بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني وأخواتي الملتحقين بالدورة وكل رواد منتدى اللغة العربية الكرام وكل متعطش للغتنا الجميلة..
يسعدنا أن نطرح بين أيديكم هذه الدورة الشاملة بإذن الله تعالى ( دورة قواعد الكتابة )..
الدورة عبارة عن دروس تفصيلية بسيطة ممتعة عن القواعد الإملائية، وسنحاول الإلمام بجميع مبادئها بإذن الله..
سنطرح درس كل أسبوع أو أسبوعين ومعه تطبيق وأسئلة وتدريبات، وكل درس سيكون في موضوع مستقل، ثم سنناقش معاً ما استشكل عليكم في الدرس..
سيقوم على الدورة كل من الأخت ( للذكرى حنين ) ومحدثتكم ( Softnees )
كما أُريد أن أذكر بأن باب التسجيل مفتوح حتى بداية الدرس الأول بإذن الله ؛ )
نستهل دورتنا بمقدمة بسيطة وتشمل :
أهداف درس الإملاء، منزلة الإملاء بين فروع اللغة العربية، الصلة بين الإملاء وغيره، أنواع الإملاء، أسباب الأخطاء الإملائية، وأساليب علاجها.
نبدأ على بركة الله..
ليس الرسم الإملائي إلا تصويراً خطيّاً لأصوات الكلمات المنطوقة، يُتيح للقارئ أن يُعيد نطقها طبقاً لصورتها التي نُطقت بها، ولمّا كانت بعض الحروف في الكتابة العربية تخضع في رسمها إلى عوامل أُخرى مُحرّرة من التزام الصورة النطقية، فقد جدّت الحاجة إلى وضع ضوابط عامة، تُنظّم رسم الحروف في أوضاعها المُختلفة، وهذه الضوابط هي التي نُسميها قواعد الرسم الإملائي.
ومما يجدر التنويه به أنّ الإملاء العربي – إذا قيس بالإملاء في كثيرٍ من اللغات – يمتاز بأنّه غالب الاطراد، قليل الشذوذ، سهل الفهم، محدود الصعوبات، مضبوط القواعد؛ وأن الحملة عليه، والشكوى منه، لا تقوم على أساس، وليست إلاّ صيحة من ادعاءات المتجنّين دائماً على العربية، في كل ما يتصل بها من آداب، وقواعد نحوية، وقواعد إملائية.
من أهداف درس الإملاء :
1- التدريب على رسم الحروف والكلمات رسماً صحيحاً مُطابقاً للأصول الفنيّة، التي تضبط نظم الكتابة أحرفاً وكلمات.
2- تذليل الصعوبات الإملائية التي تحتاج إلى مزيدٍ من العناء : كرسم الكلمات المهموزة، أو المختومة بألف لينة، أو الكلمات التي تتضمن بعض الحروف القريبة أصواتها من أصوات حروف أُخرى، لا يُميز بينها غير التفخيم والترقيق ونحو ذلك، مثل : السين والصاد والثاء، ومثل الدال والضاد، ومثل التاء والطاء، ومثل الذال والزاي والظاء. وتزداد هذه الصعوبة إذا اجتمع في الكلمة الواحدة حرفان مُتقارب صوتهما، أو مُختلفان رقةً وتفخيماً، مثل : صوت وسوط ووسط، ومثل : يتطلّع ويتطلّب، ومثل : يصطدم ويصطنع، ونحو ذلك.
3- ومن أهداف دروس الإملاء تجويد الخط.
4- درس الإملاء يتكفّل بتربية العين عن طريق مُلاحظة والمُحاكاة في الإملاء المنقول، وتربية الأذن بتعويد المُتلقي حُسن الاستماع، وجودة الإنصات، وتمييز الأصوات المُتقاربة لبعض الحروف، وتربية اليد بتمرين عضلاتها على إمساك القلم، وضبط الأصابع، وتنظيم تحركها وهكذا.
منزلة الإملاء بين فروع اللغة العربية :
للإملاء منزلة عالية بين فروع اللغة؛ لأنه الوسيلة الأساسية إلى التعبير الكتابي، ولا غنى عن هذا التعبير؛ فهو الطريقة الصناعية التي اخترعها الإنسان في أطوار تحضره؛ ليترجم بها عمّا في نفسه، لمن تفصله عنهم المسافات الزمانية والمكانية، ولا يتيسر له الاتصال بهم عن طريق الحديث الشفوي.
وإذا كانت القواعد النحوية والصرفية وسيلة إلى صحة الكتابة، من النواحي الإعرابية والاشتقاقية ونحوها، فإن الإملاء وسيلة إليها، من حيث الصورة الخطيّة.
ونستطيع أن ندرك منزلة الإملاء بوضوح إذا لاحظنا أن الخطأ الإملائي يشوه الكتابة؛ وقد يعوق فهم الجملة، كما أنه يدعو إلى ازدراء الكاتب، مع أنّه قد يُغفر له خطأ لغوي من لون آخر.
الصلة بين الإملاء وغيره :
لا يقف الإملاء عند حدود معيّنة، إذ يمكن اتخاذ الإملاء وسيلة إلى ألوان متعددة من النشاط اللغوي، وإلى كسب الأفراد كثيراً من المهارات والعادات الحسنة في الكتابة والتنظيم، وهذه بعض النواحي التي ينبغي ربطها بالإملاء:
1- التعبير، فقطعة الإملاء الجيدة الاختيار، مادة صالحة للتدريب على التعبير الشفوي، بالأسئلة والمناقشة، والتعبير الكتابي بالتلخيص والنقد والإجابة عن الأسئلة كتابة.
2- القراءة، فبعض أنواع الإملاء يتطلب القراءة قبل الكتابة، كالإملاء المنقول، والإملاء المنظور.
3- الثقافة العامة، فقطعة الإملاء الصالحة وسيلة مجدية إلى تزويد الأفراد بألوان من المعرفة، وإلى تجديد معلوماتهم، وزيادة صلتهم بالحياة.
4- الخط، ينبغي أن نحمل أنفسنا دائماً إلى تجويد خطنا، في كل عمل كتابي، وأن تكون كل التمرينات الكتابية تدريباً على الخط الجيّد، ومن خير الفرص الملائمة لهذا التدريب، درس الإملاء.
5- المهارات والعادات المحمودة : في درس الإملاء مجال متسع لأخذ الأفراد بكثير من العادات والمهارات؛ ففيه التعويد على جودة الإصغاء، وحسن الانتباه والاستماع، والنظافة والتنسيق، وتنظيم الكتابة باستخدام علامات الترقيم، وملاحظة الهوامش، وتقسيم الكلام إلى فقرات ... ونحو ذلك.
أنواع الإملاء:
1- الإملاء المنقول: وهو نقل القطعة من كتاب أو سبورة أو بطاقة، بعد قراءتها وفهمها وتهجي بعض كلماتها هجاءً شفوياً.
2- الإملاء المنظور: حجب القطعة بعد قراءتها وفهمها، ثُم تُملى على الشخص.
3- الإملاء الاستماعي: وهو سماع القطعة المُراد كتابتها وفهمها، ومناقشتها، وتهجي الكلمات الصعبة فيها، ثُم تُملى على الشخص.
4- الإملاء الاختباري: وهو أن تُملى القطعة بعد قراءتها، دون مناقشتها، وتهجي الكلمات الصعبة فيها.
أسباب الأخطاء الإملائية :
1- عدم ربط الإملاء بالأعمال التحريرية.
2- التصويب السريع للأخطاء الإملائية، والتعجّل في حفظ الكلمات وكتابتها.
3- عدم الاهتمام بمعنى الكلمات وهجائها.
4- ضعف القدرة على التمييز بين الأصوات المتقاربة في مخارج الحروف؛ نتيجة لتشابه بعض الحروف نطقاً.
أساليب علاج الأخطاء الإملائية :
1- التشجيع على القراءة.
2- ربط الإملاء بالقراءة، حتى تتم السيطرة على الكلمات التي يحدث فيها خطأ.
3- عدم الانتقال من قاعدة إملائية إلى أُخرى جديدة إلا بعد الاطمئنان إلى أنه تم إتقان المهارة المتعلقة بالقاعدة السابقة.
4- الاهتمام بالمعنى قبل الهجاء.
5- التمييز الصحيح بين مخارج الحروف وبين أصوات الحروف المُتشابهة؛ لتمييز الصعوبات المحتملة في النطق والكتابة.
6- عدم تدريس وتلقي القواعد الإملائية لذاتها، بل لتُعالج الأخطاء الإملائية بصورة مُباشرة، مع ربطها بحديثنا اليومي.
::
::
المفضلات