" ذكرى توقظ حقيقة " ق.ق

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 5 من 5

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    الصورة الرمزية kaw Matsuda

    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المـشـــاركــات
    203
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي " ذكرى توقظ حقيقة " ق.ق

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ..


    كفَّان مرتفعتان بين أذان وإقامة، عينان محتقنتان بالعبَرَات، ودعوات تتدافع على طرف اللسان أيها تسبق الأخرى ؟
    صفقةُ بابٍ قوية هزّت فؤادها وسمحتْ لدموعها بالهطول .. ارتعشتْ يداها دون أن تقدر على التلفُّظ بما تريد
    لذا أخذت تناجيه سرًا " أصلح حاله يا رب، أنت الهادي اهده يا رب رُدَّ إليه رشده وازرع الرحمة في قلبه
    يا رحمن يا رحيم .. نفسي لا تطاوعني للدعاء عليه رغم كل هفواته، فهو حشاشة كبدي وأغلى ما أملك
    لكني يا رب أخشى أن ينفلت لساني يومًا وأدعو عليه في ساعة لا وعي، فالقلب طافح بالألم، والصبر
    حبائله عرضة للتقطّع في أي لحظة بسبب سلسلة الجحود المستمرة "
    هل يُوصف ما تشعر به بالخيبة ؟ بالخذلان، بالقهر، بالعذاب، باليأس،
    بالإحباط، بموت روحها وهي على قيد الحياة ؟
    لا .. وجعها أشد وأكبر من أن يتم حصره في نطاق الكلمات الضيق
    كم هو إحساس مريع ومفجع أن لا تحصد بعد سنوات المشقة الطويلة سوى النكران والإساءة
    غرست البذرة وكابدت من أجل سقيها والاعتناء بها لتكبر النبتة بعد انتظار بلا ثمر
    لا لقد أثمرتْ فعلاً .. لكن ثمرًا مرًا كالحنظل وها هي ذي تتجرع مرارة تناوله كل ليلة
    بكرها الوحيد هذا
    أرهقها بتمرده وتعنته وحاله المُعوَجّ الذي يأبى أن يستقيم
    كيف السبيل إلى إصلاحه وقد عدمت كل الوسائل ؟ توقنُ أن الدعاء قادر على فعل الكثير
    وأنه سلاح من لا سلاح له
    لكن التعب سلب منها ما سلب وهي لم تعد قادرة على المواصلة والتحمّل ..

    الله أكبر .. قاطعةً كل شيء
    أُقيمت الصلاة ..
    نهضتْ بثقل لتتوضأ وتؤدي صلاة العشاء وكلها رجاء أن لا يخيب الله ظنها به
    بعد أن انتهت استلقت على الفراش، أغمضت عيناها تود الهروب سريعًا عن الواقع التعيس
    رأت نفسها في المنام .. بعمر أصغر، ودون أي أثر لتجاعيد الألم على قلبها
    كانت تقف في غرفة مألوفة ذات جدران بيضاء ونقوش سُكَرية .. أمامها والدتها تخاطبها برجاء لتقضي لها
    حاجة ما، وهي تشيح برأسها في عبوسٍ وتجهمٍ شديدين - مُتْبِعَةً زفراتها بعدد لا يُحصى
    من " التأففات" - قبل أن تستدير لذاك الوجه المتغضن وتصرخ بغضب ثم تمضي تاركةً ورائها
    روحًا تحتضر من شدة الحزن ..

    الأسى يتفاقم، ومقلتاها تغصان بالعَبَرات
    لم تكن نائمة ولم يكن ما شاهدته حُلمًا، هذه ذكرى قديمة طوتها السنين
    استيقظت في أعماقها فجأة وجرَّتْ معها جيشًا من الذكريات التي أرَّقتْ مضجعها
    وجعلتها تدرك لأول مرة كيفية تبدل الأحوال عند دوران الزمان وأنه كما تدين تدان
    ندمها، صوت أمها، وجهها الغائب تحت التراب
    ودت أن تُوصِل اعتذاراتها إليها وتطلب منها السماح لكن هيهات

    مرارة الحنظل تأبى أن تفارق حنجرتها .. الدموع تهطل مجددًا .
    التعديل الأخير تم بواسطة kaw Matsuda ; 10-3-2015 الساعة 04:30 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...