وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلين عزيزتي Ran san
موضوعك أعاد لي ذكريات قديمة كنت أحاول تجاهلها
أجمل ما في موضوعك
أنك لم تخسري الحلم وأنك استعطت تجاوز الأزمة
ومرحلة اليأس التي تملكتك
هل دخلت الى بحر الظلام يوما ما ؟ هل تستطيع ذكر ذلك الموقف؟
هل خرجت منه بنفسك ام انك شددت باحبل المساعده من احدهم؟
ام ان هنالك من انتزعك منه ؟ لاتقل لي انك ماتزال غارقا به !
نعم دخلت هذا البحر المظلم
كان ذلك منذ سبع سنوات على ما اعتقد
سأبدأ بسرد قصتي رغم أنها طويلة بعض الشيء
كانت البداية قبيل الاختبارات الثانوية العامة عندما
سألتني معلمة الكيمياء عن الكلية التي سأدخلها
فأخبرتها أني لن أستطيع إكمال الدراسة في السعودية
وأني قد أطر للعودة لبلادي
عندها قامت المعلمة جزاها الله خيرا بالبحث لي عن منحة لاكمال دراستي
لأنها تشعر من الظلم أن تبقى طالبة مثلي بلا دراسة أو اكمال تعليمها
المهم وقد حصلت لي على منحة في إحدى الكليات الأهلية
وتم دعوتي مع إحدى صديقاتي للتقديم في هذه الكلية
عموما وبعد الانتهاء مباشرة من اختبارات الوزارة
>> ما أصعبها من أيام شفنا فيها الويل
تم اكمال اوراق التقديم في الكلية
وبعد الاختبارات الروتينية والمقابلة الشخصية
تم تقليص الطالبات إلى ستة طالبات
كنت أنا مع صديقتي ضمن المرشحات لدخول المقابلة النهائية
ومن قبل طلبت مني بنت جارنا أن أقدم أوراقي
في جامعة الملك عبد العزيز لطلب منحة من قسم البنين
وأكدت لي أني سأقبل
فقدمت أوراقي فيها لكن تركيزي كان منصب على الكلية الأهلية
المهم في يوم المقابلة النهائية
كنت بأحسن أحوالي وكانت درجاتي أفضل من الجميع
وعندما دخلت المقابلة شعرت أني أجبت بلا أي خوف أو تردد
بل شعرت أني أجبت بثقة
أما البقية فكل واحدة تخرج وتقول انها لم تجب جيدا في المقابلة
وعندما عندنا للمنزل في نفس اليوم اتصلت صديقتي في العصر
وتقول لي لماذا لم تتصلي بي وتخبريني أنه تم قبولك
قلت لها ماذا قبول قبول في ماذا؟؟
قالت في الكلية الأهلية اتصلوا علي وأخبروني أني قبلت
وأكيد انت قبولك والا لا؟؟
قلت لها مافي أحد اتصل علي
عندها لم أشعر ودموعي تتساقط بغزارة
حلمي بإكمال دراستي يبدو أنه تبدد
أمي تحاول تهدئتي
وتقول لي يمكن ليس فيه خير لك لا تحزني
ولكني أشعر بالقهر درجاتي هي الأفضل والوحيدة وشعرت أني
أجدت في المقابلة وهم جعلوني أحس بهذا
وفي النهاية تم أخذ من هي درجاتها أقل مني
وقتها عشت في دوامة وأظلمت الدنيا في عيني
لكن وقوف أمي وصديقتي المقربة جدا
ساعدني على انتشالي من هذه الدوامة
وبعدها عشت أيامي في البيت
كان كل ما أقوم به تدريس أخوتي ومساعدتهم
مرت الأيام وجميع من أعرفهم يكملون دراستهم
أما أنا فظروف عائلتي لم تسمح بذلك
كما أني لا استطيع الدراسة بالخارج لأني أرفض الاختلاط
في البداية كنت صابرة وأتحمل
لكن في النهاية اصبحت متقلبة المزاج
يمكن تراني أبكي فجأة بدون مقدمات
حاولت الالتجاء إلى الله سبحانه
كما أن وقوف والدتي وصديقتي المقربة ساعدني كثيرا
المهم بعد ستة أشهر جاءني اتصال على هاتف البيت
ولحسن الحظ أني من قام بالرد
اسمع المتصل يقول هل هذا منزل الأخت فلانة بنت فلان
فأجبت نعم فقال نحن جامعة الملك عبد العزيز وقد تم قبول الأخت في الجامعة
تقولوا قالوا لي ربحت مليون ريال
الدنيا ماكانت تسعني من الفرحة
أسرعت إلى أمي وأخبرتها
وكم كانت هي سعيدة أنه تعبي لم يذهب هباء
الحمد لله ارتفعت معنوياتي كثيرا
وكنت أحاول أن أخبر صديقتي المقربة لكن لم أستطع الوصول إليها
كنت أظن أنها منشغلة بدراستها
فكنت كثيرا ما أتصل بها وتكون منشغلة بالامتحانات التي لا تنتهي
وفي يوم من الأيام عندما كنت حاضرة حفل زفاف
كان هناك تواجد لكثير من صديقات الثانوية
وأثناء حديثنا مع بعض
قالت إحداهن هل سمعتم ماذا حدث لبنت آل فلان
وفي نفسي ماذا اسمع هذه صديقتي
لا يبدو انه تشابه في الأسماء فقط
وهم يتحدثوا أنها تعرضت لحادث أدى إلى تهشم جمجمتها
ودخولها في العناية المركزة ولكن الحالة أصعب من أن تعيش
وأنها توفت
طبعا هم ما يعرفوا أنها صديقتي المقربة وأني أعرفها
المهم رجعت البيت ويدي على قلبي
وأحاول تكذيب الخبر
واليوم الذي يليه فيه حفل عقد قران بنت جارنا
ولكن يجب أن أطمئن في البداية على صديقتي
قمت بالاتصال ونبضات قلبي تتزايد
قامت والدة صديقتي بالرد سألتها هل من الممكن أن أتحدث إلى فلانة؟
صرخت في وجهي من أنتي؟
قلت أنا فلانة
فقالت لي فلانة (صديقتي) ماتت
تعرفوا كل أنواع الصدمات والتبلم
كلها حدثت معي في هذه اللحظة
وحدث هرج ومرج وكنت بانتظار أي شخص يرد علي
ثم جاءت أخت صديقتي وردت علي
سألتها كيف حدث فأخبرتني كما سمعت بالضبط
سألتها لماذا لم تخبريني؟؟
قالت آسفة لقد نسيت أم لم أجد وقت (لا أذكر تماما)
عموما عزيتها وأغلقت الهاتف وذهبت أفرغ الحزن على صديقتي
التي لم استطع أن أخبرها بخبر كان ستفرح كثيرا بسماعه
أحزن على أني آخر من يعلم وهي المقربة بالنسبة لي
أحزن أني لم قعد معها في آخر يوم دراسي واشبع من شوفتها
حاول الجميع تهدئتي لكن لم يفلح الموضوع
في النهاية أخذت مصحفي وقرأت وقرأت حتى شعرت أن نفسي هدأت
كنت أهدأ قليلا ولكن تعود وتتساقط دموعي
استمر معي الحال لأيام وملجأي كان الله وحده وأملي بأن آلقاها في جنة الفردوس الأعلى
رحمك الله ياصديقتي العزيزة وأسأل الله أن يظلني معك تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله
ورحم الله جدتك أختي Ran san واموات المسلمين جميعا
وعذرا على الاطالة الزائدة
تقبلي مروري
المفضلات