المهارة الثانية:
توطين السكينة .
أبصر- صلى الله عليه وسلم - رجلا يعبث بلحيته في الصلاة فقال: " لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه".
-لماذا لم تسكن جوارح الرجل ؟
- و ما العلاج ؟
توطين السكينة :
وهناك عدة أشكال يمكن أن تُطّن بها السكينة في النفس البشرية ، و يتحقق بها الثبات في مواجهة التحديات ، و في مقدمتها مهارة التركيز "العادة" ( أي عندما تتحول السكينة إلى عادة ) و لكن قبل ذلك لابد من معرفة قول الله جل و علا : " فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم " دعونا نعرف ماذا في قلوبهم ؟ ثم بعد ذلك نستمر في تقديم الأمثلة و منها :
" تقنية المعتقد " و قد اختار جل و علا التابوت رمزًا لسكينة بني اسرائيل " إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم "
و اختار النبي صلى الله عليه و سلم للمسلمين بمعركة بدر " أحد أحد " كما استعمل معتقدًا آخر في بداية انهزام المسلمين قبل أن تنقلب الموازين لصالحهم في معركة حنين فقال :
" يا أصحاب الشجرة " كرمز للثبات و السكينة .
و مجالات استعمال " تقنية المعتقد " كثيرة ، و الثقافة الاسلامية مليئة بمثل هذه المعتقدات ، فالأذان معتقد " الله أكبر " و الصلاة معتقد " أرحنا بها يا بلال " و القرآن معتقد " فإذا قُرئ القرآن فاستمعوا له و أنصتوا لعلكم ترحمون " و ذكر اسم الله معتقد " ألا بذكر الله تطمئن القلوب " و النظر في ملكوت الله معتقد " أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خُلقت " و القلب معتقد " لو سكن قلبه لسكنت جوارحه "
و الليل رمز " و هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه " و الدعاء معتقد " وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم " و الجنة معتقد ( قصة عمير بن الحمام الأنصاري ) ....... إلخ
و الحياة العامة مليئة بالمعتقدات التي يمكن أن تساعد في توطين السكينة و بمقدور كل شخص أن يختار منها ما يناسبه ، و الفرصة متاحة أمامنا لتوطين السكينة في حياتنا من خلال هذا الموروث الإسلامي الكبير الذي سبقت الإشارة إليه و في مقدمته
" الصلاة الخاشعة " و " تقنية المعتقد "
، بالإضافة إلى تبنّي المهارات العالمية المماثلة لتوطين السكينة ، و هي مهارات محايدة ، و عملية و بسيطة ، و سهلة و فعالة للغاية ، و تنسجم في الوقت نفسه مع نتائج ممارسات الثقافة الإسلامية بشكل تام و كامل و هدفها في النهاية المحافظة على الهدوء و راحة البال و توطين السكينة .
المهارة 3 :
ممنوع الاستسلام
الاستسلام شعور يبغضه الله و تذكر (أن الله يلوم على العجز) و يقول الله تعالى " و لا تهنوا ... " الآية
وحتى في حالات الضعف الشديد فإن ثقافة المسلم تحول بينه و بين الاستسلام ، قال عليه الصلاة و السلام : " رحم الله امرؤًا أراهم من نفسه قوة " و كانت حالة المسلمين الصحية عندما قيل هذا القول سيئة للغاية ، و على المرء أن يتوقع الهزيمة كما يتوقع النصر ، قال تعالى " و اذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم و أيدكم بنصره "
و الأيام دول " و تلك الأيام نداولها بين الناس " ومع العسر توقع اليسر ، و تحت أي ظروف ( سلِّم و لا تستسلم )
إن شدائد الحياة جزء من سنن الكون ، قال تعالى : " مستهم البأساء و الضراء و زلزلوا حتى يقول الرسول و الذين آمنوا معه متى نصر الله " و إذا كان ذلك يحصل للرسل و الذين آمنوا فإن بقية خلق الله على مر الأزمان و العصور يتعرضون كذلك لأزمات الحياة و أشكالها المتعددة :
صحية ، مالية ، وظيفية ، طلاق ، موت ، أزمات اجتماعية ، و أخرى مادية ........ إلخ
وكلها تتطلب مواجهة متبصرة و رشيدة ، لاسيما عندما تصل إلى مستوى الصدمات و الشدائد ، و تظل الحقيقة أن أزمات الحياة سبب قوي في إحداث مشاعر الضيق و من حسن الحظ أن الله منحنا القدرة على التعامل معها بأفضل ما نستطيع .
المهارة الرابعة :
الثقة بالله
يقول الله تعالى " اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ...... " الآية
و كل ذلك يترتب عليه أزمات و كوارث أحيانًا ، و تحديات و منافسات و مشاكل و كلها تحتاج إلى حلول ، و في مقدمة الحلول تنمية مهارات اكتساب الثقة في الله عند التعامل مع الحياة .
يقول تعالى : " فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسًا ولا رهقا " ، و من مصادات مشاعر الضيق و الإرهاق النفسي التعرف على مهارات اكتساب القوة الإيمانية ، و استثمارها عمليًا و تطبيقيًا على الواقع المعاش .
و قد أصبح هذا أمرًا تفرضه مستجدات العصر ، و أصبح لزامًا علينا التعرف على مهارات اكتساب القوة الإيمانية العملية لحماية أنفسنا من الاختراقات التي تهدد سكينة و طمأنينة حياة الشخص ،
و إنه لمن المؤكد أن الإيمان العملي يقوي العزائم و في الأثر " لو توكلتم على الله حقّ توكله لزالت بتوكلكم الجبال " و لأصبح في إمكان الشخص مواصلة مسيرته نحو غاياته ، و تحمل مسؤولياته دون الحاجة إلى مبررات .
قال تعالى : " فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه ، و إن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه "
و قال تعالى : " إن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله و إن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كلٌ من عند الله "
المهارة الخامسة
احترام حقوق البدن
( وجدتها ممتعة تحمي الجسم و البدن من ضغوطات الحياة )
ومنها على سبيل المثال :
1- اللوح المائل :
وهو تمرين رياضي مخضرم ، يعد من تمارين الملك جورج الخامس المنحدر من سلالة ملوك انجلترا من آل جورج الستة ، وعهده تقريبًا في حدود 1930 ، و هو لايزال يستعمل في الشرق و الغرب في المنتجعات الصحية و استعماله مقتصر عليها
ومع هذا خذوها مختصرة من عندي :
أوردت المثال كوني قرأته بكتاب يتكلم عن الاهتمام بصحة الجسد و لما تفحصت فوائده و جدتها متوفرة في إطالة السجود ، و تكمن الفائدة في تغيير مسارالدم وتحريكه في اتجاه آخر من الأسفل إلى الأعلى عكس المسار المعتاد و هو من الأعلى إلى الأسفل
- لا ينصح باللوح المائل لمن يعاني من ارتفاع ضغط الدم -
2- كرة التريض ، يمكن أن تستعمل لجميع أفراد العائلة و هي رياضة ممتعة للغاية .
3- قضيــب التأرجح وهو تمرين رياضي مفيد و مسلي لجميع أفراد العائلة
4 - اتباع نظام غذائي متوازن يحافظ على سلامة البدن و الصحة .
وبهذا انتهت مهارات هذه النقطة ، سأضع تتمة الموضوع الثالثة بعد أسبوع بحول الله ^^
المفضلات