---------
كان بوب يستند على الشجرة و يقرأ رواية أجرامية في انتظار قدوم كاي الذي اتفق ان يلاقيه في المكان الذي اتفقا عليه في الليلة الماضية، وصل كاي وقال: مرحبا.
بوب: تأخرت يا فتى.
كاي: هل تأخرت؟ انا آسف.
بوب: مع اني لا احب التأخر لا بأس.
كاي: هيا لنذهب فانا متشوق لمشاهدة كل شيء.
بوب: لكني عدني بأن لا تخبر احد مهما كان الامر.
كاي: سأفعل هذا بكل تأكيد، اني اعدك.
بوب: لنغادر من هنا.
تبع كاي بوب وهو لا يعلم الى اين يأخذه.
كانت ستيفي تطابق بصمات اصابع الموجودة في الاوراق التي عثرت عليها، لكنها لم تجد اي شيء، فقالت في نفسها بعد ان ضربت الطاولة بكل قوتها: غير معقول، لا شيء من جديد، يبدو اني سأفشل من القيام بتقصي أفراد العصابة بالبصمات، كيف؟ كيف سأجدهم؟ يجب ان يكون هناك خطة بديلة.
آرثر: ما الذي تفعلينه هنا؟
ارتبكت ستيفي ولم تعرف ماذا تفعل، انزلت شاشة الحاسوب المحمول الذي كانت تعمل عليه، فقال: ما الذي جعلك تدخلين قسم الاحياء.
ستيفي: لا، لا شيء مهم.
آرثر: هيا اخبريني.
ستيفي: ما الذي تفعله انت هنا؟
آرثر: لقد اتيت لاني اريد ان اقوم بعدة ابحاث من أجل اختراع جديد قد اخترعه فيما بعد ان وجدت ما يثير اهتمامي.
ستيفي: ما نوع هذا الاختراع.
آرثر: ستعرفينه فيما بعدن ماذا عنك؟
ستيفي: انا، لن اخبرك الان، ربما في وقت لاحق.
آرثر: اتمنى لك التوفيق.
ستيفي: وانا اتمنى لك هذا.
آرثر: هل يمكنني الجلوس هنا؟
ستيفي: افعل هذا لاني مغادرة.
آرثر: هل انزعجت؟ انا آسف.
ستيفي: لا، الامر اني لم اجد ما ابحث عنه حتى الان، سآخذ استراحة واعود فيما بعد، فالهواء قد يعيد الي نشاطي.
أغلقت الدفترين التي كانت تسجل فيه ملاحظاتها و رسوماتها و خرجت من المكان، تأكد آرثر من ابتعادها من المكان ثم فتح الحاسوب المحمول الذي كان في وقع النوم، وضغط على زر التشعيل، فطلب الحاسوب المحمول منه ادخال الرقم السري، أدخل الرقم السري المعتاد في الجامعة لانه علم ان هذا الحاسوب المحمول خاص بالجامعة لكن الرقم السري كان خاطئا، فاعاد الشاشة الى ما كانت عليه، فتح الدفتر فشاهد رسوم وملاحظات دون ان يدقق فيها لكنه سرعان ما اغلقه قائلا في نفسه: لا يجب ان اتدخل في خصوصيات الاخرين، ان لم تكن مقتنعة باخباري فلا بأس.
عاد الى مكانه من جديد و الذي كان مقابل مكان جلوسها.
دخل كاي الى المقر قبل بوب الذي اسرع و تنادى باصدقائه الموجودين في المكان، خرج جميع الفتية الحاضرون في المكان، ادر كاي حينئذٍ انه ربما اخطأ في قراره، كان لاول مرة يشاهد فتيان في مثل سنه يستخدمون المسدسات وبندقيات القنص فتراجع خوفا الى الوراء لكن بوب دفعه الى الامام قائلا: لا تقلق، لن يفعلوا لك اي شيء.
O: مرحبا بك في مقرنا السري.
كاي: اهلا بك.
Z: لقد سمعت انك ماهر في استخدام المسدس، هل جربت بندقية القنص؟
كاي: أجل لكني لست محترفا كثيرا.
Z: على بعد كم يارد تستطيع التصويب.
كاي: 550 ياردا حتى الان ولا زلت اتدرب.
C: أكثر مما استطيع الاصابة منه.
كاي: حقا، هل ظننت اني فاشل في الاصابة.
K: لكنك لست أكثر مني بالطبع يا فتى.
كاي: ليس أكثر مني؟ ماذا تقصد؟
K: انا استطيع الاصابة من على بعد 820 ياردا.
كاي: 820 يا الهي. اين تدربت؟
K: لن أخبرك، لقد تدربت منذ فترة لا تتجاوز السنة.
B: كفانا ثرثرة، اعلم انك مندهش يا كاي، دعني اعرفك على اعضاء هذه العصابة.
كاي: عصابة؟؟!!
سددBفوهة المسدس على كاي وضغط الزناد مما اخافه كثيرا، قال له: استمع إلي يا كاي جيدا ، عليك تنفيذ اوامر K كما نفعل. وعليك ان لا تخبر احدا بهذا.
كاي: بوب، انا لن اشترك مع هذه المنظمة الاجرامية الخطيرة، لن اعمل لصالح احد.
B: هذا القرار ليس من صالحك لاني سأتخلص منك ان لم تستمع الي.
كاي: أكمل.
B: لن اثق بك حتى اتأكد من قدرتك على القتل.
كاي: اخبرتك اني لن اشترك معك في هذه المنظمة لذا دعني.
B: سافرغ هذه الرصاصة على رأسك ان لم تسمعني جيدا، ليكن هدفك الاول فتاة، امم ما رأيكم بسوزان جورج يا شباب.
K: اختر ما تشاء يا صديق.
Z: انا اعترض.
B: تعترض، لم؟
Z: لقد ارسل الي M رسالة يقول فيها ان سوزان لي، انا سأتخلص منها بمفردي، لا تقتلوها لاني سأفعل هذا مع مرور الوقت.
B: أقترح شخصا آخر.
K: لم نرهق نفسها في البحث عن أوليفيا التي خانتنا، لم لا نوكل له مهمة العثور عليها و التخلص منها.
B: لكن لم يرها، ولا يعرف عنها اي شيء.
: K سنرى مهاراته، ان لم يعثر عليها خلال شهر يسكون الموت هو مصيره لانه لا يستحق الانضمام بشكل رسمي في منظمتنا الاجرامية.
كاي: مع اني لست مقتنعا ولم افهم ام تعنوه، قبلت التحدي.
B: كاي، ولكن.
كاي: لا تقلق علي يا بوب، استطيع التحري عن هذه الفتاة التي تبحثون عنها بأسرع ما يمكن، هل لديك اشارة تدلنا عليها.
B: انا، لا املك.
كاي: اذا البحث عن فتاة لا اعرف عنها اي شيء عمل مستحيل.
K: انا لدي، صورة لها.
كاي: هذا قد يكون دليلا جيدا.
K: ستجد الصورة داخل هذا الهاتف، انه لك.
رمى K الهاتف النقال لكاي، كان هذا الهاتف النقال ذا لون رمادي كالذي كان يحمله ادوارد جاك، فقال K: لم نعد بحاجة الى هذا الهاتف بعد تخلصنا من ذلك المتمرد الذي كاد ان يوقعنا في قبضة العدالة، يمكنك اخذه فيه كل أرقام افراد هذه العصابة حتى الزعيم، هذا الهاتف لا يمكنه الاتصال مع الافراد فقط هو خاص لارسال الرسائل النصية.
كاي: حسنا.
Z: لنتوجه كعضو ثانوي من عصابتنا، ليكن رمزه K اوه، نسيت ان عندنا شخص يحمل هذا الرمز.
كاي: ليكن اذا R.
B: ما سبب اختيارك لحرف R.
R: لا ادري ولكني احب هذا الحرف كثيرا.
K: هذا ليس مهما يا R المهم ان تبدأ في البحث عن تلك الفتاة.
R: هل هناك دليل آخر يقودني اليها.
K: كل ما نستطيع اخبارك انها كانت تعمل معنا في تصنيع الاسلحة و كانت تضع الخطط لنا احيانا.
R: هذا الدليل لا يمكنني الاعتماد عليه بشكل كلي، هل هناك دليلا آخر.
K: لا ادري ولكن P قد يعلم بالامر لانه جاسوس عندنا.
R: اين اجده.
K: انه لا يأتي الى هنا كثيرا ولكنه قد يخبرك ان رسلت اليه رسالة الالكترونية مع اني اظن انه يخفي بعض الاشياء عنا.
R: سأفعل هذا، انا مغادر يا شباب.
T: اعلم بان كان خنتنا سيكون عقابك شديدا.
Z: لحضة يا R، انتظر قليلا.
R: ما الامر يا هذا.
Z: لا شك انك بحاجة إلى مسدس و بندقية القنص، فقد تحتاج اليهما في مهمتك، خذ هذه انها لي.
S: وهذه بندقيتي، سأعيرك اياها حتى تنتهي من المهمة.
ابتسم R ابتسامة خبيثة للغاية دون ان يلحظه احد و غادر المكان بعد ان اخفى المسدس و البندقية التي حصل عليها في حقيبة أعطاه اياها B او بوب.
في الليل كانت السماء ملبذة بغيوم كثيفة وبدأت بهطول الامطار معلنة بداية عاصفة رعدية. تجاوزت الساعة العاشرة بقليل و لم يعد برادلي و ستيفي الى المنزل حتى الان، بعد مدة قصيرة دخل برادلي الى المنزل مبلولا بالمطر المنهمر بغزارة، فقال بيأس بسيطره: لقد عدت.
رؤى: اين كنت ايها المشاغب الصغير؟ لم لم تتصل بي حتى آخذك.
برادلي: لم يكن أمامي خيار آخر.
رؤى: ما الذي حدث لك، تبدو يائسا.
برادلي بصوت عالي: المشكلة هي انني كلما بحثت عن دليل ادانة تلك العصابة وجدت امرا يعقدني أكثر من يخرجني من العقدة التي احاول فكها منذ مدة.
رؤى: ماذا تقصد من كلامك هذا؟
برادلي: لا داعي لمناقشة هذا مع شخص لا يفهمني، انا ذاهب الى غرفتي لاحل فروضي.
رؤى: هل تعرف اين ستيفي؟ لم تعد الى الان.
برادلي: لم تعد؟!؟ لا ادري عن مكانها.
رؤى: لقد ارسلت لي رسالة نصية تقول فيها انها ستتأخر في العودة الى المنزل، كان ذلك في الساعة السادسة، ثم أرسلت الي رسالة اخرى تقول انها بخير مع اشتداد العاصفة و ستعود خلال منتصف الليل ان تلاشت العاصفة او قلت.
برادلي: يا الهي لقد نسيت، هناك ما اريد ان أري بدر وقد نسيت هذا، سأذهب.
رؤى: لا احد يذهب في اي مكان، عليك انهاء فروضك المدرسية.
برادلي: كما اني نسيت الاطمئنان على سوزان، لقد وعدتها بذلك.
رؤى: ما فائدة الهاتف النقال، اتصل بهما.
برادلي: حسنا، حسنا، سأذهب الى غرفتي من أجل انهاء فروضي.
رؤى: ماذا عن العشاء؟
برادلي: لا اشعر برغبة في تناول الطعام الان.
كان الظلام يعوم حول المكان، لكنه يضاء عندما يلمع البرق ليظهر وجه كاي الغاضب و اليائس في الوقت ذاته، كان حاسوبه المحمول يعمل، دون فيه ملاحظاته بغضب شديد حتى ان صوت الضغط على لوحة المفاتيح كانت عالية عن الصوت المعتاد سماعه كالهمسات خفيفة، ثم قال بصوت منخفض يكاد يسمع: لا ادري ما الذي تخطط اليه تلك العصابة، طرف الخيط الذي اكتشفته هو العثور على أوليفيا صانعة الاسلحة وعلي اكتشاف علاقتها بالحروف ST.RL الموجودة في المسدس و البندقية التي اعطوني اياها اليوم، كما يجب التخلص منها، لا زلت أجهل عدم التصاق بصمات اصابع افراد تلك العصابة رغم عدم ارتدائهم للقفازات، الامر يبدو ليس كما توقعته.
توهج البرق بلمعان شديد في الخارج مما اغلق الكهرباء في المنطقة، بدت المنطقة مظلمة للغاية، لم يتحرك كاي من مكانه بل قال: ليكن أمل الغد اقوى من اليوم، فيوم جديد ينسي هم اليوم الذي سبقه، الامل و الايمان والعمل دليلا لنحاج مهمتي وكسب ثقة اعضاء تلك العصابة التي لم تقتنع بكلامي بعد.
لا يزال الظلام يسيطر المكان في المنطقة الغربية من باريس، ولم يهدأ العاصف من هيجانها بعد، دخلت ستيفي إلى المنزل كليا بسب المطر في الخارج، خلعت حذائها ووضعته في الارض التي لم تر شيئا، كان هناك ضوء قادم من المطبخ يتجه إلى الصالة، ام تكن تعرف عن القادم ولم تخمن من سيكون، اقترب الضوء أكثر منها و اتضحت ملامح القادم اليها، لقد كانت رؤى وهي تحمل منشفة، فاعطتها لستيفي وقال لها: نشفي نفسك قبل ان تصابي بالبرد.
ستيفي: أشكرك.
رؤى: لماذا لم تتصلي بي؟
ستيفي: لقد زننت انك و الانسة جيني نائمتان فلم أشأ ازعاجكما، واعتقد اني أخطأت في اعتقادي.
رؤى: حتى وان كنا كذلك، ما كان عليك العودة سيرا على الاقدام في هذا الوقت المتأخر و ماطر.
ستيفي: انا معتادة على العودة سيرا على الاقدام في اوقات متأخرة من الليل.
رؤى: لقد تغير الوضع، و أصبح من الخطورة الخروج سيرا على الاقدام في وقت متأخر من الليل.
ستيفي: لن اكررها.
رؤى: تبدين غير مبالية.
ستيفي: لقد استمعت لدرس كهذا أكثر من 100 مرة من والدتي، حتى اني اردده كلما عدت إلى المنزل متاخرة.
رؤى: عليك تطبيق ما تسمعيه اذا.
ستيفي: سأفكر في الامر، لاني لست مقتنعة ابدا، فاذا كان هناك شخص مستهدف من قبل شخص آخر فانه سيتخلص منه في أي وقت واي مكان، ولا اجد ما يفيدني ان طبقت مثل هذه الاشياء لم تبنى على اساس ثابت وصحيح.
رؤى: اساس غير ثابت.
ستيفي: سأذهب إلى غرفتي.
رؤى: ألن تتناولي العشاء؟
ستيفي: تناولته في الجامعة.
رؤى: من كان معك هناك؟
ستيفي: آرثر لكنه غادر قبل بداية العاصفة، لذا جلست اكمل ابحاثي وحيدة.
رؤى: تصبحين على خير.
ستيفي: تصبحين على خير.
صعدت ستيفي الدرج بعد ان ادركت مكانه، بينما قالت رؤى في نفسها وهي تذهب إلى غرفة الضيوف التي تنام فيها: هذه الفتاة - بلا شك - تخفي الكثير من الاسرار، وعلي معرفتهان وصلت ستيفي إلى نهاية الدرج وذهبت إلى غرفتها من أجل تغيير ملابسها ولكنها حينما امسكت بمقبض الباب قال لها برادلي: لا، ليس هذا وقت دخول الغرفة، فهناك ما أود الحديث عنك.
أستدت ستيفي ظهرها لباب غرفتها كما فعل برادلي ذلك، لكن الظلام كان يخفي ملامح كل واحد منهما رغم قرب المساة التي بينهما، فقال برادلي: بما انك كنت أسيرة مع تلك العصابة مع سوزان، هل لاحظت شيئا غريبا؟
ستيفي: غريبا؟ اين؟ في مكان الاسر او في العصابة ذاتها؟
برادلي: في العصابة ذاتها.
ستيفي: لا شيء مثير و غريب، لقد بدوا لي طبيعيين للغاية.
برادلي: من الغريب انه غريب مع انني لم اجد أي دليل يدينهم أو حتى الاصابع التي عادة ما تترك اثرا حين يلمس بشيء ما.
ستيفي: هل لا زلت تحقق فيهم، انس الامر وعش حياتك.
برادلي: ليس من عادتي ان اترادع عن كلمة اقولها، كما اني لن افعل هذا لاني بدأت اسير في خط مستقيم بعد ان كان ملتويا في السابق.
ستيفي: هذا يعني انك بدأت في السير إلى الامام.
برادلي: اجيبي عن سؤالي.
ستيفي: قد تحتاج يا برادلي إلى نوع من الخبرة في مجال اخفاء البصمات او مسحها.
برادلي: لم أفهم.
ستيفي: عليك ان تفكر في طريقة تجعل من بصمات الاصابع غير مرئية دون ارتداء القفازات او مسحها لضيق الوقت.
برادلي: طريقة تجعل من البصمات غير مرئية؟
ستيفي: انها خدعة قديمة.
برادلي: طريقة تجعل من البصمات غير مرئية ودون استخدام القفازات.
ستيفي: فكر في هذا.
برادلي: أخبريني الجواب.
ستيفي: لن أفعل، اتحداك في معرفة الطريقة قبل ذهابك إلى المدرسة في صباح الغد.
برادلي: هذا ان لم تغلق المدارس.
ادارت ستيفي ظهرها و أمسكت بمقبض الباب و انزلته لتفتح الباب ثم دخلت تاركة برادلي في حيرة من أمره.
كانت الاوضاع مختلفة في المشفى في الغرفة الخاصة التي تنام فيها السيدة ماكس دون ادراك ما حولها، حيث كانت سوزان نائمة على الكرسي دون احساسها بحدوث العاصفة او هبوب امطار غزيرة ولا ما يحدث حولها فقد كانت مرهقة من انجاز فروضها التي بدأت تزداد مع نهاية الترتيبات التي كانت مقررة من قبل المدرسة... دخل شخص إلى الغرفة الخاصة بالسيدة ماكس من فتحة التهوية وجلس في الكرسي المقابل لكرسي سوزان وقال والدموع وصلت إلى وجنتيه: انا حقا آسف، من المفترض ان اكون انا بجوارك وليست سوزان، لكن ماذا افعل عندما اكون مشغولا، لا شك انك تفهمينني جيدا، اعدك بأني لن اخذلك من جديد، سأعود قريبا، لذا انتظريني.
مع هدوء صوت الرياح و انخفاض معدل سقوط الامطار معلنا نهاية العاصفة، غط ذلك الشخص المجهول الذي لقب نقسه بالريشة البيضاء سوزان بالغطاء وترك لها الصفحة المفتوحة من الكتاب و اغلقها ثم غادر المكان بهدوء تام.
مع صوت العصافير المغردة في الصباح الباكر، و ظهر اشعة الشمس معلنة بداية صباح جديد استيقظت سوزان من نومها وأخذت الغطاء التي لم تعرف من الذي وضغ لها واغلقته ووضعته في حقيبتها ثم وضعت الرواية التي كانت تقرأها في حقيبة المدرسة، خرجت من الغرفة واتجهت إلى الاستقبال الموجود في القسم وقالت: صباح الخير.
الممرضة: صباح الخير.
سوزان: لدي استفسار.
الممرضة: تفضلي.
سوزان: هل تأتين إلى الغرف في الليل عادة لتفقد المرضى؟
الممرضة: القسم الخاص لا يسمح للممرضات بالدخول دون استئذان، ونحن عادة لا نزعج المرضى.
سوزان: اه، هل سأل احدهم في الليلة الماضية او قبلها عن غرفة رقم 114؟
الممرضة: كلا، لا احد.
سوزان: شكرا لك.
الممرضة: هل حدث شيء يا آنسة؟
سوزان: كلا، فقط استفسر، شكرا لك على الاهتمام.
الممرضة: هل يمكنني ان أسألك سؤالا؟
سوزان: بكل تأكيد.
الممرضة: ما علاقتك بالسيدة الموجودة في تلك الغرفة؟
سوزان: انها صديقة والدتي الراحلة كما اني صديق لابنها الوحيد.
الممرضة: آسفة على وفاة والدتك، كما اني آسفة ان ازعجتك بسؤالي.
سوزان: لا، انت لم تفعلي هذا.
الممرضة: يسعدني رؤيتك.
عادت سوزان إلى غرفتها في انتظار قدوم رؤى، دقائق معدودة طرق احدهم الباب، سمحت له بالدخول فكانت الشرطية جيني، فقال لسوزان: صباح الخير.
سوزان: صباح الخير، لا ارى الانسة رؤى، اين هي؟
جيني: لقد ذهبت إلى مركز الشرطة لاجتماع هام وطارئ سيقام في الساعة الثامنة.
سوزان: ولكن الساعة تشير إلى السابع الان.
جيني: أعلم هذا، لديها عمل آخر عليها القيام به.
سوزان: هذا هو الامر اذا.
جيني: ستذهبين إلى الحفل، أليس كذلك؟
سوزان: بكل تأكيد، اذا سمحت رافقيني إلى المركز التجاري لشراء مستلزمات الحفل.
جيني: سأفعل هذا بكل تأكيد، بعد عودتك من المدرسة.
دخلت سوزان إلى الغرفة التي كانت باردة للغاية، فقالت في نفسها: لماذا لم تشغلي المدفأة الكهربائة يا ستيفي.
ذهبت سوزان لتشغيل المدفأة حتى تدفأ الغرفة فلمحت ان ستيفي لم تتغطى، فاخذت الغطاء لتغطيتها لكنها لاحظت ان ستيفي تتعرق بشدة كأن احدهم اسكب الماء على وجهها. فخرجت من الغرفة وأخبرت جيني التي كانت في المطبخ تعد الافطار، فقالت جيني: احضري الترمومتر واتجهي إلى الغرفة.
سوزان: حاضر.
اسرعت سوزان إلى لاحظار الترمومتر من الصيدلية و اتجهت إلى الطابق العلوي فخرج برادلي من الغرفة: مابك؟ لم انت مسرعة؟
سوزان: ستيفي مريضة.
برادلي: لا شك انت تعرفين وجهة رؤى.
سوزان: أجل، لقد ذهبت إلى مركز الشرطة.
برادلي: اذهبي إلى المدرسة بمفردك، سالحق بك بعد ان اعرف ما الذي يجري هناك.
سوزان: انه اجتماع طارئ.
برادلي: انا ذاهب إلى مركز الشرطة ولن اتأخر في القدوم إلى المدرسة.
سوزان: أفعل ما تشلء
دخلت سوزان إلى غرفتها و اعططت الميزان (الترمومتر) لجيني، تفحصت جيني درجة حرارة ستيفي التي بلغت 39.5 درجة سيليزيةن فقالت جيني: سآخذها الى المشفى الان، اعتقد انها اصيبت بنزلة برد حادة.
سوزان: السبب واضح، هي لم تفتح المدفأة الكهربائة الليلة الماضية.
جيني: عجيب امرها، لم تشعر بالبرد مع انها عادت الى المنزل سيرا على الاقدام وسط العاصفة في الليلة الماضية.
سوزان: يا لها من عنيدة، لقد طلبت منها الاتصال بك لتقليها، لكنها لم تخبرك.
تأكدت سوزان من اقفالها للباب الرئيسي و اخذت تسير الى المدرسة لان الحافلة انطلقت قبل مدة ولم تكن جاهزة حينئذٍ، كانت تسير في الطريق وتلتفت تارة الى اليمين واخرى الى الشمال لتتأكد بانها ليست مراقبة ولا مطاردة من قبل تلك العصابة، فقال لها زاك الذي قدم من خلفها: صباح الخير.
سوزان: صباح الخير.
زاك: لم تلتفتين الى اليسار تارة وتارة الى اليمين؟
سوزان: ابحث عن احد ما.
زاك: من هو؟ ربما رأيته.
سوزان: لا تهتم، اعلم انها ذهبت الى المدرسة قبلي، ليس علي ان اشغل بالي بهذه الامور.
زاك: ليس علي التدخل في امور الفتيات انا آسف.
سوزان: غريب انت يا زاك، منزلك في نهاية العالم، ما الذي أحظرك الى هنا؟
زاك: لقد كنت في انتظار صديق.
سوزان: صديق؟
واك: اجل، لكنه اعتذر عن عدم قدومه.
سوزان: هكذا اذا، لقد ظننت...
لم تكمل سوزان جملتها وفضلت الصمت، فقال لها زاك: ما الذي ظننته؟
سوزان: لا شيء مهم فلا تشغل بالك.
زاك: لم لا نذهب الى المدرسة معا.
سوزان: انا آسفة، لقد منعني ابي من الذهاب مع شخص لا اثق به، مهما كانت هويته، انت تعرف ان الحياة في باريس خطرة بشكل كبير بوجود تلك العصابة.
زاك: وهل تشكين في؟
سوزان: لا، انا لم اقل هذا ولم اقصده كذلك، كل ما في الامر اني انفذ اوامر والدي.
تقدمت بخطوات أسرع من زاك لكنه لحق بها وقال: لنكمل حوار الامس.
سوزان: لقد اخبرتك بكل ما اعرفه.
زاك: لكني قلق من اختفاء مايكل المفاجئ.
سوزان: ألم تنس الموضوع؟
زاك: لم استطع نسيانه، فما يشغلني هو مكان مايكل... صحيح اين برادلي؟ فقد اخبرتني انكما تذهبان الى المدرسة معا، لا تقولي انك هربت منه من جديد.
سوزان: لم اهرب منه، بل هو الذي فعل ذلك.
زاك: ماذا تقصدين؟
سوزان: لقد خرج في مهمة هذا الصباح.
زاك: ما نوع هذه المهمة؟
سوزان: لا ادري، لكنه يتوقع حدوث جريمة قتل او سرقة او صفقة مشبوهة شيء من هذا القبيل.
زاك: الا يزال يحب التصوير؟
سوزان: لم يذهب من أجل التصوير بل التحقيق في ما قد يحدث.
زاك: يحقق؟
سوزان: ما بك؟ اقلت شيئا من المفترض ان لا الفظه؟
زاك: لا شيء، كل ما في الامر اني لم اعتقد انه سيحب التحقيق يوما ما.
سوزان في نفسها: لم يحبها، ولكنه يحقق من أجلي اخراجي من الورطة التي وقعت فيها.
زاك: لقد خرجنا من موضوع مايكل، لقد فكرت في تفتيش غرفته، لكني عندما وصلت الى منزله في الليلة الماضية كان مضلما و شاحبا.
سوزان: انه كذلك، فلا احد في المنزل.
زاك: اعلم ان والده سافر الى ايطاليا، ولكن ماذا عن والدته؟
سوزان: انها في المشفى.
زاك: لم لم تخبريني؟
سوزان: هذا لانك لم تسالني.
السيد جورج بعتاب: ماذا تفعلان هنا ايها المشاكسان؟
برادلي: لقد توقعت حدوث جريمة قتل أو سرقة او ابتزاز، كما اني قلق على غيابك هنا.
بدر: سيدي لقد تبعت برادلي عندما شاهدته في الطريق.
السيد جورج: حماسكما ليس في محله، فكل ما في الامر انه عطل في النظام وعلينا تصحيحه قبل بدء الاجتماع.
برادلي: لقد اخطأت في التقدير مرة أخرى.
السيد جورج: عليك ان لا تتسرع في الحكم مرة أخرى.
رؤى: سيدي لا تعاتبهما، لقد دفعهما الفضول في القدوم الى هنا.
جنى: لم لا تسمح لبرادلي وبدر في مساعتدنا في حل قضية THE 13045.
السيد جورج: لن ادع لهذين المشاغبين حل قضية تلفها الغموض من كل الجهات، كما انه ليس من اختصاصهما.
رائد: لكن برادلي يا سيدي كشف جزء من الغموض الذي لم نستطع اكتشافه. لقد اكد لنا بأن جريمتي الانتحار ليست كذلك فهي من ارتكاب تلك العصابة كما ان حريق منزل السيد جيمس مرتكبها احد اعضاء تلك العصابة كذبلك، فعل هذا من أجل التخلص من السيد والسيدة جيمس كما انه وضع خطة لم تخطر على بال احد في اكتشاف مخططات تلك العصابة.
السيد جورج: برادلي، ألم اقل لك ان لا تتدخل في هذه الامور.
برادلي: انا آسف يا أبي، لم اكن اقصد ايقاع نفسي في المشاكل ولكني ارى اني الوحيد الذي استطيع تنفيذ تلك الخطة التي وضعتها.
جابر: اسمح له بتنفيذ تلك الخطة، لقد حدثتني جنى عنه، انه في غاية الدقة والاتقان.
السيد جورج: لا زلت غير مقتنع بشكل كلي بان يتدخل برادلي في عملنا، شادية.
شادية: نعم سيدي.
السيدة: اصطحبي الشقيان الى المدرسة.
شادية: حاضر، تعاليا معي اذا سمحتما.
خرجت شادية يليها الصبيان، فقالت جنى: هل لي بسؤال يا سيدي؟
السيد جورج: بكل تأكيد.
جنى: هل لي بأن اعرف لم لا تسمح لبرادلي في التدخل في حل قضية تلك العصابة مع انه ذكي و قادر على ادارة تحقيق هذه القضية الشائكة.
السيد جورج: هذا لاني لا اريد ان افقد ثاني ابنائي.
جنى: اسف يا سيدي ان ازعجتك بسؤالي هذا.
رائد: لم لا تكلف برادلي القضايا السهلة حتى يتدرب على القيام بالتحقيقات بشكل أفضل.
السيد جورج: انه غير مؤهل للقيام بهذا النوع من الاعمال.
رائد: سيدي، لقد لمحت في برادلي الذكاء و سرعة الفهم و الاستنتاج الرائع كذلك دقة الملاحظة، ان لديه الكثير من المؤهلات ليكون شرطي المستقبل.
جابر: انا ايضا مع رائد مع انيس لم اقابله بشكل كلي وتعرفت اليه جيدا، يستطيع الدفاع عن نفسه باستخدام المسدس.
السيد جورج: بما انكم مصممون، سافكر في الامر.
رؤى: سيدي انت بحاجة الى الراحة، كما عليك البقاء مع ابنائك في هذا الوقتن عليك ان تأخذ اجازة وتكون مرتاح البال.
السيد جورج: ماذا عن تلك القضية التي لم ننته منها؟
جابر: لا تشغل بالك يا سيدي، سأتولى ادارتها بدلا عنك.
السيد جورج: سافعل هذا، انا اثق بكم يا شباب.
رائد: سنكون عند حسن ظنك.
ابتسم السيد جورج وغادر المكان، فقال جابر: هيا، حان وقت العمل.
رؤى: اهتممنا بالرئيس ونسينا الوزير.
رائد: لقد عرفت مخطط تلك العصابة التالي.
جابر: ما هو؟
رائد: يوم الجمعة في الحفلة التي تقام في THM، سنسدد رصاصتنا على البنفسج وذلك حين ينفتح الستار.
جابر: لم لم تقل هذا من قبل.
رائد: لقد تذكرت هذا اليوم.
جابر: هل لديك اي معلومة عن هذه الرسالة؟
رائد: لا شيء، حتى اني لم اجد اثار بصمات في الورقة.
جابر: الامر غريب حقا، كيف لم تنتبه العصابة على سقوط ورقة كهذه؟
رائد: انا أجهل سبب عدم التصاق بصمات الاصابع في الورقة.
جابر: THM، كأني استمعت الى هذه الرموز في مكان ما.
رؤى: Tim hotel Montparnasse، هذا هو الجواب الذي تبحثون عنه.
جابر: بقي علينا معرفة موعد اطلاق النار و المستهدف الاساسي لهذه العملية.
رؤى: يجب علينا الذهاب الى الحفلة التي تقام اليوم ونعرف كل الغموض التي تدور في تلك القضية.
جنى: آمل ذلك.
كانت المعلمة تشرح درس العلوم الذي يتحدث عن النباتات وخلاياها، فقالت سوزان بصوت خافت: لم يأت برادلي بعد.
سامي محاورة سوزان بصوت منخفض: هل من مشكلة؟
سوزان: اني اتسائل عن سبب تأخر برادلي وبدر في الوصول، لقد اخبرني برادلي بأنه لن يتأخر في مركز الشرطة.
ايلي: يا فتيات، ألن تشاركنني في الحديث؟
سوزان: الامر ليس بالضرورة، كل ما في الامر انني اسال عن سبب تأخر برادلي.
المعلمة: ايتها الفتيات عم تتحدثن؟
سوزان: اننا نتسائل عن سبب تأخر برادلي و بدر في القدوم الى هنا.
المعلمة: هل تعرفين يا سوزان؟
سوزان: برادلي ذهب الى مقر عمل والدي، ولا شك انه تقابل مع بدر وذهبا معا، فهما لا يفترقان ابدا.
زاك: ايتها المعلمة، برادلي وبدر عندما يتقابلا يختفيان عن الانظار نهائيا، كأنهما يخططان لشيء ما.
طرق احدهم الباب فسمحت المعلمة له بالدخول فكان برادلي، فقال: صباح الخير، عذرا على التاخر.
بدر: مرحبا، آسف على تاخري.
المعلمة: ما سبب تاخركما؟
برادلي: لقد ذهبت الى مقر عمل والدي وصادفت بدر هناك.
بدر: أجل، لقد طلب اخي مني احظار شيء له بسبب نسيانه.
المعلمة: اذهبا الى مقعديكما في الحال.
برادلي وبدر في الوقت ذاته: حاضر.
اخرجت ساشا هاتفها المحمول واتصلت بسيفي للمرة العاشرة لتسأل عن سبب غيابها، وقد بدت قلقة للغاية و حائرة وشاردة الذهن كذلك، بسبب عدم رد ستيفي على اتصالاتها، فقال لها آرثر: اهلا.
ساشا: مرحبا.
آرثر: هل تعرفين سبب تغيب ستيفي المفاجئ؟
ساشا: كلا انا اجهل هذا.
آرثر: انها لا ترد على الهاتف النقال ولا حتى العقد، آخر مرة تواصلت معها كان في ساعة التاسعة من مساء الامس، لقد تواصلنا عبر الرسائل النصية، ولم تقل اي شيء غريب.
ساشا: بدأت اقلق اكثر فاكثر.
آرثر: اخشى انها اصيبت بمكروه.
ساشا: يجدر بنا التصرف في اسرع وقت.
آرثر: سأحاول الاتصال بسوزان، علها تفيدني بشيء.
ساشا: أرجوك اعلمني في الحال ان علمت.
آرثر: سافعل هذا.
ساشا: شكرا لك.
آرثر: سأغادر المكان.
برادلي: متى ستنجزين مشروع العلوم؟
سوزان: إعلم أن المشروع مشترك بيننا، ويجب ان تساعدني فيه.
برادلي: اني مشغول كثيرا، اكتبي قائمة بالاشياء التي تريدينها لانجاز المشروع وسأحظرها لك من السوق.
سوزان: ما اريده منك ان تساعدني، اتظن ان التسكع في الشوارع هو سبب انشغالك.
برادلي: كلا، انا اذهب للملعب للتدرب على مباريات كرة القدم القائمة على مستوى المدارس.
سوزان: الغ هذه التدريبات من أجل اعداد المشروع.
برادلي: يطلب منك المدرب العودة الى الفريق فنحن بحاجة اليك.
سوزان: اخبرتك منذ زمن ان لعبة كرة القدم خاص بالفتيان فقط.
برادلي: أخبريني اذا عن سبب اشتراكك في التدريبات و المشاركة في اللعبة السنة الدراسية الماضية.
سوزان: لم اعد اجد ما يسليني في لعبة كرة القدم.
دخلت سوزان الى المنزل خلفها برادلي الذي كان يأمل ان يذهب الى الحفل، خلعا حذائيهما وارتديا حذاء المنزل، قالت جيني: مرحبا.
برادلي وسوزان: أهلا.
جيني: تعتذر ستيفي عن قدومها للحفل بسبب اصباتها بالزكام الشديد.
سوزان: اين هي؟
جيني: طلب مني الطبيب ابقائها في المشفى لتسجيل حالتها.
سوزان: آآه، كنت آمل ان تذهب معي.
استغل برادلي الفرصة قائلا: ما رأيك بأن اذهب معك؟
سوزان: ومنذ متى وانت تهتم بالحفلات؟
برادلي: أرجوك.
سوزان: كلا.
برادلي: غيري رأيك، فقد تحتاجين الي.
سوزان: لن ادعك تذهب معي، انتظريني يا آنسة، سأغير ملابسي.
جيني: حسنا.
صعدت سوزان الى الطابق العلوي، فقال برادلي: هل عاد والدي الى المنزل؟
جيني: كلا، فهو مشغول كثيرا.
برادلي: استطيع ان اووكد لك وجود شخص الى هذا المنزل.
جيني: لم يات احد الى هنا، لقد كنت جالسة بمفردي طوال اليوم.
هل حقا عاد السيد جورج إلى المنزل و هل ستستهف العصابة ضحيتهم البنفسج أم يحدث شيء آخر، وهل سيظهر زاك من جديد، هل هذا وأكثر في الجزء القادم.
المفضلات