بسم الله الرحمن الرحيم


معنى أن تكون Intrax



مضى أكثر من سنةٍ ونصف منذ أن تعرفتُ عليها ولكنني لم أستطع أن أتأقلم معها .
كانت لأول وهلة شيئاً عظيما لأستطيع التعرف عليها .
كان يا مكان كنت أبحث عن روحي , نفسي الني تعشق كل شيء وإن لم تكن لتعشق شيئا ..
كان التألم شيءً طبيعيا بالنسبة لي
أيأس من دون سبب حتى أضحك أو أبكي من دون سبب ولكن !

أن تكون إنتراكس يعني أن تفقد أحاسيسك مقابل سعادة الأخرين
آلا تشعر بالسعادة كي لا يشعر الأخرين بالحزن
أحزن عندما يحزن الأخرين ولكنني لا أفرح معهم لكي لا أضيق عليهم فرحهم وسعدهم
أن تضحك من دون سبب , أن تبكي بيأس شديد
أتمنى بأن يحبني الأخرين ولكن
أخشى من أن أحب أحدا ؟!!

ومع ذلك

لم أستطع الأستمرار في هذا
فالذي يحدث أنني حزين , مستاء من الوضع الذي أنا عليه
ولكن كما يقولون : ما باليد حيلة .

بدأت أفكر شيئاً فشيئاً : لماذا أنا الوحيد الذي يشعر بالحزن في هذا العالم
لماذا أشعر بآلام الأخرين وحزنهم ولا أحد يشعر بي عندما أحزن وأتألم ليالٍ طوال .

حينها بدأت أغرق في الأكتئاب شاعراً أني تعرضت للخيانة من الذين أحزن معهم أياً كانوا

لماذا ؟
كنت دائما الشخص الذي تتم خيانتهُ ؟!!

أدركت حينها كم كنتُ غبياً

وقفت على المرآه وشاهدتُ نظرةَ الرعب في وجهي

كنت أخشى شيئاً واحدا طوال حياتي وهو أن أصبح وحيدا

في الوقت نفسهِ أشعر بالخوف من نفسي , من الوحش الذي يوجد بداخلي
جميعنا يمتلك وحشاً في داخله ولكننا نخافُ أن يسيطر علينا هذا الوحش ويُظهر شخصنا الثاني .
أخاف من نفسي على من أحبهم من أن أؤذيهم , حتى لو سامحوني لا أستطيع مسامحة نفسي لو أنني جرحت أحدهم .

كان بيني وبينها قاسمٌ مشتركٌ وحيد : فكلانا ...
نشعر بالوحدة , ليست كباقي الأحاسيس , أن تشعر بأنك فاقدٌ لكل من حولك !!

أحاول أن أبتسم ولكنني لا أستطيع مهما بذلت من جهد فالنتيجة نفسها ,
إبتسامة مزيفة , مصطنعة , تخلو من الحياة

لم أعد أحرز تقدما منذ ذلك اليوم
وجدت فجوة كبيرة في قلبي , لا يمكن ترميمها أبدا , أو لم أستطع

لو تراني على أرض الواقع , ستجدني شخصٌ مكتملُ الصحة , في أوج شبابه وبهائهِ , الأبتسامةَ تعلو وجههُ
ولكن من الداخل .. طفل هش , تهزه أخف نىسمات الريح , لا يقوى على مواجهة نفسه
فيالها من خسارةٍ لا تعوض ..

أفكر في نفسي : من الأفضل ألا أتذوق كأس السعادة , وإلا سأعاني كثيراً حين يفرغ .

كثير من الناس يخشون السعادة , هذه الكلمة تعني لهم تغيير جانب من عاداتهم وخسارة هويتهم
ربما كنت واحداً منهم ..

يأتي إلي الأهل معتقدونَ أنهم يعرفون كل شيءٍ عني , معتقدين أنهم يستحقون أفضل معاملة ,
أن لديهم كامل الحق في أن يمطروا عليّ أسئلةً سأضطرُ للإجابة عليها .

كم أحتقر أولئك الذين يدّعون الشرف والنزاهة على حساب مصحتنا

أردت جعل حياتي أفضل ولكن لا أستطيع منع أفكارٍ خاطئة من التسلل إلي ,
بحثت عن بصيص أمل لأتشبث به , على الأقل لكي لا أسقط
نعم , هذا صحيح , إنني على قيد الحياة لأنني لم أصل بعد إلى حيث يجب أن أصل


إذاً ما العمل ؟



ولكنني أنا وجدت الجواب :
أغلب البشر يمتلكون القوة , ولكنهم يفتقرون للحكمة
أنا على العكس , أملك الحكمة ولكنني أفتقر للقوة

أريد أن أدمر هذا العالم وأصنع عالما يناسبني ..
عالم رائع لن يشتكي فيه أحد .

مناقضة نفسك دون أن تشعر بالخجل من ذلك , لك الحق في ذلك , لا يهم ما يفكر به الأخرون لأنهم سيفكرون في جميع الأحوال

لِأقول لكَ لا شيء يدعو للخجل , أبكي , أصرخ عاليا بالقدر الذي تشاء
فهكذا يبكي الأطفال , والأطفال يعرفون كيف يريحون قلوبهم بسرعة

ليس بالضرورة أن يكون كل الناس سعداء , يكفي أن أكون أنا وحدي سعيداً
لأنه بسعادتي .. لن يبقى شيء حزين , أو لم يعد للحزن أي معنى

أخطيئةٌ أن نكون جميعنا سعداء



ولكن , وبعد كل هذا
في اللحظة التي وجدت فيها كل الأجوبة , كانت قد تغيرت كل الأسئلة
عندها فقدت رغبتي في الأستمرار
أهي دعابة القدر ؟؟!!!!

والآن , بينما أضع اللمسات الأخيرة لخربشاتي هذهِ
أثِقُ أنني قد وجدتُ الجواب
وأقول :
ليس اليأس شيئاً أكتب عنه , بل أمرُ به
اليأس يحدث ببساطة ... معي

-------------------------------------------------------------------------

ولكن , حتى المتشائمين يقعون في الحب أحيانا
(وإن لم تكن ستظن الآن , فستظن فيما بعد )