في بداية العام الدراسي الحالي..كان السنة الأولى لأخي الصغير في دراسته ..
مضى اليوم الأول دون أن تقطر له دمعة والحمدلله..
كنت أراقبه من مدىً بعيد..وجدته منسجماً مع ما يدور حوله..
في صباح اليوم التالي ..
وبعد قليل من بداية الطابور رأى أخي فتى في مثل عمره يبكي بأعلى صوته وأبوه يجبره على البقاء ..
وإذا بأخي يتفجر بكاءً بعد ما راى هذا الطفل..لم أره يبكي هكذا من قبل حتى أني شعرت بقوة ذراعه وهو يضمني من شدة البكاء..فأجأني هذا الموقف تماماً..
ورد في ذهني علامات استفهام وجدت جوابها في مذكرات دانيال جولمان ..
يقول "وقد وجد علماء نفس التطور أن الرضع يشعرون باكتراب تعاطفي حتى قبل أن يدركوا تماماً وجودهم المستقل عن الآخرين ، وحتى الشهور الأولى بعد الولادة ،
يستجيب الرضيع لإنزعاج الآخرين كما لو قد أصابه شخصياً ، فيبكي عند رؤيته دموع طفل آخر "
س\ هل هذا أيضاً من أسباب لف أجساد الأطفال حديثي الولادة بقطعة قماش ؟ لا أعلم ..
يحكي جولمان يقول : قام طفل في عامه الأول بإحضار أمه لتهدئه صديقه الباكي..
على الرغم من أن أم الطفل كانت جالسة في الحجرة نفسها ،
وأحد الأطفال عندما رأى دموع أمه أخذ يمسح عينيه رغم عدم وجود دموع فيهما ..
سمي هذا لدى الأمريكان ب" التقليد الحركي " واستخدمه إ . ت تيتشنز
( عالم النفس الأمريكي في العشرينات ) .
وهناك من قام بدراسات أمثال ماريان وكارولين وغيرهم أن الإختلافات في الإهتمامات التقمصية ترجع
إلى طريقة تربية الآباء للابناء ..فالأطفال يكونون أقدر على التقمص عندما يركز آباؤهم كثيراً
على الإكتراب الذي سببه سلوكهم لدى الآخرين كأن يقول للطفل ( انظر للحزن الذي سببته ) بدلاً من
( لقد كان ذلك بشعاً ) ..
هذه الفائدة التي خرجت بها من التجربة..
آمل أن الموضوع البسيط قد أفادكم ولو قليلاً ^^
والسلام على من اتبع الهدى
المفضلات