استراحة كاتب
اليوم.. ومثل أي يوم.. هو بداية ليوم جديد..
يوم كاليوم السابق!
ويوم كاليوم الذي يليه!
وكالعادة, لا زلت ممسكا بقلمي..
قلمي ذا علبة الحبر التي قمت بتغييرها مرات ومرات..
وكلما انتهت.. زاد عطشه طالباً المزيد!
لكم تعجبت من جشع هذا القلم..!
ألا يمل؟ ألا يشعر بالتعب؟
ولكن لا حيلة لي..
فالعقل يعجز عن التوقف..
يعجز عن وقف تلك الدفعات المشحونة بالمشاعر..
المملوءة بفيض متدافع من الأحاسيس..
آلام عبرت عن آلامها على جسدي النحيل..
كم أردت التوقف..
كم تمنيت التوقف..
كم من مرة أمرت يداي بأن يتوقفا..
ومع كل يوم جديد.. أجدهما وقد عادا متعاونين أكثر وأكثر!
يد تمسك بالورقة..
والأخرى بالقلم..
وتنظم لهما بين الفينة والأخرى..
عينان مرهقتان من السهر..
عينان مملوءتان بالأرق الدفين..
وبالحزن الذي تجسم على صورة ظلين تحتهما..
القلم يخط كلماتي..
أفكاري.. قصصي.. خواطري.. أشعاري.. دروسي.. رسائلي..
الم يحن الوقت للتوقف؟!
ألم يحن الوقت للتأمل فيما أنجزته؟
ألم يحن الوقت لأعيد قراءة أوراقي وترتيبها؟
أتمنى ذلك..
أرجو ذلك..
أحلم دوما بذلك..
سأترك القلم اليوم..
وان كان ذلك صعبا..
سأحاول..
وان لم أنجح..
سأستخدم قلما جافا وسأكتب..!
وسأظل أكتب..
حتى إذا انتهى الحبر..
لن ترمي علب الحبر الصغيرة بنفسها علي..!
ولن تطالبني بوضعها داخل أنبوب القلم القديم..
والذي سأرميه..
مع نهاية هذه الخاطرة..
خاطرة من حبر..
حبر قلم صال وجال..
في سماء عالم خيالي مميز..
لا يسعني سوى أن أقول له..
كنت نعم الصديق ونعم الخليل..
ولكن لا بد للمحارب من استراحة..
ليعود أقوى مما كان..
فتلك هي..
استراحة كاتب..!
النهاية
المفضلات