حينما يمتزج الحب والكره .. حينما تدرك أن حظك سيخونك ببعض الأوقات .. عندما تعرف أن العالم ليس جنة الأطفال ومكاناً يصلح للهو و الغزلان الصغيرة .. عندما يغدو العالم مكاناً لقارئي الأفكاآر ..
هذه القصة ليست الأولي لي وليست الأخيرة .. ومن أدني القصص التي كتبتها مستوي .. لأن الباقي مكتوب علي الورق .. ربما أعطيهم لكم فيما بعد ولكن دعونا نركز ..
إسمحوا لي بأن أقدم لكم نفسي .. معكم ( رفعت مأمون ) أو لنتظاهر بأن اسمي كذلكــ حالياً فلن يكون هذا الإسم موجوداً .. ولن تحتاجوا إلي معرفة أي شيئ غير إسمي وإسم هالعدو المدعو ( محمد شاهين ) .. هذين الإسمين الذان سيكررهما ويتذكرهما القدر بصورة كبيرة لفترة طويلة من الزمان .. فلتتذكروا ..
أقسم أنه يكرهه .. لا يدري لم كل هذا .. ولكنها ربما تكون الكراهية المتولدة مع الإنسان حال مولده .. لا يدري حقاً ..
ولكن برغم هذا يظهر له الود .. دائماً يفعل ذلك ، ولكن لا يدري أهذا نفاق ؟؟ فبرغم أنه ابن عمه الودود ، إنما يكــرهه .. !! ولا يدري هل كان (الآخر) – كما يسميه – يبادله نفس الإحساس أم لا . من الصعب قول هذا ولكن من نظراته الحاقدة التي تدل علي الحقد أيضاً تفضح هذا الكره .. فلتكن هذه نهاية البداية .. وأيضاً هي بداية النهاية .. !!
لا يدري منذ متي وهو يعرف بهذا الإحساس المتبادل .. ولكن يعتقد أنه منذ بداية مولده ومنذ أن لفت الأنظار إليه بأن تكلم وهو ابن سنتان فقط ومنذ حينها بدأ الهمس بين صفوف العائلة أن هذا الطفل سيكون له شأن .. وأن كان هذا الأخ ( محمد ) في عامه الخامس .. لقد شهدت العائلة حينها أن ( محمد ) نظر نظرة بالغة الحقد لــ ( رفعــت ) ... أراد ألا يتميز عنه أحد .. ولكن تشاء الأقدار أن تفعل ما يحلو لها .. !!
نشأ الصبيان وبينهما علاقة غير عادية .. مزيح من الحب والكره والرغبة في الإنتصار لكل منهما .. إنهما أشبه بقطين يتعاركان علي فأر واحد فقط .. ويالها من علاقة .. ومن الأشياء التي كان يستخف بها ( محمد ) أن ( رفعت ) ألدغٌ في حرف معين الذي هو الراء .. لا يستطيع نطقه جيداً .. وكم استخف ( محمد ) بهالنقطة كثيراً من ( رفعت ) ، ولكن ( رفعت) كان له رد شبه محدد ، وكان رفعت من حفظة القرآن المستيقنين بإذن الله ، لذا كان نطق الحروف مهماً .. ولكنه اعتاد علي ذلك .. وأصبح شبه ناطق لحرف الراء ، ولكنه مازال حين كلامه السريع لا ينطقه جيداً .. ، ولا شيئ في ذلك أساساً .. ولكن ( محمد ) إتخذها محل إستخفاف وإستهزاء بــ ( رفعــت ) . وأصبح يقول له قل كلمة كذا التي تحتوي علي الراء و يحاول ( رفعت ) محاولات مستميته لينطقها لئلا يكون محل استهزاء من أشبال عائلتهم الكبيــرة .. ولكن وياللأسف ، كان بالأغلب لا ينطقها جيداً ... وفوض أمره إلي الله ..
ولكن ( محمد ) لم يكن يحتوي علي ذكاء ( رفعت ) . كان ( رفعت ) مجرد ذكاء ويحتوي علي إنسان .. وليس إنسان يحتوي علي ذكاء ، لذا كان محبوباً عند أساتذة الرياضة الذين كانوا يهتمون به إهتماماً خاصاً .. ويعتبرونه مجرد فلتة من فلتات القدر ، الذين لن ينجب التاريخ مثلهم لفترة من الزمان . وعلي العموم كان متفوقاً بكل المواد ومحل حقد من زملائه . حتي من أولياء أمورهم كانوا يقولون مالِ هذاا الفتي ..
لذا لكم أن تتصوروا أن ( محمد ) كان متوسط الذكاء وكان يحاول تنمية ذكائه لفترة من الزمان وكل ذلكــ فقط . لكي ينافس ( رفعت ) ..
وفي هذا السن ( رفعت اثنا عشر عاماً ) و ( محمد ثمانية عشر عاماً ) .. حينها اكتشف ( رفعت ) أنه يستطيع قراءة الأفكــار .. .. !!
ذات يوم دنا ( رفعت ) من الموت جداً .. كان سائراً مع والديه ذات يوم .. .. مجرد نزهة بسيطة .. لا يدري أكان خطأه أم خطأ والدته حينما دفعته دفعة بسيطة لكي تعبر هي .. لا أعرف أعرفت أن تلكم الدفعة البسيطة قد أوقعته لأنه كان سائراً علي حافة الرصيف بجانبــ الطريق .. وأيضاً لا أعرف .. بماذا أحَسَّت حينما وقع ( رفعت ) علي الأرض .. ..
صرخت الأم وقالت : (( ابنــــــــــــــــــــــي )) (( انقذووووووووووووووووووه )) واستمر الحال هكــذا محلياً بعويل الأم وصراخ الأب .. حتي علموا أنه لا عربات تسير بجانبهمـ .. !! .. لذا حمدوا الله ولكن أذهبوا ابنهم المشفي لكي يأخذ علاجاً من الصدمة لأنه صُدم بطريقة كبيرةة .. وحشيوا أن يكون أُصيب بصدمة عصبية ثم مكث بالمشفي أسبوعاً .. كان خلال هذا الأسبوع وتحديداً منذ اليوم الثاني .. بدأ يسمع بعض الأصوات .. لايدري أيصفها بالغريبة ؟؟ أعتقد نعم .. لأنه لا يوجد من يقف بجانبه .. لا يوجد أحد بالغرفة أصلاً .. هنا أدركــ بأنه مجنوون تماماً .. في اليوم التالي حضر أبوه وأمه وأخته الصغيرة لزيارته .. سمع صوتاً صادراً من أخته .. كيفــ عرف ؟؟ لأن هذا هو صوتها .. ولكن لم يسمع جيداً فقال لها :
رفعت : ماذا قلتي ؟؟
الأخت : ماذا ؟؟ أنا لم أتكلــم بتاتاً ؟؟
رفعت : ولكني سمعتك للتو تتكلمين ؟؟
الأخت : ولكني لم أتكلم .. هل بدأت بالتخيل يا ( رفعت ) أم ماذا ؟؟
رفعت : ولكني وأقسم علي ذلكــ سمعتك تقولين (( ألن تقوم من هذا السرير وتنهي ألعاب الأطفال هذه ؟؟ ))
هنا امتقع وجه الأختــ .. وصدرت منها صرخة صغيرة .. فهي قالت هذه الكليمات في عقلها ..
هنا نظر له الأب والأم .. وعلي وجهيهما نظرة تقول .. يالك من غريب ، ماذا حدث لك يا بني ..
تعلم ( رفعــت ) أن هذا هو سره الصغير .. لم يخبر أحد عنه أبداً إلي الآن .. أدرك أنه لو تكلم سوف يقول الناس عنه أنه خارج عن قوانين الطبيعة .. وسيعتبرونه فلتة من فلــتات القدر ، ويصير منبوذاً .. لذا أدرك أن يجعل هذه ( الموهبة ) هي سره الصغير وأن يحاول تنميتها ، كان يسمي حالات قراءته للأفكــار للعقول الأخري ( الإختراق ) .. وبما أن مموهبته مازالت وليدة ففبعض الأوقات لم يــكن يقدر علي القراءة .. فكان يسميها إظلاماً .. .. ..
وطبعاً لم تكــن عائلته تعلم بأي معلومة عن هذه الأشياء .. ولكن بفضل هذه الموهبة علم أشياء لم يعلمها ، علم غش الناس وخداعهم .. علم أن الناس يكرهون بعضهم البعض .. وهذا ليس بعيد عنه .. علم الكثيـــر عن تفكك وضعف الناس .. ولا يستثني نفسه منهم .. وهنا استفاد الإستفادة العظمي مع ( محمد شاهين ) طبعاً .. علم كم يكــرهه .. ويتمني أن يموت ذلك المدعو ( رفعت ) .. وعلم من يكره من .. ومن يحب من ...
هنا وبفضل تنميته لمهارته صار قادراً علي التحريكــ عن بعد .. ..
التحريك عن بعد معلوم ومشهور عند أغلب الناس .. ولكن الناس لا تعلم أنه مهارة تفوق الوصف .. ولربما صار التحريك عن بعد ( أو التليكينزيس ) هو أعتي سلاح بيولوجي عرفه التاريخ .. وهناك بعض الناس وصل الحد لمهارتهم المروعة إلي أن يحركوا قطاراً .. لذا تسابقت بعض الدول الكبري لضم هؤلاء الناس إليهم .. هذه هي بعض المعلومات التي قرأها ( رفعت ) بالكتـــب .. لأنه قرر معرفة كل شيئ عن هذه المواهب .. ..
وازداد إدراك ونضج المدعو ( رفعت ) من قرآءته للأفكار .. تصور أن يكون أمامك المئات من العقول فاتحة مصراعيها مستسلمة لقدرتك ككتاب فاتح مصراعيه ينتظرك لتغلقه مرة أخري .. إزداد إدراك ( رفعت ) للأشياء وازدادت قدرته علي قرآءة الأفــكار .. إلي أنه حينما كان جالساً مع ( محمد ) أدرك ذات مرة أنه يقرأ الأفكـــار .. !!
كيف علــم ؟؟ لايدري .. هذه المرة رآه ينظر إليه ويقول :
محمد : أتراك متطفل علي الناس ؟؟
رفعت ( بإستغراب ) : لــ .. لا طبعاً .. أن لا أحب التطفل ..
هناك سمع ( رفعت ) صوتاً من عقل ( محمد ) يقول :
بلي أنت كذلكـــ يا قارئ الأفكـــار !!
هنا صعق ( رفعت ) .. ما الذي سمعه ؟؟ هل علم أحد بذلــــك ؟؟ ولكن كيــف ؟؟ هنا سمع صوت ( محمد ) يقول .. :
يمكن ذلك لو كنت أنا قارئ أفكـــــار .. هاهاهاهاهاهاهاها .. .. هنا صعق ( رفعت ) .. هل يعقل هذا ؟؟ هل يكون هناك من كان مثله ولم يعلم به ؟؟ قال ( محمد ) .. نعم يمكن ألا تعلم أني تعرضت لنفس حادثك بنفس الكيفية بنفس عمرك ؟؟ هنا قال ( رفعت ) .. هل حصل هذا فعلاً ؟ .. قال ( محمد ) .. : نعم يا فتي .. هذا المكان كما علمت أنا ليس مكاناً عادياً .. بل هو مكان به الكثيــر من القوي الذهنية .. ولا أحد يدري لماذا ؟؟ هل هل هل هل .. لا أحد يدري .. لذا هذه القوي كل من يمر بها تُحدث له هذا الحادث .. لتختبره . هل يستحق هذه القوي أم لا ؟؟ قال ( رفعت ) : إذن ليست أمي السبب ؟؟ لقد كنت بدأت أن أشك بها وأبتعد عنها .. وذفر بعض الدمووع وتذكــر بيت شعر كان قد قرأه بمعهده الأزهري ويقوول هذا البيت .. :
" أيا عين ويحك أسعدينا ** ألا وابكي أمير المؤمنينا "
لا يعلم لم تذكره .. ربما لأنه بيت حزين .. ولا تدرون أعزائي القراء مدي حزن رفعت .. أماه .. كم اشتقت إليكِ .. كم اشتقت إليك بعد بُعْدٍ طويل دام لشهور .. هل تتقبلينني كأبن بعد تلكم الظروف .. أين انت أماه ..
هكذا تكررت هذه الكلمات بعقله الصغير ..
قال له ( محمد ) ستسامحك يا فتي .. ستسامحك ..
نظر له ( رفعت ) نظرة صمت .. لا يدري هل تستمر تلكم الصدمة العصبية التي هو فيها وقتاً طويلاً أم لا .. ولكنه منتظرها ..
انتظريني أماه .. فانا قادم .. لا يدري أهكذا تصالح مع هالمدعو المسمي بــ ( محمد ) أم مازال كما هــو .. ولكنه عقد هدنة معه الآن علي الأقلـــ .. وربما يفكر بهالوضع فيما بعــد !!
إن كان لديكم فسفوسة حظ لكنت أكملت القصة كما بدماغي .. ولكن ويا للأسف لا أعلم كم أنا كسول ^^ ..
لربما يكون لهالقصة جزء آخــر .. وربما لا .. ربما سيكون هناك جزء نتعرف فيه كيف رجع رفعت لأمــه .. كيف حدث له ماستعرفونه لاحقاً .. ولكن لا نريـــد أن نحزن مرة أخـــري ..
إلي لقآاء قريب إخواآنـــي ..
المفضلات