بسم الله الرحمن الرحيم
※※|| لا أريد لك المصير ذاته ... أمي ||※※
تأوهت و لم تلبث للحظة حتى راحت تنخرط في البكاء .
دموعها تنذرف متدفقة كهدير الماء تهوي من عينيها التعبتين اللتين اعتادتا السهر لليالٍ دون إغفاءةٍ منهما ، بحرقة لم أشهد لها بمثيل ، بصوت صادح قد ملأ الدنيا بأسرها و بنبرة إنسان قد سئم الحياة حكت قائلة بقلب جريح ، بنفس تصيح و بقول فصيح
( واحسرتاه ... ... لا أعيش الآن حياةً بل مأساة ، لا شخص أستند عليه و لا أبناء ، تخلوا عني بعد سنوات من الشقاء و العناء ، اقترب أجلي و لا زلت أتعرض لتعذيب الحياة ) .
مثال حي نراه كثيراً هذه الأيام ، هي صورة واقعية تجسد تعرض الأم لغدر الزمان ، حيث لا أبناء حولها و لا معيل ، حتى لو تجردت من الانسانية و المشاعر فلها علينا من الفضل الكثير .
لا أريد لك المصير ذاته ... أمي .....
※※※ ※※※ ※※※ ※※※ ※※※
قيل إنها الأم ... و لكن من هي ؟؟
الأم .... هي تلك الانسانة التي من أجلنا سهرت لسنوات ، و نحن بلحظة نطوي هذه المشقة في صفحات الذكريات .
الأم .... هي زهرة من أجلنا قد ذبلت ، و بدورنا نحن نقتلعها من جذورها فيظل روض الدنيا خالٍ من نبض الحياة .
الأم ... هي تلك الشمعة التي احترقت بلهيب متوهج لتنير لنا طريق الرشاد ، فنأتي بعدها لإخماد وميضها و نستبدله بنور مزيف لا يكفي لإنارة المكان .
※※※ ※※※ ※※※ ※※※ ※※※
أمي أين أنا و أين أنت الآن ؟
ما مقدار فسحة البعد التي تفصلنا أماه ؟
أسأل كل شخص أن يعاود تكرار لنفسه هذا السؤال .
اقطع على نفسك عهداً ما دمت إلى الآن تعيش فغداً وراؤك حساب :-
أمي .. لا شيء سيفرقنا أبداً لا مشاكل لا مشاغل حياة و لا مال .
أعدك بأني سوف أعوضك فعلاً عن كل ما فات .
لقد آذيتك كثيراً لكن وعد مني أن لا أعيدها فهذا محال .
أمي أتأسف إن كنت قد آلمتك يوماً أعتذر الآن و قبل فوات الأوان .
_________________________________________
المفضلات