أهلا أخي إبراهيم
هذه مرثية للشاعر المخضرم الصحابي الجليل لبيد بن ربيعة العامري-رضي الله عنه-في ر ثاء أخيه أربد الذي يقال بأن صاعقة ضربته فمات و يقال أيضا ان الصاعقة ضربته بعدما لم يرض بلإسلام على يد المصطفى عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم فدعى عليه فضربته الصاعقة
و قد أثرت في جدا هذه القصيدة الرائعة فيها حكم كثيرة استفدت منها
اطلب من القارئ أن يقرأها بتأني و تفكر
يقول فيها و هي من عشرين بيتا :
بلينا وما تبلى النجومُ الطَّوالِعُ***وتَبْقَى الجِبالُ بَعْدَنَا و المَصانِعُ
وقد كنتُ في أكنافِ جارِ مضنّة***ففارقَني جارٌ بأرْبَدَ نافِعُ
فَلا جَزِعٌ إنْ فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَنا ***وكُلُّ فَتى ً يَوْمَاً بهِ الدَّهْرُ فاجِعُ
فَلا أنَا يأتيني طَريفٌ بِفَرْحَة ٍ***وَلا أنا مِمّا أحدَثَ الدَّهرُ جازِعُ
ومَا النّاسُ إلاّ كالدّيارِ وأهْلها***بِها يَوْمَ حَلُّوها وغَدْواً بَلاقِعُ
ومَا المَرْءُ إلاَّ كالشِّهابِ وضَوْئِهِ***يحولُ رَماداً بَعْدَ إذْ هُوَ ساطِعُ
ومَا البِرُّ إلاَّ مُضْمَراتٌ منَ التُّقَى***وَما المَالُ إلاَّ مُعْمَراتٌ وَدائِعُ
ومَا المالُ والأهْلُونَ إلاَّ ودائعٌ***وَلابُدَّ يَوْماً أنْ تُرَدَّ الوَدائِعُ
وَيَمْضُون أرْسَالاً ونَخْلُفُ بَعدهم***كما ضَمَّ أُخرَى التّالياتِ المُشايِعُ
ومَا الناسُ إلاَّ عاملانِ: فَعامِلٌ***يتبِّرُ ما يبني، وآخرُ رافِعُ
فَمِنْهُمْ سَعيدٌ آخِذٌ لنَصِيبِهِ***وَمِنْهُمْ شَقيٌّ بالمَعيشَة ِقانِعُ
أَليْسَ ورائي، إنْ تراخَتْ مَنيّتي***لُزُومُ العَصَا تُحْنَى علَيها الأصابعُ
أخبّرُ أخبارَ القرونِ التي مضتْ***أدبٌ كأنّي كُلّما قمتُ راكعُ
فأصبحتُ مثلَ السيفِ غيرَ جفنهُ***تَقَادُمُ عَهْدِ القَينِ والنَّصْلُ قاطعُ
فَلا تبعدنْ إنَّ المَنيَة َموعدٌ***عَلَيْكَ فَدَانٍ للطُّلُوعِ وطالِعُ
أعاذلَ ما يُدريكِ، إلاَّ تظنيّاً***إذا ارتحلَ الفتيانُ منْ هوَ راجعُ
تُبَكِّي على إثرِ الشّبابِ الذي مَضَى***ألا إنَّ أخدانَ الشّبابِ الرّعارِعُ
أتجزَعُ مِمّا أحدَثَ الدّهرُ بالفَتى***وأيُّ كَريمٍ لمْ تُصِبْهُ القَوَارِعُ
لَعَمْرُكَ ما تَدري الضَّوَارِبُ بالحصَى***وَلا زاجِراتُ الطّيرِ ما اللّهُ صانِعُ
سَلُوهُنَّ إنْ كَذَّبتموني متى الفتى ***يذوقُ المنايا أوْ متى الغيثُ واقِعُ
المفضلات