بسم الله الرحمن الرحيم
هذا أول موضوع لي في هذا القسم ، وسبب كتابتي لهذا الموضوع هو الضيق الذي أعاني منه في هذه الساعة.
لحظة ترافقني كل يوم.
لطالما كنت انعت بـ صاحبة الشخصية المهزوزة ، وبـ صاحبة الأسلوب الغريب ، وبـ الفتاة كثيرة التعصب.
كلها أسماء عرفت بها بين الجميع فهل ترضون أن بنعتكم أحد هكذا.
لكن لماذا لا أعارض عن هذا وأبقى صامتة وكأن الأمر يعجبني؟؟؟؟!!!!!!
لأنني أعرف أن هذا صحيح وهو الذي يعكس شخصيتي المهزوزة.
آلام لا توصف عشتها في الماضي لحظات تمنيت فيها الموت وانا في السابعة من عمري
عقد نفسية وحزن شديد كنت أذهب به إلى المدرسة و دموعي لا تتوقف عن الذرف اثناء شرح المعلمة للدرس.
وعندما يهب أحد لسؤالي (لماذا)؟! تكون إجابتي الصمت أو كتفي بقول لا شيء.
عشت ست سنوات وانا وحيدة لا أشعر بالجميع من حولي لم أستمتع بطفولتي كما ينبغي والآن يقولون لي صاحبة الشخصية المهزوزة.
لايوجد في هذه الحياة زوجان متفاهمان طول الوقت مهما كان مقدار حبهما لبعضهما فيجب أن تكون هناك مشاكل ، لكن لو كنت مهمة لوالدي لما تركاني أتعذب هكذا بظلم كل واحد منهما على الاخر.
بسبب مشكلة ما حتى أنني لا أرغب في تذكر السبب ابتعدت أمي عن المنزل لمدة سنة تقريبا ووقتها لم يكن لي أشقاء فقط أنا وأبي كنا نجلس في منزل كبير موحش.
حينها فقط أدركت معنى المأساة والمعاناة .
كنت أقضى أيامي كلها مع أبي في وقت الفطور والغداء والعشاء نأكل بصمت لا يكلم أحدنا الآخر ولم تكن هناك رغبة في أن ينظر أحدنا للآخر.
مللت لا أعرف ماذا أفعل لقد اشتقت لأمي وأريد أن اراها وأسمع صوتها.
أين هي الآن وماذا تفعل؟! لا شك أنها سعيدة في بيت اهلها بين كنف أمها وأبيها وأختها الوحيدة ، لقد كانوا عائلة رائعة وجميلة ومتفاهمة ولهم الحرية في كل شيء.
لطالما كنت أحسدها على حياتها حتى اليوم (هل سمعتم بفتاة تحسد والدتها على حياتها) ؟!
ذهب عقلي للبعيد ولم تمضي سوى دقائق حتى غفوت على السرير وانا أحلم بحضن أمي الدافئ وصوتها الرقيق (امي لقد طال غيابك فأرجوك عودي) .
لم تكن تلك ليلة عادية فحتى عند نومي كنت أشعر بشيء غريب ظننت حينها أنني بدأت أهلوس من كثر ما أكتمه في قلبي فتحت عيني بهدوء لأرى كل شيء حولي ساكن وهودوء يعم المكان لكن أشعر أن جسدي أصبح مرهق ولست قادرة على الحركة ورأسي صار ثقيلا.
حينها ابتسمت من كل قلبي وقلت: (ياالله سوف تأخذني الآن أليس كذلك سوف ترسل الملك الآن ليأخذ روحي أليس كذلك أود ان أراها يا إلاهي أختي التي ماتت ولم أعد أتذكرها).
اهئ اهئ اهئ بدأت أبكي بقوة بألم تذكرت حينها أنني لم أخلق في هذه الدنيا وحيدة بل كانت لي أخت صغيرة ولدت بعدي بثلاث سنوات ولكنها كانت مريضة وماتت وعمرها 7 أشهر.
وحتى اليوم كنت أتسأل كيف كانت ستكون حياتي لو أنها بقيت على قيد الحياة.
(لماذا يا الله أخذتها هي وم تأخذني معها أنت تحبها ولا تحبني) لم أكن أعي ما أقول ولم اكن أحاسب على ما سأقول كنت حينها في الـ 8 من عمري.
تعبت من البكاء ورأيت نور خفيف يصدر من خارج غرفتي حينها فقط ضغطت على نفسي ونهضت بصعوبة وانا أتصبب من العرق وكأنني كالغريق خارج البئر.
ذهبت للمصدر فإذا وجدت ضوء الحمام مفتوح كنت سأذهب لإغلاقه ولكن شيء ما استوقفني داخل الحمام وهو (المرآة) نظرت إلى نفسي من خلالها فوجدت وجهي أبيض وشاحب وعينايا حمراوتين من شدة البكاء وشعري الطويل الذي كان ينسدل خلف ظهري وخصلات منه كانت تلامس وجهي.
(يا مرآة أرجوك خذيني إلى أمي انا أترجاك لماذا لا تجاوبينني) فقدت عقلي وأصبحت أكلم المرأة وأبكي أمامها وصرت أصيح وأصرخ كالمجانين حتى استيقظ أبي خائفا وحاول تهدأتي وبعدها أكتشف أنني مريضة وحرارتي مرتفعة ولم تمر سوى دقائق حتى بدأت بالسعال بقوة ورافقني زكام حاد ، لم اعد أرى شيئا وصداع يشق رأسي إلى نصفين ولكنني بدأت أسمع نبرة صوت مألوفة ومن بين الألم والتعب الذي أعانيه والدوار إلا أنني صممت على أن أعرف من كان صاحب الصوت إلى أن رأيت أبي يتحدث مع شخص ما.
(عليك أن تأتي بسرعة فإبنتنا مريضة وقد وجدتها وهي في حالة يرثى لها إنها تفتقدك أرجوك عودي من أجلها)
حينها فقط أدركت أنه يتحدث مع أمي ويترجاها للعودة للمنزل من أجلي شعرت بسعادة تغمر قلبي وأخيرا سوف أراك يا أمي بعد مدة طالت إلى سنة تقريبا.
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآخ يا رأسي لم أعد أرى شيئا البتة ولم أعد حتى أسمع شيء لقد فقدت وعي وسقطت على الأرض لقد انهرت ولم أعد أستجيب .
(كله من تلك المرأة المهملة كيف لها أن تترك المنزل وزوجها ابنتها؟!
(لا عليك يا أمي فلو فكرت تلك المرأة للعودة إلى هنا مرة أخرى للإسترجاع ابنتها فلن نسمح لها أبدا حتى برؤيتها.
أصوات مألوفا لقد سمعتها من قبل فتحت عيني وإذا بي أرى كل شيء أبيض وقد شعرت بتلك الوسادة المريحة التي تسند رأسي أدركت فقط أنني نقلت إلى المشفى لكنني أرى الجميع هنا فلماذا هي ليست من بينهم؟؟؟؟؟!!!!!
أين أمي؟!
أمك قد تخلت عنك ولم تعد تريدك لا تفكري بها مرة أخرى فبسببها الآن حصل لك كل هذا.
ولكن أنا أريد أن أراها.
ألا تفهمي قلت لك لقد تخلت عنك كيف تريدين رؤية شخص هو لا يحب أن يراك.
وفي جهة أخرى من المشفى.
ابتعدو أود رؤية ابنتي ارجوكم أسمحوا لي بأن أراها نظرة واحدة فقط .
مستحيل لماذا تخليتي عنها وتركتها هيا اذهبي الآن فلم يعد هناك شيء يخصك عندنا هيا اذهبي من هنا.
لقد كانت أمي لقد حرموها من رؤيتها وحرموني من رؤيتها أهل أبي الجبارين وحتى اليوم وأنا أنعتهم بالجبارين لا رحمة في قلوبهم ولا رأفة متسلطين ويحشرون أنفسهم في كل شيء أعرف ان أبي كان يريد استرجاع أمي ليس من أجلي وحسب بل لأنه اشتاق لرؤيتها.
ولكن دائما نجد والدته تقف لنا في منتصف الطريق لتبدأ باعطاء الأوامر وأبي بدوره لا يعصي أمرها مهما كلفه الأمر لأنه ابنها الوحيد.
كرهتها أجل أعترف بأنني أكرهها وكنت أكره والدي أيضا ولكنني بدأت أحن عليه الآن وبدى قلبي يصفى من ناحيته.
لكن جدتي وبناتها الذين كانوا يساعدونها في تسليط أبي أكرههم أركرههم كره الأعمى.
وحتى اليوم وأنا أعيش في ألم دائم من تذكر كله هذه المعناة متى ستنتهي لقد أصبحت معقدة نفسيا لقد عشقت الجنون وهويته لقد أردت أن أبني لي مستقبلا مجنونا يشبهني وقد أبعدت فكرة الزواج أو الحب او الثقة بأحد من رأسي.
باختصار أبعدت العاطفة من رأسي لقد أصبحت الآن صارمة في الحكم على نفسي أو الآخرين لم أعد أغفر لأحد إذا ارتكب خطأ في حقي حتى ولو اعتذر لقد أصبحت الآن حاقدة على أخوتي الذي هم أصغر مني حيث أنني لا أرحمهم من الغيرة والحسد الذي احسدهم اياه على هذه الطفولة التي يعيشونها لقد اقترف أمي وأبي خطأ كبير بانجابي هذه هي طريقة تفكيري الان لقد صرت غامضة وقليلة الكلام ومتحفظة وسريعة الغضب والاشتعال وأحيانا يتصفونني بصفة القائدة أي أنني قيادية ولكن على نحو صارم .
وبسبب بعض المشاكل التي حصلت بالأمس بيني وبين أعضاء من مسومس اتخذت قرارا صارما بأن أن اترك المنتدى للأبد فلم أنتظر منهم حتى بأن يقدموا لي الاعتذار وذهبت وغيرت توقيعي.
ولم تلبث إلى أن تكتمل ساعتان حتى دخلت المنتدى مجددا فوجدت مئات الرسائل في صندوقي الوارد حينها شعرت بأن لي قيمة في هذا المنتدى العزيز فأحببت أن أفضفض هذه المرة عن مايجوب خاطري ويضيق صدري بالكتابة وبافتتاح موضوع جديد في هذا القسم.
ولنجعل العبرة لمن اعتبر هذه قصتي ولكل انسان قصته التي يعيشها.
في أمان الله -flowers0" class="inlineimg" />
المفضلات