الحمد لله الذي جعل الإسناد من خصائص هذه الأمة ، فعلم الصحيح من السقيم ، نحمده سبحانه على منّه وفضله وكريم جوده .. ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ..
وأشهد أن سيدنا محمد المرسل بالآيات الباهرة ، والمعجزات المتواترة ، والمخصوص بكل شرف وفضيلة ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأنصاره وحزبه ، الذين صار الدين بهم عزيزا ، بعد فشو كل شاذ ومنكر ورذيلة ، ورضي الله عن أتباعهم المعول على إجماعهم ممن اقتفى أثره وسلك سبيله ، صلاة وسلاما دائمين غير مضطربين ينال بهما العبد في الدارين تأميله .
إن العناية بالسنة النبوية أمراً مهماً، لأنه ينبني عليها أمرٌ مهم وهو ما كلف الله به العباد من عقائد وعبادات وأخلاق وغير ذلك.
وثبوت السنة إلى النبي صلى الله عليه وسلّم يختص بالحديث، لأن القرآن نُقل إلينا نقلاً متواتراً قطعياً، لفظاً ومعنى، ونقله الأصاغر عن الأكابر فلا يحتاج إلى البحث عن ثبوته.
وقد اعتنى العلماء قديماً وحديثاً بعلم الحديث ، وصنفوا فيه الكتب .
قال عبد الله بن المبارك : "الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء" .
كل العلوم سوى القرآن مشغلة ... إلا الحديث والفـقـه فــــــي الديــن
العلم ما كان فيه: قال حدثنا ... وما سوى ذلك وسواس الشياطين
ولولا الإطالة لذكرنا لكم مقدمة في أهمية علم مصطلح الحديث وللفائدة هذا رابط المكتبة الشاملة (شرح ألفية العراقي للشيخ عبد الكريم الخضير) للتحميل ..
فإن موضوعنا اليوم متعلق بعلم مصطلح الحديث من حيث تواتر أحاديث المهدي ودرجات الحديث من صحيح وحسن وضعيف وموضوع .... وغير ذلك .
وإكمالاً لما بدأناه ؛ من عقيدة أهل السنة والجماعة في المهدي ، وقد ذكرنا في الموضوعين السابقين (مقدمة في علم الغيبيات ، وعن سيرة المهدي "أسمه ونسبه وبعض أخباره") للإطلاع على الموضوعين تفضل هنا1 وهنا2
وسنذكر اليوم : ( تواتر احاديث المهدي ، وما يُظن تعارضه مع الاحاديث الواردة في المهدي ، ونزول عيسى عليه السلام وصلاته خلف المهدي ، وغير ذلك )
هذا ونسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعل عملنا هذا خالصاً لوجهه الكريم وأن يرشدنا إلى الصراط المستقيم ويثبتنا على عقيدة السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم .
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
المفضلات