إن الله تعالى وضع في الإنسان العديد من الغرائز والأحاسيس ،
فهو يتأثر بما يجري حوله ، ويتفاعل بما يشاهد ويسمع من الآخرين ،
فيضحك ويبكي ، ويفرح ويحزن ، ويرضى ويغضب ، إلى آخر تلك الانفعالات النفسية .
ومن الأمور التي نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الاسترسال فيها الغضب ،
فقد يخرج الإنسان بسببه عن طوره ، وربما جره إلى أمور لا تحمد عقباها ،
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أوصني ،
قال : ( لا تغضب ، فردد مرارا ، قال : لا تغضب ) رواه البخاري .
والغضب قد يؤدي إلى ثورة النفس وحملها على الرغبة في البطش والانتقام
لهذا فهو سلوك يتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي وتربيته السامية
التي جاءت لتربية الإنسان على مكارم الأخلاق وفضائل الأعمال ،
وحثه على احتمال الآخرين وكف الأذى عنهم ومحاولة كظم الغيظ والعفو عند المقدرة.
عنوان المحاضرة : آفة الغضب 1 : بيان ما هو الغضب وذمه ودرجاته وأثره على القلب والجسد واللسان وبيان ما هو حد الاعتدال فيه
الشيخ :محمد سعيد رسلان
التحميل : هنا
عنوان المحاضرة : آفة الغضب 2 : مظاهر الغضب والأسباب التي تؤدى إليه وعلاجها وكيفية علاج الغضب
الشيخ :محمد سعيد رسلان
التحميل :هنا
عنوان المحاضرة : بركان الغضب
الشيخ :البشبيشي
التحميل :هنا
العريفي : لا تغضب
. سريع الغضب سريع الرضى:
هذا الصنف من الناس لا يحسن إدارة ذاته ونفسه، وكلمة
واحدة تؤثر فيه ويتفاعل معها ثم بكلمة أخرى يهدأ
ويرضى , وهذا الصنف يؤذي في التعامل ولا يعرف
الطرف الآخر كيف يتعامل معه باستمرار، بل مزاجه
متقلب وقد يغضب من كلمة اليوم، ولو قيلت له بعد
أسبوع قد لا يغضب فهو حسب حالته النفسية يغضب ويرضى.
. بطيء الغضب بطيء الرضى:
وهذا صنف آخر من الناس لا يغضب، ولكنه إن غضب
فلعله يقاطع الطرف الآخر أسبوعا أو أكثر، إلاإن حسنة هذا الصنف أنه بطيء الغضب.
. سريع الغضب بطيء الرضى:
وهذا شر الناس فانه يغضب لأي شئ ولكنه لا يرضى
بسرعة، ولا يقبل أي اعتذار أو تأسف على الخطأ،
بل انه حتى إذا أراد أن يصفح أو يعفو يتخذ هو
القرار بغض النظر عن اعتذار الطرف الآخر.
. بطيء الغضب سريع الرضى:
وهذا خير الناس، فالحلم والحكمة صفاتهم، ولا يمنع ذلك
من غضبهم بحكم طبيعتهم البشرية، ولكنهم إذا غضبوا
سريعوا الرضى عندما يعتذر إليهم..
غضب محمود : جاءت نصوص شرعية كثيرة تُبَرهِن على أن الغضب صفة حميدة
وقمة في خلق الرجولة والتمسك بالمبادئ إذا كانت أسبابه مشروعة وأهدافه شريفة ..
وكم من المواقف التي غضب فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو صاحب الخلق العظيم،
فغضبه -عليه الصلاة والسلام- كان انتصاراً للمبادئ وإرساءً لقواعد الحق والعدل والإنصاف في المجتمع.
غضب مذموم :الغضب لباطل كعصبيه جاهليه , أو لقيام حق , أو زهوق باطل.
غضب مباح : مالم يكن من النوعين السابقين. كالغضب إذا أهين شخصه ولم يتجاوز بغضبه حدود الشرع .
لم يكتف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنهي عن هذه الآفة ، وبيان آثارها ،
بل بين الوسائل والعلاجات التي يستعين بها الإنسان على التخفيف من حدة الغضب ، وتجنب غوائله ، ومن هذه الوسائل :
> السكوت وعدم الاسترسال في الكلام ، فعن ابن عباس رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( علِّموا ويسروا ولا تعسروا ، وإذا غضبت فاسكت ، وإذا غضبت فاسكت وإذا غضبت فاسكت ) رواه الإمام أحمد .
> ومن وسائل تخفيف الغضب الوضوء ، فعن عطية السعدي رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الغضب من الشيطان ، وإن الشيطان خلق من النار ، وإنما تُطْفأ النار بالماء ، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ ) رواه أبو داود.
> ومن الأدوية الهامة التي أرشد إليها النبي صلى الله عليه وسلم لعلاج الغضب ، والتخفيف من حدته ، وجاء الطب الحديث بتصديقها ، أن يغير الإنسان الوضع الذي كان عليه حال الغضب من القيام إلى القعود ، أو الاضطجاع ، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع ) رواه أبو داود
ومن وسائل العلاج أبضا :
x أن يذكر الغاضب الله عز وجل فيدعوه ذلك إلى الخوف منه , ويبعثه الخوف منه على الطاعة له , فيرجع إلى أدبه ويأخذ بندبه ، فعند ذلك يزول الغضب .
قال الله تعالى : ( واذكر ربك إذا نسيت ) قال عكرمة : يعني إذا غضبت ، وقال الله تعالى : ( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله ) ومعنى قوله { ينزغنك } أي : يغضبنك , { فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم } يعني : أنه سميع بجهل من جهل , عليم بما يذهب عنك الغضب .
x أن يتذكر ما يؤول إليه الغضب من الندم والحاجة إلى الاعتذار .
قال بعض الأدباء : إياك وعزة الغضب فإنها تفضي إلى ذل العذر .
x أن يذكر ثواب العفو , وجزاء الصفح , فيقهر نفسه على الغضب رغبة في الجزاء والثواب , وحذرا من استحقاق الذم والعقاب ، قال رجاء بن حيوة لعبد الملك بن مروان لما تمكن من بعض أعدائه وأسرهم : إن الله قد أعطاك ما تحب من الظفر فأعط الله ما يحب من العفو ، وأسمع رجلٌ عمرَ بن عبد العزيز كلاماً يكرهه ، فقال عمر : أردت أن يستفزني الشيطان لعزة السلطان فأنال منك اليوم ما تناله مني غدا ( يعني : يوم القيامة ) انصرف رحمك الله .
x أن يذكر انعطاف القلوب عليه , وميل النفوس إليه , فلا يضيّع ذلك بالغضب فيتغيّر الناس عنه وليعلم أنه لن يزداد بالعفو إلا عزاً ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلا عِزًّا ) رواه مسلم ،
وقال بعض البلغاء : ليس من عادة الكرام سرعة الانتقام , ولا من شروط الكرم إزالة النعم .
x الاستماع إلى القرآن الكريم بصوت قارئك المفضل وأنت مغمض العينين.
x ذكر الله كثيراً، قال الله تعالى (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
x التأمل والتفكر في خلق الله ومشاهدة جوانب الجمال في كل شئ و لو ربع ساعة يومياً.
x أبتسم كثيرا.
x أغمض عينيك و استعمل خيالك و ارجع بذاكرتك لمكان أو لموقف سبق و جعلك سعيدا.
xممارسة هذه العادات والتمارين يومياً سوف تجعلك تشعر بتحسن كبير.
الغضب أوله حمق وآخره ندم.
كثيراً ما تكون عواقب الغضب أسوأ من السبب الذي أشعل فتيله.
كل دقيقة غضب تضيع منك 60 ثانية سعادة.
اكتب لأعدائك رسائل مليئة بعبارات غاضبة ولكن لا ترسلها أبداً.
إذا كنت تغضب لسبب صغير، فهذا يعطي أنطباعاً عن حجم عقلك.
من يستطيع إغضابك يستطيع هزيمتك.
لا شيء يستفز الغاضب أكثر من برود الآخرين.
من حقك أن تغضب، ولكن ليس من حقك أن تسيء إلى الآخرين.
مَن يغضب يكون كمن سيتناول سماً وينتظر أن يموت الآخرون.
أن تُظهر بعضاً من غضبك بين وقت وآخر خير من أن تظهره كله في الوقت نفسه.
إذا غضبت من صديقك فضمه إلى صدرك، فمن المستحيل أن يستمر غضبك وأنت تحتضن شخصاً تحبه.
الإنسان الغاضب يتحول دمه إلى سم.
الغضب هو الرياح التي تطفئ شعلة العقل.
عندما تغضب من أخطاء الآخرين تذكر أخطاءك وستهدأ.
الحكيم هو من يوجه غضبه نحو المشاكل ليجد لها حلولاً، لا نحو البشر ليقدم لهم أعذاراً.
لا أحد يغضب من دون سبب، ولكن نادراً ما يكون السبب وجيهاً.
الغضب هو جنون مؤقت.
وختاماً :
اعلم – أخي المسلم – أن في النهي عن الغضب تربية عظيمة للإنسان المسلم الذي متى وفِّق لاجتنابه كان بعيدا بإذن الله عن مكر الشيطان وكيده ،
وأن المسلم متى ما تعود على عدم الغضب وكظم الغيظ كان من السهل عليه ومن الميسور إلا يغضب بسرعة وأن يتمكن من التحكم في نفسه وضبط انفعالاته .
فنسأل الله أن يُجنبنا وإياكم أسباب الغضب ودواعيه وأن يكفينا مكر الشيطان ووساوسه ، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المصادر :
رسالة إلى غاضب
موقع طريق الإسلام
موقع الشيخ محمد العريفي
موقع الشيخ رسلان
المفضلات