"وهذا طبعا لكي أسأل نفسي هذا السؤال يجب أولا أن أظن ( أو اعتقد) أنني على خطأ
وهنا أكون رجعت لدائره ذاتها ,,, "
لا أبداً .. كل ما في الأمر أنك مؤمن بقول رسول الله ( صلى الله عليه و سلم )
- فيما معناه - (( كل بني آدم خطَّاء , و خير الخطَّائين التوابون ))
؛ لذلك فأنت تؤمن بأنك لست دائماً على صواب ...
و احتمال الخطأ لديك وارد جداً كونك من البشر
( فمن مِنا لا يُخطأ قَط ؟ .. و من له الحسنى فقط ؟ )
, و هنا تأتي مسؤوليتك في تقويم هذا الخطأ و السعي جاهداً لتعديله و التكفير عنه .
إذاً فالقضية ليست أنك تظن أو تعتقد بأنك على خطأ و إنما هي إيمان بطبيعتك البشيرة ,
و هذا يدفعك للارتقاء بنفسك و الابتعاد عن الوقوع في الخطأ قدر المستطاع .
.. و تذكر بأن هذا السؤال هو أول خطوات التغيير و ليس هو كل التغيير ..
" لا أدري قد أكون أخطأت في فهم هذه المسأله
ولكن ,
الظن الذي نتحدث عنه هو الظن السيء بالناس والاشياء
ولا اعتقد اننا نتكلم عن الظن بحالنا ,, "
الظن بأنفسنا لا يسمى ظناً ...
و إنما ( سوء الثقة بالنفس أو عدم الثقة بالنفس ) , أو ربما يكون نوعاً من الاتهام للذات .
بما أنك تطرقت إلى هذه النقطة , دعني أبين لك .. أنواع الظن ..
* يأتي الظن في اللغة بثلاثة معاني تختلف باختلاف السياق :
1. سوء الظن: لتوضيح معناه قسمته إلى قسمين :
أ.) سوء الظن الخفي ( الظن اليقيني ) : عندما ترى أو تسمع شخصاً معين يفعل أو يقول شيئاً ما
, فإنك ستكون متأكداً بأن هذا الشخص كذا و كذا ...
لكن في الحقيقة هذا يظل ظناً ؛ لأن ما قاله هذا الشخص أو فعله قد يكون ناتجاً عن الجهل ,
أو عن العلم المُبَرهَنْ ( المُعَلَّلْ ) ؛ أي أنه يرى أن ما قام به صحيحاً بناءً على تفسير و وجهة نظر معينة ..
لذلك يتوجب علينا مصارحته و مناقشته للتأكد قبل إصدار الأحكام و الاتهامات ..
ب.) سوء الظن الجلي ( الواضح أو الصريح ) : و هو أن تسمع كلاماً و تظن ؛ ( تشك أو توقن و تجزم )
بأن ورائها مقصد ما , فتحاول تفسرها و غالباً سيكون تفسيرك خاطِئاً .
و كثيراً ما يحدث هذا في مجتمعاتنا العربية , و يا الله على تلك النتائج المؤسفة من مشاكل و نزاعات و قطيعة و إفساد علاقات .. الله المستعان ..
و كما هو معروف أن ظن السوء حرام ؛ لأنه ورد في ذلك نهي صريح
في قوله تعالى :
{ يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ... } سورة الحجرات 12
2. ( العلم أو اليقين أو الاعتقاد ) : مثال على ذلك قول الله تعالى :
{ إني ظننت أني ملاق حسابيه } سورة الحاقة 20
.. بمعنى أيقنت و علمت ..
{ و قال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك .. } سورة يوسف 42
.. بمعنى اعتقد و أيقن ..
3. الشك : يأتي الظن بمعنى الشك عندما تأتي معه في نفس الجملة كلمة مضادة ( العلم , اليقين , الحق , الاعتقاد ) ..
و مثال على ذلك قول الله تعالى :
{ .. ما لهم به من علم إلا اتباع الظن و ما قتلوه يقينا ... } سورة النساء 157
{ .. إن الظن لا يغني من الحق شيئا ... } سورة النجم 28
" وأخيرا يبقى الانسان ما راقب الله في افعاله وتصرفاته
فهنا يجب عليه ألا يفكر ولو في طرفة عين انه على خطأ
اكرر
اراقب الله في افعاله جميعا
صغيرها وكبيرها ,, "
.. لعلي أختلف في هذا الرأي معك ..
(( لكل عالِمٍ زلة .. و لكل جواد كَبْوَة ))
مراقبة الله _ سبحانه و تعالى _ تُوَلِّدُ الخشية , و الخشية تقتضي الحذر من الوقوع في الخطأ
, و الإسراع في التوبة إن وُقِعَ فيه .
و هذا يدل على أنه رغم بذل الجهد في مراقبة الله _ تعالى _ في جميع السلوكيات
_ و هذا مطلوب _
إلا أنه لابد من لحظات ضعف للإنسان يُخْطِئ فيها ثم يعود , و ما أكثرها
" كل بني آدم خَطَّاء ... " تدل على كثرة الخطأ .
لذلك يتوجب عليَّ أن لا أفكر بهذه الطريقة ..
(( بأنني طالما راقبت الله في جميع أفعالي , فإنني على صواب ))
و إنما عليَّ أن أفكر بأنني من البشر , و البشر كثيرو الخطأ , و هذا يُحَتِّمُ عليَّ أن أراقب الله أكثر و أكثر ..
" مسألة الظن والشك معقده
ولكن للخلاص منها هو
فقط ان لا تفكر فيها "
يوجد مقولة تقول :
(( عليك أن تفعل ما تعتقد بأنك لا تستطيع أن تفعله ))
نصيحتي لك و لكل من يتابعنا الآن
عندما تواجه أمراً تظنه معقداً , حاول تحليله و تقسيمه إلى عدة محاور ,
ثم اقرأ و اطلع على ما يخص هذه المحاور المختلفة ,
فكر و حلل و استنتج و عش حياة العلماء
لكن عليك أن تعرض ما توصلت إليه على المختصين في المجال لتتعلم من أخطائك و تتطور مهاراتك
.. و انتبه في تفكيرك إلى المسلمات الإسلامية ..
" فلقد لمست من كتابتك للموضوع أنك انسانه مثقفه ولديك علم ومعرفه بهذا الشأن "
ليس بدرجة كبيرة .. إنما هي بضعة قطرات من بحار العلم و المعرفة
على كلٍ .. جزاك الله خيراً ..
شجعتني على الإطلاع أكثر
.. ختاماً ..
أرجوا أن أكون قد وفقت في إيصال الفكرة بشكل صحيح و مفيد للجميع
.. و ما كان من توفيق فمن الله ..
و ما كان من خطأ أو نسيان فمني و من الشيطان
* آسفة على الإطالة *
(( سبحانك اللهم و بحمدك , أشهد أن لا إله إلا أنت , أستغفرك و أتوب إليك))
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
المفضلات