يومٌ.. في طفولةِ أحدهم..

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 20 من 26

العرض المتطور

  1. #1

    الصورة الرمزية ابن الفاتح

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    984
    الــــدولــــــــة
    السودان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: يومٌ.. في طفولةِ أحدهم..



    أخيَّتي الخزامى ...

    و عليكم سلام الله ورحمته وبركاته ... وتحيات طيبات نزفها إليكم هاهنا ..

    لك العذر على تأخري بالرد فقد شغلت عن ذلك >>> الجامعة ... و أمور أخرى ...

    أسعدت بقرائتي لكلماتك الجميلات ... قصة معبِّرة بقدر بَطَلَتِهَا ... فعلا رائع ما تخطينه ...

    لكم تروح وتجيء بنا هذه الحياة في جنباتها ما بين برد و حر ما بين طفولة ومشيب ... و ذلك من المُسَلَّمَاتْ ... فدوام الحَال مِن المُحال ...

    كلنا يود الهربَ من بعض جنباتِ نفسه ولا ينجح بالهروب أحد فهو كلما حاول الهرب وجد بأن نفسَه هي ذات نفسِه تلك في أي مكان و أي زمان هرب إليه ...

    أما إن كان الهروب مرتبطا - بالله عزوجل - فذاك شيء آخر ... فهو كما نعرف أو لا نعرف لا ملجأ و لا منجى منه إلا إليه - حليم غفار تواب رحيم ...



    عودة إلى الموضوع :

    طفلة جسدت كل آلام الكبار في الصغار ... لم تسطع كبت آلامها أكثر من ذلك ... وخصوصا مع ذاك الجسد الهزيل ... فصاحت معترضةً ... و لم يعبأ بها أحد ... بل قابلها الجميع بصيِّبٍ من التجريحات ... فيئست من كل أحد ... إلا أحد ... فلما أن انصرفوا جميعهم ... وبقيت هي لوحدها ... أو مع نفسها ... أجمعت أمرها ... و قامت مُثقلة ترتجف من البردِ ... البردُ الذي كاد أن يُجَمِّدَهَا ... لولا بقايا شعورٍ بألمِ الصقيع يصفع خدها ... وهي كالأعمى يمشى بين الحفر ... تارة زلقة ... وتارة وقعة ... فلم تكد تصل لبيتها إلا وقد فقدت الإحساس بالبرد و لكنها لا زالت ترى آثار الدماء على ركبتها المتخدرة ... و النهاية مفتوحة ... فخُيَّلَ لي بأنَّ ربها قد تلطّفَ بها فسقطت مغشية عليها ... و لما أن استفاقت وجدت نفسها ... بين أهلها و أحبابها ... فتتابعت قطرات من الدموع على خدها المتورد ... ما بين مشاعر حزن و فرح .... وظهرت تقاطيع ثغرها المبتسم ... فأحست وكأن ذلك البرد حِيلَ ربيعا دافئا ... و كأن كل ما سبق كان حلما أو كابوسا مزعجا ... فتبَسَّمَت رغم كلِّ آلامها ... تبَسَّمَت رُغمَ أنها تُحِسُّ بأنها لا تُحِسّ ... تَبَسَّمَتْ لأنها كانت تَعلُمُ بالرُّغمِ من صِغَرِ سنِّها ... لأنها كانت على ثقة بأنها قد وجدت أخيرا من تلجأ إليه حقا ... لقد عرفت من أنقذها فعلا... فقالت :


    الحمد لك يا الله ...


    و مضت بضعة أيام ... وهي طريحة الفراش من الحُمى ... وربما تسائلت إن كان هنالك ... من سيأبَه بأمرِها إن لم تعدْ مرّةً أخرى ... !!



    و كم ذكرتيني بتلك الأبيات الرائعة و التي لمست فيها بعض توارد الخواطر ...

    انتـصف اللّـيـلُ ومَــلءُ الظُّــلمــةِ أمــطــارُ
    وســكونٌ رطْــبٌ يـصـرُخُ فـيه الإعــصــارُ
    الشـــارعُ مهــجـورٌ تُـعــولُ فـيه الـــريـــحُ
    تتـــــوجَّـعُ أعـمــدةٌ وتَنــوحُ مـصـــابـيـــحُ
    وَتَظَــلُّ الطــفلَــةُ راعـشــةً حتـى الفـجــــرِ
    حتـى يَخْــبو الإعصـــارُ ولا أحــدٌ يــــــدْري
    في مُنْـعَـطَفِ الشـــارعِ في رُكْــنٍ مقْــرورِ
    ظَمــأى, ظَمــأى للنــومِ ولكــنْ لا نـــومــا
    ماذا تنْسـى؟! البـردَ؟! الجــوعَ؟! أم الحُمّـى؟
    ضـمَّــتْ كَـفَّيْهـا في جـــزعِ, فـي إعـيــــــاءِ
    وتـوسّـــدتِ الأرضَ الــرطبــةَ دون غـطــاءِ
    والنــاسُ قنــاعٌ مصْـطنـع اللــون كـــذوبُ
    خـلف وداعــته اختبـــأ الحـقــدُ المشــبوبُ
    والمجـتـمعُ البشــري صريـعُ رؤى وكـؤوس
    والـرحـمة تبــقى لفــظاً تقــراُ في القـامــوس

    أشكرك أخيتي ... نبتة طيبة و نص لطيف الأثير و رب غفور كريم ...

    ودمت في حفظ الرحمن و رعايته ...

    هنالك بعض التصحيحات و التي سأوردها عما قريب ... بإذن الله ...


    التعديل الأخير تم بواسطة ابن الفاتح ; 9-10-2009 الساعة 11:03 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...