.
.
.



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

(رد السلام ليس اختياريًا بل هو واجب على الرأي الأصح)


كيف حالكم يا أحبة؟

وما أحوال الاختبارات؟

أظن أن الغالب سينتهي غدًا -بإذن الله-

لذا منذ هذا الأسبوع سيبدأ قسم اللغة العربية بطرح موضوعات متجددة للعطلة -إن شاء الله-..


أولها هذا الموضوع، والذي رأيتُ أنه جميلٌ لنا باعتبارنا نحب أن ندلي برأينا في عدة أمور.. أو نعطي فائدة ما..

ولأن فكرة الدروس ربما تجعل من لا يشترك وينتظم محبطًا قليلًا؛ لأنه يريد الاستفادة كالبقية..

لذا سيكون الموضوع نقاشيًا وكذا على هيئة فوائد ودروس وأمورًا لا نتنبه إليها نحنُ أصحاب اللغة العربية..

احترتُ أأجعل القضية أسبوعية؟ لكن لاحظتُ في عبر أن عددًا من الأعضاء يرغبون في المشاركة بعد انتهاء الأسبوع..

أو أجعلها تستمر لأسبوعين.. وهذا الوقت مناسب للجميع ربما و لا يُشعر بالملل

أو أجعلها شهرية.. وهذا يعني قضيتان فقط في العطلة (لرجب وشعبان) !

لذا سأترك الخيار لكم في الاستفتاء في الأعلى..

أحب أن أنوّه أنه وبعد قضيتين أو ثلاث، سأقوم باختيار أو سأرشح الأكثر تفاعلًا ليقودوا القضية القادمة، كتكريم وتشجيع لهم..

لكن يستلزم الأمر القراءة المكثفة للقضية قبل طرحها..

ومناسبتها كموضوع متعلق بقضايا اللغة العربية.. لذا سيكون عليكم فقط إطلاع المشرفين بعناوين القضايا..



::


و أنــوّه أن هناك خطوطًا حمــراء، نقرؤها قبل الشروع في أي حوار:

1- ماذا يعني الحوار؟ أو ما مفهوم الحوار لديك؟

الحوار كمفهوم هو:
تبادل وجهات النظر بين طرفين أو أكثر، في جو هادئ، لإحقاق قولٍ وتخطئة غيره دون تسفيه رأي المخالف..

أي أننا هنا لسنا نتعامل كأشخاص بل كآراء، وما دمنا نريد الحق فعلينا الالتزام بلوازم الحوار..

فالهدف لدينا هو الوصول للحق ونصرته سواءً كان الحق معنا أو مع غيرنا..

لذا لنصحح المفهوم أولًا..

2- يمنع الخروج التام عن موضوع القضية أو وضع أسماء صريحة أو التعريض بها بلا سبب..

أو التجريح لأحدٍ عمدًا..

3- اقرأ القضية بتمعن واطرح رأيك، ولا تتردد بحجة أن رأيك قد يكون عاديًا أو غير مفيد.

4- حاول أن تقرأ آراء من سبق و ترد عليها أو تفندها أو تصحح فيها أو توافقها، فهكذا يأخذ الحوار شكلًا دائريًا بين الأعضاء ولا تتوقف أفكارك.

5- لكلٍ طريقته في طرح رأيه،

بعضهم يحب أن يسرد رأيه حتى تفرغ الفكرة من رأسه وحتى يرى بأنه استوفى جوانبها..

وبعضهم يحب ما قل من الكلمات مع ما دل من المعاني فيطرح رأيه مركزًا وواضحًا..



وكلا الاثنين لا يُفاضل بينهما، فالأمر طبعيٌّ أن نختلف في طريقة التعبير، فـ عبّر كما تحب.

6- ضع في اعتبارك أن لديك قدرًا من الثقافة لا يوجد 100% عند غيرك،

وكذا قِسْ الأمر على البقية، فالمعرفة ليست ملكًا أو حكرًا على أحد،

ولا ترتبط بسن أو بلد، لذا عامل الآخر كمصدر آخر للمعرفة يعلم ما لا تعلم،

وترى عينه ما لا تراه.. وحاول أن تراعي الفهم المختلف عند قراءة ردك..

7- لا تبحثْ عن التأييد لك أو المعارضة، بل ابحث عن الفائدة للجميع،

فلا تنظروا إلى قلة التفاعل مثلًا، أو تهجموا على من يخالفكم الرأي فلكلٍ وجهة نظره
يوضحها و نرد عليه.

8- التحدث باللغة الفصحى شرطٌ في الموضوع الأساسي، أما التعليقات فمفتوح، مع أفضلية الفصحى .

9- لاحظ ردك قبل وضعه، هل هو على شاكلة (شكرًا) (أوافقك) ومــا كان غرضه زيادة رصيد المشاركات؟

أم هو من الردود التي تدل على أنك قرأت وفهمت وتفاعلت؟

نتمنى أن تكون من أرباب الردود الثانية..

10- وأشكركم على التفاعل مسبقًا، وعلى طيب الحضور..

تلك عشرةٌ كاملة..


::

ولنبدأ القضية على بركة الله:

اخترتُ قضيةً خطرت لي اليوم، ربما تكون مطروقة ومكررة، لكنها جميلة كبداية..

ألا وهي (التحدث أو الكتابة.. الفصحى أم العامية؟)

لا تستعجلوا وتغلقوا المتصفح، أو تضعوا آرائكم..

اقرؤوا النص التالي، وعسى ألا يكون مملًا (غالبه قصص وأمثلة من الواقع)، ثم أضيفوا ما تحبون:


(كنتُ أتحدثُ مع أستاذةٍ لي في الجامعة (هي بلقب دكتورة لكن لا أجدُ لها مرادفًا في الفصحى)، تلك الأستاذة أعتبرها كصديقة كما هو حالي مع غالب أساتذتي ^^، لكن ليس بترك الاحترام..

كنا نتحدثُ عن الحديث أثناء المحاضرات مع الطالبات، فتطرقتُ لا إراديًا لموضوع التحدث بالفصحى.. والناظرُ إليّ يظن أني لا أحسنُ شيئًا، ربما لآنني لا أحب أن أرفع صوتي إلا عند الإلقاء وفي المنزل بالطبع..

أو حين يستلزم الأمر بالطبع كتهدئة أطفال روضة أختي المشاكسين ^^".. وكذا يُستغربُ عليّ التحدث بالفصحى.. رغم أن المثقف القاريء يظهر في حديثه وكلماته ما يُشعرك أنه ليس بالإنسان العادي..

فكنتُ أحدثها عن هذا الأمر، وحدثتها أن معلمةً لي حصل أن تحدثت في أول حصةٍ دراسية في الثانوية بالفصحى، فاستغربت جميع الطالبات.. إلى أن تعودنا الوضع،

فردت الـ (دكتورة): "أريد التحدث بالفصحى لكن لدي مشكلة مع النحو قليلًا لذا قد أجد نفسي أمام الطالبات عند غلطة نحوية في ورطة" أو كما قالت..

ولا ألومها فكلامها صحيح، إذ إن من مقومات المعلم أن يكون قدوة، وقد تهتز صورتها أمام الطالبات، وما دامت تحرر المحاضرات بالفصحى وتقرؤها جيدًا لكنها تشرح

بالعامية فهي تحاول جهدها على الأقل، وشطَّ خيالي قليلًا عند كلمتها تلك فقلتُ لها: حتى أساتذة اللغة العربية يندر منهم من يتحدث الفصحى حتى داخل المحاضرات أو الحصص!

ثم توسعت دائرة تفكيري لأحصي من يتحدث الفصحى على الدوام كلهجة أساسية فوجدتُ أنهم قليلون إن لم يكونوا على أهبة الزوال..

ومن الطريف أن أخي حين بدأ الحديث لم يتحدث ولم ينطق بكلمة عامية واحدة، بل كان يتحدث الفصحى سليقةً، فاستبشرنا خيرًا.. ثم أدركنا أنه يقلّد ما يشاهد في

التلفاز، وشيئًا فشيئًا بدأت البيئة تصعّب عليه الأمر، فلو كانت عائلته تساعده وتتحدث الفصحى فأصدقاء المدرسة يضحكون أو لا يفهمون جلّ كلامه؛ لاستعماله كلمات

صعبة قليلًا للأطفال كـ: الشمطاء، الخَرِفْ، أقداح...إلخ وفي نهاية المطاف كانت الغلبة للهجة العامية، فإما أن يُفهم أو أن لا يُفهم، فاختار أن يُفهم واختار العامية، وأضحت

مادة القواعد من أشد المواد على فؤاده!

ورأيتُ أساتذةً العام المنصرم، تتحدث الفصحى كشرب الماء، حتى في كلامها العادي، إلى الدرجة التي أدهشتني من ثباتها عليها طوال هذه الفترة من عمرها،

وذهبتُ مرةً لآخذ منها شيئًا فحدّثتها بالعامية فردت: "تعالي بعد قليل، فإنـّي الآن متعبة"، فبدوت كفتاة القسم الإنجليزي التي تبتسم ببلاهة حين تسمع أستاذتها

تتحدث الإنجليزية خارج الصف للمرة الأولى.. ثم سمعتُ من فتاة أن تلك الأستاذة تتحدث الفصحى في كل وقت ومكان كلهجة، وكذا جميع من في بيتها، مع اختلاف

مهنهم وتعدد ثقافاتهم..

في الزمان الذي نرى فيه أن طفلًا أصبح فصيحًا أعجوبة، وحفظ سؤالين أو ثلاثة باهرًا، ورتــّل جيدًا رائعًا.. لماذا إذن أصبحت تلك الأمور محصورةً على فئة دون أخرى؟ على أناس دون آخرين؟

رغم أننا جميعًا نعرف أن العربية تقدّم الفعل ثم تضع الفاعل فالمفعول به، وأنها تقدّم المضاف على المضاف إليه، و أنها تستعمل (يا) للنداء وعدة أحرف أخرى، ونعرف أن

(هذا) هو اسم إشارة، وأن (الذي) هو اسمٌ موصول.. لكننا لا نتحدث الفصحى!

لا تعتقدوا أبدًا أن يلزم لتكون فصيحًا أن تستيقظ يومًا فتأخذ المكبّر وتخطب خطبةً بليغة، وتعجب من نفسك ولسانك الذي انقلب فجأة!

الأمر نفسه مع تعلّم اللغة الإنجليزية، أنت تمرّن نفسك وتحفظ الكلمات، وتعرف أصول التركيب، و أن هذا الفعل يكون بصورةٍ معينة في زمن ويتغير في أخرى، وكل

معرفتك في كفة، وممارستك في الكفة الراجحة..

التحدث بالفصحى ليس صعبًا وليس ميسرًا جدًا، وإن أردتم الحق فغالب من يتحدث بالفصحى ربما كانوا قبل سنين يخطئون في بعض الكلمات فينصبون أو يرفعون

ويجرون ما ليس في محله، بل حتى الفصحاء قد يخطئون، إذن المسألة ليست خجلًا من الخطأ، بل القناعة بأنك تريد التحدث بالفصحى..

ما الذي يمنعنا من التحدث بالفصحى؟

هناك عدة أسباب ربما بعضها يعود للفصحى نفسها و بعضها للهجة العامية

فالفصحى
ومع عدم الممارسة اليومية قد تجعلك مشتتًا في اختيار الكلمة المناسبة فجأة، لذا نجدُ من يريد التندر عند الرفاق يحاول معهم التحدث بالفصحى لدقيقة أو

دقيقتين؛ لأنهم سرعان ما تخذلهم الذخيرة اللغوية..

أيضًا قد تبدو رسمية وغير محببة، رغم أنها تحوي جميع الأساليب التي تمكنك من إيصال شعورك للآخر.. كعلامات الترقيم أو الاستفهام ونحوها..

أو أنها تبدو متكلفة جدًا في نظر البعض، خصوصًا مع الالتزام بضبط الكلمات..

وأحيانًا تكون العامية أسهل كثيرًا، وأيسر كونها اللهجة الدارجة.. والأكثر أريحية عند البعض في توصيل مرادهم بلا محاولة إظهار معرفتهم بالفصحى..

لكنها على الضفة الأخرى قد تعود عليك بالسلب؛ لأن اللهجات مختلفة فعند المملكة العربية السعودية وحدها قد تنطق كلمة واحدة بطرقٍ متعددة ومعانٍ مختلفة

شمالًا وجنوبًا وشرقًا وغربًا..

مثلًا عند الخطاب يقول أهل الشرقية للأنثى: لشْ (لكِ) "وهي فصحى كلهجة عربية تُسمى الشنشنة أو الكشكشة"، وأما أهل نجد "لس" أو "لك" بالإبدال سينًا "مع

كونها فصيحة كلهجة تُسمى الكــسكــسة"، وقد يزيد البعض في إشباع الكاف المكسورة (لكي)، وفي قطر (لج)، ويقول أهل الإمارات ردًا على شيء بالموافقة: هيه

(أجل أو نعم) وأما أهل السعودية فيقولون: ايه.. ومصر: آه..

ويقول المصريون دلالةً على الصعود في مكان: يطلع السلّم (يصعد الدرج) بينما يستعمل أهل الخليج كلمة (يطلع) تلك دلالةً على الخروج من مكان، فنقول: طلع من

البيت (خرج من البيت)..

وفي مصر يقولون عن الذي يبكي: يعيط، بينما لدى أهل الخليج: يصيح، أو يبكي ولو قلت يصيح لظنوك تعني يصرخ..

وأهل العراق يبدلون العين نونًا في : أعطني، فيقولون : أنطِنــي "مع كونها لهجةً فصيحة تُسمى الاستنطاء"

وقِس على ذلك مصر والشام ونحوها..

ومن الطريف أننا في الخليج نسأل عن الحال فنقول: شلونك (وش لونك) أي كيف حالك؟ ولو قلتها لمصري أو سوري سيجيب: أبيض، أصفر؛ ظنًا منه أنك تسأله عن

لونه لا عن حاله.. مما يجلب الابتسامة للبعض..

وربما كانت بعض الكلمات في لهجة مــا تعتبر مسبةً في أخرى، فلدى مصر كلمة عادية تعتبر هنا اسمًا لشيء آخر سيء لو وصفت به انسانًا.. وكذا عند أهل الشام

وصف للرجل بالشجاعة أو الرجولة وهو لدى أهل الخليج أيضًا شيء غير جيد..

وكذا يصعب فهم بعض اللهجات لبعضهم البعض غالبًا، فلهجة تونس ونحوها مشوبة بالفرنسية والمصرية فلا تعرف ما يتحدثون به إطلاقًا إن لم يتحدث الفصحى..

صحيح أن التلفاز ووسائل الإعلام قد قرّبت اللهجات فبتنا نفهم غالب ما يُقال، لكن هناك كلمات مختلفة جدًا ومتباعدة المعاني، وقد تكون سبًا إذ أردتَ مدحًا..

بالإضافة إلى أن غالب اللهجات تقلب الحروف لحروف أرق أو أغلظ حسب قدرتها اللغوية، لكنها تتفق على الفصحى، مثلًا: أهل البحرين يقلبون الجيم ياءً، فيقولون عن

الجدول: اليدول.. وأهل قطر يقلبون القاف جيمًا: قدّامك تكون جدامك.. (أي أمامك)..

وأهل مصر والشام يقلبون الذال زايًا: فمثلًا ذلك لديهم زلك.. وهكذا عند الجميع وحتى في المدينة الواحدة..

خلاصةُ القول: أن التحدث بالفصحى يضيف لك، ويجنّبك مشاكل الفهم المختلف للهجة، و الحديث بالعامية

قد يُساعدُ أيضًــا لكن له سلبياته..)
إذن:

* هل تفضلـ/ـين التحدث بالفصحى أم العامية كتابةً أو حديثًا؟


* ولمَ ذلك؟


* ما رأيك فيما سبق؟


* هل تؤيد/ين اعتماد العامية كلغة في المجلات والصحف والكتب؟ ولماذا؟


* ما الذي يستهويك أكثر: القصص المكتوبة باللغة الفصحى، أم المكتوبة باللهجة العامية، ولمَ؟


* ما رأيك بأسلوب طرح القضية؟

* ألديكَِ إضافاتٌ لما سبقَ؟
ما هي؟

لا تتقيدوا بالأسئلة التي أطرحها بل ضعوا ما تحبون..

بانتظاركم..


ولكم تحيتي..

.
.
.