إن العقل اللاواعي لديه قوانين نشاطات العقل الباطن ، وهي 672 قانوناً ،
أولها : قانون نشاطات العقل الباطن ، وهو ينص على أن أي شيء تفكر فيه يتسع
ويتزايد من نفس نوعه ، فلو أنك تفكر في شيء وحللته بعد أن تعرفت عليه ، وقررت كيف ستتعرف معه ، فعندما ينتقل إلى العقل اللاواعي ،
فما السبب في اتساعه وتزايده من نفس نوعه ؟؟
إنه العقل لأنه يفتح لك ملفاته العقلية المتعلقة بهذا الشيء من يوم ولادتك حتى لحظة
تفكيريك فيه ؛ لأن كل الأشياء التي لها نفس النوع تُوضع في ملف واحد ،
فإذا غضبت يفتح لك ملف العضب ، وكلما غضبت يفتح نفس الملف ، فتتراكم فيه
الأحاسيس والأفكار .
ونشاطات العقل عبارة عن النشاطات الطبيعية للمخ خلال اليوم ،
وأول مرحلة من مراحل نشاطات العقل هي :
البيتا BETA
( البيتا ) هي ذبذبات المخ ، وهي أخطر مرحلة يمكن للإنسان أن يتخذ فيها القرار ، حيث يصدر
المخ فيها ذبذبات عالية جداً وخطيرة وهي من 14 إلى 28 دورة في الثانية ، والمخ في مرحلة
( البيتا ) يكون منشغلاً بأكثر من شيء ،
فيكون منشغلاً بالأمور الحياتية سواء كانت أموراً تسعد الإنسان أو تحزنه .
إذن الراحة والاسترخاء الداخلي للمخ تكون قليلة جداً أثناء مرحلة ( البيتا ) ..
الألفا ALPHA
وهي أفضل منطقة لاتخاذ القرار ، حيث تكون ذبذبات المخ فيها من 7 إلى 14 دورة في الثانية ،
فهي مرحلة متزنة بين الجزء الأيسر والجزء الأيمن للعقل .
فالتخيل أحد مصادر الأحاسيس وهناك استراتيجية تسمى " أوتوجينك " تقوم على التخيلات
[ أوتو : أي ذاتي ، جينك : متعلق بالوراثة ] ،
وأول طرق هذا الموضوع رجل يدعى إميل كنمي سويسري الجنسية ، حيث استخدم هذه الاستراتيجية
في علاج مرضاه ، وحقق نتائج وصلت إلى نسبة 24% لكن مؤسسة الأطباء فصلته ؛
لأنها رأت أنه يتناول الموضوع بطريقة غير أكاديمية قد تسبب فوضى .
بعد ذلك بعشر سنوات ظهر عالم ألماني وحاول ضبط ماقدمه إميل كنمي من نتائج ،
وقدم إستراتيجية تسمى Progressif relaxation ،
أي : الإسترخاء بطريقة مستمرة حتى يصل الجسم إلى مرحلة الألفا ،
كما قدم إستراتيجية أخرى تسمى التصور الإبداعي ، وحينما يتبع الفرد هاتين الإستراتيجيتين
مع التأكيدات التي تسمى Auto-Suggestions تصل النتائج إلى 34% ، وسمى هذه المجموعة Auto Genic مختاراً اسماً ذا طابع طبي ،
حتى لايتعرض لمساءلة مؤسسة الأطباء ،
ثم أخذ الناس في استخدامها .
ويكفي أن نعلم أن 50% من تدريبات الرياضيين العالمين مثل :محمد علي كلاي ، وأندرو آجاسى
وغيرهم يستخدم فيها الـ Auto-genic ، حيث يغلق لاعب السلة -مثلاً- عينيه ، ويتخيل أنه يلقي بالكرة
في السلة ويحدد مكانه ، والمسافة بينه وبين السلة ، وبضبط ذلك يخزن المخ هذه المعلومات ،
وهكذا يصبح اللاعب متدرباً على ذلك داخلياً .
ونحن نستطيع أن نستخدم هذه الإستراتيجية مع الأحاسيس ، بأن يدرب الفرد نفسه مقدماً ،
يغلق عينيه ، ويتخيل نفسه وهو يتعامل مع شخص صعب المراس ، لا يستطيع عادةً أن يتعامل معه ،
ثم يتخيل نفسه وهو يتعامل معه بطريقة متزنة في قوله وفعله ،
ومن ثم يبدأ المخ في تخزين هذه البرمجة الجديدة للتعامل .
عندما يرى الفرد نفسه وهو يتعامل بالطريقة الجديدة ، فحينما يلقى هذا الشخص
حقيقةً ، نصبح أمام مسارين : البرمجة السابقة ، والبرمجة الجديدة ،
بذا نكون قد كسرنا تركيبة التجربة القديمة وأعدنا تشكيلها .
وقد اكتشف هذا المنهج في الاتحاد السوفيتي ، واستخدموه في تدريب الأشخاص المشاركين
في المسابقات ، وفعلاً نجح الأمر ثم اتسع وأصبح يستخدمه الأمريكيون الآن .
وقد استخدم اليابانيون ذلك في مجال الإدارة ، كما تستخدم منطقة الألفا كذلك في العلاج التنويمي
بالإيحاء .
الثيتا THETA
وفيها يكون الشخص مسترخياً تماماً حيث ينام الشخص ويحلم ، ويكون عالماً أنه نائم ويحلم ،
ويصدر المخ ذبذبات من 3 إلى 7 دورات في الثانية ، وتسمى المرحلة العميقة .
الدلتا DELTA
يصدر المخ فيها ذبذبات من صفر إلى 3 دورات في الثانية ، وهي مرحلة النوم أو الميتة اليومية ،
وهي معجزة من معجزات الله سبحانه وتعالى ، حيث يعالج الجسم نفسه ، فالجسم يكون متعباً
مرهقاً فينام الإنسان وينفصل عن العالم ،
فإذا ما استيقظ وجد الإنسان نفسه مرتاحاً تماماً .. ليبدأ يوماً جديداً ..
د. إبراهيم الفقي ~
المفضلات