السلام عليكم ورحمة الله وبركاتـه ..
بعد التحيـة والسلام .. و حـمـد الرب الرحـمـان . أبدأ بموضوعي بضرب بعض الأمثلـة ..
مثـال 1 ..
اتـجـه أحـمد إلـى بيت علي و سلـم عليـه بقـول ( السلام عليكم ) .. فبادره أحـمـد بالتحيـة
( وعليكم السلام والرحمـة ) و بعـد الضيـافـة .. قال أحـمـد اش رايك اش نسـوي اليـوم ؟
ويقـول علي : يقـولوا في فيلم جـديـد نـزل وش رايك نروح نشتريه ونشـوفه عند أي أحـد ثاني !!
مثـال 2 ..
اتـجـه أحـمـد مع علي إلـى السـوق ووقع ناظره علـى بنت ( صـاروخ ) فأخذ يهمس لعلي شـوف إش وراك لا يفـوتـك !
مثـال 3 ..
مر أحـمـد وعلي على الدكـان بعد شراء الفيلم دي في دي .. و قال احـمـد لعلي اش نوع البكت اللي تبـغـاه زيي ولى شيء ثاني !
مثـال 4 ..
ذهبـا إلـى أحد الأصدقـاء و استـمـعـا مـعـا بعد مشورة أحـمـد إلـى أغنيـة ( ××××× ) الجـديـدة ليستمتعـا بالفـن الأصيـل !
..........
مـا الرابـط المشترك في كل هذه الأمثلـة ؟
سؤال يفرض نفسـه و بقـوة عليـنـا ..
لوجـدنـا أن أحـمـد يدعـو دائمـا علي إلـى المعصيـة و كأن أحـمـد شيطــان وعلي إنسـان مغدر بـه من قبـل أحـمـد و لو كـان علي نجيبـا لكـان افـتـهـم
ولكـن من المتضرر الأكبر أحـمـد أم علي !!
طبـعـا الضرر ليس نفسـه أبدا فضرر الاثنـان أكبـر من بعضـه .. لنحلل الأمـور قليلا ..
إن حسبنـا أن كل معصيـة بسيئـة .. لوجدنـا أن مجموع سيئات علـي = 4
و مجـمـوع سيئات أحـمـد = 2 × 4 = 8 .. لأنـه دعـا علي إلـى المعصيـة فيأخذ ذنبـة مـعـه ..
ولـكـن كيف نفسر جملتي السابقـة ( طبـعـا الضرر ليس نفسـه أبدا فضرر الاثنـان أكبـر من بعضـه ) غريبـة الجملـة مع أن الضرر واضح انه الضعف لأحـمـد ..
تـمـعـن هذه الآيات أخي الكريم ثم فكـر مع نفسـك ما ستخطـه يداي الجريحـتـان من خـطـوط مـهـمـة
الآيـة الأولـى { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله }
الآيـة الثانيـة { المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف }
الآية الثالثة { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم من بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر }
الآيـة الرابـعـة { فلما نسوا ما ذكروا أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون } ( أصحـاب السبت )
حديث ( لتأمرن بالمعروف وتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطراً أو ليسلطن الله عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لكم )
الآيـة السادسـة { لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون } .
الآيـة السابعـة (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة)
وهـنـاك الكثيـر من الآيـات ولكن ما الرابط المشترك بينـهـا ..
بعد البحث و القراء يظهر لنـاس في الآيـة الأولى والثالثـة أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مطلب واجب و أمر لكل فرد بالغ مسلم عاقل من أمـتـنـا و الآن نجد العكس بيننـا وهـو الآيـة الثانيـة .. فيكـون الجزاء كمـا كـان جزاء أصحاب السبت الذين سكتـوا عن المنكـر أو فعلـوه ولم يتناصـحـوا بينـهـم ..
أو اللعـن كمـا جاء في الآيـة السادسـة !! و السبب لا يتناهـون عن المـنـكـر ..
فهذا من أخـطـر الأشياء التي نمر بـهـا فبدل من عدم النهي أصبـح الأمر أكبر من ذلك .. صار الأمر بالمنـكر وهو من صفات المنافقيـن .. كـمـا أنـه يزيد من الاثـم بدلا من زيـادة الحسنـات كما يفعل السابقين
اذكر أن أحد كبار المشايخ قـال (( اللهم صل على محمد كلما ذكره الذاكرون وصل عليه كلما تناسى عن ذكره الغافلـون و صل عليه كلما تعاقب الليل والنـهـار ))
اي انه في قبره وعداد الحسنـات ماشي بسبب أن صلاتـه كانت هكذا .. أمـا الآن فنحن عداد السيئات شغال لدينـا بسبب تناقل الأفلام والأغاني عبر البلوتوث ..
فمن هنـا لهنـا والمصدر أنت وكله على راسك رغـم أن ذنـوبـك مغطياك !!
طيب احنا بنسوي غلـط بس الغلـط اذا سويناه فرضا خليه بس عليـنـا ما يشمل كل النـاس فينعكس سلبا علينـا في الآخرة بدلا من ان نر حسنـات كالجبال نرى ذنـوب فوقهـا تغطيـهـا وتركمـهـا والعيـاذ بالله ..
اذا افترضـنـا وان انتصحنـا هل سنـجـد الأمـة هكذا أم بحـال افضل .. هل ستقل المقـاطـع التي فضحت بعد أن أمر الله بالستـر فيسترنـا يوم القيـامـة من ذنـوبـنـا !!
الله يهدينـا ويوفقنـا لسبيل الأخيـار ..
والسلام عليكم ورحمـة الله وبركـاتـه ..
المفضلات