ظل عمر يطلق النار حتى أرداهم جميعا
ولم تتوقف أصابعه عن الضغط على الزناد الا عندما فرغ سلاحه تماما
ألقى بسلاحه من بين يديه
وعاد الى صديقه وحمل رأسه بين يديه وأسندها الى ساقه
ووضع يده على صدره محاولا ايقاف الدماء التى سالت بغزاره
وهو يقول والأسى والأم يقطر من كلماته:
مالك .. صديقى..اطمئن .. انت بخير ..
هأنقلك المعسكر وهايعالجوك, لازم يعالجوك
ابتسم مالك كعادته ولكن ابتسامته هذه المره كانت شاحبة,
وانتصر الألم على ملامح وجهه الباسم دائما,
لكنه تماسك من اجل صديقه وقال :
لماذا أرى وجهك عابسا ..
ابتسم يا صديقى.. هل...
غلبه الألم فصمت قليلا ثم قال :
هل تريدنى أن أغيظك وأغنى لك في ليلة مولد الذئب
حاول الضحك لكنه لم يستطيع :
يبدو أنك ستعود للبيت بدونى
سالت دموع عمر غزيره وهو يقول بصوت حزين :
اسكت ..ما تقلش كده ..
هاترجع معايا, مش ممكن أرجع من غيرك أبدا ..
هاترجع معايا,
انت فاهم
مش ها تموت أبدا
مالك بضعف :
كلنا سنموت يا صديقى.. المهم هو كيف سنموت؟
أوصيك بأمى وزهرة والصغيرين ..
وأخبر أبى أننى أصبحت ذئبا يفخر به
انتحب عمر وتساقطت دموعه وقال بعناد :
لا ..مش ها تموت يا صديقى ..
هاتفضل معايا لحد ما تحقق أحلامك..هانحقق أحلامنا سوا, فاكر؟
أحلامنا يا مالك ..هانحقق أحلامنا سوا
مالك :سامحنى يا صديقى ..لأننى أخفيت عنك أكبر حلم فى حياتى..
انه حلم تتضاءل بجانبه كل الأحلام
حلمى أن أموت شهيدا وأكون مع أخواى فى الجنه
عمر بحسره :لا.. مالك .. ماتسيبنيش لوحدى ..
انت صديقى الوحيد
لم يرد مالك, ولكن شخص بصره الى السماء وقال بشرود :
شامل.. خالد.. اشتقت اليكما
يصمت قليلا ثم يقول : ماذا تريدنى أن أقول يا خالد؟
يتلفت عمر حوله فلا يجد مخلوق غيرهما
فيعقد حاجبيه وهو يراقبه بدهشه صامتا
يرفع مالك سبابته اليمنى الى السماء ويقول :
أشهد أن لا اله الا الله ... وأشهد أن محمدا رسول الله
وتفيض روحه الى بارئها فتسقط يده وتتعلق عيناه بالسماء
وتستقر على وجهه الطفولى الجميل أروع ابتسامه
يمكن أن يراها انسان
صرخ عمر بلوعه وهو يحتضنه بقوه:
ماااااااالك ..أخويا .. صديقى .. حبيبى ..
ماتسيبنيش لوحدى
لازم ترجع معايا ..
لازم نرجع البيت سوا, مش هارجع من غيرك
.
.
المفضلات