منـ أروعـ ماقرأتـ ->::.. استمـــتعـ بحياتــــــكـ ..::<-

[ منتدى قلم الأعضاء ]


صفحة 9 من 12 الأولىالأولى 123456789101112 الأخيرةالأخيرة
النتائج 161 إلى 180 من 236
  1. #161

    الصورة الرمزية إسلام 2006

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    5,906
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ ->::.. استمـــتعـ بحياتــــــكـ ..::<-

    جزاكم الله خيرا اختي العابرة وغفر لنا ولكم وجعله في ميزان حسناتكم جميعا كل من شارك في هذا الموضوع

    تذكروا اخوانكم عادل واحمد بدعائكم

    وكذلك لا تنسوا أخاكم هيسوكا بالشفاء العاجل

  2. #162


    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المـشـــاركــات
    553
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ ->::.. استمـــتعـ بحياتــــــكـ ..::<-

    إسلام 2006

    وإياك أخي .. آمين يارب .. وفي ميزان حسناته رحمه الله
    أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى ، أن يغفر لهما مغفرةً تامةً كاملةً
    ويفسح لهما في قبرهما ، ويجعله لهما روضة من رياض الجنة
    وأسأل الله بمنه وكرمه أن يمن على أخي هيسوكا بالشفاء العاجل و يشفيه شفاء
    لا يغادر سقما وأن يجمع له بين الأجر والعافية ،، اللهم آمين،،
    أثابك الله .. على التذكير المبارك .. ووفقك لخيري الدنيا والآخرة
    حفظك الباري من كل مكروه ..

  3. #163


    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المـشـــاركــات
    553
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ ->::.. استمـــتعـ بحياتــــــكـ ..::<-

    الموضوعـ السابع والعشرون : كنــ متميزاً ..
    يقول الشيخـ :::: لماذا يتحاور اثنانــ في مجلس فينتهي حوارهما بخصومة ..
    بينما يتحاور آخرانـ وينتهي الحوار بأنس ورضا ..
    إنها مهاراتـــــ الحوار ..
    لماذا يخطب اثنان الخطبة نفسها بألفاظها نفسها ..
    فترى الحاضرين عند الأول ما بين متثائب ونائم ..
    أو عابث بسجاد المسجد .. أو مغير لجلسته مراراً ..
    بينما الحاضرون عند الثاني منشدون متفاعلون ..
    لا تكاد ترمش لهم عين أو يغفل لهم قلب ..
    إنها مهاراتــــــ الإلقاء ..
    لماذا إذا تحدث فلان في المجلس أنصت له السامعون .. ورموا إليه أبصارهم ..
    بينما إذا تحدث آخر انشغل الجالسون بالأحاديث الجانبية ..
    أو قراءة الرسائل من هواتفهم المحمولة ..
    إنها مهاراتــــــ الكلام ..
    لماذا إذا مشى مدرس في ممرات مدرسته رأيت الطلاب حوله ..
    هذا يصافحه .. وذاك يستشيره .. وثالث يعرض عليه مشكلة ..
    ولو جلس في مكتبه وسمح للطلاب بالدخول لامتلأت غرفته في لحظات ..
    الكل يحب مجالسته .. بينما مدرس آخر .. أو مدرسون ..
    يمشي أحدهم في مدرسته وحده .. ويخرج من مسجد المدرسة وحده ..
    فلا طالب يقترب مبتهجاً مصافحاً .. أو شاكياً مستشيراً ..
    ولو فتح مكتبه من طلوع الشمس إلى غروبها .. وآناء الليل وأطراف النهار ..
    لما اقترب منه أحد أو رغب في مجالسته .. لماذا ؟!!
    إنها مهاراتـــــــ التعامل مع الناس ..
    لماذا إذا دخل شخص إلى مجلس عام هش الناس في وجهه وبشوا ..
    وفرحوا بلقائه .. وود كل واحد لو يجلس بجانبه ..
    بينما يدخل آخر .. فيصافحونه مصافحة باردة .. عادة أو مجاملة..
    ثم يتلفت يبحث له عن مكان فلا يكاد أحد يوسع له أو يدعوه للجلوس إلى جانبه .. لماذا ؟!!
    إنها مهاراتـــــــ جذب القلوب والتأثير في الناس ..
    لماذا يدخل أب إلى بيته فيهش أولاده له .. ويقبلون إليه فرحين ..
    بينما يدخل الثاني على أولاده .. فلا يلتفتون إليه ..
    إنها مهاراتــــــ التعامل مع الأبناء ..
    قل مثل ذلك في المسجد .. وفي الأعراس .. وغيرها ..
    يختلف الناس بقدراتهم ومهاراتهم في التعامل مع الآخرين ..
    وبالتالي يختلف الآخرون في طريقة الاحتفاء بهم أو معاملتهم ..
    والتأثير في الناس وكسب محبتهم أسهل مما تتصور ..!
    لا أبالغ في ذلك فقد جربته مراراً ..
    فوجدت أن قلوب أكثر الناس يمكن صيدها بطرق ومهارات سهلة ..
    بشرط أن نصدق فيها ونتدرب عليها فنتقنها ..
    والناس يتأثرون بطريقة تعاملنا .. وإن لم نشعر ..
    أتولى منذ ثلاث عشرة سنة الإمامة والخطابة في جامع الكلية الأمنية ..
    كان طريقي إلى المسجد يمر ببوابة يقف عندها حارس أمن يتولى فتحها وإغلاقها ..
    كنت أحرص إذا مررت به أن أمارس معه مهارة الابتسامة ..
    فأشير بيدي مسلماً مبتسماً ابتسامة واضحة ..
    وبعد الصلاة أركب سيارتي راجعاً للبيت ..
    وفي الغالب يكون هاتفي المحمول مليئاً باتصالات ورسائل مكتوبة وردت أثناء الصلاة ..
    فأكون مشغولاً بقراءة الرسائل فيفتح الحارس البوابة وأغفل عن التبسم ..
    حتى تفاجأت به يوماً يوقفني وأنا خارج ويقول : يا شيخ ..! أنت زعلان مني ؟!
    قلت : لماذا ؟
    قال : لأنك وأنت داخل تبتسم وتسلم وأنت فرحان ..
    أما وأنت خارج فتكون غير مبتسم ولا فرحان !!
    وكان رجلاً بسيطاً .. فبدأ المسكين يقسم لي أنه يحبني ويفرح برؤيتي ..
    فاعتذرت منه وبينت له سبب انشغالي ..
    ثم انتبهت فعلاً إلى أن هذه المهارات مع تعودنا عليها تصبح من طبعنا ..
    يلاحظها الناس إذا غفلنا عنها ..

    :: إضاءة ::
    لا تكسب المال وتفقد الناس .. فإن كسب الناس طريق لكسب المال ..

  4. #164


    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المـشـــاركــات
    553
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ ->::.. استمـــتعـ بحياتــــــكـ ..::<-

    الموضوعـ الثامن والعشرون : استمتع بالمهاراتـــ ..
    يقول الشيخـ ::::المهارات متعة حسية ..
    لا أعني بها الأجر الأخروي فقط ..
    لا وإنما هي متعة وفرحــ تشعر به حقيقة ..
    فاستمتع بها ، ومارسها مع جميع الناس ، كبيرهم وصغيرهم ،
    غنيهم وفقيرهم ، قريبهم وبعيدهم .. كلهم .. مارس معهم هذه المهاراتــ ..
    إما لاتقاء أذاهم ..أو لكسب محبتهم .. أو لإصلاحهم .. نعم إصلاحهم ..
    كان علي بن الجهم شاعراً فصيحاً ..
    لكنه كان أعرابياً جلفاً لا يعرف من الحياة إلا ما يراه في الصحراء ..
    وكان المتوكل خليفة متمكناً .. يُغدى عليه ويراح بما يشتهي ..
    دخل علي بن الجهم بغداد يوماً
    فقيل له : إن من مدح الخليفة حظي عنده ولقي منه الأعطياتـــ ..
    فاستبشر علي ويمم جهة قصر الخلافة ..
    دخل على المتوكل .. فرأى الشعراء ينشدون ويربحون ..
    والمتوكل هو المتوكل .. سطوة وهيبة وجبروت ..
    فانطلق مادحاً الخليفة بقصيدة مطلعها :
    يا أيها الخليفة ..
    أنت كالكلب في حفاظك للود .. وكالتيس في قراع الخطوب
    أنت كالدلو لا عدمتك دلـــــواً .. من كبار الدلاْ كثير الذنـــوب
    ومضى يضرب للخليفة الأمثلة بالتيس والعنز والبئر والتراب ..
    فثار الخليفة .. وانتفض الحراس .. واستل السياف سيفه .. وفرش النطع .. وتجهز للقتل ..
    فأدرك الخليفة أن علي بن الجهم قد غلبت عليه طبيعته .. فأراد أن يغيرها ..
    فأمر به فأسكنوه في قصر منيف .. تغدو عليه أجمل الجواري وتروح يما يلذ ويطيب ..
    ذاق علي بن الجهم النعمة .. واتكأ على الأرائك .. وجالس أرق الشعراء .. وأغزل الأدباء ..
    ومكث على هذا الحال سبعة أشهر ..
    ثم جلس الخليفة مجلس سمر ليلة .. فتذكر علي بن الجهم .. فسأل عنه ، فدعوه له .. فلما مثل بين يديه .. قال : أنشدني يا علي بن الجهم ..
    فانطلق منشداً قصيدة مطلعها :
    عيون المها بين الرصافة والجسـر .. جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري
    أعدن لي الشوق القديم ولم أكـــن .. سلوت ولكن زدن جمراً على جمــر
    ومضى يحرك المشاعر بأرق الكلمات .. ثم شرع يصف الخليفة بالشمس والنجم والسيف ..
    فانظر كيف استطاع الخليفة أن يغير طباع ابن الجهم ..
    ونحن كم ضايقتنا طباع لأولادنا أو أصدقائنا فسعينا لتغييرها .. فغيرناها ..
    فمن باب أولى أن تقدر أنت على تغيير طباعك .. فتقلب العبوس تبسماً .. والغضب حلماً .. والبخل كرماً .. وهذا ليس صعباً .. لكنه يحتاج إلى عزيمة ومراس .. فكن بطلاً ..
    ومن نظر في سيرة محمد صلى الله عليه وسلمـ
    وجد أنه كان يتعامل مع الناس بقدرات أخلاقية ، ملك بها قلوبهم
    ولم يكن صلى الله عليه وسلمـ يتصنع هذه الأخلاق أمام الناس ..
    فإذا خلا بأهل بيته .. انقلب حلمه غضباً .. ولينه غلظاً ..
    لا .. ما كان بساماً مع الناس عبوساً مع أهل بيته ..
    ولا كريماً مع الخلق إلا مع ولده وزوجه ..
    لا .. بل كانت أخلاقه سجية .. يتعبد لله تعالى بها ..
    كما يتعبد بصلاة الضحى وقيام الليل ..
    يحتسب ابتسامته قربة .. ورفقَه عبادة .. وعفوَه ولينَه حسنات ..
    إن من اعتبر حسن الخلق عبادة ..
    تحلى بها في جميع أحواله ..
    في سلمه وحربه .. وجوعه وشبعه .. وصحته ومرضه .. بل وفرحه وحزنه ..
    نعم .. كم من الزوجات تسمع عن أخلاق زوجها.. وسعة صدره .. وابتسامته وكرمه ..
    ولكنها لم تر من ذلك شيئاً ..
    فهو في بيته سيئَ الخلق .. ضيقَ الصدر .. عابسَ الوجه .. صخاباً لعاناً .. بخيلاً ومناناً ..
    أما هو صلى الله عليه وسلمـ فهو الذي قال: ( خيركم خيرُكم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي )..
    وانظر كيف كان يتعامل مع أهله ..
    قال الأسود بن يزيد : سألت عائشةرضيـ الله عنها : ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلمـ يصنع في بيته ؟
    فقالت : يكون في مهنة أهله .. فإذا حضرت الصلاة يتوضأ ويخرج للصلاة ..
    وقل مثل ذلك مع الوالدين .. فكم هم أولئك الذين نسمع عن حسن أخلاقهم ..
    وكرمهم وتبسمهم .. وجميل معاشرتهم للآخرين .. أما مع أقرب الناس إليهم ..
    وأعظم الناس حقاً عليهم .. مع الوالدين فجفاء وهجر ..
    نعم .. خيركم خيركم لأهله .. لوالديه .. لزوجه .. لخدمه .. بل ولأطفاله ..
    في يوم مليء بالمشاعر .. يجلس أبو ليلى رضيـ الله عنه
    عند رسول الله صلى الله عليه وسلمـ ..فيأتي الحسن أو الحسين يمشي
    إلى النبي صلى الله عليه وسلمـ ..فيأخذه صلى الله عليه وسلمـ ..
    فيقعده على بطنه .. فبال الصغير على بطن رسول الله صلى الله عليه وسلمـ ..
    قال أبو ليلى : حتى رأيت بوله على بطن رسول الله صلى الله عليه وسلمـ أساريع ..
    قال : فوثبنا إليه .. فقال صلى الله عليه وسلمـ : دعوا ابني .. لا تفزعوا ابني ..
    فلما فرغ الصغير من بوله .. دعا صلى الله عليه وسلمـ بماء فصبه عليه ..
    فلله دره كيف تروضت نفسه على هذه الأخلاق ..
    فلا عجب إذن أن يملك قلوب الصغار والكبار ..


    :: رأي ::
    بدل أن تسب الظلام .. حاول إصلاح المصباح ..

  5. #165


    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المـشـــاركــات
    553
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ ->::.. استمـــتعـ بحياتــــــكـ ..::<-

    الموضوعـ التاسع والعشرون : مع الفقــــــــــراء ..
    يقول الشيخـ ::::عدد من الناس اليوم أخلاقهم تجارية ..
    فالغني فقط هو الذي تكون نكته طريفة فيضحكون عند سماعها ..
    وأخطاؤه صغيرة .. فيتغاضون عنها ..
    أما الفقراء فنكتهم ثقيلة .. يسخر بهم عند سماعها ..
    وأخطاؤهم جسيمة .. يصرخ بهم عند وقوعها ..
    أما رسول الله صلى الله عليه وسلمـ فكان عطفه على الغني والفقير سواء ..
    قال أنس رضيـ الله عنه : كان رجل من أهل البادية اسمه زاهر بن حرام ..
    وكان ربما جاء المدينة في حاجة فيهدي للنبي صلى الله عليه وسلمـ من البادية شيئاً من إقط أو سمن ..
    فيُجهزه رسول الله صلى الله عليه وسلمـ إذا أراد أن يخرج إلى أهله بشيء من تمر ونحوه ..
    وكان النبي صلى الله عليه وسلمـ يحبه .. وكان يقول : ( إن زاهراً باديتنا .. ونحن حاضروه )..
    وكان زاهراً دميماً ..
    خرج زاهر رضيـ الله عنه يوماً من باديته .. فأتى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلمـ .. فلم يجده ..
    وكان معه متاع فذهب به إلى السوق ..
    فلما علم به النبي صلى الله عليه وسلمـ مضى إلى السوق يبحث عنه ..
    فأتاه فإذا هو يبيع متاعه .. والعرق يتصبب منه ..
    وثيابه ثياب أهل البادية بشكلها ورائحتها ..
    فاحتضنه صلى الله عليه وسلمـ من ورائه ، وزاهر لا يُبصره .. ولا يدري من أمسكه ..
    ففزع زاهر وقال : أرسلني .. من هذا ؟ ..
    فسكت النبي عليه الصلاة والسلام ..
    فحاول زاهر أن يتخلص من القبضة ..
    وجعل يلتفت وراءه .. فرأى النبي صلى الله عليه وسلمـ .. فاطمأنت نفسه .. وسكن فزعه ..
    وصار يُلصٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلمـ .. حين عرفه ..
    فجعل النبي صلى الله عليه وسلمـ يمازح زاهراً ..
    ويصيح بالناس يقول :من يشتري العبد ؟ .. من يشتري العبد ؟ ..
    فنظر زاهر في حاله .. فإذا هو فقير كسير .. لا مال .. ولا جمال ..
    فقال : إذاً والله تجدني كاسداً يا رسول الله ..
    فقال صلى الله عليه وسلمـ : لكن عند الله لست بكاسد .. أنت عند الله غال ..
    فلا عجب أن تتعلق قلوب الفقراء به صلى الله عليه وسلمـ وهو يملكهم بهذه الأخلاق ..
    كثير من الفقراء .. قد لا يعيب على الأغنياء البخل عليه بالمال والطعام ..
    لكنه يجد عليهم بخلهم باللطف وحسن المعاشرة ..
    وكم من فقير تبسمت في وجهه .. وأشعرته بقيمته واحترامه ..
    فرفع في ظلمة الليل يداً داعية .. يستنزل بها لك الرحمات من السماء ..
    ورب أشعث أغبر ذي طمرين مدفوع بالأبواب لا يؤبه له .. لو أقسم على الله لأبره ..
    فكن دائم البشر مع هؤلاء الضعفاء ..

    :: إشارة ::
    لعل ابتسامة في وجه فقير .. ترفعك عند الله درجات ..

  6. #166

    الصورة الرمزية شزووو !

    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المـشـــاركــات
    78
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ ->::.. استمـــتعـ بحياتــــــكـ ..::<-

    رآئع جدآ .

    و آلشيخ عآيض آلقرني يقول : " آجعل شعآرك في آلحيآة .. لآ تحزن إن آلله معنآإ !

  7. #167


    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المـشـــاركــات
    553
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ ->::.. استمـــتعـ بحياتــــــكـ ..::<-


    بارك الله في كلمات شيخنا .. فقد جمع بين الوقفات التربوية
    و سيرة الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه
    وحفظ الله شيخنا عائض القرني .. وأنعم به من شعار .. لو عاملنا الله به بصدق
    لأصبحت الالام طريقاً لتحقيق الآمال
    بارك الله فيكِ .. وأسعدكِ الباري بطاعته

  8. #168


    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المـشـــاركــات
    553
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ ->::.. استمـــتعـ بحياتــــــكـ ..::<-


    الموضوعـ الثلاثون : الصغــــــــــار ..
    يقول الشيخـ :::: كم هي المواقفــ التي وقعت لنا في صغرنا
    ولا تزال مطبوعة في أذهاننا إلى اليوم ..
    سواء كانت مفرحة أو محزنة ..
    عُد بذاكرتكــ إلى أيام طفولتكــ ..
    ستذكر لا محالة جائزة كرمتــ بها في مدرستكــ ..
    أو ثناء أثناه عليك أحد في مجلس عام ..
    فهي مواقف تحفر صورتها في الذاكرة ..
    فلا تكاد تنسى ..
    وإلى جانب ذلك .. لا نزال نتذكر مواقف محزنة ..
    وقعت لنا في طفولتنا ..
    مدرس ضربنا .. أو خصومة مع زملاء في المدرسة ..
    أو مواقف تعرضنا فيها للإهانة من أسرتنا ..
    أو تعرض لها أحدنا من زوجة أبيه .. أو نحو ذلك ..
    وكم صار الإحسان إلى الصغار طريقاً إلى التأثير ليس فيهم فقط ..
    بل في آبائهم وأهليهم .. وكسب محبتهم جميعاً ..
    يتكرر كثيراً لمدرس المرحلة الابتدائية أن يتصل به أحد أبوي طالب صغير
    ويثني عليه وأنه أحبه لمحبة ولده له وكثرة ذكره بالخير ..
    وقد يعبرون عن هذه المشاعر في لقاء عابر .. أو هدية أو رسالة ..
    إذن لا تحتقر الابتسامة في وجه الصغير .. وكسب قلبه ..
    وممارسة مهارات التعامل الرائع معه ..
    ألقيت يوماً محاضرة عن الصلاة لطلاب صغار في مدرسة ..
    فسألتهم عن حديث حول أهمية الصلاة ..
    فأجاب أحدهم : قال صلى الله عليه وسلمـ : بين الرجل وبين الكفر أو الشرك ترك الصلاة ..
    أعجبني جوابه .. ومن شدة الحماس نزعت ساعة يدي وأعطيته إياها ..
    وكانت .. عموماً .. ساعة عادية كساعات الطبقة الكادحة ..!
    كان هذا الموقف مشجعاً لذلك الغلام .. أحب العلم أكثر ..
    وتوجه لحفظ القرآن .. وشعر بقيمته ..
    مضت الأيام .. بل السنين ..
    ثم في أحد المساجد تفاجأت أن الإمام هو ذلك الغلام ..
    وقد صار شاباً متخرجاً من كلية الشريعة ..
    ويعمل في سلك القضاء بأحد المحاكم ..
    لم أذكره وإنما تذكرني هو ..
    فانظر كيف انطبعت في ذهنه المحبة والتقدير بموقف عاشه قبل سنين ..
    وأذكر أني دعيت ليلة لإحدى الولائم ..
    فإذا شاب مشرق الوجه يسلم علي بحرارة بي ويذكرني بموقف لطيف
    وقع له معي في محاضرة ألقيتها في مدرسته لما كان غلاماً صغيراً ..
    وكم ترى من الناس الذين يحسنون التعامل مع الصغار من يخرج من المسجد ..
    فترى أباً يجره ولده الصغير بيده ليصل إلى هذا الرجل فيسلم عليه ويبلغه بمحبة ولده له ..
    وقد يقع مثل هذا الموقف في وليمة كبيرة أو عرس .. يكثر فيه المدعوون ..
    ولا أكتمك أنني أبالغ في إكرام الصغار والحفاوة بهم بعض الشيء ..
    بل والاستماع إلى أحاديثهم العذبة .. وإن كانت في أكثر الأحيان غير مهمة
    بل أزيد الحفاوة ببعضهم أحياناً إكراماً لوالده وكسباً لمحبته ..
    أحد الأصدقاء كنت ألقاه أحياناً مع ولده الصغير ..
    فكنت أحتفي بالصغير وألاطفه ..
    لقيني صديقي هذا يوماً في محفل كبير .. فأقبل إليَّ بولده يسلم علي ..
    ثم قال : ماذا فعلت بولدي !
    يسألهم مدرسهم قبل أيام عن أمنياتهم في المستقبل ..
    فمنهم من قال : أكون طبيباً ..
    والآخر قال : أكون مهندساً .. وولدي
    قال : أكون محمد العريفي !!
    ويمكنك أن تلاحظ أنواع الناس في التعامل مع الصغار ..
    عندما يدخل رجل إلى مجلس عام ويطوف بالحاضرين مصافحاً ..
    وولده من خلفه يفعل كفعله .. فمن الناس من يتغافل عن الصغير ..
    ومنهم من يصافحه بطرف يده .. ومنهم من يهز يده مبتسماً مردداً : أهلاً يا بطل ..
    كيف حالك يا شاطر .. فهذا الذي تنطبع محبته في قلب الصغير ..
    بل وقلب أبيه وأمه ..
    كان المربي الأول صلى الله عليه وسلمـ له أحسن التعامل مع الصغار ..
    كان لأنس بن مالك أخ صغير.. وكان صلى الله عليه وسلمـ يمازحه ويكنيه بأبي عمير ..
    وكان للصغير طير صغير يلعب به .. فمات الطير ..
    فكان صلى الله عليه وسلمـ يمازحه إذا لقيه .. ويقول : يا أبا عمير .. ما فعل النغير ؟
    يعني الطائر الصغير ..
    وكان يعطف على الصغار ويلاعبهم ..
    ويلاعب زينب بنت أم سلمة ويقول : ( يا زوينب .. يا زوينب .. ) ..
    وكان إذا مر بصبيان يلعبون سلم عليهم ..
    وكان يزور الأنصار ويُسلم على صبيانهم .. ويمسح رؤوسهم ..
    وعند رجوعه صلى الله عليه وسلمـ من المعركة كان يستقبله الأطفال فيركبهم معه ..
    فعند عودة المسلمين من مؤتة ..
    أقبل الجيش إلى المدينة راجعاً ..
    فتلقاهم النبي عليه الصلاة والسلام .. والمسلمون ..
    ولقيهم الصبيان يشتدون ..
    فلما رأى صلى الله عليه وسلمـ الصبيان .. قال : خذوا الصبيان فاحملوهم ..
    وأعطوني ابن جعفر ..
    فأُتي بعبد الله بن جعفر فأخذه فحمله بين يديه ..
    وكان صلى الله عليه وسلمـ يتوضأ يوماً من ماء .. فأقبل إليه محمود بن الربيع طفل عمره خمس سنوات ..
    فجعل صلى الله عليه وسلمـ في فمه ماء ثم مجه في وجهه يمازحه .. وعموماً ..
    كان صلى الله عليه وسلمـ ضحوكاً مزوحاً مع الناس .. يدخل السرور إلى قلوبهم ..
    خفيفاً على النفوس لا يمل أحد من مجالسته ..
    أقبل إليه رجل يوماً يريد دابة ليسافر عليها أو يغزو ..
    فقال صلى الله عليه وسلمـ ممازحاً له : ( إني حاملك على ولد ناقة ) ..
    فعجب الرجل .. كيف يركب على جمل صغير .. لا يستطيع حمله ..
    فقال : يا رسول الله وما أصنع بولد الناقة ؟
    فقال صلى الله عليه وسلمـ :( وهل تلد الإبل إلا النوق ).. يعني سأعطيك بعيراً كبيراً ..
    لكنه .. قطعاً .. قد ولدته ناقة ..
    وقال صلى الله عليه وسلمـ يوماً لأنس ممازحاً :( يا ذا الأذنين ) ..
    وأقبلت إليه امرأة يوماً تشتكي زوجها ..
    فقال لها صلى الله عليه وسلمـ :زوجك الذي في عينه بياض ؟
    ففزعت المرأة وظنت أنه زوجها عمي بصره ..
    كما قال الله عن يعقوب عليه السلام " وابيضت عيناه من الحزن " أي : عمي ..
    فرجعت فزعة إلى زوجها وجعلت تنظر في عينيه .. وتدقق ..
    فسألها عن خبرها ؟!
    فقالت : قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلمـ إن في عينك بياض ..
    فقال لها : يا امرأة .. أما أخبرك أن بياضها أكثر من سوادها ..
    أي أن كل أحد في عينه بياض وسواد ..
    وكان صلى الله عليه وسلمـ إذا مازحه أحد تفاعل معه .. وضحك وتبسم ..
    دخل عليه عمر وهو صلى الله عليه وسلمـ غضبان على نسائه .. لما أكثرن عليه مطالبته بالنفقة ..
    فقال عمر :يَا رَسُولَ اللَّهِ .. لَوْ رَأَيْتَنا وَكُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ .. نَغْلِبُ النِّسَاءَ..
    فكنا إذا سألت أحدَنا امرأتُه نفقةً قام إليها فوجأ عنقها ..
    فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ إِذَا قَوْمٌ تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ ..
    فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم ..
    يعني فقويت علينا نساؤنا ..
    فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلمـ .. ثم زاد عمر الكلام ..
    فازداد تبسم النبي صلى الله عليه وسلمـ .. تلطفاً مع عمر رضيـ الله عنه ..
    وتقرأ في أحاديث أنه تبسم حتى بدت نواجذه ..
    إذن كان لطيف المعشر .. أنيس المجلس ..
    فلو وطّنا أنفسنا على مثل هذا التعامل مع الناس ..
    لشعرنا بطعم الحياة فعلاً ..


    :: فكرة ::
    الطفل طينة لينة نشكلها بحسب تعاملنا معه ..

  9. #169


    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المـشـــاركــات
    553
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ ->::.. استمـــتعـ بحياتــــــكـ ..::<-

    الموضوعـ الواحد و الثلاثون : العبيـــد و المماليكــ ..
    يقول الشيخـ ::::كان صلى الله عليه وسلمـ يحسن الدخول إلى قلوبهم بما يناسب ..
    لما توفي عم النبي صلى الله عليه وسلمـ .. اشتد أذى قريش عليه صلى الله عليه وسلمـ ..
    فخرج صلى الله عليه وسلمـ إلى الطائف ..
    يلتمس من ثقيف النصرة والمنعة بهم من قومه ..
    ورجا أن يقبلوا منه ما جاءهم به من الله تعالى ..
    خرج إليهم وحده ..
    وصل إلى الطائف ..
    وعمد إلى نفر ثلاثة من ثقيف
    وهم سادة ثقيف وأشرافهم وهم إخوة ثلاثة ..
    عبد يا ليل .. ومسعود .. وحبيب .. بنو عمرو بن عمير ..
    فجلس إليهم صلى الله عليه وسلمـ .. فدعاهم إلى الله
    وكلمهم لما جاءهم له من نصرته على الإسلام
    والقيام معه على من خالفه من قومه ..
    فقال أحدهم : هو يمرط ثياب الكعبة إن كان الله أرسلك ..
    وقال الآخر : أما وجد الله أحداً أرسله غيرك ؟
    أما الثالث فقال .. متفلسفاً ..
    والله لا أكلمك أبداً !
    لئن كنت رسولاً من الله كما تقول لأنت أعظم خطراً من أن أرد عليك الكلام ..
    ولئن كنت تكذب على الله ما ينبغي لي أن أكلمك ..
    فلما سمع صلى الله عليه وسلمـ منهم هذا الرد القبيح ..
    قام من عندهم .. وقد يئس من خير ثقيف ..
    لكنه خاف أن تعلم قريش بخبر ثقيف معه
    فيجترئون عليه أكثر .. فقال لهم :
    إذا فعلتم ما فعلتم فاكتموا على ..
    فلم يفعلوا .. وأغروا به سفهاءهم وعبيدهم يسبونه ويصيحون به ..
    حتى اجتمع عليه الناس
    وألجئوه إلى حائط لعتبة بن ربيعة .. وشيبة بن ربيعة .. وهما فيه ..
    ورجع عنه من سفهاء ثقيف ممن كان يتبعه ..
    فعمد صلى الله عليه وسلمـ إلى ظل حبلة من عنب فجلس فيه ..
    وابنا ربيعة ينظران إليه ويريان
    ما يلقى من سفهاء أهل الطائف ..
    فلما رآه ابنا ربيعة عتبة وشيبة
    وما لقي تحركت له رحمهما ..
    فدعوا غلاماً لهما نصرانياً يقال له عداس ..
    وقالا : له خذ قطفاً من هذا العنب فضعه في هذا الطبق ..
    ثم اذهب به إلى ذلك الرجل فقل له يأكل منه ..
    ففعل عداس .. وجاء بالعنب ..
    حتى وضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلمـ ثم قال له : كل ..
    فمد رسول الله صلى الله عليه وسلمـ يده إليه وقال: " بسم الله " ثم أكل ..
    نظر عداس إليه وقال :
    والله إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلاد ..
    فقال له صلى الله عليه وسلمـ :" ومن أهل أي بلاد أنت يا عداس ؟ وما دينك ؟ "..
    قال : نصراني .. وأنا رجل من أهل نينوى ..
    فقال صلى الله عليه وسلمـ : " من قرية الرجل الصالح يونس بن متى ؟ " ..
    فقال عداس : وما يدريك ما يونس بن متى ؟
    فقال صلى الله عليه وسلمـ :" ذلك أخي .. كان نبياً .. وأنا نبي"..
    فأكب عداس على رسول الله صلى الله عليه وسلمـ يقبل رأسه ويديه وقدميه ..
    وابنا ربيعة ينظران إليهما ..
    فقال أحدهما لصاحبه : أما غلامك فقد أفسده عليك ..
    فلما رجع عداس لسيده ..
    وقد بدا عليه التأثر برؤية رسول الله صلى الله عليه وسلمـ وسماع كلامه ..
    قال له سيده : ويلك يا عداس !
    ما لك تقبل رأس هذا الرجل ويديه وقدميه ؟
    فقال : يا سيدي ما في الأرض شئ خير من هذا ..
    لقد أخبرني بأمر ما يعلمه إلا نبي ..
    فقال سيده : ويحك يا عداس لا يصرفنك عن دينك ..
    فإن دينك خير من دينه ..
    فهل نستطيع نحن اليوم أن نجعل تعاملنا راقياً مع الجميع ..
    مهما كانت طبقاتهم ؟


    :: لمحة ::
    عامل البشر على أنهم بشر .. لا على أشكالهم .. أو أموالهم .. أو وظائفهم ..

  10. #170
    كلهن ضدي
    [ ضيف ]

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ ->::.. استمـــتعـ بحياتــــــكـ ..::<-

    رحمه الله ... ما كان عليكم أن تعيدوا إحياء الموضوع .. حفاظاً على مشاعر الأخ " جيمس بوند "

  11. #171


    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المـشـــاركــات
    553
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ ->::.. استمـــتعـ بحياتــــــكـ ..::<-

    الموضوعـ الثاني و الثلاثون : الحــيــوانـــاتــــ !! ..
    يقول الشيخـ ::::من صارت المهارات الحسنة ديدنه ..
    تحولت إلى طبع يخالط دمه وعقله .. لا ينفك عنه أبداً ..
    فتجده دائماً ليناً هيناً رفيقاً متحملاً عطوفاً ..
    مع كل أحد .. حتى مع الحيوانات .. والجمادات ..
    كان رسول الله صلى الله عليه وسلمـ في سفر .. فانطلق ليقضي حاجته ..
    فرأى بعض الصحابة حُمرة معها فرخان ..
    فأخذ بعضهم فرخيها .. فجاءت الحمرة ..
    فجعلت تحوم حولهم وترفرف بجناحيها ..
    فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلمـ ورآها .. التفت إلى أصحابه ..
    وقال :من فجع هذه بولدها ؟ ردوا ولدها إليها ..
    وفي يوم آخر .. رأى صلى الله عليه وسلمـ قرية نمل قد أحرقت ..
    فقال : من أحرق هذه ؟
    قال بعض أصحابه : أنا ..
    فغضب وقال : لا ينبغي أن يُعذب بالنار إلا رب النار ..
    وكان صلى الله عليه وسلمـ من رأفته .. أنه إذا توضأ وأقبلت إليه هرة ..
    أصغى لها الإناء .. فتشرب .. ثم يتوضأ بفضلها ..
    ومرّ صلى الله عليه وسلمـ يوماً على رجل ملقياً شاة على الأرض ..
    وقد وضع رجله على صفحة عنقها ممسكاً لها ليذبحها ..
    و هو يحد شفرته .. وهي تلحظ إليه ببصرها ..
    فغضب صلى الله عليه وسلمـ لما رآه ..
    وقال : أتريد أن تميتها موتتين ؟ هلا حددت شفرتك قبل أن تضجعها ؟
    ومر يوماً برجلين يتحدثان .. وقد ركب كل منهما على بعيره ..
    فلما رآهما رحم البعيرين .. ونهى أن تتخذ الدواب كراسي ..
    يعني لا تركب البعير إلا وقت الحاجة فقط ..
    فإذا انتهت حاجتك فانزل ودعه يرتاح ..
    ونهى صلى الله عليه وسلمـ عن وسم الدابة في الوجه ..
    ومن أطرف ما ذكر ..
    أنه كان للنبي صلى الله عليه وسلمـ ناقة تسمى العضباء ..
    ثم إن نفراً من المشركين أغاروا على إبلٍ للمسلمين ..
    كانت ترعى في أطراف المدينة ..
    فذهبوا بها .. وكانت العضباء فيها ..
    وأسروا امرأة من المسلمين .. واستاقوها معهم ..
    وهرب المشركون .. بالمرأة والإبل ..
    وكانوا إذا نزلوا أثناء الطريق .. أطلقوا الإبل ترعى حولهم ..
    فنزلوا منزلاً فناموا .. فقامت المرأة بالليل لتهرب منهم ..
    فأقبلت إلى الإبل لتركب إحداها ..
    فجعلت كلما أتت على بعير رغا بأعلى صوته ..
    فتتركه خوفاً من استيقاظهم ..
    وجعلت تمر على الإبل واحداً واحداً ..
    حتى أتت على العضباء ..
    فحركتها فإذا ناقة ذلول مجرسة .. فركبتها المرأة ..
    ثم وجهتها نحو المدينة .. فانطلقت العضباء مسرعة ..
    فلما شعرت المرأة بالنجاة .. اشتد فرحها .. فقالت :
    اللهم إن لك عليَّ نذراً .. إن أنجيتني عليها أن أنحرها ..!!
    وصلت المرأة إلى المدينة .. فعرف الناس ناقة النبي صلى الله عليه وسلمـ ..
    نزلت لمرأة في بيتها ومضوا بالناقة إلى النبي صلى الله عليه وسلمـ ..
    فجاءت المرأة تطلب الناقة لتنحرها !!
    فقال صلى الله عليه وسلمـ : بئس ما جزيتيها ..
    أو بئس ما جزتها .. إن أنجاها الله عليها لتنحرنها !!
    ثم قال صلى الله عليه وسلمـ : " لا وفاء لنذر في معصية الله ولا فيما لا يملك ابن آدم "..
    فلماذا لا تحول مهاراتك في التعامل .. كالرفق والبشر والكرم ..
    إلى سجية تلازمك على جميع أحوالك .. مع كل شيء تتعامل معه ..
    حتى الجمادات والأشجار ..!!
    كان النبي صلى الله عليه وسلمـ يقوم يوم الجمعة ..
    فيسند ظهره إلى جذع منصوب في المسجد فيخطب الناس ..
    فقالت امرأة من الأنصار :
    يا رسول الله .. ألا أجعل لك شيئاً تقعد عليه .. فإن لي غلاماً نجاراً ..
    قال : إن شئت ..
    فعملت له المنبر ..
    فلما كان يوم الجمعة ..
    صعد النبي صلى الله عليه وسلمـ على المنبر الذي صنع له ..
    فلما قعد صلى الله عليه وسلمـ على ذلك المنبر .. خار الجذع كخوار الثور ..
    وصاحت النخلة .. حتى كادت أن تنشق .. وارتج المسجد ..
    فنزل النبي صلى الله عليه وسلمـ فضم الجذع إليه ..
    فجعلت النخلة تئن أنين الصبي الذي يُسكّت حتى استقرت ..
    ثم قال صلى الله عليه وسلمـ : ( أما و الذي نفس محمد بيده .. لو لم ألتزمه لما زال هكذا إلى يوم القيامة .. ) ..



    :: إشارة ::
    الله كرّم الإنسان .. لكن ذلك لا يفتح المجال له لاضطهاد بقية المخلوقات ..


  12. #172
    cAnAn
    [ ضيف ]

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ ->::.. استمـــتعـ بحياتــــــكـ ..::<-

    واااااااااااااااء T__________________T
    أبي أبكي .. والله العظيم أبي أبكـــــي T_____T
    الله يرحمه ويسكنه جنات النعيم
    الله يرحمه ويغفر له

  13. #173

    الصورة الرمزية قلب ج ـامح ~|

    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المـشـــاركــات
    382
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ ->::.. استمـــتعـ بحياتــــــكـ ..::<-

    كلهم ضدي ..

    مايهمنا أن يكون هذا العمل مما ينتفع به بعد موته ..

    موفق .. =)

  14. #174

    الصورة الرمزية نمر النمور

    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المـشـــاركــات
    131
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ ->::.. استمـــتعـ بحياتــــــكـ ..::<-

    كلهن ضدي
    قل لي لو كنت ميت وكان لك صدقة جارية وواحد أوقفها عنك، عشان عذر غريب
    أنا واثق إتك تتمنى استمرار الصدقة عليك
    احنا ندعي له وربي يرحمه يارب
    وعلى فكرة جيمس رفع قبل فترة موضوع لآسين في نور على نور
    يعني إنه مايفكر مثل تفكيرك =)
    مشكورة ياالعابرة، ماشاء الله المواضيع اللي اخترتيها مشوقة
    استمري =)

  15. #175


    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المـشـــاركــات
    553
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ ->::.. استمـــتعـ بحياتــــــكـ ..::<-

    الموضوعـ الثالث و الثلاثون : أحسن النية.. لوجه الله ..
    يقول الشيخـ :::: جعلت أتأمل أساليب تعامل بعض الأشخاص ..
    وعشت معهم سنين .. لا أذكر أني رأيت منهم ابتسامة ..
    بل ولا حتى مجاملة بضحك على طرفة .. أو تفاعل مع متحدث ..
    كنت أظن أنهم نشئوا هكذا ولا يستطيعون غيره ..
    ثم تفاجأت برؤيتهم في مواطن معينة ..
    ومع بعض الناسـ من الأغنياء وأصحاب النفوذ تحديداً يحسنون الضحك والتلطف ..
    فأدركت أنهم ما يفعلون ذلك إلا لمصلحة .. فيفوتهم بذلك أجر عظيم ..
    إذن المؤمن يتعبد لله تعالى بأخلاقه ومهارات تعامله ..
    مع جميع الناس .. لا لأجل منصب أو مال .. ولا لأجل أن يمدحه الناس ..
    ولا لأجل أن يزوج أو يسلف مالاً .. وإنما ليحبه الله ويحببه إلى خلقه ..
    نعم .. من اعتبر حسن الخلق عبادة ..
    صار يتعامل بأحسن المهارات مع الغني والفقير .. والمدير والفراش ..
    لو مررت يوماً بعامل مسكين يكنس الشارع ..
    ومد يده إليك ؟ ودخلت يوماً آخر على مسئول كبير فمد يده ..
    هل هما متساويان ؟ في احتفائك بهما .. وتبسمك وبشاشتك ؟
    لا أدري !!
    أما رسول الله صلى الله عليه وسلمـ فكانا عنده متساويين في الاحتفاء والنصح والشفقة ..
    وما يدريك لعل من تزدريه وتتكبر عليه يكون عند الله
    خيراً من ملء الأرض من مثل الذي تكرمه وتقبل عليه ..
    قال صلى الله عليه وسلمـ ( إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً )..
    وقال للأشج بن عبد قيس : ( إن فيك لخصلتين يحبهما الله ورسوله ) ..
    فما هما الخصلتان : قيام الليل ! صيام النهار ؟ ..
    استبشر الأشج رضيـ الله عنه .. وقال : ما هما يا رسول الله ؟
    فقال عليه الصلاة والسلامـ ( الحلم .. والأناة ) ..
    وسئل صلى الله عليه وسلمـ عن البر ؟.. فقال : ( البر حسن الخلق ) ..
    وسئل عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال :( تقوى الله وحسن الخلق ) ..
    وقال صلى الله عليه وسلمـ : ( أكمل المؤمنين إيماناً أحاسنهم أخلاقاً الموطؤون أكنافاً
    الذين يألفون ويؤلفون ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف ) ..
    وقال صلى الله عليه وسلمـ : ( ما شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق ) ..
    وقال صلى الله عليه وسلمـ : ( إن الرجل ليبلغ بحسن خلقه درجة قائم الليل وصائم النهار ) ..
    ومن حسن خلقه ربح في الدارين .. وإن شئت فانظر إلى أم سلمة رضيـ الله عنها ..
    وقد جلست مع رسول الله صلى الله عليه وسلمـ .. فتذكرت الآخرة وما أعد الله فيها ..
    فقالت : يا رسول الله .. المرأة يكون لها زوجان في الدنيا .. فإذا ماتت .. وماتا ..
    فإذا ماتت وماتا ودخلوا جميعاً إلى الجنة .. فلمن تكون ؟
    فماذا قال ؟ تكون لأطولهما قياماً ؟ أم لأكثرهما صياماً ؟ أم لأوسعهما علماً ؟
    كلا ..
    وإنما قال : تكون لأحسنهما خلقاً ..
    فعجبت أم سلمة .. فلما رأى دهشتها قال صلى الله عليه وسلمـ :
    ياااا أم سلمة .. ذهب حسن الخلق بخيري الدنيا والآخرة ..
    نعم ذهب بخيري الدنيا والآخرة .. أما خير الدنيا فهو ما يكون له من محبة في قلوب الخلق ..
    وأما خير الآخرة فهو ما يكون له من الأجر العظيم ..
    ومهما أكثر الإنسان من الأعمال الصالحات .. فإنها قد تفسد عليه إذا كان سيء الخلق ..
    ذُكر للنبي صلى الله عليه وسلمـ حالُ امرأة .. وذكر له أنها تصلي وتصوم وتتصدق وتفعل ..
    لكنها تؤذي جيرانها بلسانها..( يعني سيئة الخلق ) .. فقال صلى الله عليه وسلمـ : ( هي في النار ) ..
    وقد كان النبي صلى الله عليه وسلمـ الأسوة الحسنة .. في كل خلق حميد ..
    كان أكرمَ الناس .. وأشجعَهم .. وأحلمَهم .. كان أشدَّ حياءً من العذراء في خدرها ..
    كان أميناً صادقاً .. يشهد له الكفار بذلك قبل المؤمنين .. والفساقُ قبل الصالحين ..
    حتى قالت خديجة رضيـ الله عنها أول ما نزل عليه الوحي .. لما رأت تغير حاله .. قالت :
    والله لا يخزيك الله أبداً ..( لمـــاذا ؟؟ ) ..
    إنك لتصل الرحم .. وتحمل الكل .. وتكسب المعدوم .. وتقري الضيف ..
    وتعين على نوائب الحق .. وتصدق الحديث .. وتؤدي الأمانة ..
    بل أثنى الله عليه ثناء نتلوه إلى يوم القيامة .. فقال :( وإنك لعلى خلق عظيم ) ..
    وكان صلى الله عليه وسلمـ خلقَه القرآن .. نعم خلقه القرآن .. فإذا قرأ ( وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ) ..
    أحسن .. نعم أحسن إلى الكبير والصغير .. والغني والفقير ..
    إلى شرفاء الناس ووضعائهم .. وكبارهم وصغارهم ..
    وإذا سمع قول الله :( فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا ).. عفا وصفح ..
    وإذا تلا : ( وقولوا للناس حسناً ).. تكلم بأحسن الكلام ..
    فمادام أنه صلى الله عليه وسلمـ قدوتنا .. ومنهجه منهجُنا ..
    تأمل حياته صلى الله عليه وسلمـ .. كيف كان يتعامل مع الناس .. كيف كان يعالج أخطاءهم .. ويتحمل أذاهم ..
    كيف كان يتعب لراحتهم .. وينصب لدعوتهم ..فيوماً تراه يسعى في حاجة مسكين ..
    ويوماً يفصل خصومة بين المؤمنين ..ويوماً يدعو الكافرين ..حتى كبرت سنه .. ورق عظمه ..
    ووصفت عائشة حاله فقالت :
    كان أكثرُ صلاة النبي صلى الله عليه وسلمـ بعدما كبر جالساً ( لمـــاذا ؟؟ ) ..
    بعدما حطمه الناس .. نعم .. حطمه الناس ..
    وإذا كانت النفوس كباراً *** تعبت في مرادها الأجسام
    بل بلغ من حرصه صلى الله عليه وسلمـ على الخلق الحسن ..
    أنه كان يدعو الله فيقول : ( اللهم كما أحسنت خَلْقي فأحسن خُلقي )..
    وكان يقول :( اللهم أهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت،
    وأصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت )
    فنحن نحتاج إلى أن نقتدي به صلى الله عليه وسلمـ في أخلاقه ..
    مع المسلمين لكسبهم ودعوتهم ..
    بل ومع الكافرين ليعرفوا حقيقة الإسلام ..


    :: إشارة ::
    أحسن النية .. لتكون مهارات تعاملك مع الآخرين عبادة تتقرب بها إلى الله ..

  16. #176


    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المـشـــاركــات
    553
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ ->::.. استمـــتعـ بحياتــــــكـ ..::<-

    الموضوعـ الرابع و الثلاثون : أســتاذ الريــاضيــاتـــ ..
    يقول الشيخـ :::: كان يدرس مادة الرياضيات لطلاب المرحلة الثانوية ..
    السنة الأخيرة ..
    كان يلاحظ على عدد منهم الإهمال وعدم المتابعة .. فأراد أن يؤدبهم ..
    دخل عليهم يوماً ..
    وأول ما استقر على كرسيه
    فاجأهم بقوله : كل واحد يضع كتابه جانباً ويخرج ورقة وقلماً !!
    قالوا : لماذا يا أستاذ ؟!
    قال :اختبار .. اختبار مفاجئ ..
    بدأ الطلاب بنوع من التذمر ينفذون ما طلب ..
    ويتهامسون باستياء ..
    كان من بينهم طالب كبير الجسم صغير العقل ..
    مشاكس كثير المشاكل سريع الغضب متهور .. صاح بأستاذه :
    يا أستاذ .. لا نريد أن نختبر .. نحن بالكاد نجيب ونحن مذاكرون .. بالله كيف إذا كنا ما ذاكرنا ؟!!
    قالها الطالب بنبرة حادة ..
    ثار المدرس وهاج .. وقال : ما هو على كيفك .. تختبر غصباً عنك .. فاهم ؟!
    إذا ما هو عاجبك اطلع بَرّا !!! ثار الطالب .. وصاح : أنت اللي تطلع بَرّا ..
    توجه المدرس إلى الطالب
    وهو يصيح ويردد : يا قليل الأدب .. يا عديم التربية .. يا .. ويقترب أكثر وأكثر .. نهض الطالب واقفاً .. ثم ..
    كان ما كان مما لست أذكره فظن شراً ، ولا تسأل عن الخبر!!
    وصل الأمر إلى إدارة المدرسة ..
    عوقب الطالب بخصم درجتين وكتابة تعهد بالتزام الأدب ..
    أما المدرس فصار حديث القاصي والداني .. وأصبح مضرب الأمثال ..
    ومثار أحاديث الطلاب في كل المدرسة ..
    يمشي في ممراتها ويسمع التعليقات والهمسات ..
    حتى انتقل بعدها إلى مدرسة أخرى ..
    بينما مدرس آخر وقع له الموقف نفسه لكنه أحسن التصرف معه ..
    دخل على طلابه .. وفاجأهم بقوله : أخرج ورقة وقلماً .. اختبار مفاجئ ..
    وكان من بينهم طالب كذاك الطالب .. صاح : يا أستاذ !! ما هو على كيفك ..
    كان المدرس جبلاً يحس بثقل الرجل التي يحاول أن يصعد عليه !!..
    يفهم أن العصبي لا يقابل بعصبية ..
    ابتسم ونظر إلى الطالب وقال : يعني يا خالد ما تريد أن تختبر ؟
    فقال .. صارخاً .. : لا ..
    فقال المدرس بكل هدووووء : خلاص .. اللي ما يريد يختبر نتعامل معه بالنظام ..
    اكتبوا يا شباب :
    السؤال الأول : أوجد نتيجة هذه المعادلة : س + ص = ع + 15 ..
    ومضى يسوق الأسئلة ..
    لم يصبر الطالب المشاكس وقال : أقولك ما أريد أن أختبر ..
    نظر إليه المدرس وابتسم بهدوووء .. وقال : وهل ألزمتك أن تختبر ..
    أنت رجل ومسئول عن تصرفاتك ..
    لم يجد الطالب ما يثير غضبه أكثر ..
    فهدأ وأخرج ورقة وقلماً .. وبدأ يكتب الأسئلة مع زملائه ..
    ثم بعدها تمت محاسبته على سوء أدبه عن طريق إدارة المدرسة ..
    تذكرت هذه المفارقة في القدرة على التعامل مع المواقف
    وأنا أتأمل في مهارات الناس على إذكاء النيران وإخمادها ..
    فالتعامل مع العصبي بعصبية يؤدي إلى تفجر الموقف واحتدام الخلاف ..
    فمن الأمور المسلمة عند العقلاء ..
    أن من يلاقي النار بالنار يزدها شرراً واحتداماً ..
    وفي الجهة المقابلة تجد أحياناً أن من يقابل البرود .. دائماً .. ببرود ..
    لا تستقيم له الأمور ..
    فليكن رابطك مع الناس شعرة معاوية ..
    فقد سئل معاوية رضيـ الله عنه كيف استطعت أن تحكم الناس أميراً عشرين سنة ..
    ثم تحكمهم خليفة عشرين سنة ؟
    فقال : جعلت بيني وبينهم شعرة .. أحد طرفيها في يدي والآخر في أيديهم ..
    فإذا شدوها من جهتهم أرخيت من جهتي حتى لا تنقطع ..
    وإذا أرخوا من جهتهم شددت من جهتي .. صدق رضي الله عنه .. ما أحكمه !!
    أظن من المسلَّمات في حياتنا أنه لا يمكن أن يهنأ بالعيش زوجان كلاهما عصبي غضوب .. كما لا يمكن أن تطول علاقة صاحبين كلاهما كذلك ..
    أذكر أني ألقيت محاضرة في أحدى السجون ..
    وكان قدري أن تكون المحاضرة في العنبر الخاص بمرتكبي جرائم القتل ..
    ما انتهيت من محاضرتي .. تفرقوا إلى مهاجعهم وأقبل إلي أحدهم شاكراً ..
    وعرفني بنفسه وأنه المسئول عن الأنشطة الثقافية في العنبر ..
    سألته عن سبب ارتكاب جريمة القتل عند أكثر هؤلاء ..
    فقال : الغضب .. الغضب .. والله يا شيخ
    إن بعضهم قتل .. لأجل حفنة ريالات تخاصم عليها مع عامل في بقالة أو محطة وقود ..
    تذكرت عندها قول النبي صلى الله عليه وسلمـ : ( ليس الشديد بالصُّرَعَة .. إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ) ..
    نعم ليس البطل هو قوي البدن الذي ما يصارع أحداً إلا غلبه ..
    .. لا .. فلو كان هذا هو مقياس البطولة لأصبحت الحيوانات والوحوش أفخر من الآدميين ..
    إنما البطل هو العاقل الذي يعرف كيف يتعامل مع المواقف بمهارة ..
    يتعامل مع زوجته .. أولاده .. مديره .. زملائه .. دون أن يفقدهم ..
    وفي الحديث : لا يقضي القاضي وهو غضبان..
    وأمر صلى الله عليه وسلمـ بتدريب النفس على الحلم فقال : إنما الحلم بالتحلم..
    نعم بالتحلم .. يعني عند كظم الغضب في المرة الأولى
    ستتعب 100% ولكن في الثانية ستتعب 90% ثم في الثالثة
    إذا كظمت غضبك ستتعب 80% وهكذا حتى تتدرب ..
    ويصبح الحلم والهدوء عندك طبيعة ..
    ومن طرائف قصص الغضب ..
    أني ذهبت يوماً لمدينة أملج ( 300ك جنوب جدة ) لإلقاء محاضرة ..
    كان من بين الحاضرين شاب سريع الغضب ثائر الأعصاب جداً ..
    هذا الشاب سافر مرة بسيارته
    ولم يكن مستعجلاً فكان يمشي ببطء ..
    كان وراءه سيارة مسرعة تريده أن يفسح لها الطريق ..
    وهو يزداد بطئاً ويشير لهم بيده أن خففوا السرعة ..
    ضاق صاحب السيارة الأخرى بصاحبنا ذرعاً ..
    وتعداه بسرعة وانحرف عليه بسيارته مؤدباً .. ثم مضى .. ولم يصب أحد منهما بضرر ..
    ثارت أعصاب صاحبنا .. وهي تثور على أقل من ذلك بكثيييير .. فزاد سرعة سيارته ..
    وأخذ يصرخ ويزمجر .. ويشير لهم بأضواء السيارة مراراً حتى توقفوا ..
    فألقى غترته جانباً ..
    وتناول قطعة حديد .. هي في الأصل ..
    مفك لفتح براغي العجلات عند الحاجة ..
    ونزل من السيارة متوجهاً إليهم ..
    والغضب بادٍ عليه وقطعة الحديد في يده ..
    فإذا بالسيارة المقابلة ينزل منها ثلاثة شباب قد ضاقت ملابسهم بعضلاتهم ..
    وتباعدت أيديهم عن جنوبهم من عرض أكتافهم ..
    أقبلوا يركضون بانفعال إلى صاحبنا ..
    وقد رأوه تهيأ للقتال !!
    فلما رآهم انتفض .. وغص بريقه ..
    وهم ينظرون إليه وإلى ما في يده ..
    فلما لاحظ أنهم يحدون النظر إلى قطعة الحديد .. رفعها برفق وقال :
    عفواً .. أردت أن أنبهكم إلى أن هذه سقطت منكم .. !!
    فتناولها أحدهم بانفعال .. وولوا إلى سيارتهم .. وهو يشير بيده إليهم مودعاً ..!!


    :: معادلة ::
    عصبي + عصبي = انفجار

  17. #177


    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المـشـــاركــات
    553
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ ->::.. استمـــتعـ بحياتــــــكـ ..::<-

    الموضوعـ الخامس و الثلاثون : ماذا تستفيد من هذه المهارة ؟ ..
    يقول الشيخـ :::: كل باب له مفتاحـ ..
    والمفتاح المناسب لفتح قلوب الناس
    هو معرفة طبائعهمـ ..
    حل مشاكل الناس .. الإصلاح بينهم ..
    الاستفادة منهم .. اتقاء شرورهم ..
    كل ذلك تصبح فيه بارعاً إذا عرفت طبائعهم ..
    افرض أن شاباً وقع بينه وبين أبيه خلاف ..
    اشتد الخلاف حتى طرده أبوه من البيت ..
    حاول الابن العودة مراراً لكن الأب كان عنيداً مصراً ..
    دخلت للإصلاح بينهما ..
    حدثت الأب بالنصوص الشرعية ..
    خوفته من إثم القطيعة ..
    لم يلتفت إليك .. كان مشحوناً غاضباً جداً ..
    أردت أن تستعمل أساليب أخرى للإصلاح ..
    عرفت من طبيعة هذا الأب أنه عاطفي جداً ..
    جئت إليه وقلت :
    يا فلان .. أما ترحم ولدك .. يفترش الأرض .. ويلتحف السماء ..!!
    أنت تأكل وتشرب .. والمسكين يبيت طاوياً ويصبح جائعاً ..
    أما تذكره إذا رفعت كسرة الخبز إلى فمك ..
    أما تذكر مشيه في حر الشمس ..
    أما تذكر لما كنت تحمله صغيراً .. وتضمه إلى صدرك ..
    وتشمه وتقبله ..
    أيرضيك أن يستجدي الناس وأبوه حي!! ..
    تجد أن عاطفة الأب تهيج بهذا لكلام ..
    ويقترب أكثر من نقطة الالتقاء ..
    وإن كان أبوه بخيلاً محباً للمال ..
    قلت له :
    يا فلان أنتبه لا تورط نفسك ..
    أرجع الولد تحت نظرك وتصرفك ..
    أخشى أن يسرق أو يعتدي ..
    فتلزمك المحكمة بسداد ما أخذ ..
    وإصلاح ما خرب .. فأنت أبوه على كل حال .. انتبه ..
    تجد أن الأب البخيل سيبدأ يعيد موازينه من جديد ..
    وإن كان كلامك موجهاً إلى الابن ..
    وكان جشعاً محباً للمال ..
    قلت له : يا فلان .. لن ينفعك ألا أبوك ..
    غداً ستحتاج أن تتزوج .. من يسدد مهرك ؟
    لو تعطلت سيارتك من يصلحها ؟
    لو مرضت .. من سيحاسب المستشفى ؟
    إخوانك يستفيدون كما شاءوا .. مصروف .. هدايا .. وأنت جالس هكذا ..
    ما يضرك أن تصلح ذلك كله بقبلة تطبعها على جبين أبيك ..
    أو كلمة أسف تهمس بها في أذنه ..
    وكذلك لو دخلت للإصلاح بين زوجة وزوجها ..
    فعلت مثل ذلك ..
    وفتحت باب كل واحد منهما بالمفتاح المناسب ..
    ومثله لو أردت إجازة من مديرك في العمل ..
    وعرفت أنه لا يلتفت إلى العواطف ولا ألأمور الاجتماعية ..
    وإنما عمل ( وبس ! ) ..
    فقلت له :
    أحتاج إلى إجازة ثلاثة أيام أجدد فيها نشاطي ..
    وأستعيد حيويتي .. أشعر أن إنتاجيتي مع ضغط العمل تنحدر تدريجياً ..
    أعطني فرصة لإراحة ( رأسي ) فقط ثلاثة أيام .. لأعود أنشط وأقدر ..
    وإن كان اجتماعياً .. تلحظ من خلال تعاملاته ..
    أنه حريص على الأسرة والعائلة .. قلت له :
    أريد إجازة لأرى والديَّ .. أولادي ..
    أشعر أنهم في واد وأنا في واد آخر .. إلى غير ذلك ..
    أتقن هذه المهارة ..
    وستسمع الناس غداً يقولون : ما رأينا أبرع فلاناً في القدرة على الإقناع ..!!

    :: نتيجة ::
    كل إنسان له مفتاح .. ومعرفة طبيعة الإنسان تدلّك على معرفة مفتاحه المناسب

  18. #178


    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المـشـــاركــات
    553
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ ->::.. استمـــتعـ بحياتــــــكـ ..::<-

    الموضوعـ السادس و الثلاثون : لا تتدخل فيما لا يعنيك ..
    يقول الشيخـ ::::من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ..
    ما أجمل هذه العبارة وأنت تسمعها من الفم الزكي الطاهر ..
    فم رسول الله صلى الله عليه وسلمـ .. صحيح .. تركه ما لا يعنيه ..
    كم هم ثقلاء أولئك الذين يزعجونك بالتدخل فيما لا يعنيهمـ ..
    يشغلك إذا رأى ساعتك .. بكم اشتريتها ..
    فتقول : جاءتني هديه ..
    فيقول : هدية !! ممن ؟
    فتجيب : من أحد الأصدقاء ..
    فيقول : صديقك في الجامعة .. أم في الحارة .. أم أين ؟!
    فتقول :والله .. آآآ .. صديقي في الجامعة ..
    فيقول : طيب .. ما المناسبة ؟!
    فتقول : يعني .. مناسبة أيام الجامعة ..
    فيقول : مناسبة إيش ؟!! نجاح .. أم كنتم في رحلة .. أو يمكن .. أأ ..
    ويستمر في استجوابه لك على قضية تافهة ..!!
    بالله عليك ألا تحدثك نفسك أن تصرخ به : لااااا تتدخل فيما لا يعنيك ..
    وقد يزداد الأمر سوءاً لو أحرجك بالسؤال في مجلس عام فسبب لك إحراجاً ..
    أذكر أني كنت في مجلس مع عدد من الزملاء .. بعد المغربـ ..
    رن هاتف أحدهم .. كان جالساً بجانبي ..
    أجاب : نعم ؟
    زوجته : ألو .. وينك يا **** ؟!
    كان صوتها عالياً لدرجة أني سمعت حوارهما ..
    قال : بخير .. الله يسلمك ( !!! ) ..
    ( يبدو أنه كان قد وعدها أن يذهب بها بعد المغرب لبيت أهلها وانشغل بنا ) ..
    غضبت الزوجة : الله لا يسلمك ..
    أنت مبسوط أنك مع أصحابك وأنا أنتظر .. والله انك ثور ( !! ) ..
    قال : الله يرضى عليك .. أمرُّك بعد العشاء ..
    لاحظتُ أن كلامه لا يتوافق مع كلامها ..
    فأدركت أنه يفعل ذلك لكيلا يحرج نفسه ..
    انتهت مكالمته .. جعلت ألتفت إلى الحاضرين وأتخيل أن واحداً منهم سأله :
    من كلمك ؟ وماذا يريد منك ؟ ولماذا تغير وجهك بعد المكالمة ..؟!!
    لكن الله رحِمَه لأن أحداً لم يتدخل فيما لا يعنيه ..
    ومثله لو زرت مريضاً .. فسألته عن مرضه .. فأجابك بكلمات عامة : الحمد لله .. شيء بسيط..
    مرض صغير وانتهى .. أو نحرها من العبارات التي لا تحمل جواباً صريحاً ..
    فلا تحرجه بالتدقيق عليه : عفواً .. يعني ما هو المرض بالضبط ؟
    وضح أكثر ..!! ماذا تعني ..!! ونحو ذلك ..
    عجباً !! ما الداعي لإحراجه ..؟
    من حسن إسلام المرء تركه ما يعنيه .. يعني ..
    تنتظر أن يقول لك : أنا مريض بالبواسير .. أو مصاب بجرح في .. أو ..
    ما دام أنه أجاب إجابة عامة فلا داعي للتطويل معه ..
    ولا أعني بهذا عدم سؤال المريض عن مرضه ؟ إنما أعني عدم التدقيق في الأسئلة ..
    ومثله .. الذي ينادي طالباً أمام الناس في مجلس عام .. ويسأله بصوت عالٍ :
    هاه يا أحمد .. نجحت ..
    فيقول : نعم ..
    فيسأله : كم نسبتك ؟ كم ترتيبك في الفصل ؟
    إن كنت صادقاً في اهتمامك به فاسأله على انفراد بينك وبينه ..
    ثم لا داعي للتدقيق .. كم نسبتك .. لماذا لم تذاكر ..
    لماذا لم تقبل في الجامعة .. إن كنت مستعداً لإعانته فقف معه جانباً وحدثه بما تريد ..
    أما نشر غسيله أمام الناس .. فلا ..
    قال صلى الله عليه وسلمـ : من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ..
    لكن انتبه !! لا تعط الموضوع أكبر من حجمه ..
    سافرت إلى المدينة النبوية قبل مدة .. كنت مشغولاً بعدد من المحاضرات ..
    فاتفقت مع شاب فاضل أن يأخذ ولدي عبد الرحمن وأخاه ..
    بعد العصر إلى حلقة تحفيظ أو مركز صيفي ترفيهي .. ويعيدهم بعد العشاء ..
    كان عبد الرحمن في العاشرة من عمره ..
    خشيت أن يسأله ذلك الشاب من باب الفضول أسئلة لا داعي لها ..
    ما اسم أمك ؟ أين بيتكم ؟ كم عدد إخوانك ؟ كم يعطيك أبوك من المال ؟
    فنبهت عبد الرحمن قائلاً : إذا سألك سؤالاً غير مناسب ..
    فقل له : قال صلى الله عليه وسلمـ : من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ..
    وكررت عليه الحديث حتى حفظه ..
    ركب عبد الرحمن وأخوه .. مع الشاب .. كان عبد الرحمن مشدوداً متهيباً ..
    قال الشباب متلطفاً : حياك الله يا عبد الرحمن ..
    فأجابه بحزم : الله يحييك ..
    أراد الشاب المسكين أن يلطّف الجو .. فقال : الشيخ عنده محاضرة اليوم ؟!
    حاول الولد أن يتذكر الحديث فلم تسعفه ذاكرته ..
    فصرخ قائلاً : لا تتدخل فيما لا يعنيك !!
    قال الشاب : لا .. أقصد .. بل حتى أحضر وأستفيد ..
    فظن عبد الرحمن أنه يتذاكى عليه : فأعاد الجواب : لا تتدخل فيما لا يعنيك ..
    قال الشاب : عفواً عبد الرحمن أعني ..
    فصرخ عبد الرحمن : لااااا تتدخل فيما لا يعنيك !!
    ولم يزل هذا حالهما حتى رجعا !!
    أخبرني عبد الرحمن بالقصة مفتخراً .. فضحكت وفهمته الأمر مرة أخرى ..

    :: ورشة عمل ::
    مجاهدة النفس على التحرر من التدخل في شئون الآخرين ..
    متعبة في البداية .. لكنها مريحة في النهاية ..

  19. #179


    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المـشـــاركــات
    553
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ ->::.. استمـــتعـ بحياتــــــكـ ..::<-

    الموضوعـ السابع و الثلاثون : اجلدني برفق ..
    يقول الشيخـ :::: لا يعني ما تقدم من كلام عدمُ اللوم أبداً ..
    بلى .. فقد تحتاج في أحيان متكررة أن تلوم الآخرين ..
    ولدك .. زوجتك .. صديقك ..
    لكن يمكن تأجيله قليلاً .. أو استخدام أساليب أخف ..
    دع الملوم يحتفظ بماء وجهه ..
    بعدما فتح صلى الله عليه وسلمـ مكة .. وقد قوي شأنه عند العرب ..
    وكثر الداخلون في الإسلام ..
    غزا صلى الله عليه وسلمـ بالناس حنيناً ..
    فجاء المشركون بأحسن صفوف .. فصفت الخيل ..
    ثم صفت المقاتلة .. ثم صفت النساء من وراء ذلك ..
    ثم صفت الغنم .. ثم النعم ..
    والمسلمون بشر كثير .. قد بلغوا اثني عشر ألفاً ..
    وكان المشركون قد سبقوا إلى وادي حنين ..
    واختبأت كتائب منهم في جانبيه بين الصخور ..
    فما هو إلا أن ابتدأ القتال .. ودخلت جموع المسلمين في الوادي ..
    حتى تفجر عليهم الكفار من كل جانب .. واضطرب الناس ..
    وجعلت خيل المسلمين .. تلوذ خلف ظهورهم ..
    فلم يلبثوا أن انكشفت خيلهم .. وكان أولُ من فرَّ الأعراب ..
    وتسلط الكفار وظهروا .. فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلمـ .. فإذا الجموع تفر ..
    والدماء تسيل .. والخيل يضرب بعضها في بعض ..
    فجعل يأمر العباس بأن ينادي : يا للمهاجرين يا للأنصار ؟
    فرجعوا حتى ثبت صلى الله عليه وسلمـ في ثمانين أو مائة رجل ..
    ثم نصر الله المسلمين .. وانتهى القتال ..
    وجمعت الغنائم بين يدي النبي صلى الله عليه وسلمـ ..
    فإذا الذين فروا من القتال .. وخافوا من الرماح والنبال ..
    هم أول من اجتمع على رسول الله صلى الله عليه وسلمـ .. يريد الغنائم ..
    تعلقت الأعراب .. برسول الله صلى الله عليه وسلمـ يقولون له :
    اقسم علينا فيئنا .. اقسم علينا فيئنا .. يريدون الغنائم ..
    عجباً ..!! يقسم فيئكم .. متى صار فيؤكم وأنتم لم تقاتلوا ..
    كيف تطلبون من الغنيمة ..
    وهو الذي كان يصرخ بكم لتعودوا وأنتم لا تستجيبون ..!!
    لكنه صلى الله عليه وسلمـ لم يكن يدقق على مثل هذا .. فالدنيا لا تساوي عنده شيئاً ..
    جعلوا يتبعونه ويرددون : اقسم علينا فيئنا ..
    حتى تزاحموا عليه .. وضيقوا الطريق بين يديه ..
    واضطروه إلى شجرة .. فمرّ من شدة الزحام ملاصقاً لها ..
    فتعلق رداؤه بأغصانها .. حتى سقط عن منكبيه ..
    وصار بطنه وظهره مكشوفاً ..
    فلم يغضب .. وإنما التفت إليهم وقال .. بكل هدووووء :
    أيها الناس .. ردوا علي ردائي ..
    فو الذي نفسي بيده لو كان لي عدد شجر تهامة .. نَعماً لقسمته عليكم ..
    ثم لا تجدوني بخيلا .. ولا جباناً .. ولا كذاباً ..
    نعم .. لأنه لو كان بخيلاً لأمسك الأموال لنفسه ..
    ولو كان جباناً لفرّ مع الفارين .. ولو كان كذاباً لما نصره رب العالمين ..
    مواقفه صلى الله عليه وسلمـ الرائعة كثيرة ..
    كان صلى الله عليه وسلمـ يمشي مع بعض أصحابه ..
    فمر بامرأة تبكي عند قبر .. على صبي لها ..
    فقال لها صلى الله عليه وسلمـ: اتقي الله واصبري ..
    وكانت المرأة باكية مهمومة ..
    فلم تعرف النبي صلى الله عليه وسلمـ ..
    فقالت : إليك عني .. وما تبالي أنت بمصيبتي ..؟!
    فسكت النبي صلى الله عليه وسلمـ .. وذهب وتركها .. فقد أدى ما عليه ..
    وأدرك أن المرأة الآن في وضع نفسي ..
    قد لا يناسب أن يزاد عليها في النصح أكثر مما سمعت ..
    التفت بعض الصحابة إليها وقالوا : هذا رسول الله صلى الله عليه وسلمـ..!!
    فندمت المرأة على ما قالت ..
    وقامت تحاول أن تلحق بالنبي صلى الله عليه وسلمـ ..
    حتى وصلت بيته ..فلم تجد على بابه بوابين ..
    فقالت معتذرة : يا رسول الله .. لم أعرفك .. الآن أصبر ..
    فقال إنما الصبر عند الصدمة الأولى ..

    :: اقتل برفق ::
    إن الله كتب الإحسان على كل شيء .. فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ..
    وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح .. وليحد أحدكم شفرته .. وليرح ذبيحته .. حديث رواه مسلم

  20. #180


    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المـشـــاركــات
    553
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ ->::.. استمـــتعـ بحياتــــــكـ ..::<-

    الموضوعـ الثامن و الثلاثون : كن جبلاً ..
    يقول الشيخـ :::: في بداية سلوكي في طريق الدعوة ..
    دعيت لإلقاء محاضرة في إحدى القرى ..
    استقبلني المسئول عن الدعوة هناك ..
    ركبت سيارته .. كانت قديمة متهالكة ..
    تحدثت معه .. أخبرني أنه حديث عهد بزواج ..
    ثم اشتكى إليَّ من غلاء المهور في قريتهم ..
    حتى إنه لم يستطع أن يشتري سيارة جديدة ..
    أو على الأقل أحسن من سيارته ..
    دعوت له بالتوفيق ..
    ثم دخلت وألقيت المحاضرة .. وفي آخرها ..
    قرئت عليَّ الأسئلة .. وكان من بينها سؤال عن غلاء المهور ..
    ففرحت به وقلت : جاءك يا مهنا ما تتمنا !!
    وانطلقت أتكلم عن غلاء المهور وتأثيره على الشباب والفتيات ..
    ثم ذكرت إن رسول الله صلى الله عليه وسلمـ ما زوج بناته بأكثر من خمسمائة درهم ..
    ثم رفعت صوتي قائلاً : يعني بناتكم أحسن من بنات النبي صلى الله عليه وسلمـ ؟!!
    فصرخ رجل مُسن من طرف الصف قائلاً : إيش فيهم بناتنا ؟
    فثار آخر وقال : يتكلم على بناتنا !!
    ونهض الثالث جاثياً على ركبتيه وقال : أوووه تتكلم على بناتنا ؟!!
    كنت في حال لا أحسد عليه .. وكنت في أوائل طريق الدعوة .. وحديث التخرج من الجامعة ..
    بقيت ساكتاً لم أنبس ببنت شفة .. نظرت إلى الأول لما تكلم وتبسمت ..
    فلما تكلم الثاني .. نظرت إليه أيضاً وتبسمت .. وكذلك الثالث ..
    كان بعض الشباب في آخر المسجد يتضاحكون .. وبعضهم قاموا وقوفاً ينظرون ..
    وكأني بهم يقولون : وقف **** الشيخ في العقبة !!
    لما رأوا هدوئي .. هدؤوا ..
    ثم قام أحدهم وقال : يا جماعة .. خلوا الشيخ يوضح قصده ..
    فسكتوا .. فشكرت له عمله ..
    ثم اعتذرت وأثنيت عليهم .. وعلى بناتهم .. ووضحت مرادي ..
    عند تعاملك مع الناس ..أنت في الحقيقة تصنع شخصيتك ..
    وتبني في عقولهم تصورات عنك ..
    يبنون على أساسها أساليب تعاملهم معك .. واحترامهم لك ..
    تأكد أن الأشجار الثابتة لا تقتلعها الرياح .. مهما اشتدت ..
    وإنما النصر صبر ساعة ..
    كلما زاد عقلك .. قل جهلك .. وإذا زاد قدرك .. قل غضبك ..
    كالبحر لا يحركه أي شيء .. ويا جبل ما تهزك ريح ..!
    بل إنك لو استثارك شخص ما .. في مجلس .. أو بيت .. أو قناة فضائية .. أو محاضرة عامة ..
    فإنك إذا بقيت هادئاً لم تغضب ولم تثر .. مال الناس معك ضده ..
    كان أبو سفيان بن حرب مقبلاً بقافلة تجارة من الشام ..
    فخرج إليهم المسلمون لقتالهم ..
    ففر أبو سفيان بالقافلة ..
    وأرسل إلى قريش فخرجت بجيش عرمرم ..
    ووقعت معركة بدر بين المسلمين وقريش .. وانتصر المسلمون ..
    قتل من كفار قريش سبعون .. وأُسِر منهم سبعون ..
    رجع من تبقى من جيش قريش .. وهم جرحى .. وجوعى ..
    ثم وصل أبو سفيان بقافلته إلى مكة ..
    فمشى عبد الله بن أبي ربيعة وعكرمة بن أبي جهل وصفوان ابن أمية ..
    في رجال من قريش .. ممن أصيب آباؤهم وأبناؤهم وإخوانهم يوم بدر ..
    فكلموا أبا سفيان ومن كانت له في تلك العير من قريش تجارة ..
    فقالوا : يا معشر قريش .. إن محمداً قد وتركم وقتل خياركم ..
    فأعينونا بهذا المال على حربه لعلنا ندرك منه ثأراً .. ففعلوا ..
    وقد قال الله فيهم :" إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله
    فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون " ..
    فخرجت قريش .. بحدها وحديدها .. وجدها وأحابيشها ..
    وخرج معها من تابعها من بني كنانة وأهل تهامة ..
    وخرجوا معهم بالنساء لئلا يفر الرجال من القتال ..
    فخرج أبو سفيان بزوجته هند بنت عتبة ..
    وخرج عكرمة بن أبي جهل بزوجته أم حكيم بنت الحارث ..
    وخرج الحارث بن هشام بفاطمة بنت الوليد بن المغيرة ..
    فأقبل الكفار .. حتى نزلوا على شفير الوادي مقابل المدينة ..
    فلما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلمـ ..
    استشار أصحابه .. ما رأيكم ؟‍
    نبقى في المدينة فإذا دخلوها علينا ..
    فقال له ناس لم يكونوا شهدوا بدراً :
    نخرج يا رسول الله إليهم نقاتلهم بـ "أحد" ..
    ورجوا أن يصيبهم من الفضيلة ما أصاب أهل بدر ..
    فما زالوا برسول الله صلى الله عليه وسلمـ حتى لبس أداة الحرب ..
    ثم ندموا .. وقالوا : يا رسول الله أقم .. فالرأي رأيك ..
    فقال لهم : ما ينبغي لنبي أن يضع أداته ..
    بعد ما لبسها حتى يحكم الله بينه وبين عدوه ..
    فلما نزل أبو سفيان والمشركون بأصل أحد ..
    فرح المسلمون الذين لم يشهدوا بدراً بقدوم العدو عليهم ..
    وقالوا : قد ساق الله علينا أمنيتنا ..
    ثم قال النبي صلى الله عليه وسلمـ لأصحابه :
    " من رجل يخرج بنا على القوم من كثب .. أي من قريب .. من طريق لا يمر بنا عليهم " ؟
    فقال رجل من بني حارثة بن الحارث اسمه أبو خيثمة :
    أنا يا رسول الله .. فسلك به في أرض بني حارثة وبين أموالهم ومزارعهم ..
    حتى سلك به في مال لرجل اسمه : مربع ابن قيظي ..
    وكان رجلاً منافقاً ضرير البصر ..
    فلما سمع حِسّ رسول الله صلى الله عليه وسلمـ ..
    ومن معه من المسلمين .. قام يحثي في وجوههم التراب ..
    و يقول : إن كنت رسول الله فإني لا أحل لك أن تدخل في حائطي ..
    ثم أخذ الخبيث حفنة من التراب في يده .. ثم قال :
    والله لو أعلم أني لا أصيب بها غيرك يا محمد لضربت بها وجهك ..
    فابتدره القوم .. فقال النبي صلى الله عليه وسلمـ :
    " لا تقتلوه .. فهذا الأعمى .. أعمى القلب .. أعمى البصر .. "
    ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلمـ .. ولم يلتفت إلى ذلك المنافق ..
    نعم ..
    لو كل عوى ألقمته حجراً *** لأصبح الصخر مثقالاً بدينار
    والكلاب تنبح .. والقافلة تسييييير ..

    :: قناعة ::
    الرياح لا تحرك الجبال .. لكنها تلعب بالرمال .. وتشكلها كما تشاء ..

صفحة 9 من 12 الأولىالأولى 123456789101112 الأخيرةالأخيرة

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...