زلــــــــــزال اليــــابـــان

[كونان000]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله الغفور الرحيم , العزيز الحكيم , القوي العظيم
يا رب صلّ وسلم على خير خلقك وخاتم رسلك نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وأصحابه وأحبابه ومن اتبع هداه إلى يوم الدين.

يقول ربنا تبارك وتعالى (( وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُم مَّكْرٌ فِي آيَاتِنَا قُلِ اللّهُ أَسْرَعُ مَكْراً إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ {21} هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ {22}فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَينَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {23} إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {24} وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {25} ))

وبعد فإنني لن أنقل لكم كلام العلماء رحمهم الله في تفسير الآيات وشرحها فكلامهم متيسر ولا ينبغي أن يفوت أحدنا قراءته والانتفاع به ولكنني أدعو نفسي وإياكم إلى التفكر والتدبر في كلام الله. فإن الحوادث في هذا العالم لا تمر مرور الكرام على أولي الألباب دون أن يخرجوا منها بفائدة أو عظة وعبرة.

قد يعلم الكثير منا أن اليابان تعد من أكثر بلدان العالم تطورًا وازدهارًا إن لم تكن أكثرها وكم تقدمت فيها الصناعات والتقنيات حتى لا تكاد تجد مجالاً من مجالات الحياة إلا برعوا فيه وأوجدوا له ما ييسره لهم ويؤمنهم فيه حتى الزلال . وهم بطبيعة الحال وكأي من القرى التي لا تدين بدين الله ولا تتبع أمره أغرقوا في كل جوانب الحياة من رفاهية ولذات ونعيم وجنات فأخذوا بالأسباب المادية التي لا يعرفون غيرها حتى بدت بلادهم كلوحة رائعة متقنة الرسم متناسقة الألوان لا تمر عليها عيني ناظر إلا أعجبت فيها وتعجبت منها. فسبحان الله لما أتاها أمر الله لم يغن عنهم ازدهارهم وتقنيتهم شيئًا . وليس ذلك ذمًا في أسباب الدنيا مما ينفع الناس ولكن ذمًا في الاقتصار عليها. فلا يسع المؤمن إلا أن يذكر عظمة الله وقوته وقدرته وأنه القاهر فوق عباده فتقشعر الأبدان وترتجف خوفًا من بطشه وعقابه ثم ترق القلوب وتدمع العيون وتلهج الألسنة طمعًا في مغفرته ورحمته .

وتذكروا قوله تعالى (( وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا
كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ {30} وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ
فِي الْأَرْضِ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ {31} ))
فكيف لا نتعظ ونعتبر وكل منا يعرف ذنوبه وتقصيره .وما جرى لإخواننا في جدة ليس منا ببعيد ( أسأل الله أن يؤاجرهم في مصيبتهم ويخلف لهم خيرًا منها وأن يفرج عنهم ويرفع البلاء عنهم ). ولا يسع المرء إلا أن يستغرب مما يتبناه البعض من الكتاب في الصحف والمواقع من إنكار الوعظ والخوف من عقاب الله بمثل هذه الحوادث فأين هم من كلام الله وتدبر آياته .
فكيف لا نخاف عقاب الله وقد أغرقنا في دنيانا ولم نهتم إلا بأنفسنا وقصرنا في آخرتنا وأمرنا بالمعروف ونهينا عن المنكر ( لمن يعتقد نفسه مقصرًا مثلي )

إخوتي الكرام إنما كتبت ما كتبت بكل عفوية تخويفًا لنفسي ولكم من بأس الله وعقابه وتذكيرًا بطلب عفو الله ومغفرته ورحمته والرجوع إليه لعلنا نراجع أنفسنا فنصلحها وننصح لمن حولنا . أعتذر على الإطالة
هذا فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان فلا تؤاخذوني.

والحمد لله رب العالمين