مَقْتلٌ رُوحيّ
|[ ..
لاأعرِفُ إن كانَت جُرعاتِ القَهوَة ..
أو تعَثُرِات خُطُواتِ الوادع ..
هِيَ ماتَجْعلُ رأسِي المَشحونِ بالذكرَياتِ يُثقِلني ,
بألمٍ يشُدُّ أحزِمَةِ الرَحيل ..
طائِفاً حولَ لمحاتِ أيّامِنَا التي اختبَأتْ بداخِلي ..
مُدّةُ طويلَةً جِداً /’
.
.
إنّ تقاسِيمَ الماضِي معَك ..
لمْ تعُد تؤلِمُنِي بقَدَر ما تُطفِئُ ميقَادَ رَغبَتي ..
بمزَاوَلةِ طقوسِ الحيَاةِ الاعتِياديّة ,
إنّهُ لـ مقتَلُ روحِيّ يُلاحِقُني ..
يأخذُ منّي طابِعَ السَعادة
ثمّ بِلحنِ الحُزنِ يُلصِقُنِي
الذي تمرّغتُ بهِ حتّى تقمّصْتُه ..
و أصبَح عُنوانِي السَقيم عبْرَ إحساسٍ قدْ دُمِّر !
فـ اكتسَبتُ لغّة الحُزنِ انتماءً لجوانِبِه الباهِتَة /’
لم أعّد أشعُر .. بملحَمَةِ البَشر حَولي ..
و امتِزاجِ أرواحِهم حيثُ تناغَمتْ دُوني !
فالعاطِفَةَ التي تُقيّدّني مُسوّمَةً بالأسَى تَعتلُّنِي
إلى رُكنِ الانعِزالِ تأخُذني ..
و بالصمتِ تُغطّيني ..
ثمّ بالبُرودِ تغمُرُ جَوفي ..
حتى الجُنون اكتَسَحني ..
و الدُّموع تمرّدَت عنّي ..
مُتساقِطةً تَخذلَني .. تحتَ أي ظرفٍ يشُكّنِي ..
بدونِ صمودٍ أو وجهَ قوةٍ يعتري وَجهي /’
لقدِ اختَلفتُ عن طاقمِ البَشرِ كُلِّياً !
فـ بِكلِ قسوةٍ و حنّيَة يستَرجِعُنِي العَالمَ بإستِفهاميّة ..
ثمّ أميلً لنفسي التائِهَة حيثُ يُخيّلُ إليّ بأنّها .. ميادينِ الحريّة
فـ دائِماً ما أعُودُ لـ أميل .. لانتِمائي الجنونيّ حيثُ الانطِوائيّة ,
حيثُ الأمانِ بدونِ بشَريّ يتهَجَّمُنِي
أو خطَرٌ يتَرقّبُنِي !
بالأمانِ هَكذا أشعُر ..
و إن كنتُ أراقِصُ دَمعاتِي وَحدي ..
فقدِ اعتَدْتُ أن اختبئُ بينَ ساقيّ .. أضمّها بذِراعيّ و أبكِي
بـ وجعِ الحياةِ و قهرِ ما استَنزَفَهُ الناسُ منَي ,
ثُمَّ حتّى حينَ يتوَقّفَ طيشُهم ..
يغتَالني الأنينُ .. و بدونِ سببِ حقيقيّ أبكي
بـ تفاعُلٍ مؤخّر قد قُتِلَ في نفسِي منذُ سَوابِق !
لكنّهُ بواقعيّة .. ليسَ له سبَبٌ أو ملامِح مبَرّرَة
ليسَ لهُ أيّ منطِقيّة !
سوى رغبةٍ ذاتيّة مُلِحّة تتمسّك بي ..
و أتلذّذُ باقتراضِ اليأسِ المتمَاثِلِ بين طيّاتِ روحِي
حيثُ إليهَا أنتمِي .. فَقط إليهَا ,
فـ تتعَالى فوقَ رُؤوسِـ[ هِم ] عَلاماتٍ تعجُبيّة ..
و تشيحُ عنيّ أرواحُهم باستِنفاريّة
حيثُ سلبيّاتي التي رُغمَ الجَميعِ آوَتني /’
أنا في الحَقِيقَة .. لستُ بذلِكَ السُوء !
لستُ سودَاءَ , خبيثّةَ النوايَا .. قاتِلَة نُفوس
لا أُريدُ إيذاءَ احد .. ولا نُكرانُهم أو تَجاهُلَهُم !
بل توريدَ العالَمَ بالخيرِ و السَلام دائمَاً كنتُ هكَذا
و إنْ بدا توَهّجَ غضَبِي .. و إن انهَارَتْ طاقتِي الوِدّيَة ..
أنا في الحَقِيقَة لا أريدُ سوى بعضِ الانتِمائيّة ..
إلى البَشرِ حيثُ وقعِهِم لم يَعد يُلائِمُني ,
فلا أجِدُه إلا بـ مُحاوَلةِ اكتِسابِ .. بَعضِ مزايَاهُم و لو لمْ تُعجِبني
فقدْ تكونُ هِيَ الصورَة الطبيعيّة !
فقدْتُ نفسِي , نسيتُ معنَى الإبتِسَامَة الحقِيقيّة !
إنّ الوضعَ يُرعِبُنِي ..!
فـ في نُقطَةٍ ما أجِدُني لا أشعُرَني بشيء .. لا أشعُر حتّى بـ نفسِي !
لا أشعُرَني أنتَمي لأي زاويَة في الحيَاة .. سِوىَ هذهِ السلبيّة !
أُحاوِلُ إيجَادَ أي ثغرَةٍ تستُرجِعُني , لأنتمِي لما هوَ أجمَلَ من همَساتِ البُكاءِ التي أذبَلتنِي !
لقَد تعكّرتُ ..! حتّى شَهِدتُ مَقتَلِي و تهَاوى صُمودي في وجهِ الحياةِ ..
حتّى تهَالكت انفَاسِي المَحْشورَةَ خلالَ صدريَ المتكَتّم /’
من بَعدِ ما شَربتُ مِن كأسِكْ .. أنا أموتُ يا هذا !!
تكوّرتُ تحتَ جلابيبِ التَعاسَة ..
و أرفُضُ ارتِشَافِ الاحاديثِ معَ من يُبادِرُني التحيّة بِعفوِيّة وسَلاسَة
يُخيّل إليّ أنّهم كـ مِثلِك , لا أستَطِيعُ تقبّلهُم في دائِرَةِ الثِقّةِ خاصّتِي
لا أستَطِيعُ أن أقتَنِع .. بأنّ النَاسَ عنكَ مُختَلِفون !
أنا من بَعدِ حبكَةِ وجودِك .. ما عدتُ في أملٍ أحيا ..
حيثُ أقتُلُ نفسي بيديّ .. و أحرِقُ البشَر إنْ لم يتفَهّموا حَالتِي الجُنونيّة ..
و تعَاكسي ضِدّ تصاريفِ الحياةِ التي طالمَا وَبّختنِي
أنَا مِن بَعدِك .. اكرَهُ أوجُهَ الجَمالَ التي أحبَبتُها يَوماً ..
لرُبّما .. حتّى أنتَ شخصيّاً ..! /’
.
.
أنا يامن كُنتَ مَعزّة قلبي السَقيم ..
سأرحلً عن كلّ ما تعلّقتُ بك خلاله ..
و سـ أشرَبُ القَهوَة حتىّ لا أجِدُكَ سبباً لـ داخِلِ شيءٍ فِي نَفسِي !
سأنكِرُ الأسبابَ .. و سـ أقتُلَ كلّ المَشاهِدَ التِي أُوجِدْتَ بِهَا ,
كمَا أنكَرتَنِي بعدَ أن أنكَرتَ نفسَكَ التي صنَعتَها أمَامِي .. بـحُجّةٍ مُحتَرِقَة !
سـ أرحلُ عنكَ .. وأترُكُ بصمَةً قديمَة جداً أنتَ سـ تعودُ إليها ..
حينَ يأتِ دورُكَ بالمَوت !
.. ]|
المفضلات