الأماني الأربع
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع أدبي، استوحيتُ ملامحه من مزيج بين الواقع والخيال، لأقدِّمه وفق النظرة الآتية في أمسيات الخطبة، عارضًا الأماني الأربع الأساسية
أولى هذه الأماني، أمنية الشاب!
يا الله! ما أجمل مخطوبتي!
الآن فهمت ماذا كانوا يَعْنُونَ بأن الفتاة تبدو (حورية) أحيانًا!
إنها رائعة رائعة!
لم يلفت الفستان نظري يومًا، وكنت أظنه سخافة من النساء
لكن الآن أرى مخطوبتي التي أتقدم إلى خطبتها
بفستانها تبدو كأنها أسطورة وسط بنات الأرض بأكملها
كم أتمنى أن تكون الفتاة لي!
ما أجملَها إذ أختلس نظرة سريعة إليها، فتضع عينيها في الأرض!
رب اجعلها من نصيبي
يا رب!
أما الأمنية الثانية، فهي أمنية الفتاة نفسها:
يا الله! ما أجمل هذه الأمسية!
الآن فهمت لماذا كانت كل فتاة أعرفها تتحدث بسعادة تامة عن خطبتها
وعن فستانها الذي منحها جمالًا غير طبيعي
كنت أظن ذلك سخافة من بنات جنسي، ومبالغة لا واقعية لها
لكني الآن أفهم كل هذا
أرى الشاب الذي يريد خطبتي، ينظر تارة إلى سقف الغرفة
وتارة إلى الأرض خجلًا، لكنه يسترق نظراتٍ من عينيه نحوي
ولا تسألوا الإناث كيف يدرِكْنَ هذا
لكن نظراته كلها إعجاب
بل إنه يحدق في فستاني كأنه يرى الفستان أول مرة في حياته!
يا رب وفِّقْنَا
يا رب أدعوك ألا يعقِّد أهلي المسألة ويفسدوا فرحتي بالطلبات الكثيرة
يا رب، يا رب!
والأمنية الثالثة أمنية والدة العروس الفَرِحَة:
ما أسعدني هذه الليلة!
ابنتي حبيبة قلبي
أجمل صبية في هذه الدنيا
سَتَتِمُّ خطبتها هذه الليلة!
الحمد لك يا رب
الحمد لك والشكر
أدعوك يا رب أن توفقها في حياتها
وأن يكون هذا الشاب (ابن حلال) يصونها ويحفظها ويُسعِدها
يا رب، يا رب!
والأمنية الأخيرة هي _ بكل تأكيد _ أمنية الأب التعيس!
ما أتعسني هذه الليلة!
ما أشقاني!
ابنتي حبيبة قلبي
ابنتي أراها بعينيَّ ولا أصدق أنني أراها
ابنتي التي تحنو عليَّ
وإذا ما طلَبْتُ شيئًا أسرعَتْ قبل أمها لِتُلَبِّي لي ما أطلب
يأتي شاب لا أعرف أصله ولا فصله
لا أعرف رأسه من رجليه
يريد أن يأخذها مني!
إنها سنة الحياة!
أعرف هذا!
لكنه يتمنى ابنتي
يتمنى موافقتي
وأنا أتمنى _ يا هذا _ أن أحملك...
وألقي بك من النافذة!
الكاتب: عمر قزيحه
ليلة الأحد، بتاريخ 29_4_2019م
الساعة: 12:53 بعد منتصف الليل.
المفضلات