أين انتم؟؟؟؟؟

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: أين انتم؟؟؟؟؟

مشاهدة المواضيع

  1. #1


    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المـشـــاركــات
    36
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Post أين انتم؟؟؟؟؟

    "بسم الله الرحمن الرحيم"
    في الليل ،عدت إلى داري وأسرعت للفراش..
    وعَمِي المصباح عن يميني فجأة ،فنهضت استكشف الخبر..
    وسألت أخي الذي يسهر غالباً كيف غابت الأضواء..

    ولم أجده..ولم أجد أحداً في البيت.

    خرجت إلى باحة الحي الذي أظلم تماماً ،وبحثت عن أصحاب الليل ،غير أني لم أسمع صوتاً
    ولم أشتم نفَساً ،غير أنفاس السكون الصامتة.

    وتعجلت في القرار ،فتوسطت المدينة التي غادرها أهلها ،وسحبت ساقي إلى طرفها فوجدت جانبه
    طفلاً ينتظر.
    قال لي وحسن وجهه ينير في العتمة ،وصوته يتمايل بالغناء:"مالذي تفعله هنا؟ قد غادر قومك منذ زمن"
    قلت:"أين ذهبوا ياحارس الليل؟؟ أين سافر الأهلون وتركوني؟"

    فأشار إلى طريق أعرج وعر يمتلئ بانحدارات غير موزونة ،وتركته للصمت.

    ووقفت على الطريق ،فوجدته مبينّاً بخطوات سائر وألفيت لدى أوله رجل أشيب له طالع منفّر
    وسألته:"هل مر رفاقي من هنا؟"
    قال:"نعم. اتبعهم يابني"

    فتقدمت إليه ،وألقيت قدمي فيه فمشيت خطوتين ثم تراجعت والشيخ من ورائي يحضني ،ويدعمني
    فاخترت أن أمضي ،ثم بدا لي أن أرجع.

    وسلكته عائداً والشيخ في أوله ينظر إلي ،ودخلت مدينتي الخالية ونظرت في مآذنها فلم ترتد إلي عيني بأحد
    ودخلت البيت فجلست ،ومر يومان دون أن يجيبني أحد.

    واخترت أن أذهب لأصحابي ،ففعلت ماأسلفت وشجعني الشيخ على عبور الوحل إلى رفقتي ،وقطعت في الطريق أكثر من نصفه.
    وآثرت العودة مرة ثانية ،ورآني الشيخ فعاتبني ومنعني سبيل الرجعة.
    وتخلصت منه ببعض القوة ،واجتمعت بوحدتي في مدينة خالية.


    وكان الأمر قاسياً على نفسي ،فحزمت أمري وعدت فإذا الشيخ جالس كأنه ينتظرني ،وتنهد بارتياح حين دخلت في طريقه.
    وتعمقت في السَلَك العرج وتبعت خطواته خطوة من بعدها خطوة ،ووصلت إلى عمران يعيش فيه الناس ورأيت بينهم وجوه رفقتي
    أمي
    وأخي
    وصديقي
    وغيرهم
    فحييتهم أجمعين ،ودخلت داري الجديدة ،وغططت في النوم حتى الصباح.
    ولما أن تيقظ جسدي مكتفياً بساعات السبات التي حصدها ،نادتني أمي أن فلاناً قد مات ،فتعال نعزي فيه.
    وتبعت الميت إلى حفرته.

    ووعيت الصبح التالي على خبر مثله ،أن فلاناً قد مات ،ومشيت في جنازته.
    وصارت زورات الزائر تثقل على أهل المدينة ،فيكرموه برجلين أو ثلاثة في كل يوم

    وفزعت ،وأردت العودة لئلا أكون المذبوح التالي.
    ذهبت إلى الطريق المتعرج ،ووجدت الأشيب بهيئته القبيحة ينظر إلي.
    وعدوت على طول الطريق ,والتفتّ ورائي على صخب من الناس ،فرأيتهم يتبعونني

    ومنعنا الرجل أن نعود لمدينتنا ,ودافعناه جميعنا حتى غلبناه ودخلنا المدينة.
    ورأيت الصبي الوسيم يحفر مكاناً أسفل رجليه ويتلاشى داخله.

    وكبّر الناس وهللوا ،وحملوا الحجارة ،ورأيت موكبهم - وكنت معهم - يلقيها باتجاه موحد ذاكراً اسم الله ،ويلبي دعوته.


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
    المصباح جانب السرير: نور الحق.
    خلاء المدينة: غربة المؤمن.
    الطفل الوسيم: يمثل الدنيا الجميلة.
    الرجل الأشيب والطريق: الشيطان وخطواته.
    المدينة الأخرة: الحياة التي لاترضي الله.
    والزائر:ملك الموت.
    والحجارة :جمار الحج.


    "يأتي على الناس زمان القابض على دينة كالقابض على الجمر" (رواه الترمذي)

    في أمان الله
    إلى اللقاء...في موضوع جديد بإذن الله.


    التعديل الأخير تم بواسطة Sos_chan ; 19-3-2012 الساعة 07:10 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...