أردت نقل هذه الرواية لكم وأسأل الله أن تنتفعوا بها
والان بسم الله نبدأ:

يروى أن عابداً في صومعته يتعبد لله فقدم إليه مخبر بأن هناك شجرة
تعبد من دون الله, فأخذ بفأسه وجرى مسرعاً نحو الشجرة فاستوقفه الشيطان
في الطريق على صورة إنسان فسأله إلى أين أنت ذاهب؟ قال: إلى شجرة تعبد
من دون الله لأقطعها, فحاول إقناعه بالعدول عن ذلك فرفض, فتصارعا
فجثم العابد على صدره, فقال إبليس: خل عني لأعلمك فخلى عنه,
فقال له أنت لست بنبي ولست مكلفاً بقطع الشجرة وسيعاديك القوم إن أنت قطعتها ,
فتصارعا ثانية , فجثم العابد على صدره فترجاه أن يطلق سراحه ففعل,

فقال له: أترك هذه الشجرة وسأضع لك كل ليلة عند رأسك دينارين
تأكل منها وتتصدق وتهدي, فوافق العابد, وفي الليلة الأولى والثانية يجد الدينارين,
وتنقطع في الثالثة , فأخذ بفأسه صوب الشجرة فيقابله إبليس على الهيئة الأولى
فيحاول صده فيتصارعان, وفي هذه المرة يغلب الشيطان العابد,
ويجثم على صدره فيطلب العابد منه أن يخلي سبيله ويسأله:
كيف أصرعك مرتين وهذه المرة تصرعني؟ فقال له إبليس:
لأنك في المرتين السابقتين غاضب لله, وفي هذه المرة غاضب للدينارين!

و أرجو أنكم أخذتم الحكمة من هذه الرواية التي تثمن الغضب لله
وهناك صور كثيرة له ومنها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
الذي ربما تناساه الكثيرون في هذا اليوم للأسف ولا يغضبون
إلاّ للأمور الدنيوية التافهة وهذا النوع من الغضب مذموم وقد نهى الله عنه
ورسوله ومن أشكاله الغضب من أجل المال والغضب عند حدوث
سوء فهم بين الأشخاص والأمور الأخرى الزائلة.

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين
لا تنسوا الدعاء من أجل إخواننا في سوريا وغزة
اللهم أغثهم وأحفظهم وثبت أقدامهم.