" الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَ الْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلَـا "
عُمـر الـإِنْسَانِ أَشبهُ بالسَاعـةِ الرَملية فَالَـأيَـام لَـا تَلبْثُ حَتى تنحَدِر مِن بَين أَيدِينَـا
فَالدُنيَـا دَار إمتِحَـان وَ فنَـاء وَ لَيست دَار خلُودٍ وَ بقَـاء لَـا تَدُوم فِيهَا نِعمة ، سَقمٌ بَعْد عَافِية ، وَ تَرحٌ بَعْد فَرح
وَ لَن يَبقى لَك مِنهَـا إلَّـا التُرَابِ . .
فَلَـا دَار لَك إلَـا أَعمَالك وَ لَـا مَقـام لَك إلَـا قُرأنكَـ
المَـوت
تِلكَ الكِلمـةُ التَى أرهَبت الجَمِيعـ ا
الغَني وَ الفَقِير وَ العَـزيز وَ الذَلِيل وَ العَبد وَ المَلِك
ذَاكَ المَعنى الذي أَخَـافنِي وَ أرهَبنِي حَتى بِتُ لَيلتِي مُمسِكَاً بِكتِاب الله عَسى أَن يرحمَنـا إذا صِرنَـا إليه
الـ 20 مِن نُوفمبِر
السـ7ــاعـةُ مَسـاء
وَصلنِي خَبر وَفَـاةُ زَمِيل لِي
ذَاكـ النَبـأ الذي شَل أَركَـانِي وَ عَقد لِسَـانِي
ضَـاعت الكَلِمَـات وَ بَهُـتت الَـألوَان
تَجمـد الدَم فِي عـرُوقِي وَ أصَـاب الشَـلل أَركَـانِي
فَكـرَتُ بأن مَلك المَـوت يَقِف عِند بَابِ الغُـرفـة لِيَـأخُذ رُوحِـي
فكَـرتُ بَـأنهُ قَد دَخـل دَارِي لَم أُحِس بدنُو أَجـلي يَومَـاً كَمـا أَحسستَهُ بِتلك السَـاعة
مَـا أحلكهَـا مِن لحظَـات وَ مَـا أَقسَـاهُـ مِن تَفكِـير
لَـا تَأمنِ الموتَ في طَرْفٍ وَ لَـا نَفَسٍ * وَ لو تمتعتَ بالحُجْابِ وَ الحرسِ
وَ أَعلَمْ بِأَن سِهَامَ الموتِ نَافِذةٌ * في كل مدَّرعٍ منا وَ مترسِ
ما بالُ دنياكَ ترضى أن تدنسهُ * وَ ثوبك الدهرَ مغسولٌ من الدنسِ؟
ترجو النجاةَ وَ لم تَسْلُكْ مسالكَها * إِن السفينةَ لَـا تجري على اليَبَسِ
نَعم مَـات زَمِيلٌ عَـزِيز وَ شَخصٌ مُقَـرب فَـأبى القَلم إلَـا أَن يَجـرِي وَ يسكُب بَعض العَـبرَات
لَـا أَكْتبُ الشِعْر إِلَّـا فِي مُعَانَاتِي
فَفِي القَصِيدَةِ أَشْكُو جُلَ آهَاتِي
أَنْعِي صَدِيقَا مَضْى فِي قَلْبِه حِلْمٌ
لَم يَنْثَنِي عَنهُ مِن أَقْصَى المَسافاتِ
يَا شَاعِر الصَمْتِ مَا أَعْلَـاكَ مِنْ هَرَمٍ
حَارت بِوصَفِكَ ذَا أَذْكَى عِبَارَاتِي
يَا عَاشِقَ الطبِ مَا أَعْتَاكَـ مِنْ جَبلٍ
تَضْيقُ عَنْ حَمْلهِ شَتى مِساحَاتِي
لَكِنكَ اليَوم عِنْدَ اللهِ مُؤتَمنٌ
فاللهُ أَرحَمُ مِنْ كُل المَودَاتِ
مَـا أَنطَق اللهُ لِي فِي الشِعـر ألسِنةٌ
إلَـا لَـأوفِي عَهـدُ الصدَاقَـاتِ
اللَهُم أَغْفِـر لَـهُ وَ أَرحَمْهُ رَحمةً وَاسِعةً لَـا يَشْقَى بَعْدهَـا أَبْداً
المفضلات