أعتذر لتأخري
سأبدأ بالنص الأول, وسأرد على اتهامات المدعية تشيزوكو أولًا:
##
1. البهارات التراجيدية واضحة في النص ولكن الأفكار غير واضحة كثيرا..
الأفكار: صحبة، هدية، مفاجأة..
المفاجأة وُظفت جيدا، ولكن الصحبة والهدية لم تكن واضحة..
صحيح أن كلمة صحبة معناها واسع ولكن القصة كانت تتحدث عن الأخوة، وسيستغرب القرّاء بالتأكيد تصنيف القصة كصحبة..
كذلك الأمر بالنسبة للهدية لم تُذكر إلا في فقرة تُعد هامشية في القصة..
##
لا أرى ما تراه الأخت تشيزوكو, فالصحبة صفةٌ قد توصف بها الأخوة في أسمى حالاتها, "أخي هو صديقي" ألا يرفع ذلك المنزلة؟
كما أن الهدية ذكرت مرتين وأخذت شكلين, أولهما -وهو الذي ذُكر عرَضًا- هو إهداء حسام كتبه لأخته, والأخرى هي محور القصة: "هدية القدر" وإن لم تجئ بما يسر.
##
2. يتكرر في النص فصل واو العطف عما بعدها مع أنها لا تُفصل..
##
يمكنني هنا أن أشيدَ بصفةٍ للنص لمكافأة هذه الدعوى, وهي أن الكاتب راعى الاستخدام الصحيح والتوزيع السليم لعلامات الترقيم, وهذا ما جعلني أتمكن من قراءته بيسرٍ رغم طوله مقارنةً بالنص الآخر.
##
3. ذُكر في مقدمة القصة تاريخ محدد لليوم الذي انتهى فيه عشق البطلة لأخويها، أعتقد أن هذا يُفسد المفاجأة على القارئ ويُظهر بوضوح أنهما سيموتان في النهاية.. عدة عبارات في النص أكدت هذا كذلك قبل أن يُذكر بالفعل..
##
هل يهدم هذا النص؟ النص ليس (دراميًا) بل (تراجيدي), لذا فإن التركيز فيه يقوم على الحبكة العاطفية لا تسلسل الأحداث.
هل لي أن أورد مثالًا؟
فلم "مقبرة اليراع" على سبيل المثال, كانت أول لقطةٍ فيه للأخ الأكبر ميتًا ومرميا على أحد الحيطان, ثم بدأ الفلم كـ"فلاش باك" لاستعادة ماضيه وأخته.
##
4.
ككل صباح أصوات شجارنا الاعتيادية في محاولة تخمين ما يتقوقع ببطن والدتي
الجملة غير مكتملة.. ربما مثلا: "كل صباح (تعلو) أصوات ....."
##
ربما كان ينقص الجملة هاهنا فاصلةٌ بعد (ككل صباح), والبقية لا تحتاج للإضافة.
*مثالٌ آخر*
من قصيدة "الحمامة والعنكبوت" لتميم البرغوثي:
لقد كان في الغار دنيا
من الصين حتى بلاد الفرنجة
أسواقها وميادينها وقوافلها
وعساكرها...صياحُ المنادين
بسُطُ الجوامع آيُ المصاحف
أضرحةُ الصالحين نقوشُ الأواني
وشايُ الصباح يعطرُ بالمريمية والياسمين
##
5.
إلى جانب أن أصغرنا ذكرًا
خطأ نحوي "ذكرٌ" لأنه خبر لـ"أن" إحدى أخوات إن..
6. هناك مشاكل في بعض الهمزات (الوصل والقطع) مثل "اقفال" و"الإعتيادي" و"لاخفاء" و"اقناع"..
##
سأعود هنا للإشادة بالمستوى النحوي والإملائي لدى الكاتب, فها أنتِ لم تجدي له إلا واحدًا نحويًا, وبعض إملائيين.
ألا تعد هذا نقطة؟
##
7. أعتقد أن هناك بعض المبالغة في مشهد خروج حسام من المنزل، توديع الأخت بحرارة واحتضانها وتنازله عن كتبه لها.. حتى لو قلنا أنه شعر باقتراب أجله، أليس هذا كثيرا؟ بدا الأمر كما لو كان يعلم يقينا بموته بعد قليل!
##
أعترض, فهناك الكثير من الشواهد في الواقع والتاريخ لإحساس الناس بقرب آجالهم, ثم إنك خلطتي بين إياد وحسام على الأرجح.
##
لكننا نسينا هدية القدر التي بإمكانها خطف فرحتنا بفجائيتها اللامتوقعة ، وقسوة لا تجابه إلا بتسليم و رضا !!
من الصعب وصف ما حدث بـ"الهدية".. ومن الصعب أن تُدمج في عبارة واحدة "القسوة" و"التسليم والرضا".. فلو وُجد التسليم والرضا لن يوصف "القدر" بالقسوة..
##
لا أرى سوءًا بوصف المصيبة بـ"هدية القدر" -والأمر يعتمد على الذوق الشخصي كما رأيت في انتقادك- , ولا أرى أيضًا أن وصف القدر -لا سبّه- بالقسوة هو من خوارم التسليم والرضا.
##
10.
ابتسامتنا البلهاء
من المفترض أنها "ابتساماتنا" صحيح؟
##
خطأٌ مطبعي
##
11.
كان هناك مكروهًا
خطأ نحوي.. "مكروهٌ" لأنه اسم "كان"..
##
خطأٌ نحوي ثانٍ, ما أندرها!
##
12.
بصوت لفت انتبه الجميع
"انتباه"..
##
خطأٌ مطبعي
##
13. أعتقد أن "تصريفة" ليست كلمة فصحى..
##
كثيرًا ما يدرج الأدباء كلماتٍ عامّيةً لا يكاد يملأ فراغها غيرها, الكتاب المصريون خصوصًا.
##
14.
قصة أم مسلمة و صبرها على فقدان ولدها
أعتقد أن المقصود أم سليم؟
##
أجل كان يعني أم سليم
##
16.
بلغت الآن عامي الثامن عشر
خُتمت الحكاية بذكر عمر البطلة الآن لغرض الدلالة على مرور الوقت.. ولكن عمرها وقت أحداث القصة لم يُذكر سابقا.. لذا ربما كان من الأفضل ذكر عدد السنوات التي مرت..
##
ذُكر في البداية أنها كانت في التاسعة.
..
والآن مع الأخ بوارو:
##
1- المسافة بعد الواو خطأ، إضافة إلى بعض الأخطاء الإملائية والنحوية المتفرقة: "جُماد الأول" (الصواب: جمادى الأولى) - "أن أصغرنا ذكرًا" (الصواب: ذكرٌ، خبر أن مرفوع) - "صراخ أخوتي" (الصواب: إخوتي) - "بدى" (الصواب: بدا، لأن مضارعه يبدو انقلبت فيه الألف واوًا) - "الإعتيادي" (الصواب: الاعتيادي، همزة وصل) - "لازلت" (الصواب: لا زلت، بفصل الكلمتين) - "ياللشبه" (الصواب: يا للشبه، أيضًا مفصولتان).
##
ذكرت سابقًا أن الأخطاء قليلة, ويشفع للنص كلٌّ من أسلوبه السلس وتعمقه في (التراجيديا).
##
2- بخصوص الأفكار، فقد كانت فكرة المفاجأة واضحة جدًا، والهدية واضحة نوعًا ما، لكن الصحبة أقل وضوحًا، إلا إن كان المقصود بها صحبة الأخوة.
##
لا أظن أن النص أشار لغير مرتبة الصداقة في الأخوّة.
...
أنتقل الآن للنص الثاني وسأبدأ بادعاء الأخ بوارو:
##
1- بخصوص الأفكار التي ينبغي أن تكون في القالب، ففكرة الصحبة غير واضحة، أما المفاجأة والهدية فمذكوران عرضًا، لكن لا يبدو أنهما من الأفكار الأساسية أو أنهما متصلان بمحور القالب.
##
أظن أن الكاتب أشار للصحبة هنا بالطبعة المحيطة به -أتمنى ألا يرفع دعوى عليّ xD-, ثم, لم أفهم أنا أيضًا إلى الآن وظيفة الأفكار الموضوعة سلفًا, وأظن أن الكثير من اللغط قد حصل مسبقًا بخصوصها.
##
2- الغموض في الوصف الذي يعسر فهمه على القارئ، مما يجعله نوعه أقرب إلى الغموضو منه إلى العاطفية، نحو كلامه عن حرق غشاء الدهمة عن جلده الشفيف.
##
أظن أنّه من العسير أيها المدّعي العزيز, أن تحصر النص تحت تصنيفٍ واحد! هذا أمرٌ قاسٍ وشبه مستحيل.
وأظن أيضًا أن ورود البهارات كان للمساعدة على التصنيف لا التحجير.
##
3- تشتت الأفكار وعدم ترابطها، كما في انتقال الكاتب من نسج خيوط دفء الحب على الجباه إلى سريان العروق في الأرض إلى هدية جادت بها نسائم البحر البرتقالية.
4- المبالغة في ضروب الاستعارة والمجاز، بحيث يصعب فهم وجه الشبه ونحوه في هذا النظم البلاغي، وذلك مثل قوله "رائحة البحر السكرية" و"استصرخ من رماده إنليل" و"صراخه يقرع بنات صدر النهار".
##
أحفظ لموكلي حقَّه في الوصف والانتقال بين مفرداته بكل حرّيّة, يملأ هذا النوع من الأدب منتدى "شظايا أدبية" الغني عن التعريف.
...
والآن أنتقل لادعاء الأخت تشيكو:
##
1. البهارات العاطفية جيدة، الأفكار: المفاجأة جيدة نوعا ما، الصحبة والهدية غير واضحة في النص..
##
أظن أنني أسهبت في الرد على نقطةٍ مشابهةٍ لدى المدعي بوارو.
##
2. النص قصير بشكل ملحوظ..
##
أتم تحديد حجمٍ للنص؟ أراه مناسبًا جدًّا لما يكتنزه من غنى لغوي.
##
3. من الغريب وصف رائحة البحر بالسكرية.. خاصة مع ملوحته XD
5. النص متكلف نوعا ما ومعناه ليس بذلك الوضوح..
##
أكرر ما ذكرته لآخر نقطتين من ادعاءات بوارو.
وصلى الله وسلم على خير الخلق.
وأعتذر على التأخير.
المفضلات