(¯`•._) (.الرواية الرائعة .. عودة الذئب) (¯`•._)

[ منتدى نور على نور ]


صفحة 8 من 11 الأولىالأولى 1234567891011 الأخيرةالأخيرة
النتائج 141 إلى 160 من 202
  1. #141

    الصورة الرمزية بَلْسَم،،

    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المـشـــاركــات
    1,190
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: (¯`•._) (.الرواية الرائعة .. عودة الذئب) (¯`•._)

    مؤثر جدًا جدًا جدًا..

    بارك الله فيكِ
    لا حرمكِ الله الأجر أخيتي..

  2. #142

    الصورة الرمزية Fifa san

    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المـشـــاركــات
    6,249
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: (¯`•._) (.الرواية الرائعة .. عودة الذئب) (¯`•._)

    لقد فجرت الأجزاء الجديدة نهرا من الدموع والذكريات الأليمة التي مرت بي
    لقد ذكرتيني بفقد صديقتي العزيزة الغالية على قلبي
    صديقتي التي ماتت وهوي تحاول أن لا يتكشف أي جزء من جسدها حتى لو أدى ذلك الى تهشم رأسها
    آآآآآه ياصديقتي كم أفتقدك وأفتقد كلامك وحديثك الذي لايمل أبدا

    آسفة لكن هذا ما أشعر به الآن

    جزاك الله خيرا أختي وبانتظار القادم
    مع أني لا أدري متى سأذخل مرة أخرى

  3. #143

    الصورة الرمزية secret girl

    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المـشـــاركــات
    461
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: (¯`•._) (.الرواية الرائعة .. عودة الذئب) (¯`•._)

    secret_88
    أهلا بك أخيتي
    اشتقت لك كثيرااا
    نورت الموضوع
    جزانا الله خيرا وإياك
    أسعدتني بمرورك

    وفقك الله وحماك


    دلوعة صحبتها
    أسفة أختي
    أن كنت السبب في حزنك وألمك
    ورحم الله صديقتك
    وجعل مثواها الجنة في الفردوس الأعلي
    وجمعك بها تحت ظل عرشه
    يوم لاظل إلا ظله
    صبرك الله
    جزانا وإياك أختي

    في أمان الله

  4. #144

    الصورة الرمزية أبو رويم

    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المـشـــاركــات
    4,560
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: (¯`•._) (.الرواية الرائعة .. عودة الذئب) (¯`•._)

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    القصة أصبحت أشد من الأول بكثير
    وهل بقى على نهايتها كثير أختى ؟
    ودمت فى حفظ الله ورعايته

  5. #145

    الصورة الرمزية secret girl

    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المـشـــاركــات
    461
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: (¯`•._) (.الرواية الرائعة .. عودة الذئب) (¯`•._)

    (16)



    أيها القائد.....


    غادر الذئب شجونه وشروده
    والتفت الى جوهر الذى يقود السيارة بجواره وهو يقول باشفاق :

    مازلت شاردا حزينا كعادتك!!..


    أليس هناك نهاية لأحزانك؟


    أدار الذئب وجهه ونظر الى الطريق المظلم بصمت
    فقال جوهر بلهجة اعتذار :

    عفوا لم أقصد أن أتدخل فيما لا يعنينى ...
    ولكن ..ولكنك صغير السن وتحمل فوق رأسك هموما
    لا يتحملها جبل



    قال الذئب باقتضاب منهيا الحوار الذى كان من طرف واحد:

    وصلنا الى الموقع



    ابتلع جوهر ريقه بحرج
    وأوقف السيارة الصغيرة التى يقودها
    وفيها الذئب واثنين آخرين من كتيبته
    وخلفهم ناقلتين كبيرتين ..

    واحدة تحمل الجنود
    والثانيه تحمل العدد والآلات والأسلحه والذخيره



    نزل جوهر من السيارة وهو يقول :
    لقد درست المنطقه جيدا..
    هذا الجبل خلفه طريق للإمدادات يصل الى قاعدة عسكرية ..
    نستطيع اصطيادهم من فوق هذا الجبل وقطع طريق امداداتهم



    الذئب :

    حسنا ولكن أريد أولا تمشيطا دقيقا للمنطقة وما حولها .. يجب أن نتأكد أنها آمنه تماما



    انتشر المجاهدون وأخذوا يمسحون المنطقة
    وهم يحملون أسلحتهم المجهزة والمعدة للإطلاق
    ثم بدأوا يصعدون الجبل يتقدمهم الذئب
    وأخذوا يفتشون الجبل تفتيشا دقيقا
    فلم يتركوا حجرا ولا حفرة الا وفتشوها ..



    دخل الذئب الى أحد الكهوف وأضاء كشافه القوى
    وأداره فى أرجاء الكهف الصغير,
    وشعر من الآثار على الأرض

    أن هذا
    الكهف يحمل آثار شخص دخله قبلهم بمدة قليلة



    شعر بحركة مريبة
    فقفز بحركة سريعة الى جانب الكهف وأطلق وابلا من النيران
    ومع الطلقات السريعه التى دوت فى الكهف بصوت يصم الآذان
    سمع صوت صراخ نسائى يهتف :

    توقف ..لا تطلق النار..
    لا تطلق النار..
    .


    أوقف الطلقات وبدأ يتبين مصدر الصوت بحذر
    فرأى على ضوء الكشاف فتاة شقراء
    تخرج من خلف صخرة كبيرة فى جانب الكهف

    قالت بصوت مذعور وهى تلهث :
    توقف .. أنا صحفية



    كان المجاهدين قد تجمعوا على صوت طلقات النار


    أخرجت الفتاة هويتها
    وهى تتأمل الوجوه المتشحة بالسواد,
    والعيون التى تنظر اليها فى ترقب وحذر,
    وانتابها الخوف, لكنها تماسكت أمامهم


    تفحص الذئب بطاقتها بالكشاف


    أخذت الصحفية تلهث من الخوف والإنفعال وهى تقول :
    أنتم مليشيات المقاومة؟



    جوهر :
    نحن المجاهدين ..أهل هذه البلاد



    تنهدت بعمق وقالت :
    آه ..أخيرا وجدتكم..
    كنت أبحث عنكم من مدة طويلة



    مدت يدها بالسلام نحو الذئب
    الذى كان أقرب الموجودين اليها وهى تقول :

    كاترين جوليان صحفية



    مد الذئب يده نحوها فظنت أنه سيسلم عليها
    لكنها فوجئت بأنه يرد اليها بطاقتها
    وسمعته يقول من خلف لثامه الأسود الذى لا يظهر سوى عينيه :

    وما الذى أتى بصحفيه فى هذا المكان ..ووحدها؟



    أصابتها الدهشه من معاملته الجافه ولهجته الخشنة ..
    لكنها تجاهلت ذلك وهى تقول :

    أنا فى مهمة صحفية هنا مع فريق من الصحفيين
    وكنا فى القاعدة العسكرية الروسية القريبة من هنا
    لعمل لقاءات وأحاديث مع الجنود



    ابتسمت وهى تكمل :

    لكننى هربت من المعسكر الروسى
    وسرت حتى وصلت الى هنا وعندما هبط الليل
    اختبأت فى هذا الكهف



    الذئب بخشونه :
    ولم فعلت ذلك؟



    قالت بسرعه :
    لأننى كنت أبحث عنكم..
    الجميع يقابل الجنود الروس ويتتبع أخبارهم وينشرها.. وأما المليشيات ..فلا أحد قابلهم أو تحدث معهم
    أو حتى سمع وجهة نظرهم
    وأنا أريد أن أحظى بهذا السبق



    التفت الذئب مغادرا الكهف بغضب دون أن يتكلم
    ونزل من الجبل بسرعة وخلفه جوهرالذى سأله :

    ماذا سنفعل بها أيها القائد؟



    قال بضيق :

    سأصطحبها لأقرب قرية بها ممثلى اللجان الدولية



    هتف جوهر :
    أتعلم كم تبعد عن هنا؟.
    المخاطرة كبيرة ..الأفضل أن نأخذها لأقرب معسكر للمجاهدين
    وهم يتولون اعادتها



    الذئب بتجهم :
    لو فعلنا ذلك
    لأمتلئت صحف الغد بوصفنا بكلمات مثل الإرهابيين الخاطفين,
    ولتحولت قصتها لأفلام تبكى العالم عن المتوحشين
    الذين اختطفوا الصحفية البريئة



    جوهر
    :
    لكنها عندما تعود
    بالتأكيد ستوضح لهم الأمر وتنشره



    الذئب :
    قد لا يحالفنا الحظ لهذه الدرجة
    وتظل حية حتى تصل الى بلادها وتنشر الحقيقة ..
    لذلك يجب أن أعيدها الآن وفورا



    جوهر :
    ولكن الطريق طويل وخطر
    وقد يرصدوا السيارة وعندها...



    الذئب :
    على الأقل عندها لن تكون فى معسكراتنا
    ولن يستطيع أحد أن يقول أننا اختطفناها أو عذبناها



    وصل الى مكان السيارات وقفز الى السيارة الصغيرة
    وقال بلهجة آمره :

    أحضرها الى هنا ..
    سأقوم باعادتها بنفسى واستمروا أنتم فى تنفيذ الخطة,
    تعلم موعد ومكان اللقاء مع مجموعة القائد سليم

    يجب أن تنجز الخطة بدقة شديدة ..هل فهمت


    هتف جوهر بانفعال :

    ولكن ذلك خطر كبير على حياتك ..
    كما أنك قائدنا ..فلتختار أحد آخر لإصطحابها



    قال الذئب بخشونة :
    نفذ الأوامر



    التفت جوهر باستسلام لتنفيذ الأمر
    لكنه توقف عندما سمع الذئب يقول :
    جوهر ..



    التفت اليه فقال الذئب بتأكيد :
    أنت القائد من الآن



    صرخ جوهر بدهشه عارمه :
    لا ..مستحيل أنا...!!!



    قاطعه الذئب قائلا بثقه :
    أعتمد عليك



    ابتلع جوهر ريقه بصمت وعجب
    ولم يدرى ما يقول


    وصلت كاترين الى السيارة
    التى جلس الذئب خلف عجلة قيادتها
    وقال لها باقتضاب :
    اركبى



    فسألته بدهشه :
    الى أين؟



    قال ووجهه الى الطريق :
    سآخذك لأقرب منطقة
    فيها ممثلى اللجان الدولية والصليب الأحمر



    هتفت كاترين باعتراض :
    ولكنى لم أتم مهمتى هنا بعد



    زفر بضيق وقال بصوت أصابها بالرعب :
    اركبى



    ركبت بسرعة وانطلق الذئب بالسيارة
    وخلفه عيون المجاهدين



    اقترب أحمد من جوهر وسأله :
    لماذا لم يأمر أحد منا باعادتها؟

    هل يخاف علينا الفتنه ؟


    قال جوهر وعينيه على السيارة
    التى ابتعدت بمسافه كبيرة:

    أظنه يخشى أن يتحدث أحد منا معها
    فتستطيع استدراجه للبوح بأسرار محظورة



    تنهد أحمد بحراره وقال :

    وهل تظنه يستطيع أن يصمد أمامها؟



    جوهر بتهكم :

    هل اختل عقلك؟؟
    ألا تعلم من هذا؟ انه الذئب..


    كل ما أرجوه هو ألا يفقدها عقلها
    حتى تصل سالمة الى القريه



    التفت خلفه ينظر الى الجبل وزفر بقوة قائلا :

    هيا فلدينا عمل يجب أن ننجزه


    .
    .
    .

  6. #146

    الصورة الرمزية secret girl

    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المـشـــاركــات
    461
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: (¯`•._) (.الرواية الرائعة .. عودة الذئب) (¯`•._)

    أبو رويم
    أهلا بك أخي
    نورت الموضوع

    القصة باقي علي نهايتها 4 فصول..
    ولكنها فصول طويلة نوعا ما
    يعني إن شاء الله
    تنتهي في نهاية هذا الأسبوع

    أتمني ألا أكون أثقلت عليكم

    شكـــرااا لمرورك
    في أمان الله ورعايته


  7. #147

    الصورة الرمزية secret girl

    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المـشـــاركــات
    461
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: (¯`•._) (.الرواية الرائعة .. عودة الذئب) (¯`•._)

    لم ينطق الذئب بكلمه واحده منذ أن انطلقا بالسيارة
    وأخذت كاترين تتطلع اليه من حين لآخر
    تنتظر أن يسألها أو حتى ينظر اليها
    لكنه لم يفعل...

    فقالت :


    أظنك تتساءل لماذا لم أخاف منكم
    برغم ما يشيعه الروس عنكم
    من أنكم ارهابيين متوحشين آكلي لحوم البشر ..
    وانكم تتلذذون بتعذيب وارهاب الآخرين؟



    انتظرت أن يرد ... لكنه لم يلتفت حتى اليها



    فقالت تستحثه :
    أنت تتعجب..تتعجب أليس كذلك؟



    تجاوزت صمته وقالت وكأنه رد عليها :

    لأن من عادتى
    أن أقرأ كل ما كتب عن أى موضوع أريد أن أكتب عنه

    وأشد ما أثار عجبى ما كتبه عنكم "سولجنستين" وكذلك ما كتبه المؤرخ الأوروبي "روبرت كونكوست"
    في كتاب "قتلة الأمم"
    ألا تريد أن تعرف ما قاله عنكم؟؟


    أكملت عندما لم يرد :
    كتب "لقد كانوا أسودا ذوي شهامة عسكرية
    تجلت في معاملتهم للأسرى والجرحى من الأعداء
    ولا غرو في ذلك،
    فقد كان القادة هم العلماء
    الذين يقاتلون دفاعا عن أرضهم ودينهم
    حتى آخر جندي وآخر سيف
    "


    أليس غريبا أن يكون هذا هو رأى أعداءكم فيكم..؟

    لهذا سعيت لمقابلتكم دون خوف..
    كنت أريد أن أتأكد من مدى صدق هذه العبارة



    صمتت قليلا لتفسح له المجال ليتكلم ..
    لكنه لم يفعل ..زفرت بغيظ وقالت :

    الجو هادئ تماما على عكس ما كنت أتوقع



    استفزها بشده صمته الغريب ...
    فنظرت اليه بدقه برغم الظلام
    الذى لم يخفف منه سوى ضوء القمر وانعكاس مصابيح السياره القوية
    فوقعت عيناها على شئ يلمع فى يده,
    دققت النظر فوجدته خاتم زواج فى بنصره الأيسر
    فسألته بدهشه :

    متزوج؟ !!..عجبا رغم أن سنك صغير..
    أتساءل من هى المرأه
    التى تستطيع أن تتحمل حياة كتلك التى تحياها ؟



    لم تستطع أن ترى ارتعاشة عضلات وجهه
    التى توارت خلف لثامه الأسود ..
    لكن صمته أصابها بالغيظ الشديد فقالت بضيق:

    لا أفهم كيف يمكن لإمرأه طبيعيه أن تقبل بالزواج
    من رجل مثلك
    لديه كل هذه القدره على الصمت؟



    غمرته أمواج من الحزن من جديد,
    كان رأسه يجيش بالذكريات
    ويملأ أذنيه صوت ضحكات قادمه من بعيد
    وهى تقترب وتقترب ويعقبها صوت جميل حبيب اليه
    أشعل الحنين فى قلبه وهو يهتف بحب:

    أنت كما أنت لن تتغير أبدا...
    منذ أول يوم فى زواجنا وأنت تسألنى نفس السؤال



    عمر بحب :
    وحتى الآن لم تجيبينى ...

    أخبرينى بصدق ..
    كيف لفتاة مثلك أن تقبل بالزواج ممن هو مثلى ؟



    ابتسمت وهى تملأ عينيها بملامح وجهه :

    ربما أرى فيك ما لا يستطيع الآخرون رؤيته



    عمر ساخرا :
    اذن فهل أصبح كل الناس من العميان؟



    ضحكت وقالت :
    لا يا حبيبى
    ولكنهم لا يملكون قلبى ولا عينى ليروك بها



    تنهد بعمق وقال بشرود :

    كم كان خالى رجلا عظيما - رحمه الله- ..
    كان يعطى بلا حدود ..
    منحنى أغلى ما لديه وأخشى ألا أكون جديرا به



    اتسعت ابتسامتها قائلة :
    رأى فيك ما رأيته أنا


    تنهدت بحراره وهى تكمل :
    ولكن بداخلك طفل عنيد ..يخشى أن يصدق الحقيقه

    أتعلم أنك تشبهه كثيرا,
    أقصد فى طريقة التفكير والتصرفات

    يبدو أن الفترة التى قضيتها بصحبته
    جعلتك تتوحد معه وتأخذ منه أشياء كثيرة



    عمر بحب :
    وأكثر ما أخذت منه هو حبه الكبير لك





    أيها القائد ..هل تسمعنى؟



    أفاق من شروده على صراخ كاترين المغتاظ
    فالتفت اليها بدهشه قالت بغيظ شديد :

    كنت قد بدأت أظن أنك فقدت السمع كما فقدت الكلام
    فمنذ أن انطلقنا بالسياره من ساعه ونصف
    وانت لم تفتح فمك أبدا..
    لاأدرى من أين لك بكل هذه القدرة الجبارة على الصمت



    عقد حاجبيه و أنصت بإهتمام كبير

    أوقف السياره فجأه فارتج جسدها بعنف وهتفت :
    ماذا حدث؟



    قال بتوتر :
    لقد رصدوا السياره ..انزلى بسرعه



    نزلت من السياره وانطلقت تجرى خلفه بسرعه كبيره
    عندما وصل الى مسامعها صوت هدير طائرة مروحيه
    وتساءلت فى نفسها ...
    كيف استطاع أن يلاحظ صوت المروحيه من هذا البعد؟



    ظلا يجريان حتى وصلا الى منطقه جبليه
    واختبئا خلف الصخور


    نظر الذئب من مكمنه
    فوجد ضوء المروحيه القوى مسلط على السياره
    ثم أخذت المروحيه تجول فى المنطقه بكشافاتها القويه
    بحثا عمن كانوا فى السياره


    بدأ الذئب ينظر حوله يبحث عن مكان أكثر أمنا
    ثم قال
    لكاترين :
    اتبعينى


    سارت خلفه بهدوء منحنية الرأس
    وهى تخشى أن يعلو صوت دقات قلبها المرتعب
    ويصل الى مطارديهما...
    حتى وصلا الى ممر ضيق فى الجبل

    فسألته كاترين بخوف :

    ماذا سيفعلون بنا ان وجدونا؟



    قال بثقه :
    ان شاء الله لن يجدونا



    قالت بقلق :
    لماذا يطاردوننا؟
    وكيف علموا بموقع السيارة



    قال بهدوء غريب وبصوت يشع بالفخر والثقة :

    لا يطاردوننا نحن,

    لاشك أن جوهر نجح فى مهمته,
    وأثار كل الكلاب المسعورة,
    فخرجت تبحث عن أى فريسة
    تنفث فيها نيران انتقامها وغلها



    قالت برعب :
    أتمنى ألا نكون نحن الفريسة



    وجهت المروحيه بحثها الى الناحيه الأخرى من الطريق
    حيث ترك السياره على الجانب الآخر للطريق
    وانطلق يجرى فى الإتجاه العكسى كنوع من التمويه


    وبعد أن قامت بعدة حركات دائرية,
    ابتعدت لتبحث فى مكان آخر


    وعندما اطمئن لإبتعادها,
    خرج من مكانه وبدأ بعبور الممر مسرعا
    ولكن بحذر وكاترين خلفه
    حتى وصلا بعد مدة طويلة الى الجانب الآخر من الجبل



    ألقت كاترين بجسدها المنهك على الأرض
    تستريح من عناء عبور الممر الغير ممهد والملئ بالصخور
    وقالت
    وهى تلهث بعد أن ابتعدا عن المروحية :
    والآن ..ماذا سنفعل؟



    قال باقتضاب :
    سنمشى



    هتفت بدهشه :
    ماذا؟ نمشى؟؟
    أكاد أموت تعبا



    كانت عيناه تجولان فى المكان وهو يقول :

    المكان هنا غير آمن, وقد يعودون من جديد ..
    لابد أن نرحل فورا



    مدت يدها اليه
    وكأنما تطلب منه دون كلام مساعدتها على النهوض


    ولكنه تجاهل يدها
    واستدار ومضى فى طريقه بصمت
    وكاترين خلفه تترنح من التعب وتكاد تنفجر غيظا من
    تصرفاته.



    بدأ الفجر يغشى الليل معلنا مولد يوم جديد,
    عندما ارتمت كاترين على الأرض لتلتقط أنفاسها
    من فرط السير على أرض جبلية غير ممهدة..

    وعندما رفعت عينيها اليه,
    غمرتها الدهشة عندما رأته يوليها ظهره
    ويعيش مع صلاته


    زفرت بقوة,
    وهزت برأسها فى عجب وهى تتساءل فى نفسها :

    أى قوة يمتلك هذا الرجل؟
    وأى سكينة تهبط عليه فى تلك اللحظات الحرجه, وتجعله يصلى بكل هذا الخشوع
    برغم الخطر المحدق بنا؟






    أنهى صلاته, وعاد يسير فى طريقه,
    ونهضت باستسلام صامت تتبعه
    بعد أن أدركت أن أى اعتراض تبديه ليس له جدوى
    أمام شخصيته القوية الآمرة



    سارا لمدة طويلة, حتى صعدا الى جبل قصير
    ثم بدءا فى النزول من الجانب الآخر مع أول خيوط الشمس,
    ألقت
    بعينيها أسفل الجبل وتنهدت
    وهى تقول بسعاده كبيرة :
    أخيرا, قرية هناك..
    سنأكل ونرتاح



    قال بهدوء وهو ينظر نحو القرية البعيدة :
    لا تتعلقى بالأمل كثيرا حتى لا تصابى بصدمة



    التفتت اليه بحده وسألته :
    ماذا تقصد؟ لم أفهم كلامك



    قال باقتضاب :
    ستفهمين عندما نصل الى هناك



    وعندما وصلا الى هناك
    أدركت الصدمة التى كان يتحدث عنها..
    بل عايشتها بكل مشاعرها




    كان الدمار الذى لحق بالقريه مروعا بحق ...
    سارت داخل القرية تتأمل البيوت المهدمة
    والمحال والسيارات المحطمة
    وهى فى غاية الذهول حتى أتاها صوته الغاضب :
    هكذا هم فى حروبنا معهم عندما يهاجمون الشيشان
    فى كل مرة يستخدمون فى تقدمهم سياسة الأرض المحروقة
    فلا يتركوا أخضرا ولا يابس ..
    حتى المناطق التى أخليناها ..
    لم يتقدموا فيها حتى أحرقوها تماما
    بكل ما أوتوا من قوة تحسبا وخوفا من عودتنا



    قالت كاترين بألم وهى تنظر حولها وتتأمل الدمار بذهول
    :
    مستحيل ..انهم وحوش ..قتلة ..
    يجب أن يحاكموا أمام العالم كمجرمى حرب,
    تلك القرية الامنة ,
    ما ذنب سكانها من المدنيين الأبرياء؟



    زفر عمر زفرة حارقة من قلبه المشتعل :

    يرون الشعب الشيشاني كله شعباً إرهابياً
    حتى الطفل الصغير ،
    ولذا فهم لا يفرقون بين المجاهدين وبين المدنيين
    من الشيوخ والنساء والأطفال ،
    فقذائف الطائرات والصواريخ بعيدة المدى
    تستهدف المدنيين حتى تجليهم عن أرضهم،
    وقد حصل من جراء هذا القصف
    مذابح مروعة للمدنيين راح ضحيتها الكثير
    من الشيوخ والنساء والأطفال


    ماذا ستفعلين لو رأيت بعينيك المذابح المروعة
    التى تبكي لها العيون وتتفطر لها القلوب .



    دفن ألمه بين ضلوعه وقال يتعجلها :

    هيا لا وقت لدينا,
    علينا أن نغادر بسرعه



    لم تستمع اليه وأخرجت الكاميرا من حقيبتها
    وبدأت تلتقط صورا كثيره
    لمناظر الدمار الرهيب الذى حل بالقرية


    تركها الذئب تلتقط ما تريده من صور
    ولم يعترض بل أخذ يدور فى المكان ليتأكد أنه آمن


    توقفت كاترين طويلا أمام احد البيوت المحترقه
    وأخذت تتأمل أحد جدرانه المهدمة,
    والتى كتب عليه بخط كبير


    (مرحبا بكم فى الجحيم)

    كتبت هذه العبارات بالفعل على جدران المنازل
    فى جروزنى أثناء الحرب"



    تساءلت كاترين بدهشه :
    كيف تحمل المدنيين كل تلك الأهوال والمآسى؟



    رد عليها دون أن يلتفت وظهر الحزن عميقا فى صوته :

    من أجل هذا غادر المجاهدون الى الجبال



    قالت والدموع فى عينيها وصوتها يكاد يختنق من البكاء :

    ولكن لم يفعلون ذلك؟



    لم يرد عليها ..
    كان عقله فى مكان آخر
    وروحه تحلق بعيدا هناك....


    التعديل الأخير تم بواسطة secret girl ; 13-2-2010 الساعة 07:34 PM

  8. #148

    الصورة الرمزية |[ گريستال ]|

    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المـشـــاركــات
    1,588
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: (¯`•._) (.الرواية الرائعة .. عودة الذئب) (¯`•._)

    تشابكت الأمور ولم افهم شيئا

    هل الذئب هو الذي ذهب مع كاترينا هو نفسه عمر ؟؟؟

    وهل تزوج عمر من زهرة ؟؟؟

    وكيف عاد وأين ذهب حتى يعود ؟؟؟


    سأعود لقراءة الأجزاء الأخيرة مرة أخرى ان شاء الله افهمها ...

    شكرا لك أختي

  9. #149

    الصورة الرمزية القلب الصافي

    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المـشـــاركــات
    628
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: (¯`•._) (.الرواية الرائعة .. عودة الذئب) (¯`•._)


    ^!^الاخ{شمس الاسلام}...
    هذا اسلوب الدمج كما اسميه ...
    حيث يدمج الكاتب اكثر من حدث في مشهد واحد...
    يعني ان عدت الى القصة لوجدت ان...
    1/الذئب المذكور في البداية هو{عمر}
    وهذا يدل على ان الكاتبة تطرقت الى المستقبل....
    2/تجد مقطع كاثرين يحمل فكرتان حيث يتذكر{عمر}ما مضى
    بينما كانت{كاثرين}برفقته في السيارة....
    3/تطرقت الكاتبة فيما بعد لوصف مشهد قديم قبل المشاهد الحاليه....
    4/اما اين ذهب ومن اين عاد ففي هذه الحالة عليك
    الربط بين مشهد تذكره{لزهره}وبين مشهد عودته اليها...
    ^!^بصراحة احس اني انا اللي قاعده اشبك الخيوط زياده^!^...
    بس حاولت ان اوضح الفكرة و اتمنى ان اكون قد افدتك...
    واعتذر لصاحبة الموضوع عن الاختراق الامني الذي قمت به^!^...
    تحياتي...


  10. #150

    الصورة الرمزية |[ گريستال ]|

    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المـشـــاركــات
    1,588
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: (¯`•._) (.الرواية الرائعة .. عودة الذئب) (¯`•._)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القلب الصافي مشاهدة المشاركة

    ^!^الاخ{شمس الاسلام}...
    هذا اسلوب الدمج كما اسميه ...
    حيث يدمج الكاتب اكثر من حدث في مشهد واحد...
    يعني ان عدت الى القصة لوجدت ان...
    1/الذئب المذكور في البداية هو{عمر}
    وهذا يدل على ان الكاتبة تطرقت الى المستقبل....
    2/تجد مقطع كاثرين يحمل فكرتان حيث يتذكر{عمر}ما مضى
    بينما كانت{كاثرين}برفقته في السيارة....
    3/تطرقت الكاتبة فيما بعد لوصف مشهد قديم قبل المشاهد الحاليه....
    4/اما اين ذهب ومن اين عاد ففي هذه الحالة عليك
    الربط بين مشهد تذكره{لزهره}وبين مشهد عودته اليها...
    ^!^بصراحة احس اني انا اللي قاعده اشبك الخيوط زياده^!^...
    بس حاولت ان اوضح الفكرة و اتمنى ان اكون قد افدتك...
    واعتذر لصاحبة الموضوع عن الاختراق الامني الذي قمت به^!^...
    تحياتي...


    شكرا أختي على التوضيح

    وأنا عارف انه صار زي الدمج في القصة ونقلة للمستقبل وربط قصة الصحفية وتذكره لزهرة لكن لم افهمها من اول مرة قرأتها وبعد قراءة ردك قرأت الاجزاء الأخيرة 3 مرات والحمد لله توني فهمتها بقي ان ننتظر الجزء القادم لنرى ماذا سيحصل

    شكرا لك أختي مرة أخرى وآسف على تعبك في الشرح

    الأختراق الأمني ^_^

  11. #151

    الصورة الرمزية secret girl

    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المـشـــاركــات
    461
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: (¯`•._) (.الرواية الرائعة .. عودة الذئب) (¯`•._)


    عمر ..أرى فى عينيك خوف وقلق


    ابتسم عمر وقال :
    كيف أستطيع أن أخفى عنك شيئا؟
    لديك كاشف للأسرار أعجز تماما عن خداعه



    زهره بحنان :
    هيا . اعترف ..ماذا يقلقك الآن؟



    اختفت ابتسامته وقال بأسف :

    أصدرت القياده أوامرها لنا بالإنسحاب من العاصمه وتركها للروس,
    لم يعد أهل البلاد المدنيين بقادرين على تحمل هذا الجحيم


    لقد صبروا معنا طوال اشهر, فقدوا فيها كل شئ,
    وبقوا صامدين تحت الحصار فى أقسى ظروف
    يمكن أن يعيشها انسان,
    والآن, علينا الخروج حتى لا تفنى جروزنى...


    تنهد بأسى وهو يقول :
    لأشد ما يؤلمنى هو أننى سأضطر لتركك هنا
    أنت وأمك وأخويك وطفلتنا
    والرحيل مع المجاهدين



    ابتسمت محاوله التخفيف عنه
    وقالت محاوله تغيير مجرى الحديث :

    مازلت مصرا أنها طفله وليس طفل !!



    تعود لعمر ابتسامته وهو يقول :
    طفله أو طفل ..المهم أن يشبهك



    زهره باصرار :
    ولكنى أريد ولدا يشبهك أنت



    ينتفض عمر بطريقه طفوليه ويهتف :
    يفتح الله ..هارجع فى البيعه

    مش كفايه واحد منى فى العيلة؟


    ضحكت زهره بشده وقالت :
    لم تنسى أبدا اللهجه المصريه ..
    مازال يجرى فى دمائك حبك لمصر !



    ابتسم بحنين كبير وظهر فى وجهه عاطفه جياشه
    وهو يقول :

    وكيف أنسى أجمل سنوات عمرى ..
    ملاعب الطفوله والصبا ومراتع الفتوه ..


    أمى فتحية وأبويا بسيونى,

    قهوة عم جاد .. القلعه ..
    مسجد السلطان حسن ..بوابة المتولى..


    الكره الشراب والطيارات الورق
    وهي مالية السما زى النجوم,


    وشمس الأصيل ونسيم العصارى ونهر النيل

    وريحة الورد البلدى ..

    بحر اسكندريه وهواه

    أغمض عينيه واستنشق الهواء بقوة
    وكأنما يستشعر طعم الهواء فى خياله وقال :

    كيف أنسى الدفء بلا حدود؟



    ابتسمت زهره وقالت :
    لقد أحببت مصر دون أن أراها ..
    تصفها كأجمل ما تكون.. حقا أثرت شوقى لرؤياها


    التفت اليها وقال بسعاده : حقا؟

    هزت رأسها بالموافقه فأكمل بحماس :
    أعدك عندما أعود .. ويخرج الروس من الشيشان .. سأعمل كل جهدى لنزور مصر معا ..اتفقنا؟


    هزت رأسها موافقه بسعاده,
    فجأة فقد ابتسامته وشرد بعيدا وقال :

    هذا ان عدت



    هتفت بقوه :
    ستعود إن شاء الله ...أعلم أنك ستعود
    فيجب أن يعود الذئب مهما طال الزمن وقست الظروف



    عدت لشرودك من جديد

    ألا تسمعنى اخاطبك؟

    أدار عمر رأسه ببطء تجاه كاترين
    التى أصابتها الدهشة من منظر عينيه الحزينتين الخاويتين
    وكأنما ينظر الى الماضى لا اليها



    قالت بتعاطف كبير:
    كان الأمر بشعا..أليس كذلك؟


    أكملت بأسف دون انتظار رده :
    وجروزنى هى دائما الأكثر معاناة



    عجز عمر عن اخفاء الألم الممزوج بالغضب فى صوته
    وهو يقول :

    شهور تحت القصف الرهيب والحصار الحديدي

    ثلاثة آلاف بالأسلحة الخفيفة, أكبرها الهاون 120مم،
    وقليل من القذائف التي نغنمها من الروس
    مقابل
    مائة ألف جندي أو يزيد
    تدعمهم المدفعية والطائرات

    جرّب الروس فيها كل الأسلحة المحرمة دوليا,
    القديمة والجديدة.. الكيماوية منها والعنقودية والفراغية


    دمرواالمدينة تماماً تقريباً وحتى الطرقات
    لدرجة أنهم عندما دخلوها لم تستطع الدبابات أن تمر فيها..




    تنهد بمرارة كبيرة وقال :
    هل شاهدت يوما قنابل فراغية 9 طن ؟


    انها تقسم المبنى عشرة طوابق إلى قسمين
    حتى الملجأ السفلي،


    قتل الكثير والكثير من المجاهدين
    والسكان العزل تحت الهدم ،
    ورغم هذا كان تقدم الروس في المدينة بطيئاً جداً


    كل يوم وبعد معارك عنيفة فى مائة متر فقط ،
    يسوون البيوت بالأرض فيتراجع المجاهدون إلى المربع التالي
    بعد خسائر فادحة في الروس
    حتى المستشفيات التى تحت الأرض قصفها الروس بشدة


    وقلّت المؤن والذخيرة ولم يبق في المدينة مدينة ،
    حتى أن الروس عندما دخلوها بعد خروجنا
    لم يجدوا فيها مبنىً سليماً
    فقرروا أن يجعلوا مدينة "جود رميس" العاصمة المؤقتة ،



    كاترين بتفهم :

    ولهذا انسحبتم متسللين خارج العاصمة



    التفت اليها بحدة وقال بغضب :

    لم نتسلل ابدا,
    أهذا هو ما يسوقه اعلامهم وترمى اليه صحافتهم؟


    لقد اجتمع القادة وتشاورا
    وقرروا الخروج من جروزني بكامل أسلحتهم
    في اتجاه ممر"يرمولوفكا" المعروف والمحاط بالروس


    وتقدم القادة في البداية يفتحون الطريق بأنفسهم
    وقد قتل وجرح معظمهم لكثرة الألغام والقصف المباشر
    ولم ينج منهم إلا قليل


    واستمرت القافلة إلى أن وصلت إلى الجبال الجنوبية
    ورغم الجراح والمعاناة
    لم يجرؤ الروس على المواجهة المباشرة



    كاترين بتأثر شديد :
    وماذا عن المدنيين؟
    ماذا فعل بهم الروس عندما دخلوا المدينة ؟







    عندما ترك عمر جروزنى
    لم يكن يتوقع ابدا أنه سيعود اليها بهذه السرعه
    وبهذه الطريقة وقبل أن يخرج الروس منها


    علم المجاهدون أن القوات الروسيه التى احتلت جروزنى
    قد اشترت بعض الخونه والعملاء
    وأغرتهم بالمال للإبلاغ عن أى معلومات
    عن المجاهدين وأهليهم وأماكن بيوتهم


    عندها جن جنونه وقرر العودة الى جروزنى ليلا
    ليرى زهره مهما كان الثمن ومهما كانت المجازفه
    وبرغم اعتراض القاده جميعا


    الا أن أحد منهم لم يستطع الوقوف أمام اصراره الرهيب على العوده
    ليطمئن على زوجته فسمحوا له مضطرين بالعوده الى جروزنى
    ومعه اثنين من المجاهدين لمساعدته على التسلل ليلا الى هناك


    وبالفعل استطاع عمر التسلل الى جروزنى
    والوصول الى بيته الذى تهدم نصفه تقريبا..


    دخل الى البيت دون أن يشعر به أحد
    فوجد البيت مظلم تماما


    أخذ يدور فى أنحاء البيت بهدوء
    حتى وصل الى حجرة المعيشه ..وهناك
    وجد زهره تجلس فى مكانها المفضل
    بجوار المكتبه الكبيره
    وهى تقرأ القرآن فى ضوء شمعه بجوارها
    وبقية الحجره غارقه فى الظلام


    أجفلت زهره متعوذه
    عندما فوجئت بشبح أسود يقف فى الظلام ..
    لكنها عرفته بسرعه
    وقالت بدهشه وهى تحتضنه بحب وشوق:
    عمر !!

    كيف أتيت الى هنا,
    يجب أن ترحل عن جروزنى فأنت فى خطر محقق



    خلع عمر لثامه الأسود عن وجهه
    وقال بلهفه وهو يتمسك بها بقوة
    وكأنما يخشى أن تبتعد عنه :

    لا يهمنى أى شئ..لقد أتيت من أجلك ....زهره ..
    يجب أن ترحلى عن هنا
    فهناك خونه فى جروزنى يرشدون الروس
    الى بيوت المجاهدين فى مقابل المال ..
    يجب أن ترحلى قبل أن يخبروا الروس عنكى



    زهره :
    لا يمكننى الرحيل ..
    أنت تعلم أننى طبيبه والمستشفى بحاجه الى,
    لدينا نقص فظيع فى الأطباء وأعداد الجرحى كبير,
    لا يمكننى الرحيل



    قال باصرار :
    اسمعينى ..
    لو أبلغوا عنكى فستفقد المستشفى طبيبه أخرى الى الأبد,
    لا يمكنك أن.......



    ابعدت رأسها عن كتفه لتنظر الى عينيه
    وتتأمل ملامحه على ضوء الشمعة وهى تهتف بأسى :

    أنت لم تر ماوصل اليه الحال فى المستشفى

    اننا نجرى العمليات الجراحية
    على ضوء المصابيح اليدوية ولمبات الغاز,
    والجرحى المساكين يقاسون البرد الشديد
    بالإضافة لآلامهم وجراحاتهم بعد انقطاع الغاز بسبب الحرب ،


    الطعام غيرموجود حتى للأطباء والعاملين في المستشفى
    وان وجد فهو لا يكفي لتغذية المريض ،
    فالجرحى يتكفلون شراءه من خارج المستشفى
    بالإضافة لشراء الدواء..

    كيف اشرح لك؟

    النقص فظيع فى الدواء والأدوات الجراحية
    من غياب القفازات الجراحية التي يستخدمها الجراح في عمله،
    وعدم وجود الشاش الذي لا يمكن إجراء أي عملية
    أو حتى ضماد بسيط بدونه ،
    المريض الذي يريد أن يغير ضماد جرحه
    يأتى حاملاً معه الضماد والمطهر والدواء


    عمر..لا يمكننى المغادرة ابدا..

    فهم بحاجة ماسة الىّ

    الوضع في المستشفيات أشبه بصراع بين طرفين
    أولهما صواريخ الروس وقنابلهم ،
    وثانيهما الطعام والدواء والكادر الطبي المحدود .


    وإذا استمر هذا العدوان الوحشي
    وبقيت حالة العجز في المستشفيات
    فإن الشعب بأكمله معرض للإبادة الجماعية لا محالة



    تأمل عمر وجهها بحب وفخر كبير وهمس قائلا :

    لهذا بقيت في المستشفي اكثر من ستين يوما
    ليل نهار مع الجرحى تحت القصف
    بالقنابل الفراغية والعميقة التي تزلزل الأسس

    وحتى عندما نقل مكان المستشفي ثلاث مرات
    لم تتخلفى عنه ابدا


    أقدر تماما كل ما تفعلينه يا حبيبتى

    ولكن الأمر مختلف تماما هذه المرة, فحيـ.....


    لم يتم عمر الكلمة,
    فجأة صمت تماما وعقد حاجبيه بشدة
    وأصغى سمعه باهتمام ثم التفت اليها بحده
    وأمسك ذراعيها وقال بجزع :


    انهم قادمون


    انهم قادمون .أسمع صوت آلياتهم


    أنصتت باهتمام وظهر فى وجهها الخوف
    وتشبثت به وهى تقول :
    انهم يقتربون, عمر ..
    يجب أن ترحل فورا قبل أن يجدوك



    ألقى عمر نظرة من النافذة..
    وعبر الظلام ومن خلف الستائر المسدلة,
    شاهد العربات المدرعة وهى تسير آمنة ببطء مستفز وكأنهم فى نزهة,
    التفت اليها وقال بقلق :


    توقفوا هنا



    تشبث بسلاحه بقوة وأسند ظهره للجدار بجوار الباب
    وبيده الأخرى أمسك بيد زهره وتشابكت أصابعهما بقوة

    وبدأ الرعب يدب فى قلبه ..
    وبرغم البرودة الشديدة وانقطاع الكهرباء وتعطل أجهزة التكييف
    بدأت حبات العرق تتراص على جبينه
    وبدأت صورة قديمة مرعبة تقتحم عقله ...
    صورة لم يراها بعينيه لكنه رآها بخياله


    صورة أمه وأبيه واخوته
    الذين ذبحوا فى بيتهم بيد الإحتلال...

    ولم يستطع أن يمنع الخوف عن قلبه
    عندما سمع وقع أقدام الجنود الروس يقترب بسرعة ..

    وضغط يد زهرة فى قوه ونظر فى عينيها
    وكأنه يستمد منهما الأمان وتسارعت دقات قلبه
    وصوت أقدام الجنود يقترب ويقترب
    .
    .
    .



  12. #152

    الصورة الرمزية secret girl

    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المـشـــاركــات
    461
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: (¯`•._) (.الرواية الرائعة .. عودة الذئب) (¯`•._)

    شمس الإسلام
    أسفة أخي ..
    ولكن الخطأ مني
    فلقد أخطأت وأنا أنقل القصة
    وتركت جزأ دون أن أنقله
    ولكن تم التعديل بالأعلي
    أسفة مرة أخري

    شكـــرااا لمرورك
    في أمان الله



    القلب الصافي
    شكــراا للتوضيح
    جزاك الله خيرا

    حفظك الله

  13. #153

    الصورة الرمزية |[ گريستال ]|

    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المـشـــاركــات
    1,588
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: (¯`•._) (.الرواية الرائعة .. عودة الذئب) (¯`•._)

    مو مشكلة أختي الآن صارت واضحة جدا جدا رغم اني ربطتها من أول ربط عجيب وغريب ^^ واقنعت نفسي انه القصة كما ربطتها لكن طلع تخميني وربط الأجزاء عندي خطأ

    ننتظر الجزء القادم وان شاء الله يكون كما اتوقع

  14. #154

    الصورة الرمزية secret girl

    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المـشـــاركــات
    461
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: (¯`•._) (.الرواية الرائعة .. عودة الذئب) (¯`•._)

    (16)




    احذرى ......

    صرخ الذئب وهو يدفع كاترين بقوه

    فسقطت على الأرض بعنف وهى تصرخ من الألم

    نهضت ببطء متأوهه وهى تنظر اليه بغضب

    وتصرخ قائله :لماذا فعلت ذلك؟

    أشار الى الأرض وهو يقول : قذائف فقاس

    نظرت حيث يشير وقالت بدهشه :

    ماذا؟ ....لم أفهم

    قال بهدوء :

    فقاس ألغام بشرية مضادة للأفراد

    وهى كثيرة الشظايا وصغيرة بحيث لا تلاحظ بسهوله ...
    يلغمون بها طريق القرى

    لتنفجر فى طريق المهاجرين

    الذين سيمرون من على هذا الطريق

    تأملت القذيفة بدهشة وخوف

    وابتلعت ريقها ثم نظرت اليه قائله بامتنان :

    كدت أموت ...لقد أنقذت حياتى

    قال بلامبالاة:

    هذا فى أسوأ الظروف ..
    ولكن فى الغالب كنت ستفقدين ساقا أو يدا ..
    انهم يتقنون صنعها بحيث لا تقتل مباشرة

    فهم يريدون جعل موتنا بطيئا

    نظرت اليه بذهول ...

    لكنه تركها تكمل عملها وأخذ يدور فى أرجاء القرية

    انشغلت كاترين بالتقاط الصور

    وأخذها الحماس الشديد وحبها لعملها,

    لكنها استفاقت فجأة لتجد نفسها وحيدة فى المكان,

    أخذت تتلفت حولها باحثة عن الذئب,
    لكنها لم تجده

    بدأ الخوف يزحف بقوة الى قلبها,

    لكنها تماسكت وأخذت تبحث عنه فى المناطق القريبة

    وهى تنادى :



    أيها القائد.. أين أنت؟

    هل انتهيت؟

    أجفلت بشدة وهى تلتفت الى مصدر الصوت,

    رأته وهو يخرج من بيت قريب ويقترب منها

    أخذت تلهث وعلامات الخوف تتبدل فى ملامحها الى الغضب

    وهى تهتف : الى أين ذهبت؟

    قال بطريقته المباشرة المختصرة..

    والتى بدأت فى التأقلم معها :

    كنت أبحث عن سيارة

    تأملته مليا بدهشة,

    كان قد بدل ملابسه العسكرية بأخرى مدنية

    وأخذ يبحث فى أرجاء المكان عن سيارة

    تبعته بصمت وقد بدأ الهدوء يعود اليها..

    وغمرتها الطمأنينة عوضا عن الحنق الشديد

    من طريقته الجافة فى التعامل معها

    استطاع أخيرا العثور على سيارة سليمة

    فى احدى الجراجات لمنزل تهدم أغلبه

    سألته كاترين بدهشه:

    سياره سليمه وسط كل هذا الدمار ؟ !!




    علق قائلا بسخرية :

    يبدوا أنهم كانوا متعجلين فلم ينجزوا عملهم بدقه




    نجح الذئب فى جعل السيارة تدور بمهارة

    بدون المفاتيح (التى أضناهما البحث عنها)

    عن طريق سلكى التشغيل فى مقدمة السيارة

    قالت كاترين وهى تبتسم :أنت ماهر فى ذلك

    قال بسخريه : فعلتها مرات عديده فيما مضى




    انطلق بالسيارة مغادرا القرية التى أصبحت خرابا

    وفى الطريق أفصحت له عن السؤال الذى يدور فى رأسها :

    لم بدلت ملابسك العسكرية؟




    رد مباشرة : علينا أن نكون أكثر حرصا فى تحركاتنا, فلا يمكن أن نتوقع ما الذى يمكن ان نقابله فى طريقنا




    قالت بخبث وابتسامة ماكرة تنبت على شفتيها :

    أتخشى الروس؟




    قال بجدية : أخشى ألا يصل حملى الثقيل الى منطقة آمنة




    أشاحت بوجهها بعيدا بغضب

    وهى تشعر باستياء شديد لتلك الصفة التى أطلقها عليها

    زفرت بضيق شديد, وقالت بسخرية :

    أعلم الآن لم يسميكم الروس

    [ الشعب الذي لا يرهب الموت ]


    مرت فترة طويلة من الصمت

    والسيارة تقطع الأرض فى طريقها,

    حتى قالت كاترين أخيرا :

    أتعلم لم كنت أبحث عنكم؟

    عاد لصمته من جديد فقالت بخيبة أمل :

    لا تريد أن تعرف ,

    ولكنى سأخبرك على الرغم من ذلك ....
    كنت أريد أن أعرف

    لماذا تقومون بتفجيرات وعمليات ارهابيه

    داخل المدن الروسيه؟

    أدارت وجهها للطريق من جديد وتنهدت بضيق

    وهى تعلم أنها لن تتلقى اجابه , وقالت بيأس:

    عدت لصمتك من جديد...

    فوجئت بصوته يصل الى أذنها وهو يقول :

    وهل تصدقينى ان تكلمت؟




    التفتت اليه بدهشه

    وقررت الا تضيع الفرصه وتجعله يتكلم فقالت له :
    لو لم أكن مستعده لأن أصدقك ما كنت سألتك




    قال : التفجيرات التى حدثت فى المدن الروسيه

    وخاصة للمدنيين ليس لنا يد فيها...
    فنحن لا نضرب الا قواعد عسكريه

    صمتت كاترين ولم ترد فقال :

    كنت أعلم أنك لن تصدقينى




    قالت بصدق : على العكس, أنا أصدقك أكثر مما تتوقع..

    لقد حصلت على معلومات مؤكده

    تنفى أن لكم يدا فى تلك التفجيرات

    ومن مصدر لا يخضع لأى شك ...

    من ضابط روسى فى فرقة (قرؤوا)


    عقد حاجبيه بشدة ونظر اليها مندهشا

    لكنها أكملت بجديه :

    لقد أخبرنى بلسانه أن هذه التفجيرات

    تم تنفيذها من قبل مجموعة خاصة من ( f.s.p)

    (المخابرات الروسية)

    ومجموعة من فرقة قرؤوا

    بإيعاذ من رئيس الوزراء لتغيير الرأى العام الروسى

    ليكون ضد شعب الشيشان ..
    وحتى يكون لديهم المبرر الكافى

    لخوض تلك الحرب واحتلال الشيشان

    وكذلك ليرتفع اسم رئيس الوزراء عاليا فى صفوف شعبه



    هل هذا هو ماكنت ستخبرنى به؟




    نظر اليها بدهشة ثم سألها فجأه :

    كيف استطعت أن تنتزعى منه كل تلك المعلومات
    التى تعتبر أسرارا عسكريه شديدة السرية




    قالت بغرور وهى سعيدة أنها استطاعت جذبه للحديث : كل صحفى وله طرقه الخاصة

    تغير وجهه ومط شفتيه

    ثم أدار وجهه للطريق وعاد لصمته

    لم تعجبها النظرة التى رماها بها

    فقالت بانفعال وكأنما تحاول الدفاع عن نفسها :
    لقد اعترف بكل ذلك وهو تحت تأثير الخمر ..
    وبعد أن أخذت منه كل المعلومات التى اريدها

    تركته مسجى على الأرض

    بعد تناوله جرعة كبيرة من الدواء المنوم

    الذى أحمله دائما فى حقيبتى ..

    وغادرت المعسكر

    سألته مرة أخرى :

    أخبرنى ..كيف تحصلون على الأسلحه ..
    رغم أنكم تعتبرون دولة فقيرة؟




    رد مباشرة : أغلبها أسلحه روسيه

    نغنمها من معاركنا التى ننتصر فيها




    سألته بدهشه : وهل تنتصرون؟




    أردفت بسرعه : عفوا.. لكن مصادر الأخبار تقول ..




    قاطعها قائلا : من مصلحة الروس

    أن يهونوا من شأن انتصاراتنا ويخفوا خسائرهم

    حتى لا يثور الشعب ضدهم

    أردف بلهجة تمتلئ بالسخرية :

    يظن الرئيس الروسى أنه اللاعب الوحيد

    الذي بإمكانه أن يصرع المجاهدين الشيشان ,

    وأن يكسر أنف الشعب الشيشانى,

    فبكل قسوة وعنفوان لاعب الجودو

    عمل على قمع الشعب الشيشاني,



    ونفذ بحقه حملته البشعة لـ"التطهير العرقي"

    حتى قتل من الشعب الصغير

    الذي يجاوز المليون بقليل أكثر من مائة وخمسين ألفا

    وشرد وهجر ما بين 200 و500 ألف مسلم شيشاني

    بحسب المصادر القوقازية الرسمية وغير الرسمية

    (أي نحو نصف عدد سكان الجمهورية على حد قول بعض المصادرالإنسانية)

    أكثر من نصف الشعب لا يجدون مأوى لهم ,

    ويعانون من قلة الطعام وأحوال الطقس الشديدة

    وندرة الرعاية الصحية..

    ومع كل هذا الدمار,

    ظن أن الأمور تسير دوما لصالحه

    لكن الرياح لم تأت بما يشتهيه البحار الروسي ,

    فالذى حدث خلال الأشهر القليلة الماضية

    أن كثرة رماح الروس لم تستطع أن تحن جباهنا,



    لاشك أن بعض أخبارالعمليات الفدائية الضخمة

    التى قمنا بها خلال الأشهر القليلة الماضية قد وصلتكم,

    على الرغم من أن الحكومة الروسية تعمد دائما الى اخفاء أرقام خسائرها الحقيقية




    قالت باسمة :

    لا أعتقد أن الروس بامكانهم اخفاء

    كل تلك الأعداد من القتلى من جنودهم,

    خاصة عندما يصل الأمر الى أرقام ذات صفرين وثلاثة

    حسب إحصاءات جمعية أمهات الجنود الروس

    والمصادر الرسمية الروسية




    قال ساخرا :

    ولكنهم لا يزالون يعتبرون أن هذا ثمن بخس

    لتطويع الجمهورية المسلمة الأبية الغنية بالنفط




    عقدت حاجبيها قائلة :

    قد يطول الأمر لسنوات حتى تستطيعوا اقناعهم

    بعكس ذلك




    قال بثقة :نحن أيضا لسنا متعجلين..

    إن طريق الإستقلال لايزال طويلا



    وهذا ما كان يدركه تماما الرئيس الشيشاني الراحل

    جوهر دوداييف عندما قال :

    "إن المعركة الحالية مع روسيا ستستمر50 سنة

    على الأقل لتحقيق الاستقلال الكامل"



    ورغم كل مكابرتها

    فلقد بدأت روسيا طريق الاندحار في الشيشان

    وهي في النهاية ستذعن,

    فسخونة معارك الصيف القادم

    ستذيب جليد الثلج الروسي




    كان صوته العميق يحمل الكثير

    وهو يقول بثقة لا حدود لها :

    على العالم ان يدرك -وروسيا من قبلهم-

    أن القضية الشيشانية

    لا يمكن للروس "حلها"عسكريا مهما فعلوا

  15. #155

    الصورة الرمزية secret girl

    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المـشـــاركــات
    461
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: (¯`•._) (.الرواية الرائعة .. عودة الذئب) (¯`•._)

    (16)




    احذرى ......

    صرخ الذئب وهو يدفع كاترين بقوه

    فسقطت على الأرض بعنف وهى تصرخ من الألم

    نهضت ببطء متأوهه وهى تنظر اليه بغضب

    وتصرخ قائله :لماذا فعلت ذلك؟

    أشار الى الأرض وهو يقول : قذائف فقاس

    نظرت حيث يشير وقالت بدهشه :

    ماذا؟ ....لم أفهم

    قال بهدوء :

    فقاس ألغام بشرية مضادة للأفراد

    وهى كثيرة الشظايا وصغيرة بحيث لا تلاحظ بسهوله ...
    يلغمون بها طريق القرى

    لتنفجر فى طريق المهاجرين

    الذين سيمرون من على هذا الطريق

    تأملت القذيفة بدهشة وخوف

    وابتلعت ريقها ثم نظرت اليه قائله بامتنان :

    كدت أموت ...لقد أنقذت حياتى

    قال بلامبالاة:

    هذا فى أسوأ الظروف ..
    ولكن فى الغالب كنت ستفقدين ساقا أو يدا ..
    انهم يتقنون صنعها بحيث لا تقتل مباشرة

    فهم يريدون جعل موتنا بطيئا

    نظرت اليه بذهول ...

    لكنه تركها تكمل عملها وأخذ يدور فى أرجاء القرية

    انشغلت كاترين بالتقاط الصور

    وأخذها الحماس الشديد وحبها لعملها,

    لكنها استفاقت فجأة لتجد نفسها وحيدة فى المكان,

    أخذت تتلفت حولها باحثة عن الذئب,
    لكنها لم تجده

    بدأ الخوف يزحف بقوة الى قلبها,

    لكنها تماسكت وأخذت تبحث عنه فى المناطق القريبة

    وهى تنادى :



    أيها القائد.. أين أنت؟

    هل انتهيت؟

    أجفلت بشدة وهى تلتفت الى مصدر الصوت,

    رأته وهو يخرج من بيت قريب ويقترب منها

    أخذت تلهث وعلامات الخوف تتبدل فى ملامحها الى الغضب

    وهى تهتف : الى أين ذهبت؟

    قال بطريقته المباشرة المختصرة..

    والتى بدأت فى التأقلم معها :

    كنت أبحث عن سيارة

    تأملته مليا بدهشة,

    كان قد بدل ملابسه العسكرية بأخرى مدنية

    وأخذ يبحث فى أرجاء المكان عن سيارة

    تبعته بصمت وقد بدأ الهدوء يعود اليها..

    وغمرتها الطمأنينة عوضا عن الحنق الشديد

    من طريقته الجافة فى التعامل معها

    استطاع أخيرا العثور على سيارة سليمة

    فى احدى الجراجات لمنزل تهدم أغلبه

    سألته كاترين بدهشه:

    سياره سليمه وسط كل هذا الدمار ؟ !!




    علق قائلا بسخرية :

    يبدوا أنهم كانوا متعجلين فلم ينجزوا عملهم بدقه




    نجح الذئب فى جعل السيارة تدور بمهارة

    بدون المفاتيح (التى أضناهما البحث عنها)

    عن طريق سلكى التشغيل فى مقدمة السيارة

    قالت كاترين وهى تبتسم :أنت ماهر فى ذلك

    قال بسخريه : فعلتها مرات عديده فيما مضى




    انطلق بالسيارة مغادرا القرية التى أصبحت خرابا

    وفى الطريق أفصحت له عن السؤال الذى يدور فى رأسها :

    لم بدلت ملابسك العسكرية؟




    رد مباشرة : علينا أن نكون أكثر حرصا فى تحركاتنا, فلا يمكن أن نتوقع ما الذى يمكن ان نقابله فى طريقنا




    قالت بخبث وابتسامة ماكرة تنبت على شفتيها :

    أتخشى الروس؟




    قال بجدية : أخشى ألا يصل حملى الثقيل الى منطقة آمنة




    أشاحت بوجهها بعيدا بغضب

    وهى تشعر باستياء شديد لتلك الصفة التى أطلقها عليها

    زفرت بضيق شديد, وقالت بسخرية :

    أعلم الآن لم يسميكم الروس

    [ الشعب الذي لا يرهب الموت ]


    مرت فترة طويلة من الصمت

    والسيارة تقطع الأرض فى طريقها,

    حتى قالت كاترين أخيرا :

    أتعلم لم كنت أبحث عنكم؟

    عاد لصمته من جديد فقالت بخيبة أمل :

    لا تريد أن تعرف ,

    ولكنى سأخبرك على الرغم من ذلك ....
    كنت أريد أن أعرف

    لماذا تقومون بتفجيرات وعمليات ارهابيه

    داخل المدن الروسيه؟

    أدارت وجهها للطريق من جديد وتنهدت بضيق

    وهى تعلم أنها لن تتلقى اجابه , وقالت بيأس:

    عدت لصمتك من جديد...

    فوجئت بصوته يصل الى أذنها وهو يقول :

    وهل تصدقينى ان تكلمت؟




    التفتت اليه بدهشه

    وقررت الا تضيع الفرصه وتجعله يتكلم فقالت له :
    لو لم أكن مستعده لأن أصدقك ما كنت سألتك




    قال : التفجيرات التى حدثت فى المدن الروسيه

    وخاصة للمدنيين ليس لنا يد فيها...
    فنحن لا نضرب الا قواعد عسكريه

    صمتت كاترين ولم ترد فقال :

    كنت أعلم أنك لن تصدقينى




    قالت بصدق : على العكس, أنا أصدقك أكثر مما تتوقع..

    لقد حصلت على معلومات مؤكده

    تنفى أن لكم يدا فى تلك التفجيرات

    ومن مصدر لا يخضع لأى شك ...

    من ضابط روسى فى فرقة (قرؤوا)


    عقد حاجبيه بشدة ونظر اليها مندهشا

    لكنها أكملت بجديه :

    لقد أخبرنى بلسانه أن هذه التفجيرات

    تم تنفيذها من قبل مجموعة خاصة من ( f.s.p)

    (المخابرات الروسية)

    ومجموعة من فرقة قرؤوا

    بإيعاذ من رئيس الوزراء لتغيير الرأى العام الروسى

    ليكون ضد شعب الشيشان ..
    وحتى يكون لديهم المبرر الكافى

    لخوض تلك الحرب واحتلال الشيشان

    وكذلك ليرتفع اسم رئيس الوزراء عاليا فى صفوف شعبه



    هل هذا هو ماكنت ستخبرنى به؟




    نظر اليها بدهشة ثم سألها فجأه :

    كيف استطعت أن تنتزعى منه كل تلك المعلومات
    التى تعتبر أسرارا عسكريه شديدة السرية




    قالت بغرور وهى سعيدة أنها استطاعت جذبه للحديث : كل صحفى وله طرقه الخاصة

    تغير وجهه ومط شفتيه

    ثم أدار وجهه للطريق وعاد لصمته

    لم تعجبها النظرة التى رماها بها

    فقالت بانفعال وكأنما تحاول الدفاع عن نفسها :
    لقد اعترف بكل ذلك وهو تحت تأثير الخمر ..
    وبعد أن أخذت منه كل المعلومات التى اريدها

    تركته مسجى على الأرض

    بعد تناوله جرعة كبيرة من الدواء المنوم

    الذى أحمله دائما فى حقيبتى ..

    وغادرت المعسكر

    سألته مرة أخرى :

    أخبرنى ..كيف تحصلون على الأسلحه ..
    رغم أنكم تعتبرون دولة فقيرة؟




    رد مباشرة : أغلبها أسلحه روسيه

    نغنمها من معاركنا التى ننتصر فيها




    سألته بدهشه : وهل تنتصرون؟




    أردفت بسرعه : عفوا.. لكن مصادر الأخبار تقول ..




    قاطعها قائلا : من مصلحة الروس

    أن يهونوا من شأن انتصاراتنا ويخفوا خسائرهم

    حتى لا يثور الشعب ضدهم

    أردف بلهجة تمتلئ بالسخرية :

    يظن الرئيس الروسى أنه اللاعب الوحيد

    الذي بإمكانه أن يصرع المجاهدين الشيشان ,

    وأن يكسر أنف الشعب الشيشانى,

    فبكل قسوة وعنفوان لاعب الجودو

    عمل على قمع الشعب الشيشاني,



    ونفذ بحقه حملته البشعة لـ"التطهير العرقي"

    حتى قتل من الشعب الصغير

    الذي يجاوز المليون بقليل أكثر من مائة وخمسين ألفا

    وشرد وهجر ما بين 200 و500 ألف مسلم شيشاني

    بحسب المصادر القوقازية الرسمية وغير الرسمية

    (أي نحو نصف عدد سكان الجمهورية على حد قول بعض المصادرالإنسانية)

    أكثر من نصف الشعب لا يجدون مأوى لهم ,

    ويعانون من قلة الطعام وأحوال الطقس الشديدة

    وندرة الرعاية الصحية..

    ومع كل هذا الدمار,

    ظن أن الأمور تسير دوما لصالحه

    لكن الرياح لم تأت بما يشتهيه البحار الروسي ,

    فالذى حدث خلال الأشهر القليلة الماضية

    أن كثرة رماح الروس لم تستطع أن تحن جباهنا,



    لاشك أن بعض أخبارالعمليات الفدائية الضخمة

    التى قمنا بها خلال الأشهر القليلة الماضية قد وصلتكم,

    على الرغم من أن الحكومة الروسية تعمد دائما الى اخفاء أرقام خسائرها الحقيقية




    قالت باسمة :

    لا أعتقد أن الروس بامكانهم اخفاء

    كل تلك الأعداد من القتلى من جنودهم,

    خاصة عندما يصل الأمر الى أرقام ذات صفرين وثلاثة

    حسب إحصاءات جمعية أمهات الجنود الروس

    والمصادر الرسمية الروسية




    قال ساخرا :

    ولكنهم لا يزالون يعتبرون أن هذا ثمن بخس

    لتطويع الجمهورية المسلمة الأبية الغنية بالنفط




    عقدت حاجبيها قائلة :

    قد يطول الأمر لسنوات حتى تستطيعوا اقناعهم

    بعكس ذلك




    قال بثقة :نحن أيضا لسنا متعجلين..

    إن طريق الإستقلال لايزال طويلا



    وهذا ما كان يدركه تماما الرئيس الشيشاني الراحل

    جوهر دوداييف عندما قال :

    "إن المعركة الحالية مع روسيا ستستمر50 سنة

    على الأقل لتحقيق الاستقلال الكامل"



    ورغم كل مكابرتها

    فلقد بدأت روسيا طريق الاندحار في الشيشان

    وهي في النهاية ستذعن,

    فسخونة معارك الصيف القادم

    ستذيب جليد الثلج الروسي




    كان صوته العميق يحمل الكثير

    وهو يقول بثقة لا حدود لها :

    على العالم ان يدرك -وروسيا من قبلهم-

    أن القضية الشيشانية

    لا يمكن للروس "حلها"عسكريا مهما فعلوا

  16. #156

    الصورة الرمزية secret girl

    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المـشـــاركــات
    461
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: (¯`•._) (.الرواية الرائعة .. عودة الذئب) (¯`•._)

    تنفس عمر الصعداء
    عندما عبر الجنود من أمام باب البيت ولم يتوقفوا ..
    بل استمروا فى سيرهم
    وعندما ابتعدت أصواتهم
    خارت قواه
    وانزلق جسده الى الأرض وظهره للجدار ..
    أسند رأسه الى الجدار وأغلق عينيه وهو يلهث بقوه



    وجلست زهره الى جواره
    وهى لاتزال ممسكة بيده وبيدها الأخرى
    مسحت حبات العرق التى تناثرت فوق جبينه
    وهى تقول بحنان :
    عمر ..هل أنت بخير الآن؟



    أخذ نفس عميق ...وهز رأسه موافقا
    و قال بعد تردد :

    نعم ..ولكن عليك أن تغادرى جروزنى الليلة



    هتفت باعتراض :
    ولكن...



    قاطعها بانفعال :
    ألا تدركين الخطر المحدق بك؟

    انهم يبحثون عنى كالكلاب المسعورة..
    وأنا...أنا...



    صمت قليلا وأدار وجهه بعيدا عنها
    حتى لا ترى الضعف فى عينيه

    قالت بصوت بالغ الحنان :
    عمر..ما بك؟



    قال بعد تردد :

    ..أخشى ..أخشى..
    أن يحترق قلبى وأفقد زهرة فؤادى ..

    قد أتحمل كل عذابات الحياه
    لكنى لن أستطيع أن أتحمل أبدا أن تذبل زهرة روحى ..



    نظر فى عينيها من جديد
    محاولا أن يستمد منهما القوه



    فقالت بعد تفكير :

    عمر.. ان احترقت زهرة ,
    فجبال بلادنا تنبت أجمل واندر الزهور



    قال بحنين :
    ولكن قلبى لا يسع سوى زهرة واحده



    ابتسمت بحب :
    وستظل تحيا فى قلبك ترتوى من حبك لهذه الأرض


    أكملت فى شجاعه :
    لا تقلق علىّ ..سيصبح كل شئ بخير ان شاء الله



    قال برجاء :

    زهره, يجب أن تغادرى جروزنى من أجلى,
    لن أتحمل أن أكون هناك
    وقلبى يتمزق من القلق عليكى فى كل دقيقة

    عدينى أنك سترحلى مع قوافل المهاجرين
    أنت وأمك وأخوتك...

    ولا تنسى أنك على وشك وضع طفلنا الأول


    تنهدت باستسلام ثم قالت وهى تبتسم بحب :

    ماذا أقول ...لا أستطيع أن أخالف أمر زوجى,
    سأغادر غدا مع قوافل المهاجرين



    ابتسم ابتسامة كبيرة وهو ينظر الى بطنها المتكور
    الذى يحمل طفلهما الأول ووضع كفه عليها وقال :

    وانت أيها الولد الشقى ..كن رجل البيت ,
    ولترعى أمك فى غيابى..هل تفهم؟
    كن ولدا مطيعا


    خفتت ابتسامته وتنهد بقوه وهو يقول :
    لن يطول الأمر ,
    سأعمل على أن نعود الى بيتنا سريعا



    اشتعلت عينيه ببريق غاضب شديد الشراسه :
    لن ندعهم يهنئون فيها...سنخرجهم منها صاغرين
    .
    .


  17. #157

    الصورة الرمزية secret girl

    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المـشـــاركــات
    461
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: (¯`•._) (.الرواية الرائعة .. عودة الذئب) (¯`•._)

    انتفض الذئب مستفيقا من ذكرياته

    عندما لمع ضوء سريع قوى على وجهه

    ونظر الى كاترين فوجدها تبتسم والكاميرا على عينها



    فقال بغضب :صورتى ليست للنشر




    أنزلت الكاميرا ببطء وهى تبتسم وتقول :

    أعلم..اطمئن فهذه الصورة ليست للنشر...
    فقط أحببت أن أحتفظ بصورة لذئب أنقذ حياتى




    نظر الى الطريق بصمت, وشاركته صمته..
    حتى بدأ يهدئ من سرعة السيارة تدريجيا

    التفتت اليه

    فوجدته قد عقد حاجبيه بقلق وهو ينظر بعيدا




    قالت حينما انتقل اليها قلقه : ماذا حدث؟




    قال مباشرة : هذا ما كان ينقصنا, حاجز تفتيش




    لم يجد الذئب مناصا من التقدم..

    فتقدم بالسيارة نحو حاجز التفتيش المقام على الطريق

    أخذت كاترين تتأمل المشهد والقلق يزداد بداخلها


    طابور طويل من السيارات يتوقف أمام حاجز التفتيش

    الذى يقف عنده مجموعة من قوات الأمن الروسية

    وتقوم بتفتيش السيارات

    وتفحص أوراق وهويات العابرين على الطريق

    انضم الذئب قسرا الى طابور السيارات,

    ولم يلبث أن اقترب منه أحد الجنود

    وطلب منه مغادرة السيارة هو ورفيقته,

    كما فعل مع جميع السيارات

    غادرا السيارة باستسلام والقلق ينهشهما

    واقتربت كاترين منه وسارت بجواره وكأنما تحتمى به,

    وشعر هو بخوفها



    فقال بهمس وهو يسير بخطوات متمهلة :

    اطمئنى, سأتحدث اليهم..
    أعلم تماما مايريدونه




    فكرت كاترين قليلا

    ثم قالت عندما اعطتها شجاعته الكثير من الطمأنينة :

    دعنى أحاول معهم, لا تنسى اننى صحفية ولى طرقى الخاصة




    قال بسخرية ضايقتها : منوم أيضا؟




    رفعت احدى حاجبيها بضيق وقالت :

    لدى اشياء أخرى أكثر فاعلية..

    قالت وهى تتقدم :

    انتظر هنا فقد يرتابون بأمرك...
    سأذهب أنا اليهم




    اجاب بصرامة وهو يضغط حروف كلماته مؤكدا :

    خلفك تماما




    استجمعت كاترين شجاعتها

    وابتسمت وهى تتحدث الى جنود قوات الأمن الروسية

    لكنها فجأة شعرت بالخوف..

    كانت ردود أفعالهم غير متوقعة ابدا بالنسبة لها

    فقد ظهر فى وجوههم القلق والإرتياب,

    وبات واضحا لها عدم راحتهم

    لتواجد اثنين من الصحفيين فى ذلك المكان

    وعبثا حاولت كاترين اقناعهم بالسماح لهما بالعبور

    للحاق ببقية الصحفيين

    وارتعد قلبها رعبا

    عندما أمرها أحد الجنود ان تتنحى جانبا

    لحين التأكد من هويتهما وصدق روايتهما

    واستسلمت كاترين وتبعت الذئب الذى انتحى جانبا

    وسار يفكر فى موقفهما الدقيق وهى بجواره

    حتى انضما الى مجموعة العابرين

    الذين غادروا سياراتهم بأمر من الأمن

    جلس الذئب يراقب الموقف بهدوء

    وجلست كاترين بجواره

    والخوف يكاد ان ينتزع قلبها من مكانه

    برغم محاولاتها المستميته لترسم على وجهها تعبيرا طبيعيا




    قالت بصوت هامس : ماذا سنفعل الآن ؟




    قال بثقة شديدة : اطمئنى...
    حفنة من المال ستسوى الأمر على نحو جيد




    أذهلها هدوءه الشديد فى ذلك الموقف الصعب

    وأخذت تنظر اليه نظرات تمتلئ بالإعجاب,



    ولكنه لم يلاحظ نظراتها

    فقد كانت عيناه مشغولتان بمراقبة المكان

    وعقله يحسب حسابات الموقف الراهن بسرعة
    تنهدت باحباط عندما ادركت انه لا يعيرها ادنى اهتمام

    برغم حرصه الشديد على حياتها

    أدارت وجهها تتأمل فيمن حولها

    كان المكان يمتلئ باعداد كبيرة من الشيشانيين

    ينتظرون الجنود ان يفرجوا عنهم وعن اوراقهم,

    وبسرعه أخرجت الكاميرا من حقيبتها

    وبدأت تلتقط الصور

    لكنها توقفت فجأة

    عندما هتف أحد الجنود وهو يقترب منها بسرعة :
    ممنوع التصوير... ممنوع التصوير




    أراد أخذ الكاميرا منها
    لكن الذئب تدخل ووعده بعدم التصوير,

    ولم يتركها الا عندما أقنعه

    بأن أخذ الكاميرا قد يفسر على انه اعتداء على حرية الصحافة

    وقد يسئ لسمعة روسيا بأكملها

    دست كاترين الكاميرا فى حقيبتها

    وهى تكاد تنفجر غيظا,

    وشغلت نفسها بتأمل ما حولها والتحدث الى الناس

    وتكوين صورة متكاملة عن الوضع فى تلك البلاد وأحوالها




    جذب عينيها طفل صغير فى حوالى السادسة

    يجلس بالقرب منها

    وبجواره رجل كهل يبدو عليه الضجر الشديد..

    اقتربت كاترين من الصغير

    وبدأت تداعبه بحنان وتمسح على شعره,

    ثم أخذت تحادث الرجل الكهل حديث طويل..

    كانت فرصة لا يمكن ان تضيعها كصحفية

    للإقتراب من هؤلاء البشر ومعايشة واقعهم على الطبيعة

    ومعرفة المزيد عن مأساتهم عن قرب

    نظر الذئب قليلا اليها وهى منهمكة فى الحديث مع الرجل,

    وتداعب الطفل بحنو...
    ثم ادار وجهه واخذ يتفحص وجوه البشر من حوله

    والتى يحكى كل منها دون كلام

    قصة مأساه يحياها كل يوم

    من قلة الغذاء وتدنى الخدمات الى انعدام الأمن..




    فجأة علا فى المكان صوت سيدة تتحدث بحدة وغضب,

    التفت الي الصوت ليجد سيدة شيشانية

    تقف امام جنديين ومشتبكة معهما فى مشادة حادة

    تأمل السيدة التى توليه ظهرها,

    وقفزت الى رأسه صورة زهرة

    فقد كانت السيدة تشبهها كثيرا من الخلف

    وهى ترتدى حجابها

    بدأت الدماء تغلى فى عروقه وتتصاعد الى رأسه

    عندما رأى الجنديين يتعمدان مضايقة السيدة

    والتحرش بها

    انتفض قائما من مكانه

    وتقدم من السيده وصورة زهرة لاتفارق قلبه,

    وقف أمام الجنديين مباشرة

    وحال بجسده بينهما وبين السيدة,

    وأخذ يتحدث اليهما بهدوء بصوت لم يصل الى كاترين

    التى وقفت تراقبه من بعيد بخوف وقلق

    ازداد خوفها

    وهى ترى الجنديين يدفعانه فى صدره

    ولكنه لم يمد اليهما يدا,

    بل عاد يتحدث اليهما من جديد بهدوء..



    لكن احد الجنديين اقترب من السيدة

    وبدأ يضايقها من جديد

    وحاول الذئب ابعاده عنها بالحسنى بلا جدوى

    وتفجر الموقف فجأة نيرانا ملتهبة

    مع صرخات مستنجدة أطلقتها السيدة

    عندما نزع الجندى حجابها من فوق رأسها بعنف وبصورة مفاجأة..



    ووجدت كاترين الذئب يهجم على الجندى بغضب هادر

    ويكيل له اللكمات العنيفة

    تراجعت عدة خطوات للوراء برعب

    وجسدها كله يرتجف

    عندما أخرج الجندى الثانى سلاحه

    وصوبه نحو الذئب المشغول بعراكه مع الجندى الأول

    وفجأة اندفع الكهل الذى يصاحب الطفل الصغير يجرى بسرعة,

    ودفع الجندى الممسك بالسلاح فى صدره,

    مما جعل الرصاصة تخطئ طريقها الى ظهر الذئب

    وتطيش فى الهواء

    وازداد الموقف اشتعالا

    عندما انضم عدة رجال آخرين الى الذئب والكهل

    فى معركتهما مع الجنديين

    واتى بقية الجنود يطلقون أسلحتهم بغزارة

    وفجأة تشبثت كاترين بالطفل الصغير الواقف بجوارها,

    واحتضنته بقوة.. وأصابها ذعر شديد

    لم تكن تدرى لحظتها

    هل تحاول أن تحمى الطفل أم تحتمى به؟

    وجد الذئب نفسه فى قلب النيران

    هو ورفاقه المدنيين الذين انضموا اليه برغبتهم

    وتساقط قتلى من المدنيين الشيشانيين..

    وتفجرت الساحة بالدماء




    مما دفع الذئب ان يرفع كفيه فوق رأسه

    ويصرخ بأعلى صوته :

    لا تطلقوا النار...نحن نستسلم




    أدرك الذئب بخبرته فى التعامل مع الروس

    أنهم لن يتوقفوا

    الا عندما يصير المكان حماما من الدماء,

    كان يخشى على النساء والأطفال المتواجدين فى المكان

    وبرغم ان الرجال الذين انضموا اليه دون ترتيب

    لم يكونوا يعرفونه,

    الا أنهم توقفوا على الفور عن القتال

    وكأنهم تلقوا ذلك الأمر من قائد لهم

    وتوقفت أيضا النيران الروسية

    بعد أن خلفت عددا من القتلى...

    واقتادوا المجموعة الباقية المتمردة

    تحت تهديد السلاح

    الى بيت قريب كانوا قد أخلوا سكانه قسرا

    ليتخذوه مقرا لهم




    وسار الذئب بين طابور الأسرى مستسلما

    ويده فوق رأسه...وعيناه تدوران فى المكان

    بحثا عن كاترين

    ظلت كاترين ترتجف وهى تحتضن الصغير بقوة

    وبدأ الجنود فى صرف الناس حتى لا يحدث تمرد آخر

    وبمجرد أن رآها أشار اليها برأسه اشارة

    تعنى أن تذهب بالسيارة وتتركه لمصيره



    وانصرف البشر وقلوبهم تتميز من الحقد والغضب,
    وجوارحهم المكبلة تتمنى الإنتقام




    بدأت كاترين بالتحرك

    وهى تبحث عن الكهل الذى يصحب الصغير,

    ولكنها كادت تخر على وجهها رعبا

    عندما وجدته بين الجثث المفترشة الطريق,


    وفى أثناء ارتدادها للخلف... كادت تتعثر بجثة اخرى..
    جثة المرأة التى بسببها قامت تلك المذبحة


    احتضنت الطفل باشفاق كبير

    وادارت وجهه الى كتفها حتى لا يرى ذلك المشهد الرهيب,
    ودموعها تتفجر بغزارة

    واستسلم الصغير لها وأسند رأسه الى كتفها,

    لكن لدهشتها لم يبكى,

    لم يبكى أبدا

    .
    .


  18. #158

    الصورة الرمزية secret girl

    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المـشـــاركــات
    461
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: (¯`•._) (.الرواية الرائعة .. عودة الذئب) (¯`•._)

    بدأت الشرطة الشيشانية تتوافد الى المكان..
    وكاترين تتراجع
    وهى تحمل الصغير المتعلق بعنقها



    انتفضت فزعا عندما اصطدمت بأحد الأشخاص..
    والتفتت بحدة لتجده أحد رجال الشرطة الشيشانية


    حاول ان يهدئ من روعها,
    وسألها عما حدث..
    فقصت عليه كل شئ
    وأخبرته ان صديقها معتقل هناك فى ذلك المنزل..



    طمئنها الشرطى
    ووعدها بانه سيحاول اخراجه من هناك..
    ثم طلب منها طلبا غريبا..



    طلب منها ان تقود السيارة
    وتنتظره على الطريق بعد مائتى متر



    لا تدرى كاترين كيف عادت الى السيارة ومعها الصغير
    ولا كيف قادتها وجسدها يرتجف من الرعب..

    والأعجب انها لم تدرى
    كيف وثقت بذلك الشرطى وأطاعته
    وانتظرت فى السيارة فى المكان الذى حدده لها..



    ربما لأنها لم تكن تمتلك اى حل بديل..
    أو ربما لأن الرعب قد شل تفكيرها...



    جلست فى السيارة تنظر للصغير
    الذى استكان تماما فى المقعد المجاور لها
    وأدار وجهه الى النافذة ينظر الى السماء



    تنهدت كاترين باشفاق كبير لهذا الصغير الوحيد.. وتساءلت فى نفسها :

    لماذا لا تبكى؟


    هل تكرر ذلك المشهد كثيرا أمام عينيك
    حتى لم يعد يثير فيك مشاعر الفزع؟


    هل جفت دموعك من كثرة المعاناة والألم؟


    اسندت رأسها الى المقعد باستسلام
    وتنهدت بقوة وهى تسترجع صورة الذئب
    والجنود يقتادونه مع الأسرى..
    وبدأت تشعر بألم كبير فى قلبها
    وهى تتذكر كيف كان حريصا عليها..
    وكيف أنقذ حياتها..
    وهى الآن عاجزة تماما عن تقديم أى معونة له...



    تمتمت بأسى :
    ترى ماذا يفعلون بك الآن؟ ..



    أغمضت عينيها وأردفت بحزن
    وهى تتذكر ملامح وجهه :

    هل سنلتقى ثانية؟



    طال الوقت عليها وهى جالسة فى السيارة تنتظر...



    تنتظر ماذا؟



    لاتدرى..

  19. #159

    الصورة الرمزية secret girl

    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المـشـــاركــات
    461
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: (¯`•._) (.الرواية الرائعة .. عودة الذئب) (¯`•._)

    (17)


    انتفضت فجأة بفزع شديد
    عندما فتح باب السيارة المجاور لها...
    ثم انقلب الفزع الى دهشة عارمة
    عندما وجدت الذئب أمامها


    انتقلت الى المقعد المجاور بسرعة..
    مفسحة له كرسى السائق,
    وتلقت الصغير على ساقيها وهى تتأمل الذئب
    وهو ينطلق بالسيارة بصمت وبسرعة كبيرة..
    وهى لا تكاد تصدق ما يحدث



    كيف نجا من الأسر؟


    شغل هذا السؤال تفكيرها تماما
    وهى تتأمل ملامحه الجامدة
    ووجهه الذى لم يلتفت اليها ابدا منذ ان انطلق بالسيارة



    هتفت اخيرا بعد ان تمالكت اعصابها :

    كيف...كيف هربت؟



    قال باقتضاب زاد من حيرتها وفضولها :

    تلقيت بعض المساعدة



    ضاقت عيناها بشدة وقالت متسائلة :

    الشرطى الشيشانى..أليس كذلك؟



    هز رأسه موافقا دون ان يتكلم..
    مما زاد من فضولها وغيظها من صمته



    فهتفت بغيظ :
    ألن تخبرنى بالتفاصيل؟



    قال بصرامة :
    التفاصيل ليست ذات أهمية..

    لقد ساعدنى على الهرب وكفى
    المهم الآن أننا مطاردون..
    وعلينا الوصول لمكان آمن قبل أن يصلوا الينا



    استشاطت كاترين غيظا من أسلوبه الكتوم
    وعدم بوحه بتفاصيل هروبه
    والتى تتحرق فضولا لتعرفها...


    ولكنها أدركت من سابق تعاملها معه
    أنه ليس هناك قوة فى الأرض تجبره على الكلام
    مالم يكن راغبا بذلك


    فآثرت الصمت على مجادلة عقيمة معه
    وأدارت وجهها الى النافذة المجاورة لها
    وهى تزفر بضيق شديد



    لكن الذئب التفت اليها متسائلا :
    من هذا؟



    نظرت اليه بدهشة وقالت ساخرة :

    لاحظته أخيرا !

    انه الطفل الذى كان بصحبة الكهل ...
    الذى انضم اليك عند حاجز التفتيش



    امتلئت عيناه بالأسف الشديد
    وهو يتأمل الطفل الذى استكان تماما بين ذراعى كاترين
    وبادله الصغير نظرات طويلة لم يستطع أن يتحملها..
    فأدار وجهه الى الطريق بصمت



    أكملت كاترين بلهجة غلب عليها الأسى :

    تعلق بعنقى..وعجزت عن تركه هناك وحيدا
    بعد أن فقد مرافقه



    تعجبت كاترين كثيرا عندما نظر اليها الذئب
    ولأول مرة نظرة طويلة
    وحارت تماما فى تفسير تلك النظرة
    هل هى اعجاب.. أم امتنان لما فعلته
    مع أحد اطفال بنى قومه


    أدار وجهه الى الطريق من جديد بصمت


    قالت بعد أن عاد اليها الهدوء :

    علينا أن نعيده لأهله



    قال باقتضاب :
    وهل تعرفينهم؟



    قالت :
    أخبرنى الرجل الكهل أنهم فى المستشفى الجنوبى

    الغريب أنه هو ايضا لا يعرف أهله..
    لقد تولى مسؤلية اعادة الطفل لأهلة
    بعد أن اعتقلوا أمه فى جروزنى



    عقد الذئب حاجبيه ولاح فى وجهه الألم..
    ثم عاد من جديد يتأمل ملامح الصغير
    ولانت عضلات وجهه بالحنان



    ابتسمت كاترين قائلة :

    لم يرفع عينيه عنك منذ رآك..
    ترى .. هل وجودك يشعره بالأمان؟
    أم أنه ينظر اليك كمثل أعلى يتمنى أن يصبح مثله؟



    أردف بلهجة حزينة :

    أو ربما كمجرم
    سلبه الأمل الوحيد المتبقى لديه ليعود الى أهله



    قالت كاترين بتعاطف :
    على العكس..
    لو كان هذا هو مايدور بذهنه لرفض البقاء معنا..
    لقد كنت أراقبه جيدا..
    كان منجذبا اليك
    من قبل أن تبدأ تلك الأحداث الرهيبة عند الحاجز
    ...

    قالت بتعجب :
    مازلت لا أفهم...
    كيف ألقيت بنفسك فى ذلك الموقف الرهيب؟
    لقد نجوت بأعجوبة..
    ..
    أتزج بنفسك الى الهلاك من أجل امرأة لا تعرفها؟


    قال بجدية :
    وماذا لو كانت تلك المرأة هى انت..
    أما كنت تتمنين أن يسعى اى انسان لإنقاذك؟



    تفجرت نظرات الأعجاب الغامر من عينيها
    وارتسمت ابتسامة عاطفية على شفتيها
    وهى تقول بصوت يمتلئ بالعاطفة :

    أتمنى من كل قلبى لو كان هذا الإنسان ......هو أنت,



    تنهدت بيأس
    عندما تجاهل الذئب مشاعرها الممتلئة بالإعجاب
    ولم يلتفت حتى اليها
    بل بقى صامتا وعيناه مشغولتان بالطريق..



    قالت بعد صمت ولازالت الصدمة تؤثر فيها :

    لازلت عاجزة عن استيعاب ماحدث..
    لقد حدث الأمر بسرعة كبيرة وبشكل دموى
    يفوق حد التصور

    لم يكن الأمر يستدعى كل هذا العنف


    قال الذئب باقتضاب :
    (Up Mopping)



    كاترين بدهشة :
    ماذا قلت؟



    كرر الذئب :
    ((Up Mopping الكنس أو المسح"

    وباللغة الروسية (zakhistki ).


    كاترين باهتمام :
    وماذا يعنى ذلك؟



    الذئب :
    (الكنس, أو المسح)
    هى الخطة التى وضعها الكرملين
    ووزارة الدفاع للتعامل مع الشيشان


    وتقضي هذه الخطة
    بقيام قوات الأمن الروسية بتمشيط ومسح القرى
    والبلديات التي تمثِّل أماكن يشتبه بأن بها مقاتلين
    والقضاء عليهم في أماكنهم..
    فلا وقت لديهم للاعتقالات....


    ثم تقام حواجز تفتيش
    يتم من خلالها اعتقال كل من يحاول الخروج..
    وإدخاله ما يعرف بمعسكرات الفرز..

    أو(filtration camps )
    والتي تحولت بدورها إلى معسكرات تصفية..

    يتم من خلالها القضاء على من يشتبه في انتمائه للمقاتلين..
    وإطلاق سراح من تبقى

    وذلك بالطبع مقابل رشوة مالية تدفع للجنود والضباط



    عقدت كاترين حاجبيها وقالت بدهشة عظيمة :
    أذكر أن منظمة العفو الدولية
    أصدرت تقرير موجز قالت فيه


    (إنها عثرت على نمط جديد من انتهاكات حقوق الإنسان
    في منطقة شمال القوقاز،
    فبعض الأشخاص يُعتقلون بصورة تعسفية
    ويُحتجزون بمعزل عن العالم الخارجي،
    وهناك يتعرضون للتعذيب وسوء المعاملة
    لإجبارهم على الاعتراف بجرائم لم يقترفوها...


    وبمجرد توقيعهم على "اعتراف"
    ،
    يُنقلون إلى مكان احتجاز آخر،
    حيث يُسمح لهم بالاتصال بذويهم وبمحامين من اختيارهم
    ،
    إلا إن الاعتراف يبدو "دليلاً" كافياً لضمان إدانتهم.)



    شردت كاترين بعيدا
    ودار فى رأسها شريط طويل من الذكريات
    وهى تسترجع كل ما رأته
    وكل مامر بها منذ أن دخلت أرض الشيشان
    وقالت ببطء :

    هل كان هذا هو مصيرك المحتوم
    لو لم يتدخل ذلك الشرطى لإنقاذك؟



    أجابها صمته بأكثر مما كانت تريد


    أسندت رأسها الى المقعد وأغمضت عينيها
    وكأنما لا تصدق :

    الآن فقط فهمت,
    إن "الحرب على الإرهاب" التي تشنها روسيا
    ما هى الا ذريعة لتبرير الانتهاكات المنظمة لحقوق الإنسان فى الشيشان



    تنهدت بعمق وهى ممتنة فى أعماقها
    أنها نجت من ذلك المصير المظلم



    قالت والدهشة لم تزايلها بعد :

    تساءلت كثيرا عن السبب
    الذى يضطر صحفية روسية كآنا بوليتكوفسكايا
    أن تقول فى صحيفة "نوفايا جازيت"

    "أن دور قوات الأمن في الشيشان يتميز بالفوضى واللاقانون,
    لا يوجد أي قرار من أجل تنظيم عمل هذه القوات في الشيشان،
    ويبدو أن القرار الوحيد الذي اتخذ
    هو السماح لهذه القوات بفعل أي شيء"


  20. #160

    الصورة الرمزية secret girl

    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المـشـــاركــات
    461
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: (¯`•._) (.الرواية الرائعة .. عودة الذئب) (¯`•._)


    قالت بعد صمت طويل :
    أخبرنى ..لم يطلقون عليك الذئب ؟


    قال بهدوء:
    لست وحدى الذئب .. كلنا ذئاب



    قالت وهى تبتسم :
    أقصد لم اتخذتم الذئب شعار لكم؟




    قال بعد صمت :

    هناك أسطورة في ثقافتنا تقول :


    أنّ عاصفة هوجاء تهبّ،

    فيخاف منها الناس والحيوانات،

    فتدمّر العاصفة كلّ شيء
    حتى لا يجد الناس مكانًا يجتمعون فيه...


    فالشجر قد اقتلع من جذوره،
    والبيوت قد تهدّمت،

    ويبقى ذئب وحيدا
    يقف بشموخ على صخرة ناظرًا إلى العاصفة،


    فيتشبث الذئب بمكانه دون حراك،

    حتى عندما ينسلخ جلده
    يبقى صامدًا لا يتحرّك ولا يصرخ عند الموت,


    ويبقى محدقًا بعدوّه إلى أن يموت




    وهذا هو حال الشيشانيّ...
    فهو سيبقى على الجبل ينظر إلى الموت المحيط به
    دون أن يخاف منه


    لهذا يشبّه المقاتل الشيشانيّ نفسه بالذئب
    ويعتدّ بصفاته التي يتميّز بها،


    فجعله فى علم الشيشان شعارًا له
    جالسًا على صخرة تحتضوء القمر وحيدًا,
    للدلالة على عزلة الشعب الشيشانيّ من بقيّة الشعوب..




    ان الذئب يستحيل ترويضه,
    تماما كالشعب الشيشانى ...


    وهو مخلص لشريكه،
    ويساهم الذكر في تربية الجراء...


    وهو الحيوان الوحيد
    الذي يزداد شراسة مع التقدّم في العمر...


    و يكون في قمّة شراسته عندما يجرح...

    ولا يصرخ عند الموت,
    ويبقى محدقًا بعدوّه حتى يموت...



    صمت قليلا, ثم أردف بلهجة عميقة
    اهتز له فؤادها :


    هكذا الشيشانى

صفحة 8 من 11 الأولىالأولى 1234567891011 الأخيرةالأخيرة

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...