"لماذا؟" و "لم لا؟" مشكلة المشاكل وحل الحلول...

[؛ّ نديمك ؛ّ]

مصدر الصورة
نحن البشر لا نحب من يتحكم في حاضرنا أو مستقبلنا، نحب الحرية في الفكر والحركة واتخاذ القرار، ولذلك نميل إلى مخالفة أي "أمر مباشر" ويصدق فينا حينئذ قول القائل:

"كل ممنوع مرغوب"

نحن شكاكين بطبعنا، وبالتالي نقع في فخ تصديق الأخبار المسيئة لمن نحب ومن لا نحب... تنقل لنا جهات الإعلام بكافة وسائلها أخبارا مشمئزة عن جهات نحبها، أو تروي أخبارا سيئة عن أناس كنا نعتقد فيهم كذا وكذا ولن نتوان في تصديقهم، حتى لو أظهرنا تكذيبهم، فلسان حالنا ينطق بالأسف...نحن جهلة بطبعنا... وكسولين... وفي داخل كل منا ملكة إبداعية وهبةُ عبقرية وقنبلة اختراعات واكتشافات... مفتاحها؛ "لماذا؟" و "لم لا؟"...

حل الحلول،
"لماذا؟" و "لم لا؟" هي الحل المطلق لكل مشكلة، وهي الوسيلة المطلقة لابتكار كل جديد...
- عندما تحب أن تفرض قانونا، تضع قاعدة، تستثني فكرة، تقصي شخصا... يجب أن توضح "لماذا؟" حتى لا تدع فرصة لأي شخص سلبي بأن يفكر تفكيرا سلبيا تجاه قراراتك، لأن من يفكر في نقد قراراتك اليوم، يشكك في قدراتك...
”كثير من إشارات المرور في شوارعنا بحاجة لأن توضح "لماذا؟" يجب علي أن أفعل ذلك... وشخصيا، وجدت كثير من الأمثلة في مصر أثنا تجوالي في القاهرة، لكن هناك الكثير بحاجة للمزيد...”الأنظمة التعليمية مليئة بالغثاء، لماذا يجب أن ندرس عدد معين من الساعات؟، ولماذا يجب أن تحصل المادة الفلانية على أربع حصص بينما غيرها حصة واحدة، لماذا ندرس هذه المادة؟، لماذا ندرس هذه المرحلة أصلا؟، لماذا ندرس على كل حال؟... أسئلة كهذه من شأنها أن تمنحك رؤية أوضح حينما تسألها لنفسك، وحينما تسألها لمسؤول غيرك أخذها من مبدأ "الإمعية" قد تغير من مسار ما تفعل إلى الأحسن...
- عندما تفكر في ابتكار شيء لا داعي لأن تذهب بعيدا، انظر فيما حولك، فيما تستخدم، وقل فقط "لماذا؟"..."لم لا؟"...
”لماذا يجب أن يكون شكل متصفح الإنترنت هكذا؟, لماذا يجب أن يعمل زر الإغلاق بهذه الطريقة؟ ألا يجب أن نحذر أولا؟ لم لا نجعل الإغلاق بنقرتين للتأكيد على إغلاق التطبيقات المهمة؟
”لماذا يجب أن تكون السيارة بأربع عجلات؟ أها, هكذا إذا... إذا، لماذا يجب أن تسير السيارة على الأرض أصلا؟، لماذا نستخدم البنزين بالذات؟ ألا توجد أفكار جديدة؟
”لماذا أستخدم الفأرة؟ للتحكم بالواجهة؟ ألا توجد طريقة أسهل للوصول للتطبيقات؟ لماذا لا يمكن الاستغناء عن الفأرة في كثير من الأحيان؟
وهكذا دواليك... فقط فكر...
- من أكبر أسباب الشجارات والنزاعات العنصرية هي إخفاء "لماذا؟" و "لم لا؟"...
”عندما تنقل خبر إلقاء القبض على أحد أعضاء جماعة ما، يجب أن تطرح السبب، فهذا قد يخل بثقة الناس ككل.
”عندما تفتي -عزيزي الشيخ- بمقاطعة شركة ما، يجب أن توضح السبب، فنحن نتبع الدليل، وليس أنت.
”عندما تنشر تفوقك على شخص ما، يجب أن تطرح السبب، فهذا قد يسبب نشوء عداوة بينك وبين جمهورك.
”عندما تقرر قرارا ما، دع الناس يعرفونه، ودعهم يعرفون لماذا اخترت فعل ذلك ولم تختر فعل الأخرى... هب أنك قررت إغلاق مصنعك، أخبر الموظفين عن أسبابك، فلعلهم يمدونك بمال أو ينظرون لك عن خطة تجلب ربحا مؤقتا لتشغيل الشركة... في حال كان سبب الإغلاق مالي طبعا...

السببية،
"لماذا؟" و "لم لا؟"... وسيلتان كغيرهما من الوسائل... فائدتها الاستعلام عن السبب... وهي مغزى هذا المقال بالكامل...
للأسف اعتدنا النظر إلى الأشكال الخارجية وليست الحقائق...
كثيرا ما ستمر عليك جملة "يجب أن تفعل كذا" وإن سأئلت عن السبب وراء وجوب ذلك فلن تجد سوى "لا أعلم، لكن هذا المفروض"... ومن "فرض" ذلك؟!... لا أحد يعلم...
ستجد مثلا من يقول لك "يجب أن يحتوي موقعك على عداد زوار، وصفحة تعليقات ونموذج بريدي و و و و" وستجد كثيرين مقتنعين بهذا... وهذا سبب فشل كثير من التجارب... لأنها اعتمدت على وجوب تواجد أشياء دون الحاجة إليها...
لهذا تستخدم الكثير من الدعايات لفظ الوجوب، فهي تزيد من ثقتك بالمنتج بدون أي سبب لتلك الثقة...
نحن نعاني الأمرين من القواعد التي لا نعلم مصادرها، فمثلا، نحن نعلم أن هناك ما يسمى بـ "كليات القمة" في مصر، وهي الطب والصيدلة والهندسة وطب الأسنان... ولا أحد يهتم بشيء آخر يخرج عن هذه القائمة... لكن لماذا هي قمة دونا عن غيرها؟ نتيجة لأسباب متعلقة بعصر ماض، وحاجات ملحة في قرون مضت... لكن، اليوم الوضع مختلف بعض الشيء... هناك كليات يجب أن تضاف لكليات القمة بسبب الحاجة إليها... لكن الفكر رسى على أن كليات القمة هي كذا وكذا وكذا...
هذه التسميات لا تفيد بشيء تقريبا، لكنها تضر من يخالفها... فبمجرد محاولتك الخروج عن القاعدة فأنت صابئ أو ماشابه...
أعتقد أن لو فكرنا قليلا في "لماذا" يكون هذا الشيء أهم من ذلك؟ و"لماذا" بالذات يجب أن أفعل ذلك؟ ستجد أن كثيرا من مشاكلك حلت، وكثير من القيود فكت عنك...
عندما تكون تؤلف قصة، أو تنتقد عملا أو تقرأ في علم ما، فإن التفكير في "أسباب" تسلسل الأحداث هو ما يجعل لقصتك معنى وفائدة حقيقية... وهو ما يمنحك الإلهام عندما تنتقد عملا فنيا، فتقتبس وتطور... وهو ما يعطيك العلم الحقيقي حينما تفكر في سبب تكون القاعدة أو القانون بهذه الطريقة، أو لماذا يجب أن أضيف المادة أ بدلا من ب، حينها ستجد الكثير من الإجابات، وستجد الكثير من الأفكار، لأن عمل أي شيء علمي قائم على الفكرة، وما الأدوات المستخدمة اليوم إلا وسائل لتطبيق الفكرة، لكن يجب أن تعلم أنها ليست الوسيلة الوحيدة، طالما أن الفكرة لا ترتبط بها...
إذا كنت تعمل في أي دائرة، فعليك الالتزام بمعاني القوانين وليس القوانين ذاتها، والقانون الذي لا معنى له، لا داعي له، ولن يضر أحدا، وإن حاولت فهم أحد القوانين ولم تجد له سببا، فلعل من حولك يعرف، وإن لم يعرف أحد، فهذا قانون تعسفي لا ينفع بل يضر...
إذا جاءك أحدهم بصورة من وثيقة مثلا بدلا من الأصل، فعليك أن تقيس، الصورة قد تكون فعلا مزورة، أما الأصل، فالحقيقة أنه يمكن أيضا أن يكون مزورا، وبالتالي فيكفيك الالتزام بالمعروض أمامك، وإن توفرت لديك وسيلة للتحقق ولم تتحق من صحة الوثيقة، فالخطأ خطؤك حينئذ...

نحن نتفهم ونفهم،
لا تسلم بأنه لا حاجة لتوضيح فكرتك لأن لا أحد سيفهمها، بل اطرح الفكرة والسبب وافتح مجال للأسئلة (والتي عادة ما لا تزيد عن "لماذا؟" أو "لم لا؟") لمزيد من التوضيح... بل قد يطلعك ذلك على قدرات من أمامك إذا أعطيته الفرصة وشرحت له الفكرة... وأعظم من ذلك أيضا، إذ قد تكتشف أنك على خطأ...
وكون عدم تعليق الآخرين على نقصان "السبب" لا يعني استغناؤهم عن ذكره، فالسكوت لا يكون أبدا علامة على الرضا عندما يكون مبنيا على تنازل طرف عن حقه...
كونك مديرا لشركة، أو رئيسا لدولة، أو مسؤولا عن ممتلكات شعب، أو حتى أب أو زوج، عليك أن تطرح أسبابك كي تحافظ على صورتك أمام الآخرين وتحصل على انطباعاتهم "الحقيقية" عن قراراتك...
من حق الجميع أن يسألك، سواء كان أحد أفراد طاقمك أو شعبك أو أسرتك، وردك عليهم ليس ضروريا، بل واجب عليك، لأن راحة بال من تحت يدك من حقوقهم عليك... وإيضاح الأسباب لا ينتقص أبدا من قدرك، بل هو دائما يعطيك فائدة، فإما أن يعطيك مزيدا من القدر عند من تحتك إذا صحت قراراتك، وإما أن تحصل على ثقتهم إن نوقشت القرارات، وإما أن تحصل على تصحيح لفكرتك وتقيم من طريقتك في اتخاذ القرارات وتحصل على انطباعاتهم الحقيقية عن فكرتك وعنك حين لا يقتنع الناس بالأسباب...
مهما تكن مكانتك الاجتماعية (المبنية في الأساس على عظم واجباتك تجاه من تحتك) فأنت غير معصوم عن الوقوع في قرارات خاطئة أو أن ترى رؤى غير سليمة أوتبني قرارا على فكرة غير حقيقية... لذلك وضح أسبابك، تستبن الحقيقة...وتزدد قدرا...


عندما يكون من حقي أن أعرف، فمن واجبك أن تخبرني... فما بالك إن كان من واجبي أن أعرف؟
واعلم أن الإقناع بالأسباب أكثر فاعلية من الاتباع...



[HR][/HR]* نقطة هامة وأخيرة يجب أن أذكرها، وهي أن هذا الموضوع أحد المواضيع التي كتبتها في مدونتي، وقد آثرت وضعها هنا كي أضمن أن هناك من سيقرأها، فإن كانت المعلومة ستصل، فلا تهم الوسيلة... ولاحقا إن أضفت أي مقال من المدونة، سأوسمها بوسم "خواطري" في النهاية...
أتمنى أن تنالوا منها الفائدة، وأن تصل لأكبر قدر منكم... وأتمنى أن أرى رأيهم في التنسيق العام، فالشكل الجذاب من أهم الطرق لنقل المعلومة وتقبلها...

[salsabile]

موضوع جميل ، ولي عودة له مرة أخرى ، ولكن ما تبادر إلى ذهني عند قراءته الآن قراءة سريعة ، مقولة : لايوجد سؤال غبي ولكن توجد إجابة غبية .

[؛ّ نديمك ؛ّ]

ربما...
لكن الأهم أن طريق المعرفة هو السؤال، خاصة السؤال بـ "لماذا؟" و"لم لا؟"

[هيفاء البنيان]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركانه

"لماذا؟"يسمى السائل بـ لماذا فيلسوفا من باب (التطفل/اللقافة) "لم لا؟"يسمى فيلسوفا من باب الباحث عن الحكمة ...
"لماذا؟" و "لم لا؟" الصيغة الأولى استفهامية محضة ثم نردفها بصيغة استفهامية تهدف إلى الإبداع (تشكيلة رائعة) ...

أما هنا :

إذا جاءك أحدهم بصورة من وثيقة مثلا بدلا من الأصل، فعليك أن تقيس، الصورة قد تكون فعلا مزورة، أما الأصل، فالحقيقة أنه يمكن أيضا أن يكون مزورا، وبالتالي فيكفيك الالتزام بالمعروض أمامك، وإن توفرت لديك وسيلة للتحقق ولم تتحق من صحة الوثيقة، فالخطأ خطؤك حينئذ...

"لماذا؟" يكتفي بالمعروض "لم لا؟" ينقب عن الحقيقة ؟ << فمالي أراك تنقض مبدأك ؟ .. لماذا أقول : لا يكتفي بالمعروض ؟ لأن الحقائق تكون مغيبة تحت أردية الموروث أو المرغوب أو أو أو مما لا يجوز في عقل كل باحث عن الحق .. والاكتفاء بالمعروض ضرب من ضروب الجهل .. ما لم تكن الحقيقة هذه تستحيل أصلا ع عقول البشر كـ ذات الله -سبحانه- ونحوها ..

واعلم أن الإقناع بالأسباب أكثر فاعلية من الاتباع...

رائع .. وفي علامات الترقيم يقولون النقاط الـ3 دليل ع الحذف لذا أكمل : ...مفضي إلى الإبداع .

بارك الله في ميزانك أيها الحكيم .
كما أن للبحث عن الحقائق ضرائب لا تخفى ع مثلك .. ولأن الكلام يجر بعضه أذكر كتبت في هذا قصيدة كان مطلعها :
بعض آلام الفتى وبلاياه نعم ربما داوى أيا صاح الألم .

[؛ّ نديمك ؛ّ]

"لماذا؟" يكتفي بالمعروض "لم لا؟"ينقب عن الحقيقة ؟ << فمالي أراك تنقض مبدأك ؟

إن توفرت فعلا وسيلة للتحقق فليتحقق، لكن ما يناسب هذا المثال من الواقع، أن رفض بعض الأوراق الغير رسمية يكون لأسباب تعنتية لا أكثر، وكأنهم يريدون إثبات فضل على من يقدم هذه الأوراق بقدرتهم على التحكم في قراراتك.
بوركت خطاك إلى هنا...