السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المسجد الباكي
كأني أرى أحداً ما قادماً من بعيد ... لقد أطل علينا ...
انظر كأن الدموع تتساقط من عينيه ... إنه يحمل مشاعراً دفينه منذ عشرين سنه ... ها هو قادماً إلينا ... كأنه يود أن يتحدث إلينا ... عفواً أنحن الذين تود أن تتحدث إليهم ؟
.... نعم ...
إذاً... قبل ذلك نود أن نعرف من أنت ؟ و ماذا تريد منا ؟
أنا المسجد الاقصى ... جئت أشكوكم إلى الله تعالى.
تشكونا إلى الله ؟
نعم : أشكوكم إلى ملك الملوك
لأنكم أنتم الذين سلمتموني إلى اليهود
أنتم الذين .. تمر عليكم ... الساعات ... الأيام ... الأشهر و السنون دون أن يخطر ببالكم مجرد كلمة (( المسجد الأقصى ))
و كأنكم حتى الان لا تعلموا أن رب العالمين قد خلد اسمي في كتابه المكنون .. ألم يقل عز و جل : ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ) .سورة الإسراء آيه1
ثم جعل البركة محاطة بي
فقال تعالى: ( الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ )سورة الإسراء آيه1
فرب العالمين ذكر اسمي و جعل البركة حولي
و خاتم الانبياء و المرسلين :
أسري به من المسجد الحرام و عرج مني إلى السماء .. فمني الاستقبال و مني الانطلاقة إلى السموات العلا
يا لها من مكانه عظيمة .
فلا أعلم أين ذهبت قلوبكم ... و نفوسكم .
لقد دنسني أبناء القردة و الخنازير
أين النخوة؟ أين لهمة المتوقدة
من يسترد مكانتي ... من يخطط لتخليصي؟
" صلاح الدين ” قضى ثلاث سنين .. يخطط
و يهيء النفوس لاستردادي
فلم يقر له قرار ... و لم يهدأ له بال
و بعد الاتكال على الواحد القهار ..... نفذ الخطه .
فنجحت الخطه المباركة المحاطه بالعنايه الإلهيه .
لأن النفوس استعدت لانتشالي ..
فبذلت الرخيص والغالي
و إنهم أستشعروا بعظمتي في نفوسهم
فأرادوا أن يعيدوا الجباه الساجده لله
ويعيدوا حلقات الذكر والفقه .
و تحقيق الامنية ... أمنية طرد الجراثيم المحيطة بي
و إنارة القلوب المؤمنة الطاهرة
الطاهرة من النفاق
تلك القلوب ... هل هناك من أمثالها
وأنت الذي تقرأ الان هذه الكلمات , ماذا أعددت لي و لثالث الحرمين
إجعل لي مكاناً في قلبك و لو بمقدار ثقب الابرة
أرأيت لو كان أحد ابنائك أو أحد أقاربك أسير
فهل سيغمض لك جفن؟
هل ستتركه لو يوماً واحداً واقفاً ذليلاً وراء القضبان؟
بلا شك ستسخر كل ما تملك من طاقة لتخليصه
فتبحث هنا و هناك عن مال.
و ايضاً: إنك ستنطلق إلى الشخصيات الكبيره لكي تتوسط لك عندما تتعرضك أي مشكلة
أما انا فنسيتني ... فلم تشعر بأنتهاك حرمتي , بدخول اليهود في ساحتي , ولم تستيقظ همتك عندما أرقوني
أين العزة؟ أين الرجولة؟
و لقد جاءني الكثيرون مدعين تخليصي من برائن الصهيونية فوجهوا السلاح إلى صدري
و ادعوا ... و ادعوا ... ولكنهم تساقطوا واحداً تلو الاخر ...
.......... لكن
وافرحتاه ... يا بشراه ... لقد بدأت الابتسامة تعدو إلي , كأنني أرى بصيصاً من نور بداً يتألق.
و يتألق و ينتشر حيث يبدد الظلام الدامس
آه ... إني أرى هذا النور قادماً إلينا ... انظر إنه يشع من وجوه محلاة باللحى و الأيادي المتؤضئة.
مأني أرى بيمينهم شيئاً ما .. دعنا نرى ... وافرحتاه
بايديهم القرأن الكريم .
يا عبدالله ... يا عبدالرحمن ... يا محمد ... هلموا ... انظروا
إنها جحافل الشباب المؤمن
إنهم قادمون إلينا
نعم .... تقدموا .... تقدموا ....
و لكن قبل وصلولكم لمقاتلة اليهود .. احترسوا من الألغام المبثوثة في طريقكم .
و الان سأكفكف الدموع ... و أتوقف عن الشكوى
لأرى أنا و أنت بعض ما قدموه لأرض فلسطين المسلمة.
انتهى ..
المؤلف: نجيب خالد العامر
شـعر:عبد الرحمن صالح العشماوي
المفضلات