حين غصتُ في قصة سعادة للبيع, فإن أول ما طالعني
ميلون ... الموظف العجوز
في الحقيقة احترتُ في شخصيته...
فقد يكون الرجل الذكي الفطن, الذي لا يتعامل إلا بالمنطق والعقل, الرجل الذي عارك مجتمعه, فلم يعد يعجز عن كشف غشه وتدليسه.
وقد يكون الرجل الذي عُود على الشقاء والبؤس, لدرجة أنه لم يعد يستطيع العيش بدونهما, ولدرجة أنه حرم نفسه من مجرد التفكير في غير ذلك, مثله مثل البرغوث الذي حُبس في برطمان, فكان في البداية يحاول الخروج منه فيصطدم بالغطاء, ثم اعتاد على الأمر, حتى إذا نُزغ غطاء البرطمان, بقي البرغوث في البرطمان ولم يفكر حتى في القفز إلى مستوى الغطاء.
أترك لكم الاختيار ...
ثم تأتي ابنته التي كشفت كلمتين عن ما يجول في داخلها
ففي البداية قال الكاتب يصفها (وقد أصبحت الآن مسنَّة)
أما قبيل النهاية فقال يصفها على لسان أمها (وهي شابه)
فلماذا هذا التناقض؟ وهل هي مسنة أم شابه؟
قد يقول البعض أنها مسنة ولكنها في نظر أمها – كما ترى كل أم ابنتها – شابه.
ولكني أرى أن حقيقة أن الفتاة شابه, ولكن بسبب الكبت والضغط الذي مارسه أبوها عليها, وبسبب البؤس والشقاء الذي كانت تعيش فيه, أصبحت كأنها مسنة منتهية. ولكن في النهاية عندما تمردت على كبت ووالدها, و أرادت استبدال البؤس بالسعادة, عادت إليها حيويتها وشبابها اللتان كانتا مستترتين.
هذا ما جادت به القصة علي, أنتظر بشوق تعليقاتكم وانتقاداتكم, فاللذة في الأخذ والعطاء.
كما أنتظر صيدكم .
المفضلات