بسم الله الرحمن الرحيم


-درست أديانا وعلوما وفلسفات كثيرة فلم يرو عطشي إلا الإسلام.



-



غالبية اليابانيين اليوم بلا عقيدة ولا يعرفون سوى لغة العلم.




-



لا أهمية للعقود في اليابان لأنه لا توجد النوايا السيئة.




-



السر الخفي فياليابان هو 'روح ياماتو'.




-



البوذية والشنتوية موجودتان في اليابان بشكلضعيف.




-



صورة الإسلام في اليابان مشوهة.. والسبب وسائل الأعلام الغربية.




-



المفاهيم الغربية بدأت تتسلل إلى الحياة الاجتماعية في اليابان.




-



سأخاطب اليابانيين من خلال الإعجاز العلمي الموجود في القرآن.










حاورتها/منى محروس






الكاتبة والشاعرة اليابانية 'سوي أورا' عضو نادي الكتابة الدولي وعضو النادي الثقافي الدولي لوزارة الخارجية اليابانية.. تزور مصر الآن بعد أن أعلنت إسلامها بعد رحلة طويلة في البحث عن خالق الكون. وبعدماأسلمت أصبح اسمها 'خديجة'.. وفي هذا الحوار تحكي عن شخصيتها ورحلتها الإيمانية وعنالإسلام والمسلمين في اليابان.










أين نشأت وكيف كانت طفولتك؟




*



ولدت في تايوان عندما كانت إحدى المستعمرات اليابانية وكان والدي مدرساللطب ولأن عائلتي تنحدر من طبقة الساموراي أي طبقة المحاربين القدماء فقد تربيت فيبيت يتميز بالشدة والصرامة من ناحية الاهتمام بالآداب العامة والأخلاق الفاضلة ومعذلك فقد كانت مشاعر الحب والألفة تجمع بين جميع أفراد الأسرة.






وفي سن الثالثةعشر عدت إلى اليابان بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية حيث استقر بي الحال معأسرتي في مدينة نيهاما في جزيرة شيكوكو وهناك تخرجت من المدرسة الثانوية وعملتكسكرتيرة في شركة سوميتومو للكيماويات ولم يستمر هذا العمل طويلا. وعندما بلغتالثالثة والعشرين من عمري تزوجت من زوجي الذي كان يعمل في بنك وقد توفى منذ فترة ،ولدى ولدان وكل منهما متزوج وله أسرته ، ابني الأكبر يعمل مدير المدرسة التمهيديةللالتحاق بكلية الطب والابن الثاني يشغل منصبا مرموقا في شركة أريكو الأمريكية.. وفيما بعد درست الفلسفة في كلية الآداب جامعة 'كي أو'.







وعملت مديرة للشركةالمساعدة للتنظيم الديني .. وقد قمت بتقديم فلسفتي من خلال مجموعة من الكتب عن عالمالغيبيات ودعيت من جهات عديدة لإلقاء محاضرات عنها.








كيف كانت رحلتك فيالبحث عن خالق الكون؟






*



بدأت رحلتي في البحث عن الحقيقة مبكرة جدافعندما تفتحت مداركي عند بلوغ سن الرابعة عشر بدأت أتساءل عن ماهية النفس وماهيةالحياة وماهية هذه الدنيا إلى غير ذلك من التساؤلات التي كانت تحيرني والتي كنتتواقة لأن أجد لها إجابة.. ولكن مع هذا كان لا بد من الاستمرار في الحياة مع عدمفهم أسس ومكونات تلك الحياة.. ولكنه شيء صعب جداً. فكيف يستطيع الإنسان أن يمضي فيالحياة دون أن يعرف فالطفل الذي ترسله أمه لشراء شيء ما لا بد أن يسأل أين يذهبولماذا؟ فحتى الطفل لا يوافق دون أن يفهم.. ولكن بالرغم من عدم فهم الإنسان أينيتجه في هذه الحياة فإنه يستمر في التقدم.. وبالنسبة لي فقد كنت أريد أن أفهم فلايوجد مبرر للاستمرار في الحياة دون فهم ولا داعي للموت ما دمنا غير مدركين لمعنىالحياة.






لذلك كله عشت فترة طويلة أعتقد أن الحياة غير ذات قيمة، وفي سن الثامنةوالثلاثين سمعت صوتا يناديني يقول لي إن كل المخلوقات عنده سواء وأنه والدالمخلوقات جميعا [أنا والدك بل أنا أيضا والد أبوك وجدك ووالد الكون كله.. الكلعندي سواء فاستمري في حياتك واستمري في طريقك كما أنت].. وهكذا فهمت وأدركت الإجابةعلى تساؤلاتي التي لم يكن لها عندي إجابة حتى ذلك الحين، وفهمت أن الإنسان مخلوق منمخلوقات الله وأن النفس التي يعتقد الإنسان أنها ملك له هي في الحقيقة من صنع خالقالكون وهذا ما يفسر عجز الإنسان عن السيطرة بصورة كاملة على مقدرات نفسه المفتقرةإلى المعرفة، وبعد ذلك وجدت في نفسي رغبة شديدة في معرفة الله.








لكن هلهناك قراءات لك في مجال الأديان سعيا وراء الإجابة على الأسئلة التي كانت تؤرقك؟






*



في اليابان كما في المجتمعات الغربية المتقدمة اعتقاد راسخبالقدرة المطلقة للعلم لذلك أردت البحث بطريقة علمية موضوعية عن الله.






فدرستالعديد من العلوم الصعبة بنهم شديد مثل الفيزياء الحيوية والفيزياء الكهربائيةوالفيزياء الكونية واكتشفت أن العلم الحديث توصل لأعلى درجات التطور فيما يتعلقبالعالم المادي. كما أنني درست علم النفس وتبحرت فيه سعيا إلى معرفة ذلك الشيءالعجيب وهو الإدراك البشري.







وقد درست الديانة الشنتاوية والديانة البوذيةوالديانة المسيحية كما درست فلسفة ودين الهند والأساطير اليونانية ثم ذهبت للهندبحثا عما في الأديان من هدى يهدي الحائرين.







ثم قررت الذهاب إلى مصر لمزيدمن الدراسة عن الله من خلال الآثار المصرية القديمة. وقبل توجهي إلى مصر بثلاثةأيام وجدت بمحض الصدفة مجلة منشور فيها أحد المقالات التي كتبتها، وبعد مقالي، مقالعن الإسلام في اليابان كتبه ياباني مسلم اسمه 'سودا صفا' فقلت في نفسي بما أننيمتجهة إلى مصر وهي مجتمع إسلامي فمن المفيد أن استمع عن طبيعة مثل هذا المجتمعفاتصلت بالسيد سودا صفا وطلبت منه اللقاء وبعد حديث طويل معه قال لي رددي ورائي ' أشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمدا رسول الله' وكان معه اثنان من أصدقائهالمسلمين فقالوا نحن شهود على ذلك.









ماذا كان شعورك عندما حضرت إلىمصر وكيف كان إشهار إسلامك؟






*



عندما جئت إلى مصر اندهشت عندما عرفتأنه يوجد بالفعل في هذا العالم من يعتنق فلسفة أورا[تقصد فلسفتها الخاصة ]. وعندماعشت في مصر واقتربت من المجتمع الإسلامي أثار دهشتي العديد من الأشياء منها عندمايرتفع صوت الآذان في المسجد يذهب الرجال للمساجد مهما كانت الظروف ويصطف الجميع فيصف واحد حيث تلتقي الأرجل في الأرجل والأكتاف في الأكتاف ولا أحد يعترض عمن يقفبجواره سواء كان يرتدي ملابس جميلة أو *** ذلك وسواء كان هذا الشخص عظيما أم فقيراكبيرا أم صغيرا فالكل سواء.






والناس يذهبون إلى الصلاة دون أن يكون ذلك إجبارالهم من أحد أو للحصول على أي مال أو منصب..وحين عرفت ذلك لم أجد صعوبة في الذهابإلى الأزهر الشريف وفي إشهار إسلامي الذي كنت أحيا به طوال حياتي دون أعي أعرف.


ما هو الفكر المسيطر الآن على العقلية اليابانية؟



* ما يدركه اليابانيون اليوم وما يعتنقونه هو العلم.. أي المنطقوالحقائق العلمية فلا يؤمنون بما هو غامض علميا. وقد بدءوا يولون الاقتصاد أكبراهتماماتهم فاتبعوا الرأسمالية الأوروبية التي نقلوها بطريقة إيجابية. لقد كاناليابانيون يهدفون إلى إحياء الاقتصاد الياباني وتطويره تبعا لنظريات الرأسماليةوبتبجيل العلم ونبذ كل ما هو غير متفق مع المنطق. إن العلم والرأسمالية الأوروبيةليست عقيدة دينية ولكنها أيدلوجيات تنحي جانبا وجود الله، وكما جعلت اليابان منذتاريخها القديم العقائد الأجنبية تزدهر كذلك فقد سمحت للرأسمالية والعلم بالازدهاربشكل مذهل.
وهنا تساؤل مثار وهو ما هي القدرة التي تجعل العقائد والأيدلوجياتالأجنبية تزدهر في اليابان بهذا الشكل المدهش؟ وتفسيري لذلك أنه لا يرجع فقط إلىالطبيعة الروحية والفكرية التي غرست في نفوس اليابانيين عبر التاريخ الطويل ولنيرجع أيضا إلى ارتفاع المستوى الثقافي بدرجة عالية. ومن الطريف أن تتحول الأشياءالتي من المفترض أن تكون كوارث إلى عوامل تجلب السعادة وتساعد في إحياء الاقتصادالياباني.

إن اليابان بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية لم يكن أمامهابد من الخضوع للسياسة الاستعمارية للولايات المتحدة الدولة المحتلة. وقد سمحت بحريةالدين والفكر والجدال ولكنها منعت تدريس تاريخ اليابان أو تدريس العلوم الأخلاقية. لذلك فقد تحررت العقيدة والفكر من كافة القيود واتجهت اليابان مباشرة نحوالرأسمالية ونظرية القدرة الكلية للعلم.


كثير من الدول النامية بدأترحلتها نحو التطور والتحديث في نفس الفترة التي بدأت فيها اليابان بعد خروجهامهزومة في الحرب العالمية الثانية.. إلا أن اليابان نجحت وفشلت هذه الدول.. لماذا؟



* ليس معنى أن اليابانيين قد ابتعدوا عن الدين أنهم قد أصبحوايلهثون وراء المال بغض النظر عن طريقة الحصول عليه .. فهناك قانون خفي يكبح جماحهموهو ما يسمى روح ياماتو.. واليابان لديها منذ القدم هذا الميراث الروحي الذي ينصهرداخل الجسد حتى يصبح أحد مكوناته. وهذا الميراث الروحي شيء مشترك بين اليابانيينجميعا وهم يلتزمون به أكثر ما يلتزمون بالقانون الظاهري وهذا الميراث يعبر عنهبالخلق الحسن والصراحة والإخلاص والشفقة والاجتهاد وغير ذلك. وبفضل هذا الميراثالروحي فما زالت اليابان تتميز بأنه يمكن أن يعتمد أفرادها بعضهم على بعض.
ففياليابان لا يوجد أصلا ما يسمى بالعقد لأنه لا توجد النوايا السيئة وهذا يرجع لوجودذلك الميراث الروحي والقانون الخفي.. فتكفي عبارة 'أرجو منك ذلك' فلا توجد ضرورةللتأكد من الوعد عن طريق الرجوع للعقد.


لكن ماذا عن الدين عموماوالتدين عند اليابانيين؟


* حب التدين غرس في نفوس اليابانيين على مدىالتاريخ الطويل ولذلك فالأمر الشاذ وغير المتوقع هو أن نرى غالبية اليابانيين اليومبلا عقيدة محددة. فاليابانيون شعب يمتلك تاريخا عقائديا عريقا، وكثير من الأسر تؤمنبما يسمى عقيدة الأسلاف المتوارثة، لكن تأثيرها في الحياة يقتصر على أوقات معينةفقط، وفي معظم الأحوال تكون مرتبطة بالجنازات وما يقام بعدها من طقوس بوذيةلاستقرار روح المتوفى في سلام. وكما توجد أسر بوذية توجد أيضا أسر شنتوية، فالبوذيةوالشنتوية موجودتان في اليابان ومعروفتان. وفي ديانة الشنتو فإنهم يأنفون من جثمانالمتوفى باعتباره شيئا دنسا غير طاهر، لهذا فلا توجد مقابر في المعابد الشنتوية،لكن في البوذية تقام المقابر في المعابد. ويمكن إدراك السبب في بقاء الطقوس البوذيةالمتعلقة بالموتى في هذا العصر الحديث الذي ابتعد فيه الجميع عن الدين في أننا مازلنا أحياء لم نجرب عالم ما بعد الموت ولا نفهمه، وحتى لا نخطئ بشأن طقوسه نسلمالأمر للكاهن ليتولاه. واليابانيون يعتقدون كذلك أنه مهما تغيرت العصور وابتعدالناس عن الدين فإن الصلاة على أرواح الأسلاف يجب أن تستمر لفترة طويلة تمتد إلىخمسين عاما بعد الوفاة.
أما مؤخرا فإن الأسر الشابة وصغار السن كثيرا مايتجاهلون تلك الطقوس البسيطة، فالناس لديها العديد من طرق التفكير المتعلقة بالموتوما بعد الموت ويعتنقونها بحرية، كما أنهم في ظل ظروف معينة يؤدون بحرية مطلقةالطقوس المتعلقة بالموت وما بعد الموت بشكل يختلف تمام الاختلاف عن أي شكل كانيمارس من قبل. وعند ميلاد الأطفال وتبعا للعادات يذهب الناس إلى المعابد الشنتويةويصلون للإله حيث يحمدون الله على منحهم الطفل ويدعون له بالسلامة وطول العمر، كذلكتقام حفلات الزواج في معابد الشنتو كما يوجد الكثيرون ممن يقيمون مراسم الزواج فيالكنائس المسيحية ذات الطابع المحبب لهم. ولكن الطقوس المتعلقة بالموت تقام فيمعابد بوذية، وهكذا فإن الطقوس المتعلقة بالأحداث السعيدة تقام في معابد الشنتو أماالطقوس المتعلقة بالموت فتقام في المعابد البوذية.



ماذا عن الإسلامفي اليابان؟



* المسلمون قليلو العدد جدا في اليابان، ولا يكاد يصلعددهم إلى واحد بالمائة من عدد اليابانيين، وصورة الإسلام في اليابان مشوهة وغيرواضحة لأن اليابانيين لا يتقنون سوى اليابانية، وحتى اللغة الإنجليزية فهي تدرس علىالمستوى التعليمي فقط لكنها غير منتشرة ولا يتقنها إلا القليل، فاليابان بلد مغلقمن ناحية اللغات وصورة الإسلام تقدم لليابانيين عبر وسائل الإعلام الغربية بصورةمشوهة لأن تلك الأجهزة تجيد تشويه الإسلام وتتفنن في ذلك.




هلحاولت الولايات المتحدة والغرب فرض النمط الغربي للحياة على اليابان كما يفعلون معمعظم دول العالم؟



*
بعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانيةتم منعها من تدريس تاريخها وخصوصياتها كما تم منعها من تدريس القدرة على التعقلوالذكاء. وبالرغم من استخدام أقصى حد للحرية والسماح بها فقد سلب من اليابانيينالحرية في الحكم على الأشياء فسلب منهم المعيار الصحيح لقياس ما هو الصواب وما هوالخطأ وسمح لهم فقط بحرية الفكر والنقاش.
لقد استمرت اليابان لمدة خمسين عامابدون تعليم روحي وأخلاقي، لذلك يبدو أن الميراث الروحي هو الآخر قد بدأ يخبوتدريجيا.

إن التركيب الاجتماعي الخاص باليابان والذي أنتج روح ياماتو تحاولالدول الغربية الآن أن تدمره، وبدأ الغزو الأمريكي يتغلغل تدريجيا في حياة اليابانالاجتماعية والثقافية، ونتيجة لهذا فقد عدد كبير من الناس طابعهم الياباني وبدأتتخبو السعادة التي يصنعها التعاون فيما بين اليابانيين وأصبح كل إنسان يبحث عنسعادته الشخصية حتى بدأت مفاهيم الصراع والمنافسة تقتحم المجتمع الياباني وسادالشعور بالوحدة.


هل مازالت المرأة اليابانية تهتم بالأسرة وتقدس زوجها؟أم أن هذه المفاهيم اضطربت وتغيرت؟



* فعلا حدث تغير كبير للمرأةاليابانية في السنوات الأخيرة وبالتحديد منذ زادت حدة الهيمنة الثقافية الأمريكية،فالمرأة اليابانية في الماضي كانت تهتم بالأسرة والأولاد وتطيع الزوج وكان المجتمعيقدر لها ذلك، لكنها صارت الآن تهتم بالزينة وخطوط الموضة وانتشرت في أوساط المرأةاليابانية دعاوى مثل تحرير المرأة من الرجل ومساواتها به، بل إنه تم الترويج لدعاوىغربية تقول إن المرأة أكثر قوة من الرجل وتتفوق عليه. وحينما جئت إلى مصر عرفت أنهذه الأفكار تروج على نطاق واسع بين المتعلمات اللاتي يطالبن بالمساواة مع الرجللكنهن يعتمدن دائما على الرجال في الإنفاق عليهن. والمرأة الآن تعاني منالاستقلالية لأنها مهما حققت من مكاسب ظاهرية فلن تجد سعادتها إلا في ظل التماسكالأسري لأن الله فطرها على ذلك. كما انتشرت العنوسة بين اليابانيات نظراً لإحجامالشباب عن الزواج نتيجة لتمرد المرأة كما زادت نسبة الطلاق. وقد ساهمت قوانينالأسرة الجديدة في هذه العنوسة لأن المرأة المطلقة في اليابان تتقاضى راتباً كبيراًمن الحكومة لرعاية أطفالها ولذلك فعندما يكون الزوج فقيراً عند أول خلاف تفضلالطلاق.


المجتمع الياباني يعيش ذروة التقدم والرفاهية. فهل يواكب هذاالتقدم استقرار اجتماعي ونفسي؟



* لا أعتقد أن هذا الاستقرار النفسيوالاجتماعي موجود الآن بين اليابانيين فقد تزايدت حوادث القتل والانتحار ولم تكنموجودة قبل ذلك، هذا إلى جانب الفراغ الروحي وتغريب القوانين الاجتماعية بفعلالهيمنة الأمريكية، كما أن العلم والرأسمالية الأوروبية ليسا عقيدة دينية ولكنهماأيدلوجيتان تنحيان جانبا وجود الإله. إن الاستقرار النفسي والاجتماعي كان موجوداقبل أن تتدخل أمريكا في شئون اليابان لتصوغ شخصيتها كما تريد وليس كما يريداليابانيون.. والحضارة الغربية بمقدار ما فيها من رفاهية مادية ومخترعات بقدر مافيها من تعاسة وشقاء وحيرة وكل ذلك يتنافى مع الاستقرار النفسي والاجتماعي.
إننمط الأسرة الغربية لا يمكن اعتباره مثالا يحتذى، فهي أسرة مفككة غير مترابطة لاتحترم القيم الأخلاقية وليس هناك تعاون وحب وود بين أبنائها وكل إنسان يعيش في وادخاص به.

والأمراض النفسية منتشرة بصورة كبيرة في المجتمعات الغربية كماتزيد أعداد المنتحرين، وللأسف كل هذه الأمور تم تصديرها لليابان بصورة تدريجية وإنكان بمقدار أقل مما هو في الغرب.

أشرت إلى أنه من الأشياء الخاصةباليابانيين ما يسمى بروح 'ياماتو' وأن هذا سر من أسرار تقدم اليابان.. نريد تفصيلالهذا السر وهذه الخصوصية اليابانية؟



* كلمة 'ياماتو' تعني الاتساقالعام أي أن ينخرط الجميع في نظام منسق ويحيون تحت مظلة الفكر الواحد.. قبل ماركوبولو بزمن طويل، وفي حوالي القرن التاسع الميلادي كان العرب يطلقون على اليابانبلاد 'واق الواق' ويقال إن هذه التسمية هي تحريف لكلمة 'واكوكو' باللغة اليابانيةالتي تعني المعني السابق ذكره. فاليابانيون أصبحوا قلبا واحدا يقومون بعمل جماعيموحد ويشبه ذلك ما نراه في عالم الطبيعة من عادات الكائنات الحية. واعتقد أن مثلذلك المجتمع الإنساني الذي أصبح بطريقة تدريجية يشبه الطبيعة إلى حد بعيد هوالنموذج الصحيح لما يجب أن يكون عليه المجتمع الإنساني. ومما جعل اليابان تشكلمجتمعا إنسانيا يشبه الطبيعة الأم بهذه الكيفية هو حياة اليابانيين واستقرارهم فيدولة جزرية، أراضيها ذات طبيعة استقلالية مما يجعلهم يماثلون الطبيعة الأم. وهنايتشابه المجتمع الياباني مع المجتمع الإسلامي. إن الآلية التي يصنعها الاتحادللجماعة لها قواعد صامتة مشتركة بصفة عامة بين اليابانيين، وتلك القواعد تتحركويشكلها هذا الاتساق العام بطريقة آلية لا شعورية، فهو قانون غير ظاهري ليس لهقواعد محددة وهو قانون أخلاقي وديني. وهذا القانون الخفي يعمل باستمرار كنظام تحكمأوتوماتيكي يحكم به اليابانيون على أنفسهم ويلاحظون تصرفات الآخرين. وهذا القانونمتأصل داخل اليابانيين لدرجة أنه يمكننا القول أنهم يولدون به، والخارجون عن هذاالقانون لا يحترمهم أحد، ومن يحافظون على هذا القانون الخفي يقال عنهم ذوو أخلاقكريمة وينالون احترام الآخرين، ويشبهون في ذلك المجتمع الإسلامي حيث الإنسانالملتزم بتعاليم القرآن الكريم يقال عنه إنه مسلم صحيح الإسلام محبوب من الله وينالحب واحترام الآخرين.



نحن في العالم العربي ننظر إلى اليابان علىأنها دولة متقدمة وكذلك ننظر إلى أمريكا وبقية الدول الأوروبية.. ولكن من وجهة نظرككيابانية ما هو الفرق الجوهري بين اليابان والدول الغربية المتحضرة؟



* نعم هناك فارق أساسي وهو في التكوين الاجتماعي والنفسي للإنسانالياباني وللشعب الياباني وهو ما سيجعلنا نعود مرة أخرى إلى 'روح ياماتو' التيذكرتها من قبل. إن الشركات المساهمة في اليابان تختلف عن الشركات الأوروبيةوالأمريكية وتتميز عنها. فالشركات اليابانية تتبع أسلوب الأقدمية في العمل والتعيينمدى الحياة وهذا أفضل ما أنتجته روح ياماتو. فهو نظام يكفل لكافة الأفراد الذينتضمهم الأسرة المتحدة المسماة بالشركة المساهمة الاطمئنان والسعادة والتقدم. فالعاملون بالشركات يعملون بأقصى جهدهم وبإخلاص كامل لتحقيق الربح للشركة. وفيمقابل ذلك تتكفل الشركة بالرعاية المادية لهم مدى الحياة، كما أنه لا يتم تقديرمرتبات العاملين تبعا للمقدرة على العمل في سن معينة ولكن بحساب الجهد الذي يبذلهالإنسان على مدار حياته. كما تزيد مرتبات العاملين مع تقدم العمر وزيادة النفقاتالأسرية والاجتماعية. لذلك فكل العاملين قلبا واحدا ويعملون بإخلاص لتحقيق مصلحةالعمل. ويقال إن اليابانيين لا يعرفون غير العمل لكن مادام هذا يحقق الربح للفردوالدولة ويحقق السعادة فهذا أمر يجب أن نشجعه. فالعمل بإخلاص لا يكون فقط لتحسينمستوى معيشة الفرد لكنه يكون شعورا بالامتنان لتلك الشركة التي ستتكفل بهذا العاملمدى الحياة حتى بعد أن تضعف قوته الجسدية. وأنا لا أبالغ حين أقول أن السبب الحقيقيلقدرة اليابان على إحياء اقتصادها يكمن في هذا القانون لخفي 'روح ياماتو'.


بعد أن أصبحت مسلمة... كيف تقومين الآن بتبليغ رسالتك الإسلامية إلىالمجتمع الياباني؟



* أعد حاليا لتأليف مجموعة من الكتب هي 'النبيمحمد' و 'علامات النبوة' و 'الحجر الأسود' و 'قبة الصخرة' و 'المسجد الأقصى' وسأكتبهذه الكتب إن شاء الله باللغة اليابانية للإنسان الياباني لأنقل له فيها رحلتي وماتعلمته وما عرفته عن الإسلام والمسلمين، وأصحح وأرد على ما تبثه وسائل الأعلامالغربية من افتراءات على الإسلام. كما أنني اكتب حاليا عن الإسلام في عدد من الصحفاليابانية مثـل 'أصاهي' و 'مينتش' و 'صدكاي'.


لكنك تقولين إن الإنسانالياباني الآن لا يعرف إلا العلم ولا يؤمن بالماديات فكيف تستطيعين أن تقنعيهبالإسلام الذي فيه جانب إيماني غيبي؟



* رحلتي في البحث عن اللهاستمرت ثلاثين عاما، عرفت خلالها نفسية الإنسان الياباني بصورة جيدة وأعرف كيفأخاطبه وأؤثر عليه بالطريقة العلمية التي يفهمها ويجيدها. إنني سررت جدا حينما عرفتالآية القرآنية التي تقول [ سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنهالحق].



ها شنو رايكم... انا الصراحة شفت هذا الحوار على احد
المواقع فحبيت انقلوا الكم حتى ان شاء الله تعم الفائدة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


احببت ان اذكر ان هذا الموضوع كان للاخت عاشقة الجنة قبل ان يقفل المنتدى
اختي العزيزه اذا احببت ان تسترجعي الموضوع فأنا حاضره عندها سألغيه
وشكرا :p