موسوعة القصص الاسلامية

[ منتدى نور على نور ]


صفحة 8 من 10 الأولىالأولى 12345678910 الأخيرةالأخيرة
النتائج 141 إلى 160 من 191
  1. #141

    الصورة الرمزية عُبيدة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    4,267
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: موسوعة القصص الاسلامية

    فتاة تابت إلى الله
    إخواني في الله أود أن أقول لكم قصتي التي حدثت قبل فتره وجيزة واقسم بالله أنها حقيقية وقد حدثت معي شخصياً ..
    كنت فتاه جميله جدا وجامعيه وأتمتع بأجمل الصفات والحمدلله وأحب الأغاني جدا بل صرت أتعلم الرقص وأشاهد التلفاز ليلا ونهارا مع بعضالأفلام الخليعة وتابعت بالماسنجر وهو دار الفساد الذي جعلني مدمنته وجعلني أتكلم مع الشباب عن طريقه ..
    وفي مرة كنت أريدأن أتكلم مع شاب عن الماسنجر ولكن تذكرت أني قد وعدت ربي علىأني لن أتكلم مع أي شاب بالماسنجر ولكني كنت أحب ابن عمتي وأتحدث معه وأنسى انه غيرمحرم لي ..وكنت أعيش بهذا الفساد واشعر بان دنيتي مظلمة ..
    كنت دائمة البكاء والحزن مندون أي سبب واكره دنيتي مع أني أتمتع بأجمل الأشياء وكنت أتبرج عندما اخرج لأظهرجمالي وافرح عندما أرى عيون الشباب تتبعني وعلي ظني بأنني أجذبهم إلي ..
    ماذا حدث لي فجأة ؟!؟!
    حلمت مره باني رأيت النار وعندما سألت ما هذه النار المخيفة وكان جزء منه فقطفاخبروني بأنه جزء بسيط من نار الآخرة .. وأنا سأكون داخله فشعرت بالخوف واستيقظتوأهملت الحلم ..
    وفي مرة أخرى حلمت باني غارقة في الماء وسألت الشيخ فقال لي باني غارقة بسيئاتيواني علي الانتباه فهذا كان بداية لالتزامي وتفكري بان هذه الدنيا دار فناء وانيسأموت في يوم من الأيام .. فلماذا لا احدد مصيري أهو الجنة أو النار ..
    فكرت كثيرا وقمتأول شي اسمع الأشرطة الإسلامية والتي بفضل الله ثم بفضلها تغيرت كثيرافتركت الأغاني ورافقت الصديقات المؤمنات الطائعات وتركت التبرج وحلفت بربي أنلا احف حواجبي وأصبحت لا أفارق المحاضرات بالمصلى بالجامعة وأصبحت انصحالناس بالخير ومتابعه لصلاتيبشكل دائم ..
    الحمد لله تغيرت واقسم لكم أني أحسست براحة كبيرة وأحسست باني قريبه إلى الله ... وإذا كان الشخص قريباً من ربه سيكون الله اقرب منه إليه ... فأتمنى أن تكون قصتي عبرة لكم وتعرفوا من خلالها طرق الهداية.. واتبعوا إخوتي وأخواتي هذا الطريق وبإذن الله سنكون جميعاً من أهل الجنة ..
    لنترك المعاصي فهي من الشيطان .. فهل تريدون أن تفرحوا الشيطان وتغضبوا ربكم ؟؟
    أطيعوا الله وتكفي ذنويكم ومعاصيكم التي اقترفتموها .. اتركوها فهي لن تنفعكم لا بدنياكم ولا بآخرتكم .. ولا تنسوا بأن الله واسع العطاء وشديد العقاب فتوبوا إلى الله قبل فوات الأوان !!

  2. #142

    الصورة الرمزية عُبيدة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    4,267
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: موسوعة القصص الاسلامية

    قصة إسلام موريس بوكاي
    موريس بوكاي .. من هو موريس بوكاي ؟! وما أدراك ما فعل موريس بوكاي ؟!
    إنه شامة فرنسا ورمزها الوضاء .. فلقد ولد من أبوين فرنسيين , وترعرع كما ترعرع أهله في الديانة النصرانية , ولما أنهى تعليمه الثانوي انخرط طالبا في كلية الطب في جامعة فرنسا فكان من الأوائل حتى نال شهادة الطب , وارتقى به الحال حتى أصبح أشهر وأمهر جراح عرفته فرنسا الحديثة ..

    فكان من مهارته في الجراحة قصة عجيبة قلبت له حياته وغيرت له كيانه..!

    اشتهر عن فرنسا أنها من أكثر الدول اهتماما بالآثار والتراث , وعندما تسلم الرئيس الفرنسي الاشتراكي الراحل (فرانسوا ميتران) زمام الحكم في البلاد عام 1981 طلبت فرنسا من دولة (مصر) في نهاية الثمانينات استضافة مومياء( فرعون مصر) إلى فرنسا لإجراء اختبارات وفحوصات أثرية ومعالجة .. فتم نقل جثمان أشهر طاغوت عرفته مصر.. وهناك وعلى أرض المطار اصطف الرئيس الفرنسي منحنيا هو ووزراؤه وكبار المسئولين في البلد عند سلم الطائرة ليستقبلوا فرعون مصر استقبال الملوك وكأنه مازال حيا..!
    وكأنه إلى الآن يصرخ على أهل مصر ( أنا ربكم الأعلى ) !!

    عندما انتهت مراسم الإستقبال الملكي لفرعون مصر على أرض فرنسا .. حملت مومياء الطاغوت بموكب لا يقل حفاوة عن استقباله وتم نقله إلى جناح خاص في مركز الآثار الفرنسي , ليبدأ بعدها أكبر علماء الآثار في فرنسا وأطباء الجراحة والتشريح دراسة تلك المومياء واكتشاف أسرارها, وكان رئيس الجراحين والمسئول الأول عن دراسة هذه المومياء الفرعونية هو البروفيسور موريس بوكاي ..

    كان المعالجون مهتمين في ترميم المومياء, بينما كان اهتمام رئيسهم( موريس بوكاي) عنهم مختلفا للغاية , كان يحاول أن يكتشف كيف مات هذا الملك الفرعوني , وفي ساعة متأخرة من الليل .. ظهرت نتائج تحليله النهائية ..

    لقد كانت بقايا الملح العالق في جسده أكبر دليل على أنه مات غريقا..! وأن جثته استخرجت من البحر بعد غرقه فورا, ثم أسرعوا بتحنيط جثته لينجو بدنه!

    لكن ثمة أمراً غريباً مازال يحيره وهو كيف بقيت هذه الجثة دون باقي الجثث الفرعونية المحنطة أكثر سلامة من غيرها رغم أنها استخرجت من البحر..! كان موريس بوكاي يعد تقريراً نهائيا عما كان يعتقده اكتشافاً جديداً في انتشال جثة فرعون من البحر وتحنيطها بعد غرقه مباشرة , حتى همس أحدهم في أذنه قائلا لا تتعجل فإن المسلمين يتحدثون عن غرق هذه المومياء..

    ولكنه استنكر بشدة هذا الخبر , واستغربه , فمثل هذا الاكتشاف لا يمكن معرفته إلا بتطور العلم الحديث وعبر أجهزة حاسوبية حديثة بالغة الدقة , فقال له احدهم إن قرآنهم الذي يؤمنون به يروي قصة عن غرقه وعن سلامة جثته بعد الغرق .. !

    فازداد ذهولا وأخذ يتساءل .. كيف يكون هذا وهذه المومياء لم تكتشف أصلا إلا في عام 1898 ميلادية أي قبل مائتي عام تقريبا , بينما قرآنهم موجود قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام؟!

    وكيف يستقيم في العقل هذا , والبشرية جمعاء وليس العرب فقط لم يكونوا يعلمون شيئا عن قيام قدماء المصريين بتحنيط جثث فراعنتهم إلا قبل عقود قليلة من الزمان فقط؟؟؟

    جلس موريس بوكاي ليلته محدقا بجثمان فرعون , يفكر بإمعان عما همس به صاحبه له من أن قرآن المسلمين يتحدث عن نجاة هذه الجثة بعد الغرق .. بينما كتابهم المقدس (إنجيل متى ولوقا) يتحدث عن غرق فرعون أثناء مطاردته لسيدنا موسى عليه السلام دون أن يتعرض لمصير جثمانه البتة .. وأخذ يقول في نفسه : هل يعقل أن يكون هذا المحنط أمامي هو فرعون مصر الذي كان يطارد موسى؟! وهل يعقل أن يعرف محمدهم هذا قبل أكثر من ألف عام وأنا للتو أعرفه!

    لم يستطع (موريس) أن ينام , وطلب أن يأتوا له بالتوراة فأخذ يقرأ في (سفر الخروج) من التوراة قوله : ( فرجع الماء وغطى مركبات وفرسان جميع جيش فرعون الذي دخل وراءهم في البحر لم يبق منهم ولا واحد ) .. وبقي موريس بوكاي حائراً ..
    حتى الإنجيل لم يتحدث عن نجاة هذه الجثة وبقائها سليمة بعد أن تمت معالجة جثمان فرعون وترميمه , أعادت فرنسا لمصر المومياء بتابوت زجاجي فاخر يليق بمقام فرعون!

    ولكن صاحبنا لم يهنأ له قرار ولم يهدأ له بال , منذ أن هزه الخبر الذي يتناقله المسلمون عن سلامة هذه الجثة!
    حزم أمتعته وقرر أن يسافر إلى المملكة السعودية لحضور مؤتمر طبي يتواجد فيه جمع من علماء التشريح المسلمين..

    وهناك كان أول حديث تحدثه معهم عما اكتشفه من نجاة جثة فرعون بعد الغرق .. فقام أحدهم وفتح له المصحف وأخذ يقرأ له قوله تعالى { فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون } {يونس :92}

    لقد كان وقع الآية عليه شديدا .. ورجت له نفسه رجة جعلته يقف أمام الحضور ويصرخ بأعلى صوته : لقد دخلت الإسلام وآمنت بهذا القرآن !!

    رجــع (موريس بوكاي) إلى فرنسا بغير الوجه الذى ذهب به .. وهناك مكث عشر سنوات ليس لديه شغل يشغله سوى دراسة مدى تطابق الحقائق العلمية والمكتشفة حديثا مع القرآن الكريم , والبحث عن تناقض علمي واحد مما يتحدث به القرآن ليخرج بعدها بنتيجة قوله تعالى {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد} { فصلت :43 }

    كان من ثمرة هذه السنوات التي قضاها الفرنسي موريس أن خرج بتأليف كتاب عن القرآن الكريم هز الدول الغربية قاطبة ورج علماءها رجا , لقد كان عنوان الكتاب (القرآن والتوراة والإنجيل والعلم .. دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة).. فماذا فعل هذا الكتاب؟؟

    من أول طبعة له نفد من جميع المكتبات ثم أعيدت طباعته بمئات الآلاف بعد أن ترجم من لغته الأصلية (الفرنسية) إلى العربية والإنكليزية والإندونيسية والفارسية والصرب كرواتية والتركية والأوردية والكجوراتية والألمانية ..!

    لينتشر بعدها في كل مكتبات الشرق والغرب , وصرت تجده بيد أي شاب مصري أو مغربي أو خليجي في أميركا, فهو يستخدمه ليؤثر في الفتاة التي يريد أن يرتبط بها..! فهو خير كتاب ينتزعها من النصرانية واليهودية إلى وحدانية الإسلام وكماله..

    ولقد حاول ممن طمس الله على قلوبهم وأبصارهم من علماء اليهود والنصارى أن يردوا على هذا الكتاب فلم يكتبوا سوى تهريج جدلي ومحاولات يائسة يمليها عليهم وساوس الشيطان.. وآخرهم الدكتور (وليم كامبل) في كتابه المسمى (القرآن والكتاب المقدس في نور التاريخ والعلم) فلقد شرق وغرب ولم يستطع في النهاية أن يحرز شيئا..!

    بل الأعجب من هذا أن بعض العلماء في الغرب بدأ يجهز رداً على الكتاب , فلما انغمس بقراءته أكثر وتمعن فيه زيادة .. أسلم ونطق بالشهادتين على الملأ ... فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

    يقول موريس بوكاي في مقدمة كتابه ( لقد أثارت هذه الجوانب العلمية التي يختص بها القرآن دهشتي العميقة في البداية , فلم أكن أعتقد قط بإمكان اكتشاف عدد كبير إلى هذا الحد من الدقة بموضوعات شديدة التنوع , ومطابقتها تماما للمعارف العلمية الحديثة , وذلك في نص قد كتب منذ أكثر من ثلاثة عشر قرنا!

    معاشر السادة النبلاء .. لا نجد تعليقا على تلك الديباجة الفرعونية .. سوى أن نتذكر قوله تعالى:

    {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيراً} { النساء 82 }..

    نعم والله لو كان من عند غير الله لما تحقق قوله تعالى في فرعون { فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية
    }
    كانت حقا آية إلهية في جسد فرعون البالي .. تلك الآية التي أحيت الإسلام في قلب موريس...!

  3. #143

    الصورة الرمزية عُبيدة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    4,267
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: موسوعة القصص الاسلامية

    النهاية السعيدة
    كان شابا غافلا ومعرضا ومقترا في حق نفسه وحق ربه .. لكنه رغم كل عيوبه كانت لديه خصلة جميلة وهي حرصه على مجالس الذكر .. والتي استمر على زيارتها والجلوس فيها رغم تقصيره ببعض العبادات حتى جاء اليوم الذي تموت فيه أمه فيتأثر تأثرا شديدا ويعزم على التوبة وعلى الإنابة ويلازم مجالس الذكر لكن هذه المرة مع الاستقامة والهداية ..
    يقول بعض الإخوة في ليلة من الليالي وكانت ليلة جمعة قلنا: يا فلان ما رأيك بعد صلاة الفجر بساعتين يعني الساعة السابعة نذهب لمغسلة الأموات فنغسل معهم ونشاركهم في هذا الأجر ونتعظ بما نرى فقال: نعم والله إنها فكرة طيبة وأيضا نصلي على الجنازة بعد صلاة الجمعة ثم نذهب إلى المقبرة وأزور قبر أمي.. اتفقوا على هذا وتفرقوا عليه..

    يقول أحد الإخوة خرجت بعد صلاة الفجر وإذا بسيارة الإسعاف عند بيته فخفت وذهبت مباشرة إلى باب بيته فوجدت قريبا له قلت ماذا حدث ماذا حصل؟ قال: زميلكم فلان انتقل إلى رحمة الله .. يا فلان قل كلاما غير هذا·· بالأمس كان معنا اتفقنا في هذا اليوم أن نذهب إلى المغسلة والمقبرة قال نعم انه فارقكم ورجع إلى البيت فما نام وإنما فرش سجادته وصف أقدامه وقام لله عز وجل يقول فلما انتهى من قيام الليل أخذ المصحف واتكأ على الجدار وبدأ يقرأ بالقرآن حتى جاءه الموت على هذه الحالة يقول دخلنا والمصحف معه والسجادة مفروشة أمامه ..
    مات على هذه الحالة·· ففكر أخي القارئ كيف ستكون نهايتك ..
    وهبت نفسها وعرضها لله عز وجل
    أكتب لكم هذه القصة الواقعية لفتاة وهى صديقتي التي أحبها ، لقد كانت دائماً فتاة طيبة ومحترمة وجميلة وتحب الناس وتعاملهم بطيبة زائدة لكنها كانت ذكية و حذرة ... وجميع من كانوا في قريتها أحبوا أخلاقها العالية والغريبة ، وأقول غريبة لأنني لم أرى أحداً في مثل أخلاقها فهي إنسانة مثالية بمعنى الكلمة والفعل ... هي الفتاة التي تحب الله كثيراً وتعمل الخير لرضاه ... ولكنها نست أن العين حق والحسد حق فأصيبت بما لا تتوقعه !!
    أصيبت بحالة نفسية معقدة وأصبحت تحب الانعزال وتكره كل من حولها وتكره عائلتها حتى أدى بها الحال إلى مرض مزمن وبالإضافة إلى ذلك أهملت دينها بعدما كانت تهتم بكل صغيرة وكبيرة فى دينها حباً فى الله عز وجل ..
    استمر حال صديقتي هذا ثلاث سنين وهي تعانى من عين أصيبت بها ، بل مصيبة فى دينها فتراها تبكى على ما أصابها وخاصة فى دينها.. كانت قوية فى البداية ولكن توالت عليها المصائب الواحدة تلو الأخرى ، وكم حزنت عليها لأنني لم أعرف بحالتها إلا مؤخراً ولأنني كنت مسافرة للدراسة وهى لم تخبرنى بكل هذا ، ثم بدأت صديقتى تتحسن تدريجياً ودخلت الجامعة بتفوق لكن صدقوني لم تكن تدرس ولا تفتح الكتب للمذاكرة بل اعتمدت على شرح المدرسات وذكائها فقط !
    السنة الاولى من الجامعة بدت أكثر تحسنناً وذكاءاً بل أكثر جمالاً وبهاءاً وذلك لأخلاقها الجمة وشكلها الجذاب فأحبها الجميع لحسن أدبها وكانت سيرتها على كل لسان لأنها كانت مثالاً لحسن الأدب ولكن الأيام كانت تخبئ لها ما لم تكن تتوقعه !!
    حيكت ضدها مؤامرة من قبل مجموعة من البنات السيئات واتهمت مع شلة فاسدة بعدة مشاكل لكنها لم تعرف بهذا الشئ حيث قرر هؤلاء الذئاب المجردون من الإنسانية و الضمير إنهاء شرفها إلى الأبد!
    بدأت هذه الشلة الفاسدة المفسدة معها بالتدريج لكنها كانت ذكية وتحس بكل ما حولها فكانت مستعدة للتضحية بأي شيء ولكن ليس على حساب أخلاقها و كانت دائماً تقول لي أنه تأتيها أحلام غريبة تحذرنى من شئ ، فكان الله دائماً معها حيث يأتيها إلهام يخبرها عن ماهية المؤامرة المدبرة لها حتى تتجهز لها بكل ذكاء وخبرة فأمسكت مجموعة من الادلة على هذه الشلة الفاسدة ..
    لكن مع بداية السنة الجامعية الثانية أعلن رئيس الذئاب أنه تم فضاحها فى كل مكان من البلد فأصيبت صديقتي بانهيار حاد لأن كل من حولها استغل وقت مصيبتها ليتبرىء من مصيبته و يتهمها بكل شئ !!
    حزنت عليها كثيراً وكنت أشجعها على الصبر والتجلد ولكنها فقدت الثقة في كل شيء وأصبحت حزينة جداً والحزن ظاهر على وجهها وعينيها لدرجة أنني لم أرى إنساناً حزيناً بهذه الطريقة .. وكانت صديقتي المؤمنة تناجي ربها وقت الألم ، تناجى الله ، تناديه باسم الحب لأنها تحب الله ..
    أصبحت صديقتي تحكي كلاماً غريباً وللمرة الثانية انعزلت وكرهت كل شئ من حولها وأهملت دينها من شدة الحزن والتفكير فحاولت معها بكل الوسائل ولكن أين صديقتى من الإحساس و الشعور لقد كانت أشبه بالجسد الميت مع أنها خرجت بسلام من المصيبة ولم يمسسها سوء فقد كان كل ما حدث لها مجرد كلام وانحكى عنها ولم يكن صحيحاً ولكن أفتري عليها ظلماً من اناس كانت تود أن تدمرها حسداً وحقداً لأن هناك أناس يأكلها الحسد عندما تشاهد إنساناً مؤمناً خلوقاً يذكره الجميع بالخير والطيب والخلق أينما حل وحيثما وجد ..
    السؤال الآن .. ماذا فعلت صديقتى بهم حتى يدمروها ويفعلوا بها هكذا ؟!؟!؟
    من شدة الحزن الذي أصاب صديقتي قالت لى : لماذا الله ظالم؟؟؟
    اندهشت حينما سمعتها تقول هذا وقلت لها على الفور : استغفري ربك فأخذت تكرر الكلمة... وبعد أسبوعين من كلامها رأيتها تقرأ سورة ( ق ) وقالت لي لا ادري لماذا أريد أن أقرأ هذه السورة ولا ادري ما الذي يشدنى للقراءة ثم توقفت عند سورة تقول : ( وما أنا بظلام للعبيد ) توقفت صديقتى هنا وأخذت تبكى بشدة ولمدة أسبوع كامل حتى أصبحت عينيها غريبتين من شدة البكاء و الاحمرار وأصبح جسمها هزيل .... ثم قررت صديقتي أن تتجاوز محنتها وتقدم شكوى ضد هؤلاء الذئاب .. نعم استمرت خمسة أشهر في خضم هذه القضية وظهرمجموعة من الظالمين و الفاسدين وأخذوا يدافعون عن هؤلاء الذئاب ولكن الله رحيم بعباده وهو أدرى بالعبد المظلوم كما أن دعاء المظلوم مستجاب ولذلك أخذ الله بيديها و انتصرت بعون من الله عليهم ثم هدأت صديقتى وعادت للحياة الطبيعية بسعادة .. إلى أن حدث ما لم يكن متوقعاً ..!
    أصيبت صديقتي بمرض السرطان (سرطان الدم ) ..... حزنت هى كثيراً وقررت الصبر وأخذت تكتب مذكرة تحكى جميع آلامها ...هذه المرة كانت قوية واستمرة حالتها مدة أسبوعين وبضعة أيام وهي تسوء فذهبت لزيارتها وكنت متوقعة بأنني ذاهبة لزيارتها للمرة الأخيرة فأصبت بحزن شديد واكتئاب مفجع لدرجة أنني رسبت فى جميع المواد المقررة في الجامعة ورجعت إلى بلدى لأجدها الإنسانة الصبورة المؤمنة والتي قررت أن تقدم الصدقات لليتامى والفقراء وفقراء المسلمين وتبحث عن المحتاجين فى كل مكان ..
    كنت أساعدها في هذا العمل العظيم وكانت تقول لي لا تخبري أحداً أنني أنا التى كانت تتصدق فهي لا تريد أن يعرف أحد أنها هي التي تفعل هذا حتى لا تكون فتنة فى قلبها وهي التي تريد أن تُرضى الله فى الخفاء ...
    أعطتنى صديقتى مذكرة وكتبت عليها التاريخ الذي تريدني أن أفتحها فيه وكل هذا حصل مدة أسبوعين فتوفيت صديقتي ويال دهشتي لما رأيت جسمها يطول ووجهها يشرق بياضاً وجمالاً فأدركت أنها فى الجنة ..
    صديقتي كتبت رسالة تقول فيها : ( من أراد أن يكلم الله يصلي، ومن أراد أن يكلمه الله يقرأ القرآن الكريم ، اللهم إني وهبت لك نفسي وعرضي فافعل ما شئت ستجدنى ان شاء الله من الصابرين !!
    لقد ماتت والله راض عنها .... نعم الانسانة و الصديقة ... وها أنا أقتدى بها لأرافقها إلى الجنة

  4. #144

    الصورة الرمزية عُبيدة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    4,267
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: موسوعة القصص الاسلامية

    ملاك قادر على كل شيء إلا شيء واحد
    عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : ليلة المعراج عندما وصلت إلى السماء رأيت ملكا له ألف يد وفي كل يد ألف اصبع وكان يعد بأصابعه، فسألت جبرائيل عليه السلام عن اسمه وعن وظيفته وعمله ، فقال إنه ملك موكل على عد قطرات المطر النازلة إلى الأرض ..
    فسألت الملك : هل تعلم عدد قطرات المطر النازلة من السماء إلى الأرض منذ خلق الله الأرض ؟
    فأجاب الملك : يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والله الذي بعثك بالحق نبياًَ إني لأعلم عدد قطرات المطر النازلة من السماء إلى الأرض عامة وكما أعلم الساقطة في البحار والقفار والمعمورة والمزروعة والأرض السـبخة والمقابر .
    قال النبي ( صلى الله عليه وسلم) : فتعجبت من ذكائه وذاكرته في
    الحساب ..
    فقال الملك يا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) ولكني بما لدي من الأيدي والأصابع وما عندي من الذاكرة والذكاء فإني أعجز من عد أمر واحد !!
    فقلت له وما ذاك الامر ؟
    قال الملك : إذا اجتمع عدد من أفراد أمتك في محفل وذكروا اسمك فصلوا عليك . فحينذاك أعجز عن حفظ ما لهؤلاء من الأجر والثواب إزاء صلواتهم عليك ....
    فأكثروا من الصلاة على النبي الأكرم والرسول الاعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ..
    ( اللهم صل علي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ) ..

  5. #145

    الصورة الرمزية عُبيدة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    4,267
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: موسوعة القصص الاسلامية

    مناظرة مع الحلاق
    ذهب رجل ليحلق شعره عند الحلاق كالمعتاد وبمجرد أن جلس عند الحلاق بدأ الحديث يتفرع بهم ويتشعب حتى وصل لنقطة وجود الله ...

    فقال الحلاق : هل تعلم يا سيدي , إنني لا يمكنني أن أصدق أن هناك إلهاً كما تقول !!

    الرجل : وكيف ذلك ؟!؟

    فرد الحلاق قائلاً : بمجرد أن تخرج للشارع ستدرك أنه لا يوجد إله .. أخبرني إن كان يوجد إله حقاً كما تقول ، لماذا يوجد المرضي والأطفال المشردة وغيرهما .. إن كان موجوداً حقاً فلماذا يكون هناك الألم والمعاناة التي في الأرض لا أتصور أن علي أن أحب إلهاً يسمح بمثل هذه الأشياء !!

    توقف الرجل للحظة ولم يرد وفضل أن يصمت عن هذه المناقشة لكنه بمجرد أن أنتهي من الحلاقة و خرج إلي الشارع رأي رجلاً شعره طويل وقذر ولحية مبعثرة ويبدو عليه أنه لم يحلق شعره منذ فترة طويلة فعاد الرجل إلي الحلاق وناداه ليري هذا الرجل ثم قال : لا أظن أنه لا يوجد حلاقين في هذه المدينة !!

    فقال الحلاق : وكيف هذا أنا الحلاق وأنا موجود هنا الآن ..!

    فقال الرجل : لا لو كان هناك حلاقين لما رأيت مثل هذا الرجل الطويل الشعر هناك ..!

    فقال الحلاق : آه إن هناك البعض ممن لا يأتون إلي فيكونون سيئي المنظر مثل هذا الرجل .. فقط هذا لأنهم لم يأتوا إلي ...!

    فصاح الرجل : هذه هي النقطة بيننا يا رجل إن الناس عندما لا يأتون لله يصبحون بهذا الشكل الذي جعلك تقول بأنه لا يوجد إله لكنه موجود ولا يحتاج منا سوي أن نذهب إليه لنري أثر ذلك في هذا العالم .. لكنه موجود !!

    أخي قارئ القصة أرسل رسالة لأحبابك فيها هذه القصة علهم يستفيدون منها..


    قصة معلمة
    القاعة مكتظة بالحضور.. بدأت المحاضرة محاضرتها بأسلوب جميل مؤثر، وكان تأثيرها في الحاضرات واضحاً فعيونهن تطارد كل كلمة تخرج من فمها... أنهت محاضرتها.. تقدمت إليها جملة كبيرة من الحاضرات يعبرن عن عميق شكرهن ويسألن لها الثبات ويطالبنها بالاستمرار.. شقت المحاضرة صفوف النساء متجهة نحو امرأتين تتحدثان.. كان حديثهما كغيرهما في التعبير عن مدى التوفيق الذي قدمت به المحاضِرة محاضرتها..
    قطعت المرأتان حبل الحديث وهما مندهشتان حين تأكد لهما أن المحاضرة تقصدهما دون غيرهما.. قامتا لمصافحتها.. صافحت المحاضرة أولاهما في حرارة بالغة وطبعت على جبينها قبلة وسط اندهاشها.. قالت لها المحاضرة:

    - لعلك عرفتني؟
    - بالخير إن شاء الله
    - ألست تدرسين في المدرسة (.........)
    - بلى وقد تركت التدريس من سنوات
    - ألم تدرسي الصف الخامس ؟
    - بلى .... بلى
    - أتذكرين طالبة أعجبك صوتها فاعتدت إن تجعليها تقرأ بعد قراءتك مباشرة..
    - آه تعنين فاطمة الــ............
    - هي بالضبط .. إنها أنا...

    نظرت إليها المرأة باندهاش وطفرت من عينها دمعتان وهي تقبل من جديد على معانقتها...

    قالت المحاضرة لمدرستها السابقة: إن تأثرّك بالآيات التي كنت تتلينها علينا والذي كان يتضح في وجهك ونبرة صوتك كان يعمل عمله في نفوسنا حين ذاك .... وإن تعليقك على الآيات الذي يبدو أنك كنت تتعبين في إعداده لا يزال يمثل أمامي كلما مررت بتلك السور التي درّستينا إياها ..

    وإن التوجيهات التي كنت تنفحيننا بها بأسلوبك الهادي الجميل ساهمت إلى حد كبير في تقويم سلوك كثير من الطالبات... وأشهد ما رأيت زميلة لي واستعرضنا شيئاً من مسيرتنا الدراسية إلا كنت من أبرز المحطات فيها، وأسال الله أن لا يحرمك دعواتي ودعوات الزميلات ..

    حاولت المرأة المندهشة التي تركت التدريس منذ زمن أن تداري دموعها وهي تقول : لم أجد طعم الراحة في التدريس سوى هذه اللحظة.... وسأظل أحمد الله بأن منَّ عليَّ بأن أؤدي عملاً آخذ عليه راتباً ومن خلاله أستطيع غرس مثل هذا الثمر الطيب!!

    وما هو شعورك أيها المدرس وأنتِ أيتها المُدرسة عندما ترون أحد تلاميذكم وقد أصبح عالماً عظيماً كبير الشأن في المجتمع !؟!؟

  6. #146

    الصورة الرمزية عُبيدة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    4,267
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: موسوعة القصص الاسلامية

    الشريف والجارية الحسناء
    قال أبو الفرج بن الجوزي رحمه الله تعالى :

    بلغني عن بعض الأشراف أنه اجتاز بمقبرة فإذا جارية حسناء عليها ثياب سواد، فنظر إليها فعلقت بقلبه فكتب إليها :

    قد كنت أحسب أن الشمس واحدة ...... والبدر في منظر بالحسن موصوف
    حتى رأيتك في أثواب ثاكلة [1] ...... سود و صدغك [2] فوق الخد معطوف
    فرحت و القلب مني هائم دنف [3] ...... و الكبد حرى و دمع العين مذروف
    ردي الجواب ففيه الشكر واغتنمي ...... وصل المحب الذي بالحب مشغوف

    و رمى بالرقعة إليها، فلما قرأتها كتبت :

    إن كنت ذا حسب زاك و ذا نسب ...... إن الشريف بغض [4] الطرف معروف
    إن الزناة أنـــــــاس لا خلاق لهم ...... فاعلم بأنك يــــــوم الدين موقوف
    واقطع رجاك لحاك الله[5] من رجل ...... فإن قلبي عن الفحشاء مصروف
    فلما قرأ الرقعة زجر نفسه و قال : أليس امرأة تكون أشجع منك؟
    ثم تاب و لبس مدرعة[6] من الصوف و التجأ إلى الحرم، فبينا هو في الطواف يوما وإذا بتلك الجارية عليها درع من صوف فقالت له: ما أليق هذا بالشريف، هل لك في المباح؟
    فقال : قد كنت أروم هذا قبل أن أعرف الله و أحبه، و الآن قد شغلني حبه عن حب غيره ..

    فقالت له : أحسنت ، ثم طافت وهي تنشد :

    فطفنا فلاحت في الطواف لوائح ...... غنينا بها عن كل مرأى و مسمع

    من كتاب روضة المحبين و نزهة المشتاقين لأبي عبد الله بن قيم الجوزية
    الباب السابع و العشرون: فيمن ترك محبوبه حراما فبذل له حلالا أو أعاضه الله خيرا منه

    ------------------------------------
    [1] ثاكلة : هي من مات لها من تحب
    [2] صدغك : الصدغ ما بين العين و الأذن
    [3] دنف: من براه المرض حتى أشرف على الموت
    [4] غض : إمساك النظر
    [5] لحاك الله : قبحك و لعنك
    [6] مدرعة : ثوب من صوف

  7. #147

    الصورة الرمزية mabrouk2006

    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المـشـــاركــات
    280
    الــــدولــــــــة
    الجزائر
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: موسوعة القصص الاسلامية

    جزاك الله خيرا ع المجهود

    في انتظار جديدكـ دائما

  8. #148

    الصورة الرمزية عُبيدة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    4,267
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: موسوعة القصص الاسلامية

    جزاك الله كل خير اسعدنى ردك
    وبارك الله فيك

  9. #149

    الصورة الرمزية عُبيدة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    4,267
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: موسوعة القصص الاسلامية

    فتاة الزجاج الكندية ورحلة النور
    بسم الله نبدأ وعلى هدي نبيه صلى الله عليه وسلم نسير { وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُورٍ }.. منذ بزوغ فجر الإسلام, وقوافل النور تسير في طريقها إلى الله قافلة إثر قافلة، لم تتوقف القوافل ولم يتوقف معها النور الدفاق البالغ بالإسلام إلى الآفاق, حتى لن يبقى بيت وبر ولا مدر إلا ويدخله نور الله تعالى.

    ومع سير قوافل النور نرى أمثلة فذّة, ونبضات أكثر إشراقاً عبر تاريخ الأمة, من أول هذه النبضات التي لازالت حية بيننا بأفعالها سابق الفرس سلمان الفارسي رضي الله عنه وأرضاه الذي بحث عن الله, في رحلة طويلة شاقة، ولكنها مليئة بالنور, من المجوسية إلى المسيحية إلى الإسلام, فكان بحقٍّ من أكبر الروّاد الدينيين في القرن السادس الميلادي..

    وعلى نفس الدرب, أخذت ( أمة الله ) دورها في قافلة النور، ولكنّها جاءت في قرننا هذا فيما بعد الألفين الميلادية، لتجدّد للأذهان ذكريات سلمان وأقرانه من طلاّب الحق عبر التاريخ الإنساني.

    تقول عن نفسها وعن رحلتها إلى النور:
    الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام والإيمان وبيّن لنا الطريق الصحيح لعبادته,
    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته:
    أختكم أمَة الله، كندية مسلمة وأشتغل بفن الزجاج الملون ( تلوين الزجاج ) .

    بدأت رحلتي مع الإسلام منذ سنتين أو أكثر قليلاً وبالتحديد في إحدى ليالي فبراير عام 2003 م, عندما كنت بمفردي بمنزلي, جال في ذهني حديث النفس عن الجنة والنار ومثوى الإنسان ورحلته في الدنيا, ومأواه في نهاية الأمر, وقد فكرت انه من المحتمل أن يعيش الإنسان قليلاً, لذا فعليه أن يقدم لآخرته, لذا على الإنسان أن يعطي ما يملك من طاقة الخير للآخرين, كما أنه عليه أن يعبد الله الإله الخالق، بدأت أبكي وأصلي صلواتي المسيحية ودعوت الله أن يوفقني في أن (أخدمه ), فيما يتبقى من عمري, فعزمت من تلك اللحظة أن أكون مسيحية صالحة, وفكّرت في دراسة الإنجيل, ومد صلتي أكثر بالكنيسة. ثم وبعد بكاء طويل وإحساس بالقرب من الله ذهبت لفراشي.

    وبعد هذه الحادثة بيومين دق جرس الباب ( ولم أكن سمعت عن الإسلام بعد ولكن كنت أسمع عن المسلمين ولم أقابل مسلم أو مسلمة من قبل )... رأيت أمامي امرأة مسلمة ترتدي الحجاب، واعتقدت أن هذه الملابس من عادات وتقاليد مجتمعها وثقافته، وقد طلبتْ زجاجاً ملوّناً بتصميمات إسلامية. فكنت بحاجة لمعرفة التصميمات الإسلامية ولذلك بحثت عنها في الإنترنت.

    وعندما كتبت كلمة الإسلام في مؤشر البحث ظهر لي عدة مواقع فبدأت أقرأ عن الإسلام ونسيت التصميمات!! وبدأت أبحث أكثر وأتعلّم، وأحسست أنه الدين الصحيح، وآمنت بأن هناك إله واحد ( الله )، ولكني لم أكن أسمع من قبل عن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم. شعرت بمتعة جارفة وسعادة غامرة، ورغبة في قراءة المزيد ولم أستطع التوقّف.

    وعلى الفور اشتريت العديد من الكتب ونسخة من القرآن الكريم وترجمات له, وقد قربني ما قرأت من الإسلام ولله الحمد.

    وما مر شهر مايو من نفس العام إلا وكنت قد اتصلت بأحد المساجد, ومع بعض الخوف ذهبت وأشهرت إسلامي ونطقت بشهادة الحق, وقد قابلتني هناك إحدى الدعاة وأعطتني تفسير الجزء الثلاثين من القرآن وكتاب لشرح العقيدة الإسلامية, وخرجت من المسجد وكأنني خلقت من جديد , مسلمة بلا أي خطايا أو ذنوب فهي فرصة أن أعيش على طاعة الله وأن أعبده حسن عبادته.. فيال روعة الوصول إلى الحق ويال عظمة هذا الدين !

    ومنذ الوهلة الأولى لدخولي في الإسلام, شعرت بأنني تحملت تبعات جديدة ومسئوليات عظيمة نحو نفسي أولاً، ونحو غيري ثانياً لإنقاذهم من غياهب الظلمات (وهذه رسالة مني لفتيات الإسلام: أين أنتن من التطبيق الصحيح للإسلام والدعوة المتفانية إلى الله تعالى).

    بدأت أتعرّف على فرائض الإسلام, فبدأت أتعلم الوضوء والطهارة والصلاة والحجاب الشرعي للمرأة المسلمة, وواظبت على الصلاة منذ دخولي الإسلام ولله الحمد والمنة.

    كنت أعيش بمدينة صغيرة ولذلك عندما بدأت الخروج وأنا أرتدي الحجاب كنت أجذب انتباه الآخرين ( وأتذكّر أنني كنت أرتديه و بعض شعر رأسي ظاهراً وكنت أضع بعض أحمر الشفاه )

    في البداية انتابني الخوف من كلام الناس في مدينتي, وعندما عدت إلى المنزل: فتحت كتاب (التعاليم والعقيدة الإسلامية ), وقرأت :أن الإنسان عليه ألا يخاف إلا الله سبحانه وتعالى. وعندما قرأت ذلك غمرتني السعادة لأنني عرفت أنه يجب على أن أخاف الله وحده رب العالمين ولا أخاف لومه أحد من الناس, ومن هذه اللحظة ارتديت الحجاب كاملاً بالنقاب.

    ورغم أن الحياة في مدينة صغيرة ليس بها الكثير من المسلمين, مرتدية النقاب يعتبر صعباً جداً، ويحتاج إلى كفاح، ولكن ولله الحمد استطعت القيام بذلك، لأنني أصبحت لا أهتم ببعض التعليقات السخيفة التي تسخر مني.

    فالحمد لله الذي اختارني وأعانني على أن أكون أمَة له، وأن أمثّل دينه الحنيف الإسلام.

    ومع شعوري بأنني أصبحت أمثّل الإسلام في قريتي, ازدادت المسؤوليات, وقد أمضيت وقتاً كثيراً في الدراسة، وفي آخر شهر يوليو التقيت مع مجموعة من الأخوات بناءً على دعوة تلقّيتها من الأخت التي قد قابلتها بالمسجد يوم نطقي بالشهادة؛ حيث أرسلت لي دعوة عبر البريد الإلكتروني لحضور مناسبة إسلامية. وقد حضرت والتقيت بأخت كانت في غاية الكرم، ووجّهت لي الدعوة لحضور بعض الاجتماعات الإسلامية بصحبتها.

    وبالفعل ذهبت واستمتعت كثيراً بتلك الاجتماعات، ولكن وجدت أن هذه ليست هي الطريقة المثلي لتعلم الدين الإسلامي.

    بدأت أسأل عن طلب العلم حتى وجدت عالماً من كبار المعلمين يدرِّس الشريعة، فانتظمت في الدراسة والحضور أكثر من عام حتى الآن (فدراسة الشريعة هي الأكثر أهمية بالنسبة لي).

    فتعلّمت عقيدتي عن طريق الأدلة النصّية الصحيحة، ولولا ذلك لوقعت في البدع، مثلي مثل كثير من المسلمين الذين التقيت بهم بالرغم من سلامة طويّتهم ووجود نية المساعدة، إلا أن هناك من كانوا يعلمونني الإسلام طبقاً لثقافتهم هُم، على ما فيها من بدع وأخطاء منتشرة بين أبناء المسلمين, لذا أنصح المسلمين في بقاع الأرض بتصحيح عقيدتهم أولاً لنشر دينهم بطريقة صحيحة, فمن فقد منهم هذا الجانب، فبالأحرى سينشر الإسلام مشوّهاً؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه. أدرس العربية، وحفظت بعض سور القرآن، وأتعلّم الآن التجويد ولله الحمد والمنة, وإن كان تعلم اللغة العربية أصعب شيء يقابلني.

    وبناء على إيماني بالمسئولية نحو نشر الإسلام وأن هذا فرض علي, بدأت بالدعوة عن طريق خلقي وأفعالي حيث تطوّعت بملجأ للمشردين بتورنتو التي تبعد 45 دقيقة بالسيارة عن بيتي, حيث أنني المسلمة الوحيدة المتطوّعة في هذا المشروع, والحقيقة أن جميع المتطوعين هناك يرحّبون بي, وقد أتاح لي تميّزي وارتدائي النقاب الفرصة لتوضيح سبب ارتدائي النقاب وأيضاً توضيح وحدانية الله تعالى والتحدث عن خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم..

    يعلم الله كم أصبحت سعيدة لنشر تعاليم الإسلام من خلال أفعالي الطيبة تجاه المحتاجين, والذي أثمر ولله الحمد عن ثمرات طيبة؛ فأحد النزلاء بالملجأ ويبلغ من العمر 80 عاماً، قد اهتم بالإسلام وحضر معي إلى المسجد ثلاث مرات, وقد دخل آخر في الإسلام, وأصبح الكثير من النزلاء يعرفون الإسلام جيداً، بعد ما كانوا لا يعرفون عنه شيئاً, فبأشياء بسيطة جداً أستطيع أن أنشر الإسلام وسط المحتاجين من أمثال نزلاء الملجأ؛ من خلال العطف, وجود النفس بالمستلزمات البسيطة كالبطّانيات أو الطعام أو قليل المال, حتى دخل رجل ثاني في الإسلام بعد أن سأل عن تعاليمه, حيث أذكّر دائماً تعاليم الإسلام للمحتاجين فور مساعدتي إياهم, ومن هنا بدأ يساعدني بعض الأخوات في هذا العمل الخيري بالإضافي إلى من أسلم من أبنائي.

    وفي الحقيقة أن الله تعالى منَّ علي وأكرمني بدعوة أهلي للإسلام، حيث أني منفصلة عن زوجي, وقد نجحت في دعوة من معي من أبنائي في دخول الإسلام. فالآن ولله الحمد ابني البالغ من العمر 14 عام قد نطق الشهادة, ما شاء الله وابنتي الصغرى تصلّي معنا، وسوف ترتدي الحجاب إن شاء الله...

    وتبلغ سعادتي منتهاها عندما نصلي نحن الثلاثة معاً ونعبد الله سوياً. والآن ابنتي الكبرى لم تعتنق الإسلام بعد، ولكن إن شاء الله سوف تعتنقه في يوم من الأيام. وكانت دائماً ما تقول أنها مسيحية، أما الآن فهي تقول أنها ليست كما كانت من ذي قبل، وأنها الآن تؤمن بوحدانية الله وبخاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم, ولي ولد يعيش مع والده وهو رافض اعتناق الإسلام، ولكن إن شاء الله سوف يسلم.

    ودائماً ما أدعو له وللآخرين بأن يهديهم الله.

    أما عن والدي فله قصة أخرى أريد أن أنهي بها حواري هذا..

    فوالدي أيضاً اعتنق الإسلام في آخر شهر يوليو، وكان من أكثر من عرفت تديّناً وحياءً فكان يعبد الإله طوال حياته، ولكنه كان مشوّش الفكر، وهو أيضاً لم يكن يعرف أي شيء عن الإسلام ولا عن خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم، وقد وفّقه الله وهداه للإسلام ونطق الشهادة. وبعد عدة أيام ذهبت معه إلى الطبيب لنكتشف أنه مصاب بمرض سرطان الدم، وبحلول يوم الأحد أصبح والدي مريضاً جداً ونُقل إلى المستشفي وتوفّي بعد 13 يوم.

    الحمد لله توفّي بشكل طيب - أحسبه إن شاء الله من حسن الخاتمة - فقد كان لا يستطيع الكلام ولكنه كان يداوم على التسبيح والتلفـّظ بالشهادة، وكنت دائماً بجانبه، وعشت معه في غرفته، وكنت مداومة على تشغيل القرآن الكريم وقراءة القرآن له، وفي حين لفظه أنفاسه الأخيرة كان في ذكر الله وتوفي عليه... فلله الحمد أن أنقذه على يدي من النار.

    وفي النهاية فكل منّا مسئول عن نفسه وعن الآخرين, وعن دين الله عز وجل, فعلينا أن ننشر دين الله تعالى، وعلينا الهجرة إلى الله, ونحن عالمين بأننا لسنا ملائكة ولا دون ذنب وإنما نعترف لله بالذنب ونسأله المغفرة، فأنا أعلم أنني اليوم لست كيوم دخلت الإسلام، حيث كنت يومها بلا ذنب كمن ولد من جديد، ولكنني أسأل الله المغفرة، وأن يوفّقني للعمل بخدمة الإسلام حتى ألقاه وهو راضٍ عني غير غضبان.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أختكم خادمة الإسلام ( أمة الله )
    هذه رسالة من مسلمة جديدة تبثها ليس من قلبها وإنما بقلبها وفعلها ولسانها قائلة لكل مسلم: هذا الدين أمانة في يدك , وهناك من ينتظر أن يصله هذا الدين، فبادر بإخراج الناس من الظلمات إلى النور, بادر بخدمة الإسلام, بادر بنشر دين الله الصحيح, بادر بالدعوة؛ بفعلك وسلوكك ، وبادر بتصحيح معتقدك حتى لا تكون أفعالك دعوة سلبية وحجة عليك لا لك, وعلى كل متكاسل أن يقف مع نفسه وقفة وهو يقرأ قصة هذه المرأة العظيمة.

    أحبّتنا في الله: هذه المرأة اعتمدت في دعوتها ليس على لسانها فقط - كما يفعل الكثير من الدعاة -، ولكن اعتمدت على أعمالها الصالحة وسلوكها الإسلامي السليم , وهذا ما ينقصنا الآن..

    العمل ثم العمل.. تخيّل أنه بأعمالنا الصالحة وتقديمنا النموذج الإسلامي العملي كم يمكننا أن ننقذ من نصارى العرب والعالم، بل كم يمكننا أن ننقذ من شباب مسلم بالبطاقة فقط، فاقد للقدوة.. فلنكن نحن القدوة ولنقدم للعالم خلق الإسلام ناطقاً في سلوكنا وأعمالنا.

    كما نسأل القرّاء كما استفادوا من قصة أختنا، حفظها الله وأكثر من مثيلاتها، أن لا ينسوها من صالح دعائهم لها بالتثبيت.
    ملحوظة : القصة حقيقية مترجمة عن صاحبتها, وناقلها عن صاحبتها هو أحد مشرفي إذاعة طريق الإسلام, وبيانات هذه السيدة العظيمة حفظها الله وقام بترجمتها فريق عمل موقع رجال الإسلام

  10. #150

    الصورة الرمزية عُبيدة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    4,267
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: موسوعة القصص الاسلامية


    غيرة على الإسلام في الكباريه
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    إخواني وأخواتي..
    قصة من الكويت الحبيبة، قصة تهز القلوب لشاب كان مقصر ولكن قلبه فيه إيمان وغيرة على هذا الدين.
    إنهم شباب ولو وقعوا في بعض الأمور المحرمة ولكن قلوبهم فيها الخير وحب هذا الدين والدفاع عنه.
    شاب كويتي من محافظة الجهراء ، مسرف على نفسه في شرب الخمر وارتكاب الفواحش.. يقضي إجازة الصيف في إحدى دول أوروبا الشرقية.
    ومعروف لدى الناس أن الشيوعية التي حكمت المناطق الأوروبية أغرقتها الخمور وسعرها رخيص كرخص التراب .. فكان البعض من الخليج إلى المحيط إذا أرادوا المتعة الحرام .. ذهبوا إلى هناك.

    وفي أحد الكباريهات أو البارات .. كانت الراقصة على المسرح تؤدي الواجب!!!( خوش واجب ) وكان شلة من العرب من جنسيات عديدة يتحلقون على طاولة .. وفي هذه الدول تكثر المافيا .. ولهذا فإن العرب الأثرياء وتجار القمار يؤجرون حماية ( بودي قارد ) تتمثل برجل مفتول العضلات قوي البنية يلازم سيده.
    وبينما كان العرب يتبادلون كؤوس الخمر .. كانت الراقصة ترقص وتتعرى على المسرح .. وكانت تستعرض أعلام الدول على جسدها العاري ، فمن علم أوروبي إلى علم أفريقي إلى علم آسيوي.
    وفجأة قال الشاب لرفاقه : يا جماعة ألا ترون معي كأن كلمة ( الله ) على جسد الرقاصة؟ .. وكان الشاب في نصف حالة سكر ( يعني توه ما بعد طينها وارتفع كثير ) فقال له زملائه .. نعم إنها ترقص بالعلم السعودي – قبحها الله.
    فقال الشاب هذا لا يجوز السكوت عليه وقام منتفضا غاضبا وصعد إلى المسرح والرقاصة والجمهور يعتقدون انه سيضع في فتحة صدرها دولارات كالعادة التي يمارسها الخمارين !
    وإذ به ومن غير مقدمات يصفعها كفا وينتزع العلم منها ويقول الله اكبر، فما كان من رجال الحماية الخاصة بالراقصة إلا أن انهالوا عليه بالضرب واللكمات والركلات وهو متشبث بالعلم.
    وهنا انتصر له إخوانه العرب ومن معهم من حماية ( رغم أنهم مرتفعين ومؤجرين الدور العلوي من المخ )
    ودبت الفوضى وانتهى الأمر بصاحبنا الكويتي إلى المستشفى مضرجا بدمائه متشنجا في أطرافه.
    لما أفاق واسترخى قليلا كانت إحدى كفيه منقبضة بعنف فلما فتحها وجد فيها قطع من العلم السعودي وفيها جزء من كلمة التوحيد ( لا إله إلا الله )
    كانت هذه الغيرة الصادقة وهذا الحادث العنيف منعطفا حادا في حياة الشاب مما جعله يطلق دنيا الفساد وينتبه إلى نفسه ويرجع إلى ربه فتاب وأناب ولله الحمد.

    أقول : إنه موقف مشرف يدل على النزعة الخيرة التي هي في نفوس جميع الناس حتى المسرفين على أنفسهم أما آن أن يبعث الإنسان منا هذا الدفين الإيماني ليعيش حياة نظيفة.

    من مقال للكاتب والشيخ محمد العوضي جزاه الله خيراً

  11. #151

    الصورة الرمزية عُبيدة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    4,267
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: موسوعة القصص الاسلامية


    المؤذن وبرج بيزا المائل

    كان المؤذن منصت السمع لما يتلوه ابنه من أخبار ومقالات نشرت على صفحات الجرائد اليومية، والتي اعتاد على سماعها يومياً عن طريق ابنه لأنه كفيف البصر, وبينما هو كذلك سمع الابن يقرأ خبراً مفاده أن برج بيزا بإيطاليا مائل مما يعني أنه آيل للسقوط, فرد قائلاً وكأنه يستدرك الخبر: برج بيزا, إنا لله وإنا إليه راجعون..

    أعد يا ابني القراءة, فأعاد الابن البار قراءة الخبر مرة أخرى, فطفق الأب يهمهم بكلمات لم يفهم منها الابن إلا الحوقلة والاسترجاع وعلم إن والده حزن لسماع ذلك الخبر، ولكنه لم يفهم سبباً لحزنه؛ فبرج بيزا رمز من رموز الحضارة النصرانية وفي عاصمة بابويتها, فالأجدر بنا أن نفرح لسقوطه لا أن نحزن لمجرد ميوله، الأمر الذي قد يتداركه الطليان بالترميم ويصلحوا وضعه, هكذا كان يفكر الابن, وتبديداً لما يدور في ذهنه توجّه إلى والده قائلاً: يا أبتي منذ قرأت عليك خبر برج بيزا وأنت تحوقل وتسترجع، وأرى الحزن بادياً على قسمات وجهك, وهذا يذكرني برد فعلك عند ما قرأت عليك العام الماضي خبر هدم المسجد البابري بالهند, مع الفارق لما يعنيه أمر الخبرين؛ فالأول يعني هدم بيت من بيوت الله, فحق لك ولكل مسلم الحزن لهدمه, أما الثاني فهو يعني سقوط رمز من رموز النصرانية التي نتمنى سقوطها من العالم أجمع ليس من إيطاليا فحسب, فعلى ماذا تحزن يا أبي ؟!
    سكت الوالد برهة من الوقت, ثم رد قائلاً, بني لعلك تذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أخبرنا بفتح رومية, وإن لم تذكره فسأورده لك: ( روى الحاكم في مستدركه بسنده « عَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَكُونَ أَدْنَى مَسَالِحِ الْمُسْلِمِينَ بِبَوْلاَءَ ). ثُمَّ قَالَ: (يَا عَلِيُّ يَا عَلِيُّ يَا عَلِيُّ)، قَالَ: بِأَبِي وَأُمِّي، قَالَ: (إِنَّكُمْ سَتُقَاتِلُونَ بَنِي الأَصْفَرِ وَيُقَاتِلُهُمُ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِكُمْ حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ رُوقَةُ الإِسْلاَمِ، أَهْلُ الْحِجَازِ. الَّذِينَ لاَ يَخَافُونَ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ. فَيَفْتَـتِحُونَ الْقُسْطُنْطِينِيَّةَ بِالتَّسْبِيحِ وَالتَّكْبِيرِ. فَيُصِيبُونَ غَنَائِمَ لَمْ يُصِيبُوا مِثْلَهَا. حَتَّى يَقْتَسِمُوا بِالأَتْرِسَةِ.
    وَيَأْتِي آتٍ فَيَقُولُ: إِنَّ الْمَسِيحَ قَدْ خَرَجَ فِي بِلاَدِكُمْ. أَلاَ وَهِيَ كِذْبَةٌ. فَالآخِذُ نَادِمٌ، وَالتَّارِكُ نَادِمٌ ).

    فكنت يا بنيَّ أحلم أني أرفع الأذان من على هذا البرج الذي ورد به الخبر, إذا فتحت روما, وكنت سعيداً بهذا الحلم، راجياً من الله العلي القدير أن يحقق لي هذا الشرف العظيم, وقد حزنت لسماع الخبر, فأخشى أن يسقط قبل أن يتحقق حلمي بالأذان فوقه!!

    انتهى كلام المؤذن.. وبقي أن نقول أن الله سبحانه وتعالى قد أمرنا بإعداد القوة لأعدائنا { وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا اسْتَطَعْتُمْ مِّن قُوَّةٍ } [الأنفال:60], ومن أهم وسائل الإعداد إعداد النفس, فلو كنا ذلك الرجل الذي حمل بقلبه همَّ الإسلام واستيقنت نفسه إن ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم هو الحق, وقد يكون عنده من علو الهمة ما يجعله يحلم أن يرفع نداء التوحيد من أعلى أبراج عاصمة النصرانية, فلو عاش المسلمون هذا الشعور كما عاشه ذلك الرجل, واستيقنت أنفسهم أن رسول الله لا ينطق عن الهوى فما قال أنه سيكون كائناً لا محالة, لتغير حالهم عن ما هم فيه من ذل وخذلان, وتبدل ضعفهم إلى قوة وهزيمتهم إلى نصر وكان في ذلك غنى لهم عن استجداء النصر من هيئة الأمم المتحدة, وغيرها من قوى البغي, والله المستعان.

  12. #152

    الصورة الرمزية عُبيدة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    4,267
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: موسوعة القصص الاسلامية



    الكـــف الأول من الدنيا

    للمرة الأولى أجد نفسي مدفوعة للكتابة بهذا الشكل عن شيء يخصني وحدي..... ولكني قررت أن أفعل هذا .. على أمل أن تكون قصتي عبرة للجميع ..
    فقد كنت فتاة تحب الحياة وتوليها جل اهتمامها.. لم أكن أفكر في الموت مطلقا .. وظننت أنه سيظل طريقه إلي ردحا طويلا من الزمن ..
    كنت جميلة .. محبوبة .. مرحة ..منطلقة في الحياة ولم تكن همومي تتجاوز تفكيري في التميز في كل شيء .. وهذا ما تحقق لي زمنا..
    كنت محط رغبة الكثيرين .. ولكني اخترت أفضلهم.. وكان الأول في كل شيء .. تعليمه وسامته رجولته خلقه .. تميزه كان بلا حدود.. وكان يعمل ضابطا عسكريا برتبة ملازم أول .. بعد زواجنا .. كانت علاقتنا محط غيرة وحسد الجميع ..
    أحببنا بعضنا بشكل لا يوصف ..فلا سعادة لأحدنا بدون الآخر .. لا نفترق إلا نادرا
    ويكون ذالك غالبا يوم الأربعاء من السادسة مساء حتى الثانية عشر ليلا حين يذهب لأصدقائه وأذهب لأهلي .. يحادثني حتي وهو في مكتبه في العمل ..
    حدثت لنا بعض المشكلات وكان سببها الوحيد غيرته الشديدة علي من كل شيء أهلي , إخوتي , أخواتي , ملابسي , مكياجي ، حتى وصل به الأمر أن يجبرني علي لبس الجلابيات حتى عند أهلي ..لم تكن لي علاقات خارج حدود عائلتي وعائلته أبدا .. لا جارات ولا صديقات ولا زيارات إلا ما ندر جدا ..
    أوقعنا ذالك كله في مشكلة وموقف ..لا أرى داعيا لذكره هنا .. وقد لا أستطيع ذالك .. لكنه .. كان سببا في معرفة مدى حب أحدنا للأخر وعدم قدرته على التخلي والبعد عنه وأن كلانا خلق للأخر فقط ..وهذا ما أثبته لي وللجميع ..

    عاد الوضع أو استمر على هذا المنوال سعادة وحب وتضحية وتفاني وإخلاص حتى تلك الليلة .. سهرنا كالمعتاد حتى الثالثة .. حدثني عن حبه لي ورغبته في إسعادي وضمان مستقبلي أنا وطفله وأنه لا راحة له قبل ذالك ..
    تحدثنا ولا أدري لماذا عن الوفاء بين الزوجين حتى بعد الموت .. وأخبرني .. أن الحب لا حدود له وأن سعادته وكماله في جنات النعيم ..حيث لا انقطاع ولا فرقه ولا مشاكل ولا تعب ونصب ..

    ظننت لوهلة أن وفاة والده قبل عدة أشهر .. كانت دافع هذا الحديث .. غفوت ليلتها لأستيقظ بعد ساعة علي صوته وهو يقول لي ( قومي صلي الله جزاك الله خيراً حتى تكونين زوجتي في الدنيا والآخرة ) ..
    كان واقفا علي الباب مرتديا بدلته العسكرية أكاد أرى ملامحه الدافئة العذبة .. تشق الظلام .. ونظراته الحنونة تنطرح بكل صدقها علي .. وابتسامته البريئة تزين محياه ..
    ودعني علي أمل أن يعود لي ظهرا وهو يحمل بين يديه علبة *الفيمتو* التي أحب .. لكنه ما عاد وما رأيته بعدها سوى في أحلامي ..

    نعم .. فقد سقط صباحا بين يدي ربه .. وعلي مرأى من الجميع وهو ينازع سكرات الموت دون سبب واضح غير انتهاء أجله ..
    سكته قلبية أنهت كل شيء .. دون استئذان .. أو إنذار .. في بداية هذا العام.. لم يكن مريضا ولا مدخنا .. لم يتجاوز الواحدة والثلاثين من عمره ..
    لكنه (الموت) نعم (الموت) بكل قوته وجبروته.. لا راد له .. ولا رحمة في قلبه .. ولا مجال لتفاوض معه..

    نعم .. تلك الليلة .. نمت وأنا أمتلك أجمل حياة .. بيت واسع .. سيارة آخر موديل .. زوج متيم ومحب .. حياة هانئة ..

    ولكني استيقظت على زوالها كلها في طرفة عين .. لأبقى وحيدة ..مذهولة .. لا حول لي ولا قوة ..
    أصبحت أرملة في السابع والعشرين من عمرها .. في يدها طفل وفي أحشائها طفل آخر ..
    مررت بكرب لا يعلم به إلا الله .. ولكني فررت منه إليه .. وكان بي رحيما .. ( وعسى أن تكرهو ا شيء وهو خير لكم )..
    تغيرت حالي وأصبحت من أكثر الناس احتقارا للدنيا .. وأكثرهم طمعا فيما عند الله .. أعطتني الدنيا كف لا ينسى .. ولكنه كان في وقته .. صحوت من غفلتي وتوجهت إلى ربي بالدعاء عسى أن يتجاوز عنه وعني ويسكنه فسيح جناته بكرمه ورحمته وأن لا يكلنا على أعمالنا ولا على أنفسنا طرفة عين ..

    تذكرت قوله تعالى (وحيل بينهم وبين ما يشتهون) .. وأنا أفكر في أمره وأمري.. وتأكدت أنه لكل أمر إذا ما تم نقصان .. فربنا عز وجل خالقنا منشأنا من العدم يقول لنا (ولقد خلقنا الإنسان في كبد).. فلماذا نشقي أنفسنا ونتعبها في البحث عن السعادة بعيدا عنه ..؟!؟
    فوالله لن تجدوا ا طعما للراحة والسكينة والطمأنينة إلا بين يديه .. وتحت رحمته .. والله ما هدأت نفسي إلا بكتابه وما تقر عيني إلا بلقائه ولا يهنأ لي عيش بعيدا عنه .. فالباحث عن القرار في غير خير دار .. كالباحث عن قطعة ثلج في تنور نار .. فلا تلهكم الدنيا عن أنفسكم .. وقدموا لها قبل أن تقدم لكم .. وأكرموها قبل أن تهينكم .. اظفروا برضا الله واتركوا كل شيء خلفكم قبل أن يترككم خلفه .. تذكروا أن الدنيا بكل ما فيها من ملهيات ومفاتن وبكل ما تتقطع أنفسنا من الجري خلفه من مغريات لا تساوي عند الله جناح بعوضة !! وإلا ما سقى فيها كافرا جرعة ماء ؟!!!
    وعلي ذالك قس هذه هي الدنيا التي لا تساوي شيئا .. فماذا يكون الذي أعده الله لعباده من العذاب والنعيم .. فعلا حينها ستقول : ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر في قلب وعقل بشر ..
    نسأل الله من فضله ونسأله العفو والعافية..
    فلنكن جميعا من أصحاب الهمم العالية والرغائب الثمينة .. ولا نبع سعادة الخلد بشقاء زائل ولو ظنناه سعادة .. أنيروا بيوتكم المنتظرة بقراءة القران وافرشوها بالروح والريحان ..وازهدوا في بيوت لن يكون لكم منها إلي انطفاء نورها وزوال سرورها..
    أخيرا أحبتي أسأل الله أن ينفعكم بهذا .. وأن يفتح علي قلوبكم .. وأن يثبتكم ويثبتني علي طاعته.. وأن يجعل همي وهمكم نصرة دينه ..والذود عن حماه بالروح والدم والمال والولد.. إنه علي ذالك قدير وبالإجابة جدير ..

    وأسألكم الدعاء لزوجي بالرحمة والمغفرة .. وأن يوسع الله و ينير له في قبره .. ويؤنس وحشته .. ويفك كربته .. ويجمعني به في جناة النعيم .. وأن يجعله زوجي في الدنيا والآخرة وأن يجعل مصيبتي فيه كفارة لجميع ما تقدم من ذنبي وأن يعيننا علي الموت وسكراته وكربه بحوله وقوته ..

  13. #153

    الصورة الرمزية One Piece 600

    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المـشـــاركــات
    168
    الــــدولــــــــة
    سوريا
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: موسوعة القصص الاسلامية

    مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووور

  14. #154

    الصورة الرمزية عُبيدة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    4,267
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: موسوعة القصص الاسلامية

    بارك الله فيك وجزاك الله كل خير

  15. #155

    الصورة الرمزية أبو رويم

    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المـشـــاركــات
    4,560
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: موسوعة القصص الاسلامية

    عقوق الوالدين



    دفن فى نفس المقبرة

    يقول راوى القصة :
    بحكم أننا جيران منذ سنوات طوال,فمن الطبيعى أن تكون هناك صداقات بين والدينا , بل وحتى النساء ,فقد كانت والدتى كثيرا ماتتردد على بيتهم لزيارة والدته المقعدة , تواسيها وتجلس معها وتخفف عنها آلام الشلل النصفى الذى أقعدها على كرسى متحرك سنوات طويلة , كانت تشتكى خلالها كثيرا إلى والدتى من ظلم زوجها , لأنه تزوج عليها زوجة أخرى صغيرة السن , والزوجة الجديدة لاتعاملها كما يجب ولا تحترم كبر سنها أو ترحم عجزها , لهذا كانت دائمة الشجار معها, ومع هذا كانت والدتى تصبرها وتحثها على التحمل إلى أن يقضى الله أمرا كان مفعولا.
    وما كادت تمر الأيام حتى فاجأ الموت الزوج بغتة وهو على فراشه , فهرعت والدتى إلى بيتهم تواسيهم وتعزيهم , وهذا هو حق الجار على جاره , بل إن والدى ذهب وشيع الرجل إلى مثواه الأخير .........وهكذا انتهى فصل أو جزء من حياة أسرة
    كان فيه الألم باديا , وكنت آمل معه أن تنتهى مشكلات تلك الأسرة ويبدأ الصفاء والتفاهم بينهم .
    ولكن للأسف الشديد فلقد قسمت ثروة الرجل وما تركه من أموال بعد أيام قلائل من وفاته , وما هى إلا عشرة أيام وإذا بابن الجار الوحيد قد أصبح ثريا , ويلبس أغلى الثياب بعد ذلك الحرمان , بل لقد أسس شركة للإستيراد والتصدير وأصبح – كما يقول هو عن نفسه – رجل أعمال له معارف وصداقات , وكنت أتمنى من الله ألاتلهــــــيــــه الدنيا والمال عن الطريق المستقيم ومعرفة حق الله عليه , وكيف كان فقيرا لا يملك شيئا ثم هبطت عليه الثروة فجأة ... ولكن هذا الشاب انغمس فى الملذات والمعاصى , من أعلى شعر رأسه إلى أخمص قدميه , بل أسرف على نفسه كما أسرف غيره عندما جاءتهم الثروة فجأة .
    فأصبح يتعاطى المخدرات ويعاقر الخمر ويسهر ويلعب القمار , حتى ظن أو تناسى أن يتزوج , فلقد أحب الدنيا وملذاتها وزخرفها , فظن أنه خالد فيها أبدا , وأقفل هذا الشاب أذنيه عن النصيحة , فطغى وتكبر بدلا أن يتواضع ويرحم عجز والدته التى أصبح يضطهدها ويعاملها بجفاء وقسوة وكانت المسكينة تشتكى إلى والدتى تصرفات ذلك الشاب العاق كما كانت تشتكى من والده من قبل , فكانت والدتى تقوم بنفس الدور السابق ؛ تهدئ من روعها وتواسيها إلى أن يقضى الله أمرا كان مفعولا , وكانت تقول لها : اصبرى لعل الله أن يهديه بعد ذلك .
    مرت أربع سنوات وهذا الشاب منغمس فى الملذات , لم يستمع إلى نصيحة أحد , فأصبح متكبرا مغرورا ، همه نفسه وكيف يجنى المال من وراء شركته .وخلال السنوات الأربع كان المرض يسرى فى جسد والدته شيئا فشيئا , ويوما بعد يوم عجزت عن الكلام والحركة وهى مازالت تشتكى منه , وأذكر أن (والدته) طلبت منه – كما قالت والدتى – أن يساعدها على أداء فريضة الحج فرفض , فطلبت منه العمرة ولو يوما واحدا قبل الموت فرفض أيضا , فتحملت المسكينة , على أمل أن يهدى الله هذا الإبن فى يوم من الأيام إلى الطريق المستقيم , حيث كانت تدعو له فى كل صلاة .
    بعد عن سمعت والدتى عنه ما سمعت وعرفت سلوكه وانحرافه وطغيانه وتكبره وفسقه , طلبت منى أن أنصحه , بحكم صداقتنا , وأن أتقرب إليه وآخذه باللين تارة وبالشدة تارة لعله يستحى مما يفعل ويحافظ على النعمة التى يلعب بها يمينا وشمالا .
    وبالفعل اقتربت منه بحذر، لخوفى أن أنزلق فى الطريق الذى يمشى فيه , فعرفت منه الكثيرعن حياته الصاخبة التى يعيشها , وبدأت أستدرجه إلى جانبى وأقدم له النصيحة تلو النصيحة , ولكننى بصراحة كنت كمن يجرف قاع البحر أو كمن يحاول أن يمسك السراب بيديه , فلقد باءت كل محاولاتى بالفشل , حيث أن الشيطان استحوذ على عقله فأغواه , فكلما نصحته زاد فى طغيانه وانحرافه وكأنه ينتقم من نفسه .
    ثلاثة أسابيع كاملة وأنا ألازمه معظم ساعات يومه ...إلى أن جاء ذلك اليوم الذى صعدت فيه روح والدته إلى بارئها بعد معاناة مع المرض , ومع هذا لم تذرف عيناه الدموع , فقد قسا قلبه , بل كان كأنه يسمع خبر وفاة شخص غريب عنه وليس خبر وفاة والدته , ومع هذا فقد تحامل على نفسه وذهب معنا إلى المقبرة ، وعندما هم الرجال أن يحملوها لتدفن تأخر هو بضع خطوات إلى الوراء ، وعندما سألته قال لى : لن أتمكن من دفنها فلدى عمل مهم ومواعيد بالشركة وأخشى أن تضيع علىّ الفرصة .
    فأيقنت ساعتها أننى أشاهد قسوة القلب فى أقبح صورها , فدعوت الله أن يغفر له ، وانصرف الجميع إلا أنا ، وقفت على قبرها أقول : لقد ذاقت هذه المرأة وتحملت العذاب والهوان ألوانا ، سواء من زوجها أو من ولدها الوحيد الذى تكبر حتى
    على دفنها ، ثم دعوت الله أن يرحمها . صليت العصر قرب المقبرة يوم دفنها وصليت المغرب بالمسجد، وعندما حان وقت صلاة العشاء كنت فى المستشفى ، حيث جاءنى خبر وفاة صديقى ابن هذه المرأة ، فى حادث أليم ، فذهبت إليه وكان فى الرمق الأخير ، وعرفت منه أنه تعرض لذلك الحادث بعد خروجه من المقبرة ، فلم تمض إلا سويعات وفارق الحياة ، فذهبت فى اليوم التالى لدفنه فى نفس المقبرة ... إلى جوار والدته المسكينة .


    وهكذا انتهت مأساة ..... أرجو ألا يراها مسلم فى حياته أبدا.

  16. #156

    الصورة الرمزية أبو رويم

    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المـشـــاركــات
    4,560
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: موسوعة القصص الاسلامية

    طرد أمه من المنزل من أجل عينى سارة !!

    توفى زوجها وترك لها طفلا لم يتجاوز عمره الثلاث سنوات ... توفى الأب فى حادث مرورى وترك لها أيضا منزلا صغيرا ومبلغا قليلا من المال .. كانت الأم –أى الزوجة – فى ذلك الوقت لا تتجاوز الثلاثين من العمر وتتمتع بجمال لابأس به بعد وفاة زوجها ، تقدم لها الكثير والكثير من الخطاب ، من الأقارب والغرباء ، إلا أنها فضلت البقاء بغير زواج من أجل طفلها الحبيب الصغير خوفا عليه من رجل غريب يتحكم فيه .
    فضلت أن تقوم بتربية ولدها الصغير بنفسها معتمدة على المبلغ البسيط الذى تركها لها والده .. إلى أن كبر الطفل وصار شابا يافعا ، فعمل عند تاجر معروف فى البلدة ، فكانت الأم له خير ناصح ومعين حيث كانت تنصحه بالإخلاص فى العمل والأمانة ومراعاة الله فيما يقع بين يديه من أموال هذا التاجر.
    مرت السنوات وأحب التاجر هذا الصبى حبا جما لما وجده فيه من إخلاص وخلق حميد ، ونشاط وهمة فى العمل . كرس الشاب حياته فى إدارة تجارة صاحب المحل التى ربحت ربحا وفيرا ، والأم سعيدة وفرحة لما فيه ولدها من سعادة بسب حب الجميع له ، فكانت دعواتها له نبراسا يضئ له الطريق ، وكانت تجلس كل ليلة ليحكى لها ولدها عن كل ما حصل له ومعه طوال اليوم من بيع وشراء ومعاملات ، فكانت تفرح كثيرا عندما تجد ولدها ناجحا فى عمله محبوبا من صاحب التجارة .
    وكالمعتاد جلس معها ذات ليلة فصارحها بأنه ينوى استكمال نصف دينه ، ففرحت فرحا لا يوصف لهذه الخطوة المباركة ،وقالت: ومن هى العروس يا بنى؟ قال: إنها سارة بنت التاجر الذى أعمل عنده ، فهو يحبنى كثيرا ولن يمانع فى زواجى من ابنته .
    قالت الأم: لكن نحن يا بنى أناس بسطاء ولسنا من مستواهم ...
    قال الولد: أرجو ياأمى أن تحاولى غدا ، اذهبى وأخبرى والدتها بالموضوع ، فأنا متأكد أن سارة تريدنى كما أريدها .
    لم ترد الأم طلبا لإبنها الغالى ...وذهبت فى اليوم التالى إلى بيت التاجر لطلب يد ابنته لولدها ... وتمت الخطبة وتم تحديد يوم الزفاف وأرادت الأم أن تفى بنذرها فاشترت الشبكة من الماس الخالص لتليق بزوجة ولدها العزيز وابنة التاجر المشهور.. وتم عقد القران .
    أخذت الأم تعد العدة لتغير أساس بيتها الصغير ، وإحضار العمال لإصلاح ما أتلفه الزمن فى المنزل ، وإحضار غرفة العروس التى تليق ببنت التاجر (( سارة )) ، رد عليها ولدها فى حياء وخجل :
    لاياأمى أرجوك لاتتعبى نفسك ، سارة تفضل أن أقيم معها فى بيت والدها فهى لا تستطيع أن تعيش معنا فى منزلنا الصغير ،
    وإن شاء الله سنزورك فى كل يوم ولن ننقطع عن زيارتك . سكتت الأم والحزن يعتصر قلبها ، وقالت له : افعل ما تشاء .
    كانت الأم قد كتبت البيت الصغير باسم ولدها ، مما شجعه على بيعه دون علمها ، ثم جاء وأخبرها بأنه باع البيت وأن الذى اشتراه يريد استلامه خلال ثلاثة أشهر ، فعليها أن تحضر أغراضها وحاجياتها الضرورية للإنتقال للعيش معه فى منزل أهل زوجته الكبير ، لكن الأم رفضت بكل قوتها هذا العرض ، وأصرت على موقفها من الرفض ... ولكن ماذا تفعل وقد وضعها ولدها أمام الأمر الواقع ، مما دفعها أن تحمل همها وحزنها وبعض حاجياتها الضرورية للإنتقال للعيش فى منزل شقيقتها التى استقبلتها بالترحاب ، وأعدت لها حجرة لترتاح فيها ،لكن القهر والهم والحزن سيطر على قلبها فلم تعد تستطيع حتى تناول الطعام ، فساءت حالتها الصحية ... ثم أصابتها جلطة وأدخلت المستشفى حيث قضت فيه مدة قصيرة ، كان ولدها يتردد
    عليها فى المستشفى وهى تكتم القهر والحزن فى قلبها عنه ، ولم ترد معاتبته على ما فعل ، فالعتاب لا يرد ما راح ...
    وانتقلت إلى جوار ربها حزينة مقهورة .

  17. #157

    الصورة الرمزية عُبيدة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    4,267
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: موسوعة القصص الاسلامية

    بارك الله فيك وجزاك الله كل خير
    وفتح الله عليك وجعلك سراج منير وكتب لك الاجر والثواب فى كل حرف
    حماك الله ورفع شأنك

  18. #158

    الصورة الرمزية konan3

    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المـشـــاركــات
    237
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: موسوعة القصص الاسلامية

    الله يكتبلك الأجر قصص مأثر نفعك الله واعطاك كل خير

    ولا تحرمنا من جديدك يا مبدع

  19. #159

    الصورة الرمزية ( الأسيف )

    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    المـشـــاركــات
    74
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: موسوعة القصص الاسلامية

    جزاكم الله خير الجزاء

  20. #160

    الصورة الرمزية عُبيدة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    4,267
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: موسوعة القصص الاسلامية

    عجوز تتكلم بالقرآن

    بسم الله الرحمن الرحيم

    قال عبد الله بن المبارك رحمة الله عليه : خرجت حاجاً إلى بيت الله الحرام وزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم فبينما أنا في الطريق إذا أنا بسواد على الطريق ،فتميزت ذاك فإذا هي عجوز عليها درع من صوف وخمار من صوف فقلت :السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقالت : (سلام قولا من رب رحيم) فقلت لها : يرحمك الله ما تصنعين في هذا المكان ؟!؟ قالت : (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام) فعلمت أنها قضت حجها وهي تريد بيت المقدس ، فقلت لها : أنت منذ كم في هذا الموضع ؟؟ فقالت : (ثلاث ليال سويا) . فقلت ما أرى معك طعاماً تأكلين ؟؟ فقالت : (هو يطعمني ويسقين) فقلت :فبأي شيء تتوضئين ؟ فقالت : (فلم تجدوا ماءً فتيمموا صعيداً طيبا) ، فقلت لها :إن معي طعاما فهل تأكلين ؟ فقالت : (ثم أتموا الصيام إلى الليل) فقلت : ليس هذا شهر رمضان !! قالت : (ومن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم) فقلت : قد أبيح لنا الإفطار في السفر .. قالت : (وأن تصوموا خيراً لكم إن كنتم تعلمون ) فقلت : لم لا تكلميني مثل ما أكلمك؟ قالت : (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) فتعجبت من ردها وقلت : من أي الناس أنت؟ قالت : (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا) فقلت : قد أخطأت فاجعليني في حل. قالت : (لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم) فقلت : فهل لك أن أحملك على ناقتي هذه فتدركي القافلة؟ قالت : (وما تفعلوا من خير يعلمه الله) قال : فانحنت ناقتي فقالت : (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم) فغضضت بصري عنها .. ولما أرادت أن تركب نفرت الناقة فمزقت ثيابها .. قالت: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم) فقلت لها : اصبري حتى أعقلها .. فقالت : (ففهمناها سليمان) فعقلت الناقة وقلت لها : اركبي .. قالت : (سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون) فأخذت بزمام الناقة وجعلت أسعى وأصيح فقالت : (واقصد في مشيك واغضض من صوتك) فجعلت أمشي رويداً رويداً وأترنم بالشعر .. فقالت : (فاقرؤوا ما تيسر من القرآن) فقلت لها : لقد أوتيتم خيراً كثيرا فقالت : (وما يذكر إلا ألو الألباب) فلما مشيت قليلاً قلت لها ألك زوج ؟ قالت : (ياأيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤ كم) فسكت ولم أكلمها حتى أدركت بها القافلة فقلت لها : هذه القافلة فمن لك فيها؟ فقالت : ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا) فعلمت أن لها أولاداً .. فقلت : وما شأنهم في الحج ؟ فقالت : (وعلامات وبالنجم هم يهتدون) فعلمت أنهم أدلاء الركب فقصدت لها القباب والعمارات فقلت هذه القباب فمن لك فيها ؟ قالت : (واتخذ الله إبراهيم خليلاً) (وكلم الله موسى تكليما) (يايحى خذ الكتاب بقوة) فناديت يا إبراهيم يا موسى يا يحي فإذا بشبان كأنهم الأقمار قد أقبلوا فلما استقر بهم الجلوس قالت (فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاماً فليأتكم برزق منه) فمضى أحدهم فاشترى طعاماً فقدموه بين يدي فقالت : (كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية) فقلت الآن طعامكم علي حرام حتى تخبروني بأمرها فقالوا هذه أمنا لها أربعين سنة لم تتكلم إلا بالقرآن مخافة أن تزل فيسخط عليها الرحمن .. فسبحان القادر على ما يشاء .. فقلت: (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم)

صفحة 8 من 10 الأولىالأولى 12345678910 الأخيرةالأخيرة

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...