بسم الله الرحمن الرحيم
يوم عاشوراء له فضيله معروفه منذ القدم
وصومه بين الأنبياء كان معروفاً فلقد صامه نوح وموسى عليهما السلام ..
وكان أهل الكتاب يصومونه وكذلك قريش في الجاهليه كانت تصومه .
قال دلهم بن صالح قلت لعكرمه: عاشوراء ما أمره ؟ قال : أذنبت قريش في الجاهلية ذنباً فتعاضم في صدورهم فسألوا : ماتوبتهم؟ قيل: صوم عاشوراء يوم العاشر من المحرم
وللنبي في صيامه أربع حالات..
الحاله الأولى في مكه:
كان يصومه بمكه ولايأمر الناس بصومه , ففي الصحيحين عن عائشه رضي الله عنها قالت: كان عاشوراء يوماً تصومه قريش في الجاهلية
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصومه . فلمه قدم المدينه صامه وأمر بصيامه فلما نزلت فريضة شهر رمضان كان رمضان هو الذي يصومه فترك يوم عاشوراء فمن شاء
صامه ومن شاء أفطره.
أما الحاله الثانيه في المدينه:
أن النبي لما قدم للمدينه ورأى صيام أهل الكتاب له وتعظيمهم له , وكان يحب موافقتهم فيما لم يؤمر به صامه وأمر الناس بصيامه
وأكد الأمر بصيامه وحث عليه
حتى كانوا يصومونه أطفالهم !!
ففي الصحيحين عن ابن عباس قال: قدم رسول الله المدينه فوجد اليهوم صياماً يوم عاشوراء فقال لهم رسول الله : (( ماهذا اليوم الذي تصومونه))
قالوا : هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وقومه فصامه موسى شكراً فنحن نصومه
فقال رسول الله : (( فنحن أحق وأولى بموسى منكم)) فصامه رسول الله وأمر بصيامه.
وقد أختلف العلماء رضي الله عنهم : هل كان يصوم يوم عاشوراء قبل فرض شهر رمضان واجباً أم كان سنه متأكده؟؟
على قولين مشهورين ومذهب أبي حنيفه أنه كان واجباً حينئذ , وهو ظاهر كلام الإمام أحمد وأبي بكر الاثرم.
وقال الشافعي رحمه الله : بل كان متأكد الاستحباب فقط وهو قول كثير من أصحابنا وغيره.
أما الحاله الثالثه :
أنه لما فرض صيام شهر رمضان ترك النبي صلى الله عليه وسلم أمر الصحابه بصيام عاشوراء وتأكيد فيه .
وفي الصحيحين أيضاً عن معاويه قال: سمعت رسو الله
يقول: (( هذا يوم عاشوراء ولم يكتب الله عليكم صيامه وأنا صائم , فمن شاء فليصم , ومن شاء فليفطر)).
وفيه أيضاً عن جابر بن سمرة قال: كان رسول الله يامرنا بصيام يوم عاشوراء ويحثنا عليه ويتعاهدنا عنده فلم فرض رمضان لم يأمرنا ولم ينهنا عنه ولم يتعاهدنا عنده.
فهذه الأحاديث كلها تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجدد أمر الناس بصيامه بعد فرض صيام رمضان بل تركهم على ماكانوا عليه من غير نهي عن صيامه
فإن كان أمره صلى الله عليه وسلم بصيامه قبل فرض صيام شهر رمضان للوجوب
فإنه يبني على أن الوجوب إذا نسخ فهل يبقى الاستحباب أم لا؟؟
وفيه اختلاف مشهور بين العلماء رضي الله عنهم
وإن كان أمره للاستحباب المؤكد فقد قيل: إنه لازال التأكيد وبقي أصل الاستحباب
ويدل على بقاء استحبابه قول ابن عباس رضي الله عنهما : لم أر رسول الله يصوم يوماً يتحرى فضله على الأيام إلا يوم عاشوراء وشهر رمضان .
وفي الصحيح مسلم عن أبي قتاده أن رجلاً سأل النبي عن صيام عاشوراء فقال: (( أحتسب على الله أن يكفر السنه التي قبله )).
أما الحاله الرابعه:
أن النبي صلى الله عليه وسلم عزم في آخر عمره على أن لايصومه مفرداً
بل يضم إليه يوم آخر مخالفة لأهل الكتاب في صيامه
ففي صحيح مسلم عن ابن عباس أنه قال حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم عاشوراء وأمر بصيامه
قالوا: يارسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى
فقال رسول الله : (( فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع))قال فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم
وفي مسند الإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( صوموا يوم عاشوراء وخالفوا اليهود ,صوموا قبله يوماً وبعده يوماً))
عن أبي اسحاق ولفظه قال: (( إن المحرم شهر الله وهو رأس السنه تكتب فيه الكتب ويؤرخ في التاريخ وفيه تضرب
الورق وفيه يوم تاب فيه قوم فتاب الله عليهم فلا يمر بك إلا صمته)). يعني يوم عاشوراء.
جمعته من كتاب (( لطائف المعارف فيما لمواسم العام من وظائف ))
أتمنى إنكم أستفدتم ..
المفضلات