بسم الله الرحمن الرحيم
الســلامـ عليكمـ ورحمة الله وبركاتهـ
[..~هــل طـــرقــت بــابــــه ؟؟!!
قال ابن رجب :
من لطائف الاسرار اقتران الفرج بالكرب ، واليسر بالعسر ، لأن الكرب إذا عظم واشتد ،
وحصل للعبد اليأس من الخلق ، تعلق قلبه بالله وهو من أكبر الأسباب التي تطلب بها
الحوائج ، فإن الله يكفى من توكل عليه ،
كما قال تعالى: ( وَمَنْ يَتَوكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ )
قال الفضيل - رحمه الله - :
والله لو يئست من الخلق ، حتى لاتريد منهم شيئاً ، لأعطاك مولاك كل ماتريد .
وأيضاً فإن المؤمن إذا أستبطأ الفرج ، ويأس منه منه بعد كثره دعائه وتضرعه ، ولم تظهر عليه أثر الإجابة ، فرجع إلى نفسه باللائمـة ،
وقال لهـا : لو كان فيك خير لأجيبت دعوتك وهذا اللوم للنفس أحب لله تعالى
من كثير من الطاعات ، فإنه يوجب انكسار العبد لله ، واعترافه بأنه أهل لما نزل به من بلاء ، وانه ليس أهلا للإجابة ، عند ذلك يسرع إليه فرج الكرب وإجابة الدعاء ، فإن الله تعالى عند المنكسرة قلوبهم
وقال ابن رجب أيضاً :
إذا عظم الخطب واشتد الكرب كان الفرج حينئذ قريباً ..
ثم يذكر ابن رجب وجهاً آخر من لطائف اقتران اليسر بالعسر أن العبد إذا اشتد عليه الكرب ، فإنه يحتاج حينئذ لمجاهده الشيطان ، لأنه يأتيه فيقنطه ويسخطه ، فيحتاج العبد إلى مجاهدته ودفعه ، فيكون هذا الدفع والمجاهدة ، دفع للبلاء عنه ورفعه .
ولهذا جاء الحديث الصحيح :
" يستجاب لأحدكم مالم يعجل ، فيقول : دعوت فلم يستجب لي ، فيدع الدعاء ".
وفي المسند والترمذي عن أمامه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" عرض على ربي بطحاء مكة ذهبا ، فقلت: لا ياربي ! أشبع يوما وأجوع يوما ،
فإن جوعت تضرعت إليك وذكرتك ، وإذا شبعت حمدتك وشكرتك ".
وهكذا لابد أن يكون حال المؤمن أن يكون مطمـئن لكل قضاء الله
لأن الله لا يقضى للمؤمن قضاء إلا وكان خيراً به .
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
ما أبالى أصبحت على ماأحب ، أو على ما أكره ، لأني أعلم الخير فيما أحب أو فيما أكره .
"ممــا قرأته من مكتبتي الصغيره"
دمتـــمـ في حفــظ الرحمنـ’
المفضلات