمر في قراءته حتى أجهده الضرب، وبلغ منه الأذى مبلغًا عظيمًا، فكفَّ عن القراءة، فتركه أهل مكة وهم لا يشكون في موته، فقام إليه أصحابه، وقد أثَّر الضرب في وجهه وجسده، فقالوا له: هذا الذي خشينا عليك. فقال: ما كان أعداء الله أهون عليَّ منهم الآن، ولئن شئتم لأغادينهم بمثلها غدًا (أي أفعل ذلك مرة أخرى)، قالوا: لا، لقد أسمعتهم ما يكرهون.
    وآخى رسول الله ( بينه وبين الزبير بن العوام -رضي الله عنه- في المدينة، وكان ابن مسعود من أحرص المسلمين على الجهاد في سبيل الله، شارك في جميع غزوات المسلمين، ويوم بدر ذهب عبد الله إلى رسول الله ( مبشرًا له، وقال: يا رسول الله، أني قتلت أبا جهل، ففرح بذلك رسول الله (، ووهبه سيف أبي جهل مكافأة له على ذلك.
    وكان ابن مسعود أعلم أصحاب رسول الله بقراءة القرآن، ومن أنداهم صوتًا به، ولذا كان رسول الله ( يقول: (استقرئوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل) [البخاري].
    وقال (: (من سره أن يقرأ القرآن غضًّا كما أنزل، فليقرأه على قراءة ابن أم عبد) [البزار].
    وكان رسول الله ( يحب سماع القرآن منه، فقال له ذات مرة: (اقرأ عليَّ)، فقال عبد الله: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: (أني أحب أن أسمعه من غيري)، فقرأ ابن مسعود من سورة النساء حتى وصل إلى قوله تعالى: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا} [النساء: 14]، فبكى رسول الله ( وقال: (حسبك الآن) [البخاري].
    وكان ابن مسعود يقول: أخذت من فم رسول الله ( سبعين سورة. وكان يقول عن نفسه كذلك: أني لأعلم الصحابة بكتاب الله، وما أنا بخيرهم، وما في كتاب الله سورة ولا آية إلا وأنا أعلم فيما نزلت ومتى نزلت.
    وكان عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- يقول: كان النبي ( يعرض القرآن على جبريل في كل عام مرة، فلما كان العام الذي مات فيه النبي ( عرضه عليه مرتين، وحضر ذلك عبد الله بن مسعود، فعلم ما نسخ من ذلك وما بدل.
    وكان النبي يحبه ويقربه منه، ويدنيه ويقول له: (إذنك عليَّ أن يرفع الحجاب، وأن تستمع سوادي (أسراري) حتى أنهاك) [مسلم]. فسمي عبد الله بن مسعود منذ ذلك اليوم بصاحب السواد والسواك، وقد بشره رسول الله ( بالجنة، وكان يقول عنه: لو كنت مؤمرًا أحدًا (أي مستخلفًا أحدًا) من غير مشورة منهم لأمرت (أي استخلفت) عليهم ابن أم عبد) [الترمذي].
    ويروى أن رسول الله ( أمر عبد الله بن مسعود أن يصعد شجرة فيأتيه بشيء منها، فلما رأى أصحابه ساقيه ضحكوا، فقال (: (ما تضحكون؟ لَرِجْلُ عبد الله أثقل في الميزان يوم القيامة من أحد)
    [أحمد وابن سعد وأبو نعيم].
    وكان عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عالما حكيمًا، ومن أقواله المأثورة قوله: أيها الناس، عليكم بالطاعة والجماعة، فإنها حبل الله الذي أمر به، وإن ما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة. وكان -رضي الله عنه- يقول: أني لأمقت (أكره) الرجل إذ أراه فارغًا، ليس في شيء من عمل الدنيا ولا عمل الآخرة.
    وعندما مرض عبد الله بن مسعود مرض الموت، دخل عليه أمير المؤمنين عثمان بن عفان -رضي الله عنه- يزوره، وقال له: أنأمر لك بطبيب؟ فقال عبد الله: الطبيب أمرضني. فقال عثمان: نأمر لبناتك بمال، وكان عنده تسع بنات، فقال عبد الله: لا، أني علمتهن سورة، ولقد سمعت رسول الله ( يقول: (من قرأ سورة الواقعة لا تصيبه الفاقة أبدًا) [ابن عساكر].
    ويلقى ابن مسعود ربه على ذلك الإيمان الصادق، واليقين الثابت، طامعًا فيما عند الله، زاهدًا في نعيم الدنيا الزائف، فيموت -رضي الله عنه- سنة (32 هـ)، وعمره قد تجاوز (60) عامًا ويدفن بالبقيع.

  12. #72

    الصورة الرمزية فارس الاسلام

    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المـشـــاركــات
    776
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: (متجدد) ... من هو الصحابي

    السؤال السابع عشر:

    من هو الشهيد الطيار ؟

  13. #73

    الصورة الرمزية سعود سعد

    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المـشـــاركــات
    779
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: (متجدد) ... من هو الصحابي

    الإجابة :..
    ..~{ جعفر بن أبي طالب }~..
    - رضي الله عنه -

  14. #74

    الصورة الرمزية KIIIX

    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المـشـــاركــات
    395
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: (متجدد) ... من هو الصحابي

    ... إجابة السؤال هي جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ...
    ... وشكرررررررااااا ...

  15. #75

    الصورة الرمزية Emely Chan

    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المـشـــاركــات
    298
    الــــدولــــــــة
    ايطاليا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: (متجدد) ... من هو الصحابي

    جعفر بن أبي طالب ..وقد بشره رسول الله


  16. #76

    الصورة الرمزية فارس الاسلام

    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المـشـــاركــات
    776
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: (متجدد) ... من هو الصحابي

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    جزاكم الله كل خير اخى سعود و اختى KIIIX و اختى ايملي
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعود كوم


    الإجابة :..


    ..~{ جعفر بن أبي طالب }~..


    - رضي الله عنه -





    ما شاء الله الاجابة صحيحة
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة KIIIX

    ... إجابة السؤال هي جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ...

    ... وشكرررررررااااا ...
    ما شاء الله الاجابة صحيحة
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Emely chan
    جعفر بن أبي طالب ..وقد بشره رسول الله
    ما شاء الله الاجابة صحيحة

    اليكم بعض المعلومات عنه رضي الله عنه


    هو جعفر بن أبي طالب بن عبدالمطّلب بن هاشم بن عبدمَناف



    أُمّه:

    فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبدمَناف.

    إخوته: عليٌّ أمير المؤمنين عليه السّلام، وعقيل، وطالب.

    زوجته:
    أسماء بنت عُمَيس رضوان الله عليها.
    وُلِد جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه بمكّة المكرّمة بعد عام الفيل بعشرين سنة، وكان من المسلمين الأوائل.. حيث كان ثالثَ ثلاثة:
    وقد أجمع المؤرّخون والرجاليّون على أنّ جعفر الطيّار ابن أبي طالب عليه السّلام كان من السبّاقين إلى الإسلام، الذين بُشِّروا بقوله تعالى: والسّابِقُونَ السّابِقُونَ * أُولئكَ المُقَرَّبونَ * في جَنّاتِ النَّعيمِ * ثُلَّةٌ مِنَ الأوَّلينَ * وقَليلٌ مِنَ الآخِرينَ .
    قد حَمَل رايةَ الجهاد عشرين عاماً، وهاجَرَ في سبيل الله الهِجرتَين، واستُشهِد من أجل إعلاء كلمة الله تبارك وتعالى ؟!
    ودوّن ابنُ الأثير هاتين الروايتين عن رسول الله صلّى الله عليه وآله، قال: أمّا أنتَ ـ يا جعفر ـ فأشبهتَ خَلْقي وخُلُقي، وأنت مِن عترتي التي أنا منها. ـ رأيتُ جعفراً يطير في الجنّة مع الملائكة.
    روى ابن عبدالبَرّ أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله ـ وقد رأى جعفراً مُقْبِلاً من الحبشة إلى المدينة بمن معه من المسلمين ووفُد النَّجاشي، وكان المسلمون في غمرة الابتهاج بفتح خيبر ـ استقبله معانقاً إيّاه وقال: ما أدري بأيِّهِما أنا أشَدُّ فَرَحاً: أبِقُدومِ جعفر، أم بفتحِ خيبر ؟!
    خصال سامية
    في الحديث الشريف: الناس مَعادِنُ كمعادِنِ الذهب والفضة وجعفر بن أبي طالب هو من الذوات الطاهرة النبيلة، تَرفّع عن الرذائل، وتسامى مع الفضائل، وسلك سبيل الصلاح والهدى والكرامة، فجاء الوحيُ الشريف يكرّمه:
    وكان جعفر بن أبي طالب رضوان الله عليه يشبه رسولَ الله صلّى الله عليه وآله خَلْقاً وخُلُقاً. وقد كُنّي بـ: أبي عبدالله، وأبي المساكين. ولُقِّب بـ: الطيّار، وذي الجناحين. وهو أوّل مَن عقَرَ فرسَه في الإسلام.
    للظروف العصيبة التي مرّ بها رسول الله صلّى الله عليه وآله والمسلمون الأوائل، كان على البعض أن يهاجر إلى الحبشة، فهاجر إليها نيّفٌ وثمانون مسلماً بزعامة جعفر بن أبي طالب. ولقد أثار ذلك عداوة قريش وحفيظتَها، فأرسلت إلى ملك الحبشة ( النَّجاشيَّ ) وفداً مكوّناً من عمرو بن العاص وعُمارة بن الوليد محمَّلَينِ بالهدايا للملك وحاشيته، يطلبانِ بذلك أن يردّ المسلمين المهاجرين إلى قريش، فوَرَدا على الملك، وقال عمرو ـ وكان مُفاوِض قريش: أيّها الملك، إنّ قوماً منّا خالفونا في ديننا، وسَبّوا آلهتنا، وصاروا إليك، فرُدَّهم إلينا. فبعث النجاشيُّ إلى جعفر، فجاءه، فقال النجاشيّ له:
    ـ يا جعفر، ما يقول هؤلاء ؟!
    ـ أيّها الملك، وما يقولون ؟
    ـ يسألوني أن أردَّكم إليهم.
    ـ أيّها الملك، سَلْهم أعبيدٌ نحن لهم ؟
    فقال عمرو: لا، بل أحرارٌ كرام.
    قال جعفر: فسَلْهم، ألَهُم دُيونٌ يطالبوننا بها ؟
    قال عمرو: لا، ما لنا عليكم ديون.
    قال جعفر: فلكم في أعناقنا دماء تُطالبوننا بِذُحول ؟
    قال عمرو: لا.
    قال: فما تريدون منّا ؟! آذَيتمونا فخرجنا من بلادكم.
    فقال عمرو: أيّها الملك، خالَفونا في ديننا، وسَبُّوا آلهتنا، وأفسَدوا شبابنا، وفرّقوا جماعتنا،فرُدَّهم إلينا لنجمع أمرَنا.
    فقال جعفر: نعم أيّها الملك، خالفَناهم.. إن الله تعالى بعث فينا نبيّاً أمر بـ: خلْعِ الأنداد وتركِ الاستقسام بالأزلام، وأمَرَنا بالصلاة والزكاة.. وحَرَّم: الظلمَ والجور وسفكَ الدماء بغير حقّها، والزنا والربا والمِيتةَ والدم، وأمرَنا بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القُربى، ونهى عن الفحشاء والمنكر والبغي.
    فقال النجاشي: بهذا بعَثَ اللهُ عيسى.. يا جعفر،هل تَحفَظ ممّا أنزَلَ الله تعالى على نبيّك شيئاً ؟
    قال: نعم.
    فقرأ جعفر على النجاشيّ سورة مريم.. فلمّا بلغ قولَه تعالى: وَهُزّي إلَيك بِجِذْع النَّخلةِ تُساقِطْ عَلَيكِ رُطَباً جَنِيّاً ، بكى النجاشيّ وقال: هذا ـ والله ـ هو الحقّ.
    وأنزلَ اللهُ تعالى في ذلك: وإذا سَمِعوا ما أُنزِلَ إلى الرسولِ تَرَى أعيُنَهُم تَفيضُ مِنَ الدُّمعِ مِمّا عَرَفُوا مِن الحقِّ يَقولونَ رَبَّنا آمَنّا فآكتُبْنا مَعَ الشاهدين .
    وتفشل مؤامرةُ قريش، وقد تساءل النجاشيّ عن الإسلام أراد أن يعرف معالمَه وقد شغله ذلك، فأجابه جعفر مستعرضاً ظروف مكّة والعرب والحياة الجديدة قائلاً:
    إنّ هؤلاء على شرِّ دِينٍ.. يَعبدون الحجارة ويُصلّون للأصنام، ويقطعون الأرحام، ويستعملون الظلم، ويستحلّون المحارم. وإنّ الله بعث فينا نبيّاً مِن أعظمنا قَدْراً، وأشرفِنا سراراً ( أي نَسَباً )، وأصدَقِنا لَهجةً، وأعزِّنا بيتاً.. فأمَرَ عن الله بتركِ عبادة الأوثان، واجتنابِ المظالم والمحارم، والعملِ بالحقّ، والعبادةِ لله وحده.
    فردّ النجاشيّ على عمروٍ وعمارة هداياهما وقال: أدفعُ إليكم قوماً في جواري على دين الحقّ، وأنتم على دين الباطل ؟!
    ودار بحثٌ عقائديّ بين عمروٍ وعمارة من جهة، وجعفر بن أبي طالب رضوان الله عليه من جهة ثانية، والنجاشيّ يتابع الأمر وقد تناول موضوع السيّد المسيح وأمّه مريم عليهما الصلاة والسلام، انتهى ذلك البحث بتفوّق جعفر، كذلك انتهى الموضوع بخيبة عمرو وعمارة وإخفاق المؤامرة. وأقام المسلمون بأرض الحبشة حتّى وُلِد لهم الأولاد، فكان جميع أولاد جعفر قد وُلِدوا في أرض الحبشة، وعاشوا في أمنٍ وسلام.
    هذا، وقد أسلم النجاشيّ على يَدَي جعفر بن أبي طالب، وكذا جماعة من أتباع النجاشيّ صرّح بذلك ابن حجر العسقلانيّ في كتابه ( الإصابة في تمييز الصحابة 86:2 ). وكان من النجاشيّ أن راسَلَ رسولَ الله صلّى الله عليه وآله، وبَعَث إليه بالهدايا كرامةً ومحبّة، كذا بعث إليه بثلاثين قِسّيساً لينظروا في كلامه صلّى الله عليه وآله وآدابه، فوافَوا المدينة، ودعاهم رسول الله صلّى الله عليه وآله إلى الإسلام فآمَنوا، وعادُوا إلى النجاشيّ.. ومن هناك انتشر الإسلام في تلك الربوع إلى يومنا هذا.
    وكان رسول الله صلّى الله عليه وآله قد أخذ ـ بعد فتح مكّة ـ يُراسل ملوكَ العالَم يدعوهم إلى الإسلام، ومنهم ملك بُصرى إذْ أرسل إليه الحرثَ بن عُمَير الأزديّ، فعرض له شُرَحبيلُ بن عمرو فقتله بعد أن عَرَفه أنّه من رُسُل النبيّ صلّى الله عليه وآله، فكان ذلك بداية للحرب.
    حينذاك أرسل صلّى الله عليه وآله جيشاً مكوّناً من ثلاثة آلاف مقاتل، عليهم جعفر بن أبي طالب، فإنْ أُصيب فزيد بن حارثة، فإن أُصيب فعبدُ الله بن رَواحة. وكان الملتقى في البَلْقاء شرقَ نهر الأُردنّ عند « مُؤْتة » حيث جيشُ الروم وعدّتُه مائتا ألفِ مقاتل، فتكون النسبة واحداً إلى سبعين، ومع ذلك قرّر المسلمون القتالَ ومُنازلةَ العدوّ على رغم قلّتهم.. ثلاثة آلاف مقابل مائتي ألف!
    ويتقابل الجيشان.. وتنشب المعركة، فما كان من جعفر إلاّ أن قطع عُرقوبَ فَرَسِه؛ تشجيعاً منه لجيشه وهو قائده، فكان أوّلَ مَن عَرْقبَ فَرَسَه في الإسلام. وتشتدّ المعركة واللواء بيد جعفر وهو يزحف بالمسلمين على قلّتهم، وتتساقط عُلوج الروم وهو يرتجز قائلاً:
    يا حَبّذا الجنّـةُ واقتِرابُـها طيّبـةٌ وبـاردٌ شَـرابُـها
    والرومُ رومٌ قد دَنا عذابُها كافـرةٌ، بَعيدةٌ أنسـابُـها
    حتّى قُطِعت يمينُه، فأخَذ السيفَ ( أو الراية ) بشماله، حتّى إذا قُطعت شماله ضَمَّ الرايةَ إلى صدره ختّى سقط صريعاً شهيداً.. فتناول اللواءَ منه زيدُ بن حارثة، فلمّا استُشهِد تناوله عبدُالله بن رواحة.

    والتُمِس جعفر من بين الشهداء.. فوُجِدَ فيما أقبل مِن جسمه بضعٌ وتسعون بين طعنةٍ ورمية.



    التعديل الأخير تم بواسطة فارس الاسلام ; 17-4-2009 الساعة 10:58 PM

  17. #77

    الصورة الرمزية فارس الاسلام

    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المـشـــاركــات
    776
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: (متجدد) ... من هو الصحابي

    السؤال الثامن عشر:

    من هو الصحابى الذى لقب بالبحر؟ و ما هى القابه الاخرى؟

  18. #78

    الصورة الرمزية Dark . Hell

    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    المـشـــاركــات
    280
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: (متجدد) ... من هو الصحابي

    الأجابة ((عبدالله بن عباس رضي الله عنه))
    حبر الامة
    ترجمان القرآن



  19. #79

    الصورة الرمزية وائـــــلكو

    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المـشـــاركــات
    125
    الــــدولــــــــة
    اليمن
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: (متجدد) ... من هو الصحابي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Dark . Hell مشاهدة المشاركة
    الأجابة ((عبدالله بن عباس رضي الله عنه))
    حبر الامة
    ترجمان القرآن


    اقول مثل ما قال أخي Dark . Hell جزاه الله خير

    وكل هذا لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - دعا له وقال :
    "اللهم فقهُ في الدين وعلمهُ التأويل"
    التعديل الأخير تم بواسطة وائـــــلكو ; 18-4-2009 الساعة 12:57 PM

  20. #80

    الصورة الرمزية قمر الكون

    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المـشـــاركــات
    842
    الــــدولــــــــة
    -
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: (متجدد) ... من هو الصحابي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Dark . Hell مشاهدة المشاركة
    الأجابة ((عبدالله بن عباس رضي الله عنه))
    حبر الامة
    ترجمان القرآن

    ما شاء الله الاجابة صحيحة



    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وائـــــلكو مشاهدة المشاركة
    اقول مثل ما قال أخي Dark . Hell جزاه الله خير

    وكل هذا لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - دعا له وقال :
    "اللهم فقهُ في الدين وعلمهُ التأويل"
    ما شاء الله الاجابة صحيحة

    وبارك الله فيكم وزادكم علما

    وهذه معلومات عنه


    عبد الله بن عباس

    يكنى أبا العباس وهو حبر الأمة، ولد قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بثلاث سنين . وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وله ثلاث عشرة سنة ، ولد وبنو عبد المطلب في الشعب ، فجاء به أبوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقبله ومسح وجهه ورأسه ودعا له، فقال: اللهم املأ جوفه فهما وعلما، واجعله من عبادك الصالحين، ثم قال: يا عم، هذا عن قليل حبر امتي وفقيهها والمؤدي لتأويل التنزيل .
    وكان عبد الله بن عباس مقدما عند أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله تعالى عنهم، وحج بالناس سنة خمس وثلاثين بأمر عثمان وعثمان محصور، وولاه علي بن أبي طالب البصرة وشخص معه إلى صفين، ثم رجع إليها واليا عليها،

    قال ابن عباس: كنت في حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم مراهقا للحلم.

    و يقول ابن عباس: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في بيت ميمونة، قال: فوضعت له وضوءا من الليل، فقالت ميمونة: يا رسول الله وضع لك هذا ابن عباس، فقال: اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل.

    و عن طاووس قال: ادركت سبعين شيخا من أصحاب محمد فتركتهم وانقطعت إلى هذا الفتى، يعني ابن عباس، فاستغنيت به.

    قال مسروق: كنت إذا رأيت ابن عباس قلت أجمل الناس، فاذا تكلم قلت أفصح الناس، فاذا حدث قلت أعلم الناس.
    و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا غلام - أو يا غليم - الا أعلمك شيئا ينفعك الله به، احفظ الله يحفظك، اذكر الله يذكرك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واذا سألت فاسأل الله، واذا استعنت فاستعن بالله، واعلم ان النصر مع اليقين، وان الفرج مع الكرب، وان مع العسر يسرا، وانه لو اجتمع الخلائق على ان يعطوك شيئا لم يقضه الله لك لم يستطيعوا، ولو اجتمعوا على أن يمنعوك شيئا قضاه الله لم يستطيعوا.

    عن مجاهد قال: ما سمعت فتيا أحسن من فتيا ابن عباس إلا أن يقول: قال رسول الله.
    قال مجاهد: كنت إذا رأيت ابن عباس يفسر القرآن أبصرت على وجهه نورا.

    قال عطاء بن أبي رباح: ما رأيت مجلسا أكرم من مجلس ابن عباس، لا أعظم جفنة ولا أكثر علما، أصحاب القرآن في ناحية، وأصحاب الفقه في ناحية، وأصحاب الشعر في ناحية، يوردهم في واد رحب.

    و كان ابن عباس يسأل عن القرآن فيقول: هو كذا، أما سمعتم الشاعر يقول كذا?

    قال ابن عباس: كان عمر يأذن لأهل بدر ويأذن لي معهم، فذكر أنه سأله وسألهم فأجابه، فقال لهم: كيف تلومونني على ابن عباس بعد ما ترون? و كان عمر وعثمان يدعوان ابن عباس مع أهل بدر، وكان يفتي في عهد عثمان إلى أن مات.

    كان ابن عباس اذا سئل عن الأمر فكان في القرآن أخبر به، فان لم يكن في القرآن وكان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر به، فان لم يكن في القرآن ولا عن رسول الله وكان عن أبي بكر وعمر أخبر به، فإن لم يكن في شيء من ذلك اجتهد رأيه.

    قال ابن عباس: سلوني عن التفسير فإن ربي وهب لي لسانا سؤولا، وقلبا عقولا.

    كان عبد الله بن عباس يسمى البحر لكثرة علمه.
    وجد ناس من المهاجرين على عمر بن الخطاب في إدنائه ابن عباس دونهم، فقال عمر: اما إني سأريكم اليوم منه ما تعرفون به فضله، فسألهم عن هذه السورة اذا جاء نصر الله والفتح فقال بعضهم: أمر الله نبيه اذا رأى الناس يدخلون في دين الله افواجا أن يحمده على ذلك ويستغفره، فقال عمر: يا بن عباس تكلم، فقال أعلمه أنه ميت، يقول: "إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا" فهي آتيك في الموت، ثم سألهم عن ليلة القدر فأكثروا القول فيها، فقال بعضهم: ليلة احدى وعشرين، وقال بعضهم: ليلة ثلاث وعشرين، وقال بعضهم: ليلة سبع وعشرين، فقال لابن عباس: تكلم، فقال ابن عباس: إن الله وتر يحب الوتر، خلق السموات سبعا والأرضين سبعا، وجعل عدة الأيام سبعة، وجعل الانسان من سبع، فقال: "ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين" ثم جعل رزق الانسان من سبع فقال "أنا صببنا الماء صبا ثم شققنا الأرض شقا فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا متاعا لكم ولأنعامكم فاما السبعة فمتاع لبني آدم، وأما الأب فهو ما تنبت الأرض للانعام، وما نراها إن شاء الله إلا لثلاث وعشرين تمضي ولسبع يبقين، فقال عمر: كيف تلومونني على ابن عباس?

    أول من عرف بالبصرة ابن عباس، وكان كثير العلم، قرأ سورة البقرة ففسرها آية آية وحرفا حرفا.
    و يقول ابن عباس: من حلم ساد ومن تفهم ازداد.

    و كان ابن عباس في سفر حين نعي اليه أخوه قثم ، فاسترجع ثم عدل عن الطريق فأناخ راحلته وصلى ركعتين أطال فيهما، ثم عاد إلى راحلته فركبها، فقيل له: ما رأينا كما فعلت، فقال: أما سمعتم الله يقول: "واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين."

    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصف عبد الله وعبيد الله وكثيرا بني العباس ويقول: "من سبق إلي فله كذا، فيستبقون إليه ويقعون على صدره وظهره فيقبلهم ويلتزمهم."

    قال ابن عمر: ابن عباس أعلم الناس بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.

    لقد كان ابن عباس من الاسلام بمكان، ومن علم القرآن بمنزلة رفيعة، وكان عمر إذا ذكره قال: ذاكم كهل الفتيان.

    خلا عمر بن الخطاب يوما ففكر كيف تختلف الامة ونبيها واحد وقبلتها واحدة وكتابها واحد، فدعا ابن عباس فسأله عن ذلك فقال ابن عباس: أنزل القرآن علينا فقرأناه وعلمناه فيما نزل، وسيكون بعدنا أقوام يقرأونه ولا يدرون فيما نزل فيكون لهم فيه رأي، فإذا كان ذلك اختلفوا، فزبره عمر، ثم إنه أرسل إليه فقال: أعد علي قولك، فأعاده فعرف عمر صوابه وأعجبه.

    وقال حسان بن ثابت الانصاري في عبد الله بن العباس:

    اذا قال لم يترك مـقـالا لـقـائلبمنتظمات لا ترى بينها فـصـلا كفى وشفى ما في النفوس ولم يدعلذي إربة في القول جدا ولا هزلا سموت إلى العليا بغـير مـشـقةفنلت ذراها لا دنـيا ولا وغـلا

    قال ابن عباس: إياك والكلام فيما يعنيك إذا كان في غير موضعه، ولا تمار سفيها ولا حليما، فان السفيه يؤذيك وإن الحليم يقليك، واذكر أخاك في غيبته بما تحب أن يذكرك به، ودعه مما تحب أن يدعك منه.

    لما وقع في عين ابن عباس الماء أراد أن يتعالج منه فقيل له: إنك تمكث كذا وكذا يوما لا تصلي إلا مضطجعا فكره ذلك.

    قال ابن عباس: لجليسي عندي ثلاث إذا أقبل رحبت به، وإذا قعد أوسعت له، وإذا تحدث أنصت لحديثه واستمعت منه.

    سأل ابن عباس بعض أصحابه عن شيء فقال: لا أدري، فقال ابن عباس: أحسنت، كان يقال: إن قول لا أدري نصف العلم.

    كان عبد الله بن عباس مديد القامة جيد الهامة، مستدير الوجه، جميله أبيضه، وليس بالمفرط البياض، سبط اللحية، في أنفه قنى، معتدل الجسم، وكان أحسن الناس عينا قبل أن يكف بصره، وكف قبل موته بست سنين أو نحوها، وتوفي بالطائف سنة ثمان وستين وهو ابن إحدى وسبعين سنة وأشهر، أو اثنتين وسبعين، وصلى عليه ابن الحنفية ، وكان مرضه ثمانية أيام .

    وقال الواقدي وغيره: نزل في قبر عبد الله بن العباس وتولى دفنه علي بن عبد الله ومحمد بن الحنفية والعباس بن محمد بن عبد الله بن العباس، وصفوان، وكريب، وعكرمة، وأبو معبد مواليه.

صفحة 4 من 26 الأولىالأولى 1234567891011121314 ... الأخيرةالأخيرة

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...