السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
لله در تلك الأضواء .. !!!
كان يمشي في طريق مظلم بارد .. لا يصاحبه شعور ولا خاطر .. فهو لم يعرف غير هذا الطريق حتى الآن .. فكيف تراه يشعر بشيء ؟!! ..
ظل يمشي ويمشي بنفسه الخالية الباردة تلك .. إلى أن استوقفه شيء ما .. ضوء لطيف اشتعلت جذوته على بعد منه .. فما أن لمح ذلك الضوء حتى وقر في نفسه بمكان .. وقر في نفسه بتأثير لطيف وإحساس جميل .. " يا إلهي !!! .. ما هذا ؟!! " .. ثم أتبع خطاه بخطاه إلى أن وصل إلى ذلك الضوء ..
شعور رائع حل في نفسه عندما اقترب من ذلك الضوء المُبهِر بلطفه .. أحس أنه ودود .. وأنه مألوف له وليس بغريب عنه .. أحس أنه بالفعل يعيش مع شيء ما بعد أن كان يعيش وحده في ذلك البرود ..
وبعد وقوف قصير مليء بالمشاعر والأحاسيس .. اضطر إلى أن يكمل المسير .. فمشى متابعًا .. ولكن بشعور مختلف .. شعر بأن قلبه قد تُرك هناك .. مع ذلك اللطيف – الضوء .. ولكنه مع هذا وجد شيئًا يَذْكُرُه في وجدانه على الأقل .. ليصحبه في المسير .. ويعطر مشيه ببعض العبير ..
ومشى ومشى .. إلى أن وجد شيئًا ما .. " أهو مثل ذاك ؟؟؟ " سأل نفسه هذا السؤال وقد هاجت نفسه لفكرة أنه يعود لمصدر اللطف ذاك .. " لا .. هو مختلف قليلاً .. ولكنه أيضًا رائع !!! " .. ثم جذب خطاه نحو ذاك الضوء الآخر .. شعور طيب خامره وهو يسير نحوه وينظر إليه .. جعله يشعر بتلك الأخوة والرابطة التي تطمئن القلب وتُسْكِن النفس .. إلى أن وصل إليه ..
" ما أودَّك !!! " قالها بعد أن اقترب من ذلك الضوء .. وشعر بذلك الشعور مرة أخرى .. بأنه يعيش مع شيء ما .. " صحيح أن هنالك اختلاف .. ولكنك وذاك الضوء واحد .. " رائعة هي تلك الذكرى للضوء الأول .. ورائعة هي مصاحبة الضوء الثاني ..
وآن الأوان لإكمال المسير .. تردد قليلاً خائفًا من اجتثاث قلبه وتركه هنا كما فعل في السابق .. ولكن يجب عليه ذلك .. " العون يا معين .. " وأكمل المسير ..
عاد يمشي ويمشي في ذلك الظلام .. ولا زال يحس بقرب الأضواء منه .. يحس أنها تسير معه .. لم يعد يحس بذلك الذي يحسه قبل لقاء الأضواء ..
" مهلاً مهلاً !!! .. أهذا آخَرُ أيضًا ؟!! " .. شعور بالسعادة الغامرة والسرور الجامح غمره في تلك اللحظة .. اللحظة التي لمح فيها ضوءًا آخر .. ضوء مختلف عن الاثنين السابقين .. " ولكنه رائع بشكل مثير !!! " ..
عاد كما في كل كرة يُتْبِع خطاه بخطاه لذلك الضوء الثالث .. وهو يحس بإحساس طاغٍ بالفرح والسرور .. إلى أن وصل إلى ذلك الضوء ..
شعور طاغٍ ملأ نفسه في اللحظة التي وصل فيها إلى الضوء .. " سبحان الله .. ما أسرَّك !!! " .. قالها وهو يحس بشعور بعظيم الألفة وكبير الفرحة بينه وبين تلك الأضواء ..
" من أين أتيتِ يا أيتها الأضواء الرائعة ؟!! .. كنتُ في غياهب البرود واللاشيء وحيدًا فريدًا في الطريق المظلم ذا .. ثم ساقكِ الله - سبحانه - إلي يا قرة العين !!! " ..
أطلق داخل نفسه " آااااه " ممزوجة بالطمأنينة والسكينة .. ومرطبة بدمعة سعيدة مذهولة من فرط الفرح بفضل الرب .. وأكمل مسيره راجيًا أن يكون في طريقه بعض الأضواء الأُخَر .. ولسانه حاله يقول : " أدامكِ الله يا أضواء أنيسةً ودودةً قريبةً حبيبةً " ..
" لله دركِ .. يا أضواء الأحبة !!! .. لا حُرم منك امرؤ .. "
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
المفضلات