مرحبًا أيها الأعضاء الكرام..
يتشرف فريق أصدقاء المعرفة الذهبي 226 بإصدار ثاني عمل له في هذا المنتدى الرائع..
نتمنى لكم قراءة ممتعة =)
×-لماذا يكذب الإنسان أو يرتكب الأخطاء؟
×- و هل يحصل أي تغيير في جسمه أثناء حدوث ذلك؟
~
العديد من الأشخاص نظروا وينظرون إلى الكذب على أنه عادة سيئة فحسب.
ولكن حان الوقت لنغير من تلك الفكرة فقد تطور العلم و بدأ العلماء يستخدمون التجارب العلمية لـتفسير جميع الظواهر تفسيرًا علميًّا مقبولًا.
أي: لماذا يكذب الإنسان؟ و ماذا يحدث أثناء عملية الكذب؟
هذه الأسئلة و عديد غيرها شغلت بال بعض العلماء في السنوات القليلة الماضية، وبما أن ظاهرة الكذب قد تفشَّت بشكل كبير، فلا بد من البحث عن وسائل موثوقة لكشفه.
في عام 2003 قام بعض العلماء بتجربة لمحاولة ابتكار جهاز لكشف الكذب، ليستخدم في التحقيق مع المجرمين ولهذا فقد احتاجوا إلى معرفة المنطقة المسئولة عن الكذب أولًا.
وبعد إجراء التجارب والتقاط العديد من الصور لجميع أجزاء الدماغ وجد العلماء أن الإنسان عندما يكذب فإن هنالك نشاطًا كبيرًا تظهره الصور المغنطيسية
بطريقة تسمى functional magnetic resonance imaging في منطقة محددة من الدماغ وهي منطقة أعلى ومقدمة هذا الدماغ.
وهكذا استنتج العلماء أنالجزء الأمامي العلوي من الدماغ هو المسئول عن الكذب!
وهذا الجزء هو ما نسميه في اللغة العربية بـناصية الإنسان، أي أعلى ومقدمة الرأس، وهنا يتمركز هذا الجزء من الدماغ
أظهرت الصور الحديثة للدماغ أثناء تجربة الكذب، أن المنطقة في أعلى ومقدمة الدماغ تنشط بشكل كبير أثناء الكذب،
لاحظ البقعة الحمراء التي تشير إلى نشاط في مقدمة وأعلى الدماغ حين يكذب الإنسان.
في تجربة أخرى بحث العلماء عن مصدر الخطأ، فقاموا بعملية مسح شاملة لدماغ إنسان يرتكب خطأ ما،
والنتيجة المفاجئة هي وجود منطقة في الدماغ مسئولة عن الأخطاء التي يرتكبها الإنسان،
وجدوا أن مقدمة الدماغ وتحديدًا في قشرة الدماغ الأمامية وتسمى RACC وهي ما نسميه "الناصية" تكون أكثر نشاطًا عندما يرتكب الإنسان خطأ ما!
وكلما كان الخطأ أكبر كانت هذه المنطقة أنشط.
وتعتمد التقنية الجديدة في كشف الخطأ على مسح الدماغ بالرنين المغنطيسي الذي يهدف إلى رصد حركة الدم، وسرعة تدفق الدم في مختلف أجزاء الدماغ.
وبالطبع فإن المنطقة ذات التدفق الأكبر تكون هي الأنشط
أظهرت التجربة الجديدة على الدماغ أن المنطقة الأمامية أو منطقة الناصية تكون نشيطة عند ارتكاب الأخطاء.
وفي الشكل نلاحظ صورًا متعددة لدماغ إنسان وهو يخطئ، وكلما كان الخطأ أكبر نلاحظ ازدياد في نشاط هذه المنطقة من الدماغ.
إن الجزء الأمامي من الدماغThe frontal lobe of the brain هو أهم جزء في الدماغ، حيث يتم فيه التوجيه و اتخاذ القرارات المهمة، سواء كانت صحيحة أم خاطئة.
ويتم فيه أيضًا التخطيط للخير والشر.
على الرغم من أنها اكتشافات حديثة جدًّا لا يزال العلماء يبحثون ويجرون التجارب لكشف الكثير من أسرار هذه المنطقة الحساسة من الدماغ، والتي تقع في مقدمة الرأس، أو الناصية.
ولكن القرآن تناول هذه القضية العلمية في زمن لم يكن أحد على وجه الأرض يعلم أي شيء عن هذا الجزء من الدماغ أو عن عمله ومهامه التي تتعلق بالخطأ والكذب والتوجيه والقيادة؟
فهو أول كتاب يحدد مهام الجزء الأمامي من الدماغ.
منطقة الناصية هي أعلى ومقدمة الرأس، وقد أثبتت التجارب أن قشرة الدماغ الأمامية العليا أي أقرب نقطة للدماغ من ناصية الرأس،
هذه المنطقة تتحكم بالقيادة والتوجه والاندفاع والسلوك.
وهي أهم منطقة في دماغ الإنسان والحيوان، ولذلك قال تعالى: (ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها).
الكذب
يقول تعالى عن أبي جهل لعنه الله : (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى * عَبْدًا إِذَا صَلَّى * أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى *أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى *أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى * أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى * كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ * نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ* فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ * سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ * كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ) [العلق: 9-19].
الخطأ
إن الوصف القرآني دقيق جدًا من الناحية العلمية عندما وصف الناصية بالخاطئة: (نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ).
وهنا أيضًا نلاحظ أن القرآن قد ربط بين الناصية وبين الخطأ، وهذا ما كشفه العلماء حديثًا جدًا.
الصدق
لاحظ عزيزي القارئ أن العلماء اكتشفوا كما رأينا أن الصدق لا يكلف الدماغ شيئًا، وأن الكذب يتطلب طاقة كبيرة!، وهنا تتجلى فائدة جديدة من فوائد الصدق،
وسبحان الله! عندما أمرنا الله تعالى بالصدق فإن هنالك فائدة من هذا الأمر، وهذا يثبت أن الله تعالى لا يأمر إلا بشيء فيه منفعة للبشر.
يقول تعالى: (فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ) [محمد: 21].
وتأمل معي البيان الإلهي كيف حدثنا عن ذلك الإنسان الذي أكرمه الله بالهدى والإيمان وآتاه من آياته العظيمة، ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه،
فكيف حال شخص كهذا؟
يقول تعالى مشبهًا كل من يكذب بآيات الله: (فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)[الأعراف: 176].
لماذا شبه الله تعالى الذي يكذب بالكلب الذي يلهث؟ لأن عملية الكذب والتكذيب تحتاج إلى بذل جهد وطاقة، تمامًا كما يبذل الكلب طاقة كبيرة عندما يلهث.
إنها بالفعل عملية تحتاج إلى تفكير وتحليل لنستيقن بأن من يكذب بآيات الله تعالى فهو كالكلب!
ولذلك ختمت الآية بقوله تعالى (لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ).
كما رأينا فإن العلماء وجدوا أن الدماغ مصمم ليعمل على أساس الصدق، أي أن النظام الافتراضي للدماغ هو الصدق، أي أن الإنسان يولد ودماغه مصمم ليكون صادقًا،
وربما نتذكر كلام النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عندما تحدث عن هذا الأمر فقال: (كلُّ مولود يُولَدُ على الفِطْرَة)،
والله تعالى يقول: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)[الروم: 30].
فالله تعالى قد فطر الناس منذ ولادتهم على الصدق، وهذا ما يعترف به العلم اليوم.
القيادة والتوجُّه
يقول تعالى على لسان سيدنا هود عليه السلام بعدما كذّبه قومه فقال لهم: (إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [هود: 56].
فالله تعالى هو الذي يأخذ بناصية جميع المخلوقات ويوجهها كيف يشاء، ولقد اختار الله تعالى هذه المنطقة لأنها المسئولة عن التوجيه والسلوك والقيادة.
وبذلك يكون القرآن أول كتاب يشير إلى أهمية هذه المنطقة من الدماغ في التوجيه والسلوك.
إن منطقة الناصية كما رأينا تتحكم باتخاذ القرارات الصحيحة وبالتالي كلما كانت هذه المنطقة أكثر فعالية وأكثر نشاطًا وأكثر سلامة كانت القرارات أكثر دقة وحكمة، وبالتالي كان الإنسان على طريق مستقيم،
ومن هنا ربما ندرك سرّ الربط الإلهي بين الناصية وبين الصراط المستقيم في الآية الكريمة (مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ).
وفي هذا إشارة إلى أهمية هذه المنطقة في سلوك الإنسان وهذا ما أثبته العلم وأشار إليه القرآن.
ونتذكر أيضًا دعاء النبي الكريم يخاطب ربه: (ناصيتي بيدك). وفي هذا تسليم من النبي إلى الله تعالى، بأن كل شأنه لله، وأن الله يتحكم كيف يشاء ويقدر له ما يشاء.
والسؤال: هل أدرك النبي الرحيم عليه الصلاة والسلام أن منطقة الناصية تلعب دورًا مهمًا في العمليات العليا للإنسان مثل الإدراك واتخاذ القرارات والتوجيه وحل المشاكل،
ولذلك سلَّم هذه المنطقة لله تعالى في دعائه (ناصيتي بيدك)؟
وهنا لا بدّ من أن نتساءل: هل يوجد تناقض بين ما جاء في القرآن قبل أربعة عشر قرنًا، وبين ما يكشفه العلماء في القرن الحادي والعشرين؟
sherlock: ماشاء الله صاحب فكرة الموضوع والمدقق عليه وموفر الصور، عضو في فريق أصدقاء المعرفة الذهبي "226"
Black Mercury: قام بالترتيب والتنظيم واختيار العنوان و تعديل الموضوع ومراجعته، فجزاه الله خير، عضو في فريق أصدقاء المعرفة الذهبي "226"
عاشقة المعرفة:ساعدت بإنزال العمل فجزاها الله خير، عضوة في فريق أصدقاء المعرفة الذهبي "226"
طَيْفْ: قامت بتصميم الفواصل والصور وبنر للموضوع وتنسيق الموضوع، جزاها الله خير.
نتمنى بأن حاز هذا العمل على استحسانكم ورضاكم..
والى لقاء قريب بإذن الله مع موضوع مختلف قليلًا عن هذه المواضيع..
لمن أراد معرفة ما خلف الكواليس فليزور ورشتنا مشكورًا ^^
المفضلات