بسم الله الرحمن الرحيم،،
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،،
لهذا أكتبُ !
أكتبُ لأفرغُ شيئاً من نــار الجوف !
أكتبُ لأفلِقُ في كبدِ المواجعِ منفذاً فيه تنثرُ أواجعهـــا !
أكتبُ عسى القلب المتأوه يرسل شيئاً من أواهه بعيداً ؛ حيث لا يمكن
للأنين أن يصلَ سمعي المعذّب !
أكتبُ ومداد حبري جمر المآقـــي !
مداده زفرةُ الَّلوعِ المُهرقِ في سِترِ الدُّجَى !
مداده رجف الشفاه تحت وطأة الملح الهادر مرارة وحرقة !
أذبحُ على البُرْدِيُّ وريد أقلامي ؛ لتنهل الوريقات من عصارة روحي شائهة الذكرى !
لترتوي من قيحِ قلبيٍ مُجتثُّ الشعور !
لتمتص من نسيج وحدة انتزعوها من جذع الشقّ الأليف وتركوهــا في الوراء ..
في الركن القصيّ المُوارى تصطرخ ولافاهٍ تملكُ ولا صريخٌ يُسمع !
تحت جناح الديجور .. تضطرج في جراحٍ لا تنزف دماً ..
وتشهقُ متوجعة من طعناتٍ لا تنفذها في جسدها الشائه الخناجر !
أكتبُ لأسكب أشبح الماضي في قنينة الورق !
وأحبسها بعيداً حيث لا يمكن لدخانها المضمحل أن يخنق رئة تنسمت يوماً عبابهم الزنبقي !
وأوثقُ وثاقها حتى لا ترقد بجاواري في كهف شجوني المؤرق شوقاً !
وأصفد أطرافها الهلامية فلا .. تستطيع قبض روحي معتصرة منها الحياة ،
فلا تقدر اقتلاع النور من عيني تاركة وراءها محجر أسود ..
كيما لا تنتقم من هجراني وانقطاعي، وأنيني :"أن لا تعودي" !
أكتبُ لأجرد الأوراق من ثوبها مُغدق النقاء،من غشاوة حلمها أن في الكون
صفاء،من برؤها سقم رمضاء نفسي !
أكتبُ متمنية النسيان ، متمنية الزوال وراجية المغيب .. منتظرة نضوب الحبر من
قلمي،فروغ الأبيض من الصحف.. وطي السجل آخر الصفحات !
حتى إذا ما انتهوا ، عرفتُ أن قد أذن الرحيـــــــل !
أن قد خبا من القلب نبضه .. وانساب من مآقيه النــور ، وفاضتْ من مكثها العتيق النفسُ !
وسكنتْ روحي .. وانطفأت من بعد الشبوب نارها ، وهدأتْ من بعد الضواري أعاصيرهـــا !
ورقد من غير ذي حياةٍ جسدي في البقعة الممحوة من عالم البشر !
في الخباء الملتحف بليل دون قمر .. وتحت صدر أرضٍ هجرها نفح الربيع وأمسيات المطر !
المفضلات