.•. القبضُ على أصحاب الأقلام المميزة، ورميهم في السجون [ Sos_chan ] ~

[ شظايا أدبية ]


النتائج 1 إلى 20 من 253

مشاهدة المواضيع

  1. #11

    الصورة الرمزية ابن الفاتح

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    984
    الــــدولــــــــة
    السودان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: .•. القبضُ على أصحاب الأقلام المميزة، ورميهم في السجون [شارلوك + لافندر] ~


    عذرا منكم قبل كل شيء على التأخير فقد ضاق الوقت و اقترب الحساب و نحن في غفلة عن الامتحانات ^^" ، لذا وجب الجلد و شد المآزر تجهيزا للمجهول و أملا في غد أفضل ، فكما نسمع و يقال في الامتحان يكرم المرء أو يهان ^^ .

    أعتذر من المبدعة لافندر على تأخري بعرض مشاركتي حتى اضطرت لكتابة الثانية و أنا لم أنتهِ من الأولى بعد ^^" .

    و لا تقلقي فلا نملك [ ملكا ] أو [ أميرا ] أو [ أميرة ] أوليست هي الأوراق الرابحة دوما ^^ .

    و التماس عفو من الأخت الكريمة سوس ، فقد كانت تأمل في نص أدبي بحت و لكن الظروف ألجأتنا إلى نص أدبي إسلامي هذه المرة ، و غالبا فإن المشاركة الثانية ستكون كذلك ، و لنقل أن للشعر دورا في التأثير و إتقاد الفكرة و لكننا لا زلنا على وعدنا بنصنا الأدبي ذاك ، و لكن لطول به و لأنه يحتاج إلى تهذيب طويل فسأتركه لمقام آخر .




    في اليومين الفائتين استمعت للكثير من الأشعار بعد أن ابتعدت عن الشعر الحديث لفترة ، و يا سبحان الله بعد أن تسمع بعض المبرزين حتى تحس بشيء من الرهبة و الفخر و الكآبة ، لربما الرهبة واضحة و الفخر كذلك ، لكن الكآبة لما يقوله هؤلاء فهم يجعلونك تحس بأنك على بوابة الطريق الطويل تحاول فتحها لا تزال ، و أن الطريق أمامك طويل طويل ، فهؤلاء جد مبدعين و جد رائعين ، و لكن هناك أيضا متعة التعلم منهم و متعة التذوق فلكل شخص أسلوبه الخاص و لكلٍ طريقة خاصة في التعامل مع الإنشاء نثرا أو شعرا ، و لربما هذا ما يميز كتابة شخص عن أي شخص آخر ، فالشخص واحد و الكتابة مختلفة و إن اتفق الموضوع .





    بسم الله و توكلنا على الله .


    و لنقل أن هذه المشاركة هي سلسلة من خواطر تتكلم عن فئة عمرية هي الشيوخ قبلا و بعدا ، ماضيا و مستقبلا و ستكتمل بإذن الله تعالى بموضوع لعل يكون بعد الامتحانات .

    تاريخ وافاه النسيان .. و شيخ طوته صفحة الزمان ..

    تعالت حمحمة التاريخ مثقلة من طول المسير .. فقد هدّه زمنٌ تطاول و قلم لا زال يسطر .. أعلن التاريخ بأن اليوم عيد .. و أن غداً أمرُ جديدُ و أن ما كان بالأمس هو ذا بالضبط أنا .. أخذ ينظر في صفحات الزمان يقلبها و يُمعنها حتى تكاد من طول تحديقه بها أن تكون الآن حاضرا .. لفت انتباهه صفحة قاتمة من الصفحات تكتسي ثوب البياض و تعتلي صهوة سوادٍ .. أطال التاريخ بها النظر عل أن يراوده الذِّكرُ .. أو يطول به النسيان .. أطرق قليلا و من ثم تمتم .. من أنت يا ترى أخبرني بالله عليك فلم أعد أذكرك .. نظر الشيخ من تلك الصفحة بكل هدوء و قال : هل أنستك الأعوام ما فعلتُ .. أم لعب الزمان بعقلك يا تاريخ فلم تعد حتى تذكر .. أو أنك قد هَرِمتَ و آذن منك ملك الموت بالقبض .. من أنا ... أنا لست إلا شيخا هانت عظامه و اشتعل الشيب من رأسه .. أنا مسلمٌ عربيٌّ مجاهد .. أنا من قال فيّ الشاعر

    دمك الطريق، و ما يزال بعيدا ** علق برمحك فجرنا الموعودا




    ألم تعرفني بعدُ يا تاريخ .. حدر التاريخ نظره خجلا من الشيخ فقد تذكر هذا البيت و تذكر قائله و من قيل فيه .. نعم لقد عرفتك و أدركت عظم جريرتي ... ويحي ما لي أنسى الشرفاء دوما ... مالي أنسى قوما أبوا غير العزة مجدا يشترى فأبخسوا الأرواح ثمنا .. و لقد عجبت من الموت كيف أنه لما أتاك فزع منك .. يا ترى ما الذي قد قلت له حتى تبث الرعب به و هو الذي لا يهاب أحدا .. لم أكثر عليه و لكني قلت : أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله .. و ما أظنه الوحيد من أثرت به بل أكاد أجزم أن الكون قد ارتجف من عظمة هذه الكلمات .. آه من الزمن لا يبقي شيئا و لا يذر .. حتى أنتم أيها الشيوخ قد أبى أن يترككم و شأنكم .. قاطعه الشيخ : ليس الزمن يا بني ذاك الذي لا يذر .. إنما نحن من اخترنا أن نكون كما نحن لا الزمن .. لقد قاتلنا و دافعنا و استبسلنا .. و في آخر الأمر شاء المولى أن نُستشهد .. فهنيئا لنا جناتُ النعيمِ .. و لكن قل لي ما الذي حصل بعدي ؟ هل عادت الأرض لنا ؟ هل غادر الغزاة موطننا ؟ أم لا يزالون هناك ..




    أخذت التاريخ رعشة من فُجاءة .. لا أدري ما أقول لك و لكن اعلم بأن الأرض قد عادت بصرخة من فاطمة فقد أبت السكوت على الظلم و يالها من امرأة .. و هل كانتِ الرجال إلا من امرأة .. و لكنها الآن ضائعة فقد كثرت فاطمة و عائشة و رافعة و لكنهن ما بين عاشقة و هائمة و لائمة .. فليسوا بمثل من سبقهن و لا أطفالهن بمثل من استبقوا .. أولئك أشربوا العز لبانا في الرضاع و أطعموا المجد تحنيكا قبل الفطام .. أما الآن فلم أعد أدري من المسلم فعلاً و من المشرك .. و كأن الكل سواء .. لا عز و لا إيمان و لا مهابة .. لله درك أيها الشيخ فلم يعد في الزمان ذرة من خجل .. تبدلت أحوالهم و كأنهم قد صَمُّوا الآذان و ألقوا عنهم السلاح رَكَنَا و ضعفا .. تبدلت ملامح الشيخ حتى أوجس التاريخ منه و قال غاضبا : مالك أيها التاريخ أراك تنكرت للمعروف و الخير .. أولئك قوم قد أسلموا لله أنفسهم و له ترجع الأنفس .. و إن كان ساءك منهم غفلة أو لحظة فقد نسيت بأن قلوبهم و إن كانت أجسامهم بالذي تراه لغاضبة .. و نيرانٌ تأججت في صدورهم حرقا و لهبا .. و لو أنك تعلم ما الرجال ما افتريت عليهم .. فطفلهم ينشأ على أن الموت في الساحات عِزٌّ و أن الحياة تحت القسر ذُلٌ .. لا تظنن بأن الزمان يبدل بهم أو أنه يغير ما في أنفسهم .. لا شيء يتمكن منهم .. و إن طال الزمانُ و ألفوا ما هم عليه من الهوان .. فذاك مجرد تمثيلٍ و إن كان التمثيل ليبدو حقيقيا في بعض الأحيان .




    لم يستطع التاريخ الردّ فحاول أن يهدأ من غضب الشيخ قائلاً : يا شيخ ما حيّرني في الأمر إلا تلك النظارة التي كنت ترتديها فهل لها من سرّ يا ترى ؟ .. خيم الصمت على الشيخ قليلا ثم استطرد يقول : لا شيء مميز بها حتى يكون سرا .. و لكنها كانت لي عينا أرى خلالها الأشياء واضحة .. و لعلها كانت تظهر الجبن في أولئك الغزاة .. و في عموم الأمر فلم يتمكنوا من القبض علي حتى قبضوا عليها أولا .. فأودعوها سجنا و حرسا و لو علموا بأنها لا تقدّم و لا تؤخّر لما فعلوا .. و لكنهم يخافون حتى من الجمادات و إن كانت من لَدِنْ .. أذكر يوم أن كبّلوني بعد أن سقط علي فرسي فأعجزني عن الحراك .. و أدخلوني على واحد منهم ليسألني .. فكدت أن أقول له هون عليك فلست إلا بشرا .. سألني عن سبب قتالنا لهم أو قتلنا لهم فجاوبته بأنكم غصبتم أرضنا و نحن نسترد منكم حقنا ليس إلا .. فإن خرجتم توقفنا و إن عدتم عدنا .. آآه لكم اشتقت لتلك النظارة .. يا ترى ألا تزال موجودة ؟! .. أجاب التاريخ .. نعم إنها لديهم لا تزال أسيرة و يخافون أن يطلقوا سراحها ... فتعود لهم من تحت التراب جيوشاً تجتث من الأرض شرهم .. إذا لا زالت موجودة تلك النظارة .. لا تقلق فلا داعي لإطلاق سراحها .. سيولد من يرتدي ذات النظارة و إن لم يرتدها حقا ... و سيضم الجيش ألفاً من عمرٍ و ثلاثة من القادة ... هم عمر و عمر و عمر ...

    أرجو بأن النص قد أعجبكم و بانتظار نقدكم ^^



    ::
    ::

    و لمن حار به الأمر .. فعليه بالنظر ..




    لله درك أيها الشيخ .. لله درك
    التعديل الأخير تم بواسطة ابن الفاتح ; 4-1-2010 الساعة 07:55 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...