تحية كلها أمل وتفاؤل بغد مشرق
أملٌ بشباب أمة النبي المصطفى محمد بن عبد الله صلوات ربي وسلامه عليه
أملٌ بأن تعود هذه الأمة إلى مجدها وقوتها
أملٌ بأن يسود العدل والخير والمساواة عموم بلاد العالم
أملٌ بعالمٍ يحيا في سلام وأمان تحت ظل الشريعة الإسلامية
أملٌ بأن يكون أعضاء وعضوات منتديــ MSOMS ـــات علماء أفاضل يُشار لهم بالبنان
نعم أخوتي وأخواتي
يامن سطرتم الابداع في هذا الصرح الشامخ
فكما أبدعتم هنا بإمكانكم الابداع في مجالات عديدة في حياتكم الواقعية
فقط اعزموا وتوكلوا على رب العالمين واخلصوا النية لله
ولا تجعلوا العقبات تقف أمامكم
وستصلون بإذن الله إلى مبتغاكم
وسأضع لكم بين أيديكم سيرة علم من أعلام الإسلام ، عالم موسوعي من طراز فريد، يعد من أعظم أطباء الحضارة الإسلامية، وطبيب الدولة العربية الأول، وأحد مؤسسى علم الكيمياء الحديثة، برز في جميع فروع العلوم، وقدم للبشرية مؤلفات عظيمة فى الطب، والكيمياء والرياضيات، والأدب ... وغيرها، وقد ظلت مؤلفاته- خاصة في مجال الطب- مرجعًا أساسيًّا للأساتذة والدارسين على مدى قرون عديدة.. وجعل له بصمته الخاصة في هذا العالم..
إنه شيخ الأطباء المسلمينأبو بكر محمد بن يحيى بن زكريا الرازي...
فحياكم الله في ثنايا هذا الموضوع..
ولد أبو بكر محمد بن يحيى بن زكريا الرازي على الأرجح سنة 250ه / 864م في مدينة الري بالقرب طهران الحديثة. وبدأ فى طلب العلم فى سن مبكرة فدرس الرياضيات والفلك والكيمياء، والمنطق، وعرف منذ صغره بالذكاء والنبوغ والتفوق، فكان يحفظ كل ما يقرؤه أو يسمعه بسرعة مذهلة !!
وكان من رأي الرازي أن يتعلم الطلاب صناعة الطب في المدن الكبيرة المزدحمة بالسكان، حيث يكثر المرضى ويزاول المهرة من الأطباء مهنتهم. لذا و لما بلغ الثلاثين من عمره رحل إلى مدينة "بغداد" عاصمة العلوم والثقافة حينئذٍ، فدرس الكيمياء، ودرس الفلسفة على يد البلخي، لكنه اهتم كثيرًا بدراسة الطب، وكان أستاذه في هذا المجال الطبيب "أبو الحسن على بن سهل الطبري" (صاحب أول موسوعة طبية عالمية فردوس الحكمة ).
بعد إتمام دراساته الطبية في بغداد، عاد الرازي إلى مدينة الري بدعوة من حاكمها، منصور بن إسحاق، ليتولى إدارة "بيمارستان" (مستشفى) الري. ولم تمر على "الرازي" فى هذا المنصب الكبير فترة طويلة حتى بلغت شهرته الآفاق، عندما أسس الخليفة العباسي عضد الدولة المستشفى العضدي جمع أشهر الأطباء على امتداد الإمبراطورية ففاق عددهم المائة طبيب، فاختار خمسين منهم ليكونوا طاقم المستشفى فكان الرازي منهم، ثم انتقى عشرة أطباء كرؤساء للأقسام فكان الرازي أبرزهم، وبالنظر لمؤهلاته جعله رئيسا لأطباء المستشفى، وأسند إليه رئاسة "البيمارستان العضدى" فأداره بمهارة واقتدار. ولم يمض وقت طويل حتى ذاعت شهرته في طول البلاد وعرضها، وزحف طلاب العلم قاصدين بغداد لتلقي المعرفة على يديه، فأصبح حجة في علم الطب ومرجعا للحالات المستعصية حتى لقب بجالينوس العرب..
ومضت الأيام والسنون، وأصبح "الرازي" شيخًا للأطباء فى زمانه، كما أتقن علم الكيمياء، وتفوق في الجانب التطبيقى لهذا العلم حتى أصبح من أبرز الصيادلة المسلمين على الإطلاق. شغل مناصب مرموقة في الري وسافر ولكنه أمضى الشطر الأخير من حياته بمدينة الري، وكان قد أصابه الماء الأزرق في عينيه، ثم فقد بصره وتوفى في مسقط رأسه إما في سنة 313هـ /923م، وإما في سنة 320 هـ/ 932 م.
ترك أبو بكر الرازي مكتبة غنية وإنتاجًا غزيرًا حيث قضى معظم حياته بين القراءة، والتأليف، وإجراء التجارب حتى قيل إنه فقد بصره في أواخر أيامه من كثرة القراءة والكتابة، ومن كثرة إجراء التجارب الكيميائية فى معمله، وقد صنف "الرازي" ثروة علمية هائلة فى شتى صنوف المعرفة , وقد أحصى له بعض الباحثين منها نحو (148) مؤلفًا ما بين كتاب ورسالة، وذكر البعض الآخر أن مؤلفاته بلغت نحو (220) مؤلفًا، أكثرها في الطب وبعضها في الكيمياء والعلوم الطبيعية والرياضيات والمنطق والفلسفة والعلوم الدينية والفلك وقد لقيت بعض كتبه -خاصة الطبية- رواجًا كبيرًا، ونالت شهرة عظيمة، وترجم العديد منها إلى عدة لغات، واعتمدت جامعات أوروبا على كثير منها فى التدريس، بل ظل بعضها المرجع الأول فى الطب حتى القرن (17) الميلادى، ومن أشهر مؤلفات "الرازي":
1- الحاوي في الطب:
وهو من أكبر مؤلفات "الرازي"، وأعظمها شأنًا، وقد أمضى فى تأليفه نحو (15) عامًا سجل فيه الطب الهندي والفارسي والعربي مع سجل كبير من الحالات السريرية المتميزة، ووضع فيه تجاربه الشخصية لدعم النظريات السابقة أو لدحضها، ويقع الكتاب في ثلاثين جزءا تتضمن ذكر الأمراض ومداواتها مما هو موجود في سائر الكتب الطبية التي صنفها السابقون ومن أتى بعدهم حتى أيامه، ومن جليل فضله أنه كان ينسب كل شيء نقله إلى صاحبه، وهذا يدل على مبلغ أمانته العلمية واعترافه بفضل المتقدمين، ويذكر المؤرخ ماكس مايرهوف أنه في عام 1500م كان هناك خمس طبعات لكتاب الحاوي مع عشرات الطبعات لأجزاء منه.
2- كتاب المنصوري في علم الطب:
كتبه للمنصور بن إسحاق صاحب خراسان، وفي هذا الكتاب توخى الرازي الاختصار فجعله عشرة أجزاء، لذلك رغب المترجمون به وترجموه عدة مرات إلى اللاتينية والإنكليزية والألمانية والعبرية.
3- رسالته الرائعة في الجدري والحصبة:
تعتبر من أروع الرسائل العلمية المفصلة في وصف هذين المرضين ووضع التشخيص التفريقي بينهما وكيفية علاجهما، وهي دراسة مبنية على مشاهدات وملاحظات شخصية تنم عن صبر وطول أناة، وتعتبر الأولى من نوعها بالنسبة للأمراض الإنتانية، فقد وصف فيها الحصبة والجدري بدقة متناهية وذكر الأعراض والتشخيص التفريقي بينهما، وأوصى بالانتباه أثناء الفحص إلى القلب والنبض والتنفس والمفرزات والحرارة العالية التي ترافق الاندفاعات، كما أكد على حماية العينين والوجه والفم لتحاشي التقرحات، طبع هذا الكتاب أكثر من 40 مرة في أوروبا وبلغات عديدة.
4- كتاب لمن لا يحضره طبيب:
عبارة عن كتاب شعبي يسهب في وصف العلل وأعراضها وعلاجها بالأدوية والأعشاب التي يمكن أن تتوفر في كل منزل، وعرف هذا الكتاب بـ طب الفقراء.
5- كتاب الأسرار في الكيمياء: هذا الكتاب بقي لمدة طويلة مرجعًا أساسيا لمدارس الغرب والشرق.
هذا غير مجموعة أخرى من المؤلفات مثل: "الفاخر فى الطب" ،و "الحصى فى الكلى والمثانة" ، و"منافع الأغذية"، و"سر الأسرار"، و"شروط النظر"، و"علة جذب حجر المغناطيس للحديد" و "في الفصد والحجامة".. وغيرها.
وهذه صور لبعض من كتب ومخطوطات الرازي
هذه مخطوطة اكتشفت مؤخرا في القاهرة ويتضح في أعلاه اسم العالم الطبيب الرازي
هذه صورة من كتاب الطب
صورة أخرى لكتاب من كتب الرزاي
يعد "أبو بكر الرازي" من أعظم الرواد الأوائل الذين قدموا للبشرية خدمات عظيمة النفع خاصة فى مجالات:
الطب، والكيمياء، والصيدلة، والفيزياء ما زالت آثارها الجليلة باقية حتى اليوم، ومن هذه الآثار:
٭ الرازي هو أول من أدخل الملينات في علم الصيدلة، وهو أول من اعتبر الحمى عرضًا وليست مرضًا.
٭ وهو أول من ابتكر طريقة أخذ المشاهدات السريرية ومراقبة المريض وتسجيل ما يبدو عليه من أعراض، ليستنتج من ذلك أحواله وتطورات مرضه.
٭للرازي طرائق هامة في الطب التجريبي تضمنها كتاب الحاوي، منها مثلا أنه كان يعطي القردة الزئبق أو مغليات بعض الحشائش أو أدوية معينة، ثم يراقب آثار تلك الأدوية عليها ويسجل مشاهداته.
٭ اهتم الرازي اهتماما كبيرا بالأمراض النفسية وارتباط التأثيرات النفسية على مجمل الصحة العامة.
٭ وهو أول من خاط جروح البطن بأوتار العود وبذلك يكون أول من ابتكر خيوط الجراحة..
٭ وهو أول من عالج الخراجات بالخزام.
* وأول من ابتكر وضع الفتيلة المعقمة فى الجروح، وتغييرها من يوم إلى يوم..
* وكان من أوائل الأطباء الذين اهتموا بالعدوى الوراثية، حيث أرجع بعض الأمراض إلى الوراثة.
* وابتكر طريقة فريدة فى اختيار أفضل المواقع لإنشاء "البيمارستانات" فكانت محل إعجاب وتقدير من الأطباء حتى يومنا هذا، وتتلخص هذه الطريقة فى وضع بعض قطع اللحم فى أماكن متفرقة مع ملاحظة سرعة انتشار التعفن فيها، وبطبيعة الحال تكون أنسب الأماكن من حيث نقاء الجو واعتداله هى أقلها فاعلية فى انتشار التعفن فى اللحم.
٭ له في الكيمياء اكتشافات هامة أهمها حمض الكبريت وكان يسميه زيت الزاج.
٭ أول من استقطر المواد السكرية والنشوية المتخمرة واستحصل منها على الكحول.
٭اشتغل الرازي بتعيين الكثافات النوعية للسوائل وصنف لقياسها ميزانًا خاصًا أطلق عليه اسم الميزان الطبيعي.
* وكان من أوائل العلماء الذين طبقوا الكيمياء فى الطب، وأثر الأدوية في إثارة التفاعلات الكيميائية داخل جسم المريض.
* يعد من أوائل العلماء الذين انتقدوا نظرية "إقليدس" القائلة بأن الإبصار يحدث نتيجة خروج شعاع من العين إلى الجسم المرئى، وقرر أن الإبصار يحدث نتيجة خروج شعاع ضوئى من الجسم المرئى إلى العين.
كان "أبو بكر الرازي" رجلاً رقيقًا، كريمًا، سخيًّا، بارًّا بأهله وأصدقائه ومعارفه، عطوفًا على الفقراء والمحتاجين يعالجهم دون أجر، ويتصدق عليهم من ماله الخاص فقد كان ثريًّا واسع الثراء، كما كان يجتهد في علاجهم بكل ما أعطاه الله من علم، وقد كان "الرازي" يراعى تعاليم الإسلام وحرمة جسم الإنسان فى بحوثه وتجاربه , فكان يقوم بعمليات التشريح وتجريب الأدوية على الحيوان أولاً قبل أن يوصفها للإنسان، لكنه كان- مع ذلك- رفيقًا بالحيوان أيضًا، فقد وصف كثيرًا من الأدوية التي تعالج كثيرًا من الأمراض التي تصيب الحيوانات.
وترك أبو بكر الرازي بصمات هامة في تاريخ الأدب الطبي، والألقاب التي أطلقت عليه تعبر بشكل صريح عن عبقرية هذا العالم وتميزه، ومن هذه الألقاب: أمير الأطباء، أبقراط العرب، جالينوس العرب، منقذ المؤمنين.
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى نسمع ما قالوه الغربيون عن الرازي :* هو أحد أعظم أطباء الإنسانية على الإطلاق كما وصفته زجريد هونكه في كتابها شمس العرب تسطع على الغرب.
* ذُكر أن الملك الفرنسي الشهير لويس الحادي عشر قد دفع الذهب الوفير وبطيب خاطر لينسخ له أطباؤه نسخة خاصة من كتاب الحاوي كي يكون لهم مرجعا إذا أصابه مرض ما.
* وذُكر أيضًا الشاعر الإنكليزي القديم جوفري تشوسر يأتي على ذكر الرازي في إحدى قصائده المشهورة في كتابه أقاصيص كونتربري.
* وأطلقت جامعة بريستون الأميركية اسمه على أكبر أجنحتها تقديرا له، وفي كلية الطب بجامعة باريس نجد نصبا تذكاريا للرازي مع صورة له في شارع سان جرمان، كما ويطلق اسمه على الكثير من المستشفيات وقاعات التدريس والساحات في الدول العربية والإسلامية.
وحريٌ بنا ذكر بعضًا من أقواله المأثورة :
( إذا كان في استطاعتك أن تعالج بالغذاء فابتعد عن الأدوية، وإذا أمكنك أن تعالج بعقار فاجتنب الأدوية المركبة )
(الحقيقة في الطب غاية لا تدرك، والعلاج بما تنصه الكتب دون المهارة والحكمة خطر.)
( من تطبب عند كثير من الأطباء، يوشك أن يقع في خطأ كل واحد منهم).
مما يجدر ذكره في نهاية هذه العجالة السريعة التي تخص علما من أعلام الحضارة العربية الإسلامية وعبقريا من عباقرة التاريخ الذين خلدوا في سجل الحضارة الإنسانية، أن اسم الرازي يزين الكثير من كتب الغرب ويعرف في اللغات الأجنبية باسم
( Rhazes رازيس )
هذا في الحقيقة جزء يسير جدًا عن هذا العالم الفذ وهو اختصار لثلاث بحوث قرأتها عن أمير الأطباء
أرجو أني قد وفقت في طرح الموضوع بصورة واضحة وسلسلة لتحصدوا معلومات كثيرة في أسطر قليلة
من لايشكر الناس لا يشكر الله سبحانه وتعالى
أتوجه بجزيل الشكر والامتنان للمشرفة الفاضلة هيفاء البنيان على فكرتها المتميزة "سجن الوارقين" الذي جعلنا نرى إبداعات لا حصر لها في قسم نور المعرفةوجهودها الواضحة للنهوض بالقسم يعطيك العافية أختي هيفاء ً
كما أتوجه بجزيل الشكر للغالية |[ سّمـاء .. على تصميم الفواصل المميزة والأكثر من رائعة
وفي وقت قياسي ولقد أحببتها من كل قلبي شكرًا جزيلاً حبيبتي
وشكر خاص للغالتين أفنانـ والجوهرة يعطيكم العافية حبيباتي وتنرد لكم قريب إن شاء الله
وشكرا لكم أيها الأعضاء الأفاضل على كل ما تقدموه هنا في عالمنا عالم منتديــ MSOMS ــات
شكرا جزيلا لكل من وصل إلى هنا
ولمن سيبدي رأيه أو حتى يكتفي بالشكر
شكرًا جزيلاً لكم
آراكم بخير دائمًا وأبدًا
ولا تنسوني من صالح دعائكم
أستودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه
المفضلات