{ وَصية ممَّن كّان هُنا } العِـزّة .. [ حزب المواضيع النثرية ] ..
[ تَبَايُـن ]
منذ بكى للمرة الأولى , و برز سنّـه الأول , و هو في مكانته مضاهٍ لغيره , ممن كبره سنا , وفاقه
علما ..
كانوا لا يساوون ظفرا من أظفاره الناعمة , التي تربت و تعايشت في أجواء مخملية , تختلف تماما عن
ابن بستاني قصرهم ذا الأظافر المتكسرة التي لم تعرف أن هناك حاجة للاعتناء بها ..
[ غُـرُور ]
عُرُف بين نفر من الطلاب مكانته , فكانوا يفسحون له الطريق إذا مر , و يكادون يقبلون أقدامه لو
اصطدموا به عن طريق الخطأ , كيف لا ؟ و هو يتبوأ مكانة عظيم قدرها , رفيع شأنها , ذات نسب و
حسب و منصب !
[ خَـطَأ ]
بدأ الناس باحترامه , و نبذ من سواه ..
فقربوه - لكونه عزيزا رفيع الشأن بزعمهم - في المجالس , و أبعدوا من كان عظيما بحق !
فأصبح هذا الفراغ - لكون عقله فارغا حقيقةً إلا من نفسه - يُسَيِّسهم , و يعطيهم آرءه بمسائل لا دخل له
بها , ظنا منه أنه جدير بعمل كل شيء , فهو أعز الموجودين مكانة !
[ غَـمْـرَة ]
بعد مدة , استغرب من أناس كانوا يتسللون خارجا خفية أثناء تواجده , و حالما يخرج , يتهافتون إلى
الداخل ..
أكانوا يعتبرون أنفسهم أذل منه , ولذا لايحق لهم الجلوس معه ؟؟
سيكون هذا هو الجواب المنطقي , لمن تربى في مثل ظروفه التي تحتم تربعه فوق عرش البشرية ,
لأنه عزيز بحسبه ونسبه !
[ صَحْوَة ]
بدأ يقلل من الذهاب لتلك المجالس , لأجل رؤية الذي سيحل مكانه ..
و حينها فقط عرف ..
أنه كان ساذجا لما اعتقد أنه أعزهم !
و ظالما جائرا , عندما ظن أنه الوحيد القادر على أخذ دور العزة والأنفة , ولايليق بسواه ذلك ..
فالعزة التي يقصدها , كانت شيئا مخالفا تماما , للعزة الحقيقية , التي يبحث عنها الكثير !
وَصِيَةُ مَنْ عَاشَ هَذِهِ الحَيَاةِ ...
هناك جدار , و خلفه خندق عميق , يفصل بين "العزة" الحقيقية , و بين "الغرور" ..
فالأولى , يمثلها التخلق بأخلاق سنها إسلامنا , و الظهور بمظهر أخلاقي يليق بكونك مسلما ..
و الثاني , هو داء عضال , يستشري في أعضاء المجتمع , فيقضي عليه , و من ثم يموت , و تموت
مُثلـه العليا معه !
::[ نحْن قومٌ أعزَّنا الله بالإسلام , فلن نلتَمَس العزَّ بغيره ] [عمَر بن الخَطاب رضي الله عنه]::
المفضلات