مرحبا جميعاً..كيف أحوالكم؟!
من زمان ما نزَّلت موضوع بقسم قلم الأعضاء فقلت لنفسي لازم أنزّل موضوع مفيد .. فكان اختياري أحد الكتب المرصوفة على أرفف مكتبتي الجميلة .. ربما قد يكون أحدكم قد قرأه وآخر سمع عنه وبعضهم لم يعرفه فهنا سأقوم بسرده كاملاً بإذنه تعالى وسيكون هذا على مراحل وأدعوه أن يوفقني على إتمام هذا العمل وإتقانه .. فإن كان من خير فهو من الله وإن كان من خطأ فهو من نفسي وجميع الحقوق محفوظة لصاحبة الكتاب "سلوى العضيدان" جزاها الله خيراً ..
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
وبعد ...
قد تتساءل أيها القارئ الكريم عن سبب اختياري لمادة هذا الموضوع ..فدعني أصارحك وإن كنت أحسبني لا أذيع سراً حين أفعل !!
أردت أن أبعث برسالة صادقة لكل إنسان استسلم لليأس والفشل حتى ما عاد يرى بصيص من الأمل يدعوه للتفاؤل والمضي قدماً في هذه الحياة !
أردته أن يتأمل قصص هؤلاء العظماء وكيف تغلبوا على لحظات القنوط والظلام .. وأن أمنحه شيئاً من الأمل الذي أطمع أن يتسلل إلى نفسه المتشائمة فيمحو عنها شيئاً من لحظات اليأس التي أحالت أيامه إلى حلكة معتمة لا بصيص لخيوط النور فيها !
أردت أن أخبره بأن اليأس حين يتحكم في النفس فإنه يقتلها ويفقدها لذة السعادة والحياة فتستسلم له بانهزام ليسحبها فيما بعد من عنفوان الحياة ودفئها إلى حيث برودة الأحلام الموءودة والأماني المذبوحة بسلاحه البغيض..
ويجب أن تعلم أيها القارئ الكريم بأن العظماء ليس شرطاً أن يكونوا ممن رست سفن التاريخ على موانئ حياتهم ذات يوم .. بل إنني أعتقد جازمة بأن كل إنسان حارب اليأس والفشل وسجل أسطورة نجاحه بكل إرادة وتصميم فإنه حري به أنا يكون عظيماً حتى وإن كان إنساناً بسيطاً في نظر الآخرين ... !!
أتمنى أيها القارئ الكريم أن تجد بين دفتي هذا الموضوع شيئاً من الأمل الذي يجعلك تؤمن تماماً بأن الإنسان الناجح لا يستسلم أبداً لأعاصير اليأس والفشل ..
تأمل آيات القرآن الكريم التي تدعوك لعدم اليأس من رحمة ربك البر الرحيم واهتف بصدق يا رب امنحني القوة وكن لي خير معين !!
أبحر مع أبيات الشعر ودعها تنساب في أعماق نفسك المتعبة حين تحاصرها قيود اليأس وانطلق معها بأمل نحو الأفق الرحيب !
عش بأحاسيسك مع قصص هؤلاء العظماء .. استشعر بعمق تلك اللحظات البائسة من الفشل واليأس التي كانت تحاصرهم بكل قسوة وكيف حطموها حين آمنوا بالمواجهة ولم يرضوا بالاستسلام!!
واقطف من بساتين الحكماء رحيق تجاربهم وصدق أقوالهم التي صقلتها أعاصير المعانة فسكبوها لنا بكل أمانة في كؤوس بلورية من الحكمة وصدق القول!!
أيها القارئ الكريم..
أدعو الله تعالى أن تجد بين ثنايا هذا الموضوع ما يدخل السعادة إلى نفسك ويبدد أي حزن قد سكن بها إما بسبب فشل أو إخفاق أمطرت غيومه السوداء فوق رياضك الجميلة ذات يوم ..
وتذكر أن لا شيء يستحق أن تتوقف عنده طويلاً أو أن تعلن انهزامك واستسلامك من أجله .. لأن الفاشلين فقط هم من يفعلون !!
انفض عنك غبار اليأس ... وتعلم أن تنهض دائماً كلما كبوت!!
أخيراً أيها القارئ الكريم هذا الموضوع هو جهد بسيط أردت أن يصل إلى نفسك الحبيبة لتدرك أن الفشللا يعني نهاية العالم ... بل ربما كان هو الخطوة الأولى نحو درب النجاح!!
مقولة مؤلفة الكتاب :
سلوى العضيدان
اليَأْس : معناه القُنوط، وقيل : اليَأْس نقيض الرجاء, يَئِسَ من الشيء يَيْأَس ويَيْئِس واليَأْسُ : ضد الرَّجاء..
واليَأْسُ من السِّلِّ بأن صاحبه مَيْؤُوسٌ منه..
وفي التنزيل العزيز: {أَفَلَمْ يَيْأَس الذين آمنوا أّن لو يَشاء الله لَهَدَى الناسَ جميعاً}
قال أهل اللغة :معناه أفلم يعلم الذين آمنوا علماً يَئِسوا معه أن يكون غير ما علموه ؟ وقيل معناه:أفلم يَيْأَس الذين آمنوا من إيمان هؤلاء الذين وصفهم الله بأنهم لا يؤمنون ؟ قال أبو عبيد:كان أبو عباس يقرأ:أفلم يتبين الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعاً..
اليأس قيد ثقيل يمنع صاحبه من حرية الحركة فيقبع في مكانه غير قادر على العمل والاجتهاد لتغيير واقعه بسبب سيطرة اليأس على نفسه وتشاؤمه من كل ما هو قادم قد ساء ظنه بربه وضعف توكله عليه وانقطع رجاؤه من تحقيق مراده إنه عنصر نفسي سيء لأنه يقعد بالهمم عن العمل ويشتت القلب بالقلق والألم ويقتل فيه روح الأمل..
إن العبد المؤمن لا يتمكن اليأس من نفسه أبداً فكيف يتطرق اليأس إلى النفس وهي تطالع قوله تعالى: {وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ الله إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ الله إِلَّا الْقَوْمُ الكَافِرُونَ} "يوسف:87" ..أم كيف يتمكن منها الإحباط وهي تعلم أن كل شيء في هذا الكون إنما هو بقدرالله تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيْبَةٍ فِي الأَرْضِ ولَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى الله يَسِير*لِكَيْلّا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ ولَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ والله لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} "الحديد :22،23"
فإذا أيقن بهذا فكيف ييأس ؟ إنه عندئذٍ يتلقى الأمور بإرادة قوية ورضىً تام وعزم صادق على الأخذ بأسباب النجاح..
إن القرآن يزرع في نفوس المؤمنين روح الأمل والتفاؤل: {لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ الله} "الزمر:53"
قال بعض العلماء :لولا الأمل ما بنى بانٍ بنياناً ولا غرس غارسٌ غرساً
ولا تيأسن من صنع ربك إنه.....ضمينٌ بأن الله سوف يُديلُ
فإن الليالي إذ يزول نعيمها .....تُبشر أن النائبات تزولُ
ألم ترَ أن الليل بعد ظلامه.....عليه لإسفار الصبح دليلُ
اليأس إحباطٌ يصيب الروحَ والعقلَ معاً فيفقد الإنسان الأمل في إمكانية تغيُّر الأحوال والأوضاع والأمور من حوله !..
قال الله تعالى : {وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَؤُوسٌ كَفُورٌ} "هود:9"
واليأس نوعان:
-يأسٌ من رحمة الله وهو محرَّم ومَنْهيٌ عنه في ديننا
-ويأسٌ من أمرٍ ما في دُنيانا التي نعيش فيها
ما حكم اليأس شرعاً ؟؟
1-اليأس مَنْهيٌ عنه في الإسلام بأمر الله عز وجل : { ...... فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ}"الحجر:من الآية 55"
2-وصف الله عز وجل اليائس منه ومن رحمته سبحانه .. بأنه كافر ضال{..... إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَهِ إّلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُون} "يوسف:من الآية 87" {قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ} "الحجر:56"
يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : "لَئِن أضع جمرةً في فمي حتى تنطفئ أحَبُّ إليَّ من أن أقولَ لأمرٍ قضاهُ الله تعالى :ليتَ الأمر لم يكن كذلك" !..
لأن مَن يفعل ذلك فكأنه ينسب الجهل إلى الله سبحانه وتعالى .. بينما يقول ربنا عز وجل في محكم التنزيل : {.... أّلّا لَهُ الْخّلْقُ وَ الْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَهُ رَبُّ الْعّالَمِينَ }"الأعراف:من الآية 54" .. أي أن القدرة بيد الله وحده لا بيد البشر ..
روى "ابن حبان" الحديث القدسي الشريف : "أنا عند ظنِّ عبدي بي فليظنّ بي ما شاء" ... ويقول "الشوكاني" : "فمَن ظنَّ بربه الخيرَ عامله الله سبحانه وتعالى على حسب ظنِّه به وإن ظنَّ بربه السوءَ عامله الله سبحانه وتعالى على حسب ظنِّنه به" !..
ما أسباب اليأس؟! ...
1-استعجالُ الإنسان للأمور:
{.. وَكَانَ الإِنْسَانُ عَجُولاً} "الإسراء:من الآية 11"
لنعلم أنّ المتعجَّلين هم أقصر الناس نَفَساً .. وأسرعهم يأساً وذلك عندما لا تجري الأمور على هواهم أو حسب ما يتمنّون ويحبّون ويشتهون !
2-وَزْنُ الأمورِ بموازين الأرض لا بميزان السماء:
فقد قال رجلٌ لأحد الحكماء: إنّ لي أعداءً فقال له: {..... وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} "الطلاق:من الآية3" ..قال الرجل: ولكنهم يكيدون لي فقال له: {... وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ الْسَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ } "فاطر:من الآية 43" ..قال الرجل: ولكنهم كثيرون فقال له: {.... كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيْلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةٍ كَثِيْرَةٍ بِإِذْنِ اللَهِ} "البقرة : من الآية 249" !..
وهكذا فعندما نَرُدّ كل أمرٍ يواجهنا في حياتنا إلى الله عز وجل وحده .. فإننا لن نيأس مطلقاً بل ستبقى قلوبنا معلَّقةً بالأمل بالله عز وجل .. خالقنا وحده لا شريك له ومدبّر الأمر كله !..
والمؤمن عليه أن يكون ممتلئاً بالأمل.. على الرغم من أنّ الآخرين من حوله قد يكونون في غاية اليأس والإحباط .. فهي قضية إيمانية أولاً و آخراً .. فلنكن مؤمنين حق الإيمان ؟! ..
حتى لا نكون من القانطين اليائسين ..
كان نفر من قريش يؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان منهم أبى لهب والحكم بن أبي العاص بن أمية وعقبة بن أبي معيط وعدي بن حمراء الثقفي وابن الأصداء الهذلي وكانوا جيرانه لم يدخل الإسلام منهم فيما بعد إلا الحكم بن أبي العاص فكان أحدهم يطرح عليه رحم الشاة وهو يصلي حتى اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حجراً ليستتر به منهم إذا صلى وازداد عقبة بن أبي معيط في شقاوته وخبثه فقد روى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي عند البيت وكان أبو جهل وأصحاب له جلوس إذ قال بعضهم لبعض : أيكم يجيء بسلا جزور بني فلان فيضعه على ظهر محمد إذا سجد فانبعث أشقى القوم وهو عقبة بن أبي معيط فجاء به فانتظر حتى إذا سجد النبي وضعه على ظهره بين كتفيه يقول عبد الله بن مسعود وأنا أنظر لا أغني شيئاً عنه لو كانت لي منعة فجعلوا يضحكون ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساجد لا يرفع رأسه حتى جاءت فاطمة رضي الله عنها فطرحته عن ظهره فرفع رأسه ثم قال :
"اللهم عليك بقريش" ثلاث مرات فشق ذلك عليهم إذ دعا عليهم وكانوا يرون أن الدعوة في ذلك البلد مستجابة ثم سمى :
"اللهم عليك بأبي جهل وعليك بعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وأمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط"
فوالذي نفسي بيده لقد رأيت الذين عد رسول الله صلى الله عليه وسلم صرعى في قليب بدر
فلا تيأس أيها المؤمن واعلم أن لك رباً رحيماً يسمع نجواك وينصر ضعفك حين يحيط بك القوم .... فقط قل يا رب وارفع رأسك نحو السماء حين يشتد عليك البلاء واستعن بربك! ..
وعد من الله تبارك وتعالى وهو لا يخلف الميعاد {فَإِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرَاً* إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرِاً }"الشرح:5،6"
وإذا جاز تخلف وعود البشر وتبدل قوانينهم فوعد الله لا يتخلف وسنة الله لا تتبدل إنه وعد من الله سبحانه يتجاوز حدود الزمان والمكان ولا يقف عند حدِّ ما نزلت فيه الآيات التي فهم منها السلف هذا المعنى الواسع فقالوا:لن يغلب عسر يسرين وقالوا:لو كان العسر في جحر ضب لدخل عليه اليسر فأخرجه..
قال الله تعالى : {وَ مَنْ يَتَّقِ اللَهَ يَجْعَلْ لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرَاً} "الطلاق:4" وسنة الله تعالى أنه حين تشتد الأزمات وتتفاقم يأتي اليسر والفرج أرأيت كيف فرج الله تعالى للأمة بعد الهجرة وقد عاشت قبلها أحلك الظروف وأصعبها حين كان النبي عليه الصلاة والسلام وصحبه يؤذون في مكة وبين شعابها ؟
وفي الأحزاب حين بلغت القلوب الحناجر وظن الناس بعدها بالله الظنون بعد ذلك كانت مقولة النبي صلى الله عليه وسلم وهي مقولة صدق : "الآن نغزوهم ولا يغزوننا" ..
وحين مات النبي صلىالله عليه وسلم وضاقت البلاد بأصحابه وارتد العرب وأحدق الخطر وما هي إلا أيام وزال الكرب وتحول المسلمون إلى فاتحون لبلاد فارس والروم وصار المرتدون بإذن الله بعد ذلك جنوداً في صفوف المؤمنين ..
والعبر في التاريخ لا تنتهي..
والأمر قد يكون في ظاهره شرّاً ثم تكون العاقبة خيراً بإذن الله أرأيت حادثة الإفك وفيها من الشناعة والبشاعة ما فيها ومع ذلك هي بنص القرآن : {لَا تَحْسَبُوهُ شَرَّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ } "النور:من الآية11"
وها هو سراقة بن مالك رضي الله عنه يلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم فكان أول النهار عازماً على قتله وأصبح في آخره ..
·فلننظر إلى الأمور بعين التفاؤل وإن بدت في ظاهرها على عكس ذلك .. ولندَعُ اليأس والتخذيل ألم يقل حبيبنا المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم"تفاءلوا بالخير تجدوه" فافتح نوافذك أيها اليائس .. دع الضياء يغزو حجيراتك المظلمة .. فزواياها الكئيبة بشوق لخيوط الأمل المنيرة !..
ولد توماس أديسون سنة 1847م في مدينة ميلانو بولاية أوهايو الأمريكية ، ولم يتعلم في مدارسها الابتدائية إلا ثلاثة أشهر، فقد وجده ناظر المدرسة طفلا بليدا متخلفا عقليا ، فتم طرده من المدرسة ولم يسمح له بمواصلة الدراسة فيها.
إن هذا الطفل البليد الذي حكم عليه التفكير المدرسي بالبلادة والعجز والتخلف قد سجل (1093)براءة اختراع ،ومازال هذا الرقم هو الرقم القياسي المسجل لدى مكتب براءات الاختراع في الولايات المتحدة الأمريكية ...
حين حرمته المدرسة من إكمال التعليم أدركت أمه أن حكم المدرسة على ابنها كان حكما جائرا وخاطئا فعلمته بالمنزل فأظهرشغفا شديدا بالمعرفة وأبدى نضجا واضحاً مبكراً أديسون كان أكثر نضجاً وأنفذ بصيرة من المدرسة بمديرها ومعلميها الذين ضاقوا بكثرة أسئلته فاستنتجوا بأن كثرة الأسئلة دليل على قصور الفهم وانه برهان على الغباء رغم أن العكس هو الصحيح فكثرة الأسئلة تدل على يقظة العقل واستقلال التفكير ..
ولقد كادت تجاربه في مجال الكيمياء أن تذهب بحياته فقد اشتعل المختبر وهو غارق فيه وكادت النيران تلتهمه وانتهت الواقعة بإصابته بشيء من الصمم..
كان اختراع الحاكي (المسجل) هو أول اختراع يحصل علىبراءة اختراعه وقد باعه بمبلغ 40000 دولار وكان مبلغ ضخم في ذلك الوقت .. وبذلك ودَّع أيام الجوع واستغنى عن النوم في الأمكنة الخلفية القذرة واستطاع أن يتفرغ للاختراع وأن ينشئ معملاً كبيراً في نيويورك كان فاتحة المعامل والمختبرات للشركات والمصانع في العالم ....
وكان جراهام بل قد توصل إلى إمكانية نقل الكلام بواسطة التيار الكهربائي لكنه لم يتمكن من اختراع جهاز يُمكِّن من تحويل هذا الاكتشاف الهام إلى هاتف يتيح الاستخدام على نطاق تجاري فطلبت شركة وسترن يونيون من أديسون أن يحاول صناعة هاتف قابل للاستعمال العام وبعد بضعة أشهر تمكن أديسون من تسجيل هذا الاختراع وباعه على الشركة المذكورة بمبلغ مائة ألف دولار وكانت الشركة تريد أن تدفع له المبلغ كاملاً مرة واحدة لكنه طلب منها أن تدفع له القيمة أقساطاً موزعة على سبعة عشر عاماً ليضمن راحة البال خلال هذه السنوات لأنه خشي أن يغامر بالمبلغ في مشاريع خاسرة كما أنه أراد أن يؤمن مستقبله بهذه الطريقة ...
ورغم أنه سجل أكثر من ألف اختراع وهو رقم قياسي ، لم يسجله أحد قبله ولا بعده إلا أن الفتح الأكبر كان اختراعه المصباح الكهربائي وإقدامه على إنشاء محطة لتوليد الكهرباء وإقامة شبكة لتوزيعه على المنازل والمحلات فلقد كان الناس في كل الدنيا منذ وجودهم على الأرض يعيشون ليلاً في ظلام حالك وبهذا الاختراع تحولت المدن والبيوت والمحلات إلى أنوار ساطعة ..
كان توماس أديسون سابقاً لعصره لذلك لقي الكثير من السخرية حين أعلن بداية عصر الكهرباء وانتهاء عصر الأتاريك والسُّرج والظلام ...
إن قصة توماس أديسون تُعتبر من أروع القصص العصامية والكفاح وفيها دروس باهرة ودلالات كبيرة تبرهن على أن الإنسان النبيه إذا توقَّد اهتمامه فإنهقادرٌ على تعليم نفسه بنفسه والوصول إلى أرفع الذُّرى في العلم والابتكار.
وقد فسر أديسون سر نجاحه: (( بأن 2% من نجاحه وحي وإلهام ، و98%جهد واجتهاد ))
لذا استحق أن يسجل اسمه كواحد من أبرز الخالدين في التاريخ لأنه لم يستسلم لليأس يوما!
ولم ينزو بكل تشاؤم في دهاليز الظلام ليبتعد عن أعين الفضوليين التي كانت تتفرس بشكل رأسه الغريب ،ولم يتوقف طويلاً عند نعتهم له بالمتخلف البليد
ولأنه تحدى اليأس فقد استحق ما وصل إليه بجدارة ..
· فهل نتعلم شيئا من قصة هذا المخترع الذي لم يحنِ رأسه لأعاصيراليأس القاتلة رغم اشتداد رياحها في سماء حياته أحيان كثيرة ...
إضاءة ..
· لا تحزن ولا تبتئس إن بدت أفكارك غريبة ومثيرة للسخرية لدى من حولك ، فربما غيرتَ مجرى البشرية يوما.
هناك أناس سيحاولون إقناعك بالتخلي عن رؤيتك سيخبرونك بأنك مجنون وبأنه من غير الممكن تحقيق تلك الرؤية وسيكون هناك آخرون يضحكون عليك ويسخرون منك ويحاولون النزول بك إلى مستواهم مونتي روبرتس يسمي هؤلاء الناس "سارقوا الأحلام"فلا تنصت إليهم..
فعندما كان مونتي طالباً في المدرسة العليا أعطى المدرس طلاب الصف مهمة الكتابة عما يرغبون في عمله عندما يكبرون .. كتب مونتي أنه يرغب في امتلاك مزرعة على مساحة هائلة من الأرض يربي فيها العديد من خيول السباقات أعطاه المدرس درجة ضعيف جداً وبرر ذلك بأن الدرجة تعكس اعتقاده بأن الهدف كان بعيداً عن الواقعية.. فما من غلام فقير يعيش في البر على ظهر شاحنة يمكنه بأي حال من الأحوال أن يجمع مالاً يكفي لشراء مزرعة على مساحة هائلة من الأرض .. وشراء الخيول وأدواتها ومتطلبات تربيتها وأيضاً دفع أجور العاملين في المزرعة ...
وعندما عرض المدرس على مونتي فرصة إعادة كتابة ورقته من أجل الحصول على درجة أعلى قال له مونتي : "احتفظ أنت بالدرجة،وسأحتفظ أنا بحلمي" ...
واليوم أصبح مونتي يمتلك مزرعته المقامة على مساحات شاسعة من الأرض في كاليفورنيا يربي فيها خيل السباق ويدرب المئات من مربي الخيول ..
· لأنه فقط لم يدع أحدا ًيسرق حلمه ... !!
يقول ويلاند هناك نوعان من الناس:نوع المرساة ونوع المحرك إنك بحاجة إلى الابتعاد عن المرساة والارتباط بالمحرك لأن الأشخاص من نوع المحرك يتحركون صوب هدف ما ويستمتعون بالمزيد من المرح أما الأشخاص من نوع المرساة فسيجذبونك لأسفل فحسب ..
وتذكر أن كلمة "لا" هي كلمة لابد أن تكون في طريقك نحو الحصول على "نعم" فلا تستسلم بسرعة أكبر مما ينبغي حتى وإن كان والدك وأصدقاؤك وأقاربك وزملاؤك حسني النية يقولون لك (احصل على وظيفة حقيقية) ..
فلتعلم أن أحلامك هي وظيفتك الحقيقية ..
والآن هل عرفت أي نوع من الأصدقاء هم الذين يحيطون بك الآن؟!!
انظر إليهم جيداً واسأل نفسك هل هم من نوع المحرك أم المرساة ؟!!
يتبع ..........
أشكر الأخ الفاضلMw_NARUTO على تصميم الفواصل الرائعة فجزاه الله خير الجزاء.. كما أدعوالله تعالى أن ينفع بهذا العمل ويجعله خالصاً لوجهه وإذا أراد أحدكم نقل الموضوع فعليه بذكر المصدر لن أقوم بمنع نشر الخير لكنني تعبت جداً بكتابته وسأستمر بإذنه تعالى..
المفضلات