لقد ذهبوا!ذهبوا جميعاً ولم يبق أحد......
ذهبوا وتركوني وحيداً يعتصرني الألم وأعاني الشعور بالوحدة القاتلة وحدي...
لماذا؟!
صرخت قائلاً :لا !لا تفعلوا بي هذا ، لا تتركوني وحيداً ،كيف تفعلون بي هذا؟؟
ملاذي حدث لي ؟ ترنحت في مكاني ،شعرت وكأنها نهاية العالم..
نظرت إلى السماء من فوقي فوجد ت القمر وقد توارى خلف سحب سوداء قاتمة،والنجوم وقد غطتها
ظلمة الليل الحالكة وقد لف العالم وشاح أسود كئيب...حتى نور الحياة أبى أن يظهر وحتى شمس الحياة خشيت أن
أن تسطع....أو هكذا قد تخيلتها؟؟!!!
يجب علي أن أقوم بدفنهم...بدت تلك العبارة وكأنها قد خرجت من شفتا أحد غيري..فلا يمكن أن أكون أنا
من قالها ..لا،إنه أنا فعلاً..لاااا صرخت بالكلمة على أمل أن يمنحني صوتي المرتفع إحساساً زائفاً بالأمان...
ولكن على العكس لقد زاد من شعوري بالوحدة عندما تردد بين ثنايا العالم يشق سكون الليل.....
نظرت إلى الأرض من أسفلي فوجدتها أرضُ جدباء لا أثر لكائن كان فيها..قد اختفى الأحياء من عليها ولم يبق سوى شبح الموت يخيم عليها....أو هكذا تخيلتها؟!!
نظرت إلى جواري ، وارتجف جسدي ، وبدا وكأن قدماي تحمل مالا طاقة لها بحمله..
فجثوت على ركبتاي لأقترب أكثر وأكثر منهم ، أخذت أتأمل وجوههم البيضاء ، أبي، أمي أختي الصغرى، بدا وكأن شعاع نور
من أنقا ما عرفته الأرض يشع من أجسادهم ...مددت يدي وأمسكت بكف أمي لأحتضنه بين كفاي..
كانت دافئة جداً وكأنها لا زالت على قيد الحياة...
لم أتمالك نفسي فسالت دموعي سريعة وثخينة تجري على وجنتاي....وبدأ المطر ينهر من حولي ،واختلطت
دموعي بقطرات المطر لتستقر على الأرض كحبات اللؤلؤ البيضاء ..بدا وكأن السماء تشاطرني أحزاني!!
حملتهم بين ذراعاي المخدرتان ، الواحد تلو الآخر ،وعندما وضعتهم داخل غرفهم أسفل الرمال ..
بدو وكأنهم نائمون بسلام في أسرتهم الرملية....
لطالما تشاركنا في أحزاننا وأفراحنا، دموعنا وضحكاتنا....ولكنه انتهى الآن!!
كل ذلك انتهى وأصبح لا يتعدى مجرد سراب لا وجود له في هذا العالم...
شاهدت كيف تبتلع الرمال أجسادهم وتحتويها..تلك آخر لحظاتي التي سأقضيها معكم أحبائي..
وضعت المجرفة من يدي ، ونظرت للمرة الأخيرة إلى أجسادهم في خيالي....
وانطلقت من بين شفتاي (وداعاً)..
ثم استدرت وبدأت خطواتي تتجه إلى الجانب الذي لن يكون بمقدوري أن أراهم فيه مرةً أخرى
غادرت بهدوء ودموعي لا زالت تغرق وجهي....
صحيح أن رمال الحياة قد ابتلعتكم .. لكن رمال الزمان لن تفعل وسيظل خيالكم دائماً وأبداً داخل جدار ذكرياتي
لا يفارقه لحظة واحدة......
ابنتكم المحبة لكم للأبد..........
لينزي.......

رد مع اقتباس

.gif)
ـرايا 

المفضلات