كنت جالسة ذات يوم في ارتياح
فشاهدت خيالات جعلتني ارى الاشباح
رحت اركض خائفة و جاهلة الطريق الذي اجتاح
فوصلت بستاناً اخضر .. مليء بالعنبر .. زهوره كانت قد بدأت تزهر .. و ضوء الشمس في الافق قد لاح
تجولت فيه .. حتى رأيت طفلا واقفا و شعره تعبث به الرياح
انحنى الطفل و اخذ من الارض شيئا لم ار مثله قبلا , تملؤه زهور القداح
بدأ يلعب عليه فإذا بانغام تدق المكان بصوت كما البلبل الصَدَاح
اعجبني ما سمعتُ و اغمضت عيني .. و ما هي الا برهة حتى صمت العزف و راح
فتحت عيني لأرى ما حدثاْ
فرأيت الطفل نحوي راكضاْ
جاءني ذاك الصغير حُمْراً وجنتيه , تعِباً لاهثاْ
فأخذته بين ذراعي و قلت ما خطبك يا فتى؟
ابتعد ووقف يتأملني بملء النظر
ثم بحركة خاطفة اخذ شيئا مني .. شعرت بالخطر
قلت له يا فتى انا من البشر
و حركتك جعلتني اشعر بفراغ لا يسر
قال لم افعل شيئا فقط اخذت اوتاراً مثبتةً على حجر
و لكن يا فتى تلك اعصابي .. اعدها لي يا حبيبي و لا تفر
اجابني : و ماذا يحدث لو جعلت اصابعي عليها تمر؟
قلت ارجو عدم ذلك .. فستكون نهايتي .. بهذا القدر
للاسف لم يكن يسمع غير نفسه .. اتلف اعصابي و انتهى الامر
لاقى مني كل صياح و انهمر
مني الدمع الذي كنت حبست لشهر
ذاك طفل لم يذق تربية الاهل .. فلم يفرق بين خير و شر
او قد اقول لم يفرق بين آلته و خاصتي الحجر
و اصبح كما الملاك البسه زي شيطان شر البشر
المفضلات