السلااام عليكم ورحمة الله
حديثي اليوم ذو شجون
اريد ان اعرف لما نحن قساة نحو اشخاص مهمين وغير مهمين في نفس الوقت
كثير من منازلنا لا تخلو منهم
لكن مشاعرنا تخلت عنهم
يخدمون من اجل القليل من المال ما ييسر امورهم
لكن لم نفكر يوما سوى انهم اساس الفساد لا غير
لم ننظر لمشاعرهم كبشر
هم للكد والخدمة (وتحمد ربها على 700 ريال آخر الشهر)
من المؤكد ان الصورة اتضحت الآن
فقط اريد ان اجعلكم بين صورتين ...
الأولى ...
في حر جدة وقيظها ..
لم استحمل حرارة الشمس الملتهبة وكنت اتذمر وأتأفف
في درجة حرارة كهذه ...
جلست احداهن على برميل مقلوب في عز الظهيرة
ومعها صفحات من كتاب الله ... تقرأ بصعوبة لكن بتركيز
وبأصبع جاف تمررها تحت الآيات التي تقرأها
كانت عاملة نظافة ...
ربما لم تملك غذائها هذا اليوم وربما هي جائعة ، مغتربة ، متألمة أو مظلومة
لكنها كانت حكيمة ...
لم تتضجر من جو كهذا بل قرأت لتخفف من حر ذلك اليوم
مررت بجانبها واردت اعطائها بعض النقود
استحقرت نيتي ورغبتي في مكافئتها التي لا تساوي شيئا أمام رصيد من الحسنات تلقى إلى حسابها الحقيقي
يا إلهي كم نستحقرها كم نظلمها
لم ننظر إليها إلا كوسيلة لراحتنا ...
لم نشعر بها
نلقي أوامرنا عليها لتنفذه بسرعة خوفا من خصم آخر الشهر من راتب لا يشبع احدنا اسبوع ...
يا إلهي ما اكرمها ...
علمت ان الدنيا كالبرميل الذي تجلس عليه
يجلس عليها البشر في للوصول إلى محطة أعظم ثم يرحلووون ...
والثانية ...
خلال مسيري ..
في غرفة بارده ومكان ظليل مريح ...
رأيت أخرى ممن نحترمهم في نفوسنا ...
تضع سماعات على أذنها ل(تتونس) ببعض الغناء ...<<لاحد يفهمها معكوسة بليز
هل فهمتم الصورتين ؟؟
من يستحق الإجلال حقا ....
من يستحق الكرامة؟
كلاهما بالطبع ولكن في الحقيقة
نحن نحترم من هم على شاكلة الثانية
علمت حينها لما لا فرق بين الناس إلا بالتقوى
عندما قارنت بين الصورتين في عقلي
لم أملك إلا ان اكتب لكم ما يجول في نفسي..
علمت أننا لا نهتم بمن يخدم بيننا حتى لو كان العابد الزاهد
لكن نحترم بعض منا لأنه من نفس جنستنا أو لغتنا أو model معين في ادمغتنا التي غرت بالمظاهر ولم تفتش عن الحميد ولا تعطي كثيرا من المظلومين حقهم
وكأننا السادة وغيرنا العبيد
وكأننا لنا المشاعر والأحاسيس ولغيرنا قسوة القلب وسواد السريرة
فقط اترككم في النهاية ...
لو ان احد ابنائنا أو بناتنا في موقف عاملة النظافة ....بكل صراحة هل تتغير مشاعركم تجاهها لأنها ابنه لكم أو لأنها إنسان
(ابنة = مواطنة )
اعتذر إن كنت رقيقة المشاعر لكن انا انسان ... ولو كنت مكانها لما تحملت هذه الحياة الصعبة
لكم تحياتي وخالص ودي واحترامي
اختكم
المفضلات