*::*عجباً كيف يتلعثم لساني عندما أريد مصارحتك بالحقيقة.*::*واعدت نجوم السماء ذات ليلة ، فرأيت الشوق يرقب الحب في مهجتي ، حتى اذاما استذكرت صورتك راح لا يلوي على شيء ، يشعل الوجد بداخلي حتى تغلغل في عروقي ، فأحرقني بمر الفراق .
و القمر يهمس في أذني ، يخبرني عن حال أمثالي ، و اللآلئ المتناثرة على وشاح الدجى ، تسرّ اليّ بحديث لم أسمع مثله قط
ناجيت البدر ، أشكو له همي و يشكو .
و ما أرى آمالي الا تعلق في شباك الظلام مع الأحلام المبعثرة التي تتحرى طريقها للقلوب المعلقة ، فيرسم القدر الطريق ، و يمضي كلّ في سبيله ، الا أنا ، لم أجد طريقي بعد .
رحت أبكي لأطفئ النار بداخلي ، و أسبلت الدمع العصي من عيني حتى غرقت في بحر من الحيرة و الضياع . ثم أعدت النظر للقمر ، فاذا هو هلال منير ، فتذكرت ابتسامتك الرقيقة التي ترتسم على وجهك ببهاء ساطع، فتذهب عني كل هموم الحياة الثقيلة.
و لمحت البحر الوسيع يحاول أن يتطاول بموجه ليباهي بكبره و جماله ، فقلت له برفق و حنان : مهما بلغت من الكبر، يبقى قلبها أوسع منك ، و يحمل في طياته من أسرار الجمال و الصداقة ما لا يتسع ليملأ حوضك الزاهي .
و مرت نسمة أيقظت في داخلي شعوراً لم أكن أعرف أنه موجود ، و صوت حفيف الأوراق الخفيفة يلقي التحية ، فرحبت به ترحيباً يليق برونقه و صفاءه .
و تتالت النسمات العليلة على براعم الأزهار فتفتحت و لبت نداء الطبيعة آنذاك . و فاح شذى الورود من اوراقها الياقوتية الندية ، فأحسست بطيب زكاها يداعب وجنتي ، و يمنحني احساساً منعشاً ، يواسيني و يمسح عني دموع الحزن و اليأس التي أحرقت خدي ، و أزاح عن كاهلي أوجاع البعد و الفرقة ، فاستجبت له ، و رمقت البدر بإطلالته البديعة ، و ناديت أمام هذه اللوحة التي جاءت آية في الروعة و الجمال:
"أقسم أني لن أنساك".
من مذكراتي ...
انتقاداتكم مرحب بها بكل سرور
أختكم*أفنان*
المفضلات