الرأي الموسوم في حكم مشاهدة الرسوم

[ منتدى نور على نور ]


النتائج 1 إلى 1 من 1
  1. #1

    الصورة الرمزية aboalwleed

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    2,967
    الــــدولــــــــة
    الفلاح
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي الرأي الموسوم في حكم مشاهدة الرسوم

    بسم الله الرحمن الرحيم ..




    سُئلَ الشيخ ابن عثيمين : ما حكمُ صورِ الكرتونِ التي تخرج في التلفزيون ؟

    فأجابَ رحمه الله: " أمَّا صورُ الكرتونِ التي ذكرتم أنها تخرجُ في التلفزيون :

    فإن كانت على شكلِ آدميٍّ : فحكمُ النظرِ فيها محلُّ ترددٍ ، هل يُلحقُ بالصورِ الحقيقية أو لا ؟

    والأقربُ أنه لا يُلحَقُ بها .

    وإن كانت على شكلِ غيرِ آدمي : فلا بأس بمشاهدتِها ، إذا لم يصحبها أمرٌ منكَرٌ ، من موسيقى أو نحوِها ، ولم تُلهِ عن واجبٍ " انتهى .

    "مجموع الفتاوى" (2/سؤال رقم 333) .


    المفتي / مركز الفتوى بموقع إسلام ويب

    السلام عليكم ما حكم مشاهدة الرسوم المتحركة؟

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإذا كانت الرسوم تحتوي على ما يخل بآداب الشريعة الإسلامية، أو يتنافى مع عقائدها أو يقلل من شأنها، أو فيه تزوير للحقائق والتاريخ، فإنه لا تجوز مشاهدتها. أما إذا كانت خالية من المحاذير الشرعية، فلا مانع من مشاهدتها وإنتاجها، وخاصة إذا كانت فيها تعليم أو منفعة للمسلم. ولمزيد من الفائدة والتفصيل والأدلة نحيلك إلى الفتوى رقم: 3127. والله أعلم.


    المفتي / الشيخ محمد بن صالح المنجد

    لدي أفلام كرتونية أزيل منها الموسيقى فهل يجوز أن أبيعها أو لا يجوز ؟
    مع توضيح من الشيخ في الفتوى لحقوق شركات الإنتاج

    الحمد لله
    أولاً : يجوز بيع أفلام الكرتون التي لا تشتمل على محاذير شرعية ، كالانحراف العقدي ، أو الدعوة للرذيلة ، أو المشتملة على الموسيقى .
    وما كان مشتملا على موسيقى ، إن أمكن إزالة الموسيقى منه جاز بيعه ، وإلا لم يجز .
    ثانياً : نسخ هذه الأفلام وبيعها فيه تفصيل من جهة كونها مملوكة لشركات تمنع نسخها أو تأذن في ذلك :
    فإذا كانت هذه الأفلام قد نص أصحابها ومعدّوها على أن الحقوق محفوظة لهم ، وأنه لا يجوز نسخها نسخاً عاماً أو خاصاً ، فالأصل هو الوفاء لهم بهذا الشرط ، ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ( الْمُسْلِمُونَ عَلَى شُرُوطِهِمْ ) رواه أبو داود (3594) وصححه الألباني في "الإرواء" (1303) .
    وانظر: "فتاوى اللجنة الدائمة" (13/188).



    وإذا كانوا أذنوا في نسخها ، أو وضعها أصحابها في الإنترنت لتحميلها ، فلا حرج في نسخها وبيعها ، إلا أن يأذنوا في النسخ فقط دون البيع .
    وإذا كانت هذه الأفلام لشركات تحارب الإسلام والمسلمين فلا حرج في نسخها وبيعها ، لأنهم لا حرمة لهم ولا لأموالهم .
    وإذا كنت ستعمل على أفلام قديمة وتبذل جهداً في إزالة الموسيقى منها ، فالذي يظهر أنه يجوز لك نسخها وبيعها للجهد المبذول في ذلك ، ولكونها مع – وجود الموسيقى – مما يحرم بيعه .


    وينظر تفصيل الكلام في نسخ الأفلام والبرامج في السؤال رقم (95173) ورقم (81614) ورقم (52903) .
    ونسأل الله تعالى أن يشفيك ويعافيك .
    والله أعلم .





    ما حكمُ الرسومِ المتحركةِ التي تُعرَضُ للأطفالِ ؟ وهل هي من التصويرِ المحرمِ شرعاً ؟ .

    الحمد لله

    أولاً : لا يخفى أنَّ الشريعةَ جاءت بتحريمِ تصويرِ ورسمِ ونحتِ كل ما فيه روحٌ من خلقِ اللهِ تعالى ، بل جاء التشديدُ والوعيدُ الشديد على من فعل ذلك .
    كقوله صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ القِيَامَةِ المُصَوِّرُونَ ) رواه البخاري (5950) ومسلم (2109) .
    وانظر جواب السؤال رقم (7222) (39806) .
    وقد استثنت الشريعة من التحريم : الصور التي يلعب بها الأطفال .
    فعن عائشةَ رضي الله عنها قالت : ( قَدِمَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم مِن غَزْوَةِ تَبُوكَ أو خيبر ، وَفِي سَهْوَتِهَا سِتْرٌ ، فَهَبَّت رِيحٌ ، فَكَشَفَت نَاحِيَةَ السِّتْرِ عَن بَنَاتٍ لِعَائِشَةَ ، لُعَب . فَقَالَ : مَا هَذا يَا عَائِشَةُ ؟ قَالَت : بَنَاتِي . وَرَأَى بَيْنَهُنَّ فَرَسًا لَه جَنَاحَانِ مِن رِقَاعٍ . فَقَال : مَا هَذَا الذِي أَرَى وَسطَهن ؟ قَالت : فَرَسٌ . قَالَ : وَمَا هَذا الذي عَليه ؟ قَالَت : جَنَاحَانِ . قَالَ : فَرَسٌ لَه جَناحانِ ؟ ! قَالَت : أَمَا سَمِعتَ أَنَّ لِسُلَيمَانَ خَيْلًا لَهَا أَجْنِحَةٌ ؟ ! قَالَت : فَضَحِكَ حَتَّى رَأَيتُ نَوَاجِذَه ) . رواه أبو داود (4932) وصححه العراقي في تخريج الإحياء (2/344) والألباني في "صحيح أبو داود" .
    قالَ الحافظُ ابنُ حجر في "فتح الباري" (10/527) :
    " واستُدلَّ بهذا الحديثِ على جوازِ اتخاذِ صورِ البناتِ واللعب ، من أجلِ لَعِبِ البناتِ بهن ، وخُصَّ ذلك من عمومِ النهي عن اتخاذِ الصور ، وبه جزمَ عياضٌ ، ونقله عن الجمهورِ ، وأنهم أجازوا بيعَ اللعبِ للبناتِ لتدريبهن من صغرِهن على أمرِ بيوتهِن وأولادهن " انتهى .
    ثانياً : إن موضوعَ الرسومِ المتحركةِ وأفلام الكرتون من أخطرِ المواضيعِ التربويةِ وأعظمِها ، وذلك للأثرِ الهائلِ الذي تتركهُ تلك الأفلامُ في نفوسِ الناشئةِ من الأطفال ، ولأنها غدت مصدرَ التلقي والتربية الأول في كثير من دولِ العالمِ اليوم .
    وفي هذه المرحلةِ يكونُ عقلُ الطفلِ وقلبُهُ كالصفحةِ البيضاء ، لا تمر بها عوارضُ إلا انتقشت عليها وثبتت .
    يقولُ ابن القيّم رحمه الله في "تحفة المودود" (240) :
    " ومما يحتاجُ إليهِ الطفلُ غايةَ الاحتياج الاعتناء بأمرِ خلْقهِ ، فإنهُ ينشأ على ما عوّدهُ المربي في صغره ، فيصعبُ عليه في كبرهِ تلافي ذلك ، وتصيرُ هذهِ الأخلاق صفاتٍ وهيئاتٍ راسخةً له ، فلو تحرّزَ منها غايةَ التحرزِ فضحته ولا بد يومًا ما " انتهى .
    وهذه بعض الإيجابيات من مشاهدة الطفل لهذه البرامج :
    1- تزوّد الطفل بمعلوماتٍ ثقافيةٍ كبيرة وبشكلٍ سهلٍ محبوب : فبعضُ أفلامِ الرسوم المتحركة تُسلِطُ الضوءَ على بيئاتٍ جغرافيةٍ معينة ، والبعضُ الآخر يسلطُ الضوءَ على قضايا علمية - كعمل أجهزةِ جسم الإنسان المختلفة - ، الأمر الذي يُكسِبُ الطفلَ معارفَ متقدمة في مرحلةٍ مبكرة .
    2- تنميةُ خيالِ الطفل ، وتغذيةُ قدراتِهِ ، وتنميةُ الخيالِ من أكثر ما يساعدُ على نموّ العقل ، وتهيئتهِ للإبداع ، ويعلّمهُ أساليبَ مبتكرةً ومتعددةً في التفكيرِ والسلوك .
    3- تعليم اللغةِ العربيةِ الفصحى والّتي غالباً لا يسمعُها الطفلُ في بيته ولا حتى في مدرسته ، ومن المعلومِ أنّ تقويمَ لسانِ الطفلِ على اللغةِ السليمةِ مقصدٌ من مقاصدِ العلمِ والتربية .
    يقولُ ابنُ تيمية في "اقتضاء الصراط المستقيم" (1/207) :
    " واعلم أنّ اعتيادَ اللغةِ يؤثرُ في العقلِ والخلقِ والدّين تأثيرًا قويًا بيّنًا ، ويؤثرُ أيضًا في مشابهةِ صدرِ هذه الأمةِ من الصحابةِ والتابعين ، ومشابهتهم تزيدُ العقلَ والدّينَ والخُلُق ، وأيضًا فإنّ نفسَ اللغة العربية من الدّين ، ومعرفتُها فرضٌ واجبٌ " انتهى .
    4- تلبيةُ بعضِ الحاجاتِ والغرائزِ النفسيةِ النافعة : كالرحمة والمودة وبرِّ الوالدين والمنافسة والسعي للنجاح ومواجهة التحديات . . . . وغير ذلك كثير من المعاني الإيجابيةِ التي يُمكنُ غرسُها في ثنايا حلقاتِ أفلامِ الكرتون .
    وهناك أيضاً مجموعة من السلبيات المترتبة على مشاهدة هذه البرامج :
    1- السلبياتُ المترتبةُ على مشاهدةِ التلفاز بشكلٍ عام ، وهي سلبياتٌ كثيرة ، منها : الإضرارُ بصحةِ العينين ، وتعويد الكسل والخمول ، وتعويد التلقي وعدم المشاركة ، وبذلك تعيقُ النموَّ المعرفيّ الطبيعيّ ، وذلك أنّ العلمَ بالتعلمِ والبحثِ والطلب ، والتلفاز ينتقلُ بالمتابع منَ البحثِ إلى التلقي فقط ، كما أنّ في متابعةِ التلفازِ إضعافًا لروحِ المودةِ بينَ أفرادِ الأسرة ، وذلك حين ينشغلونَ بالمتابعةِ عن تبادلِ الحديثِ مع بعضهم البعض .
    يقولُ ابن القيم في معرض الحديث عما يجب على الولي من التربية في "تحفة المودود" (241) :
    " ويُجنبهُ الكسلَ والبطالةَ والدعةَ والراحةَ ، بلْ يأْخذهُ بأضدادها ، ولا يُريحهُ إلا بما يجمُ نفسَهُ وبدنه للشغلِ ، فإنّ الكسلَ والبطالةَ عواقبُ سوءٍ ، ومغبةُ ندمٍ ، وللجدّ والتعبِ عواقبُ حميدةٌ ، إمّا في الدنيا ، وإما في العُقبى ، وإمّا فيهما " انتهى .
    2- تقديمُ مفاهيم عقدية وفكرية وعمليّة مخالفة للإسلام : وذلك حين تنغرسُ في بعضِ الأفلام مفاهيمُ الاختلاط والتبرجِ المحرّم ، وبعضُ أفلام الكرتون مثل ما يُعرَف بـِ (توم و جيري) تحوي مفاهيمَ محرفةً عن الآخرة ، والجنة والنار والحساب ، كما أنّ بعضَها يحتوي قصصًا مشوَّهةً للأنبياءِ والرسل ، وبعضُها الآخر يحتوي على سخريةٍ من الإسلامِ والمسلمين ، وأفلامٌ أخرى (مثل ما يعرف بـ البوكيمون) تحوي عقائد لدياناتٍ شرقية وثنية . . . . وغير ذلك كثير , وإن لم تحملْ ما يخالف الإسلام مخالفة ظاهرة ، فهي تحملُ في طيّاتها ثقافة غربيةً غريبةً عن مجتمعاتِنا وديننا .
    يقول الدكتور وهبة الزحيلي في "قضية الأحداث" (6) :
    " أمّا برامجُ الصغارِ وبعضُ برامجِ الكبار ، فإنها تَبثّ روحَ التربيةِ الغربية ، وتروّجُ التقاليدَ الغربية ، وتُرغّبُ بالحفلات والأنديةِ الغربيةِ " انتهى .
    ومن التّأثر المقيت بهذه الثقافة ، اتخاذ القدوة المثالية الوهمية ، بدلاً من أن يكون القدوة هو الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه والعلماء الربانيين والمجاهدين ، فتجدُ الأطفالَ يقلّدون (الرجل الخارق Super man) و( الرجل الوطواط Bat man ) و (الرجل العنكبوت SPIDER MAN) ونحو ذلك من الشخصياتِ الوهمية التي لا وجود لها ، فتضيعُ القدوة في خضم القوةِ الخيالية المجردة من الإيمان .
    انظر : "وسائل الإعلام والأطفال : وجهة نظر إسلامية" أبو الحسن صادق ، "مقال : أثر الرسوم المتحركة على الأطفال" نزار محمد عثمان .
    بعد تبيّن هذه الإيجابيات والسلبيات ، يبدو الموقفُ الشرعيّ بعدَ ذلك واضحًا إن شاءَ الله تعالى ، فكلما وجدت السلبياتُ أكثر اقتربَ الحكمُ إلى التحريمِ أكثر ، وما أمكنَ فيه تجنبُّ هذه السلبيات اقتربَ إلى الجواز ، وهذا يدلنا على ضرورةِ السعي لإيجاد شركاتِ إنتاجٍ لأفلامِ الكرتونِ الإسلاميةِ ، بحيث تُغرَسُ فيها جميعُ الفضائل ، وتُنفَى عنها جميع المضار والرذائل .
    والله أعلم .





    سؤال : السلام عليكم فضيلة الشيخ ، نرجوا منكم التكرم بزيارة موقعنا وإبداء الحكم الشرعي فيما نقوم به ( وضع رابط الموقع ) ، وما حكم الرسم واتخاذ صور رسومات للتصاميم في الموقع ؟

    جواب بعد الاطلاع على منتديـMSOMSــات وما يقدم فيها :

    الأخ المكرم/ وفقه الله

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

    فنسأل الله تعالى لنا ولكم الهداية والتوفيق والسداد:

    أما سؤالك الأول فنقول : إن مشاهدة الصور المتحركة على الشاشة يجوز بشروط :

    1 - أن لا تكون هناك صور محرمة خليعة منهي عنها في الشريعة .

    2- ألا يترتب عليه ضياع الوقت

    3-ألا يحصل التقصير في القيام بالواجبات والمسؤوليات المفروضة .

    4-ألا توجد فيها دعوة إلى المعاصي أو السخرية بالإسلام وشرائعه والعاملين عليها .

    فإن خلت من هذه المحظورات ومن غيرها من الأشياء المنهية عنها في الشريعة فنقول بجواز مشاهدتها مع الحذر التام .

    القاعدة الأصولية في هذا الباب : ما أباح لك الشارع رؤيته في غير الشاشة يجوز لك رؤيته على الشاشة أيضا،وما حرم عليك الشارع رؤيته على غير الشاشة يحرم عليك رؤيته على الشاشة أيضا .

    وأما وضع الصور للكرتون تحت الاسم في المنتديات فنرى أنه يدخل في الأمور المشتبهات التي حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله : ( إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ...الحديث ) ( صحيح مسلم ، برقم (1599) فبناءا على هذا يجتنب منه .

    وأما موضوع الرسم فكل ما خلا من ذوات الأرواح فيجوز رسمها إذا لم يترتب عليه محظور شرعي آخر .

    وأما الرسم لكائنات أسطورية فإن شابهت بذوات الأرواح لا يجوز وإن خلت من هذه الشبهة فيجوز بشرط أن لا يستعمل في إحقاق الباطل .

    وأما الرسم آليا بجسد إنسان أو إنسان برأس آلي فإن فصلت بين الرأس وبقية الجسد فيجوز للضرورة مثل التصاوير في الكتب الدراسية في اللغة العربية وفي الفيزياء وغيرها .

    والله أعلم بالصواب .

    نسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى ويهدينا وجميع المسلمين إلى سواء الصراط، كما نسأله الخير كل الخير في أمور الدنيا والآخرة، ونعوذ به من الشرور كلها ومن شر الشيطان وشركه ونفثه ونفخه وهمزه، إنه سميع قريب، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.

    أخوكم: د.فالح بن محمد فالح الصغير

    الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض



    السؤال :
    أحب مشاهدة البرامج الدينية و الثقافية و بعض المسابقات الترفيهية و لكن في أثناء عرض هذه البرامج تكون هناك بعض مقاطع الموسيقى التصويرية فما حكم سماعها ؟
    و إذا اضطررتُ إلى سماع بعض الموسيقى ( و ليس الأغاني ) كالتي تُعزَف في السلام الوطني في المدرسة ، أو أثناء مروري أمام تلفاز ، أو عند رنين الهاتف المتحرّك فما حكم هذا كلّه ؟
    الجواب :
    أقول مستعيناً بالله تعالى :
    إنّ ما ذكره السائل ليسَ سواءً في الحُكم ، فإذا فُرِض وُجود برنامج دينيٍ أو سياسيٍ أو علميٍ خال من المحرّمات تماماً ( و منها الموسيقى و صور النساء السافرات و غير ذلك ) فلا بأسَ في مشاهَدَته .
    هذا مع صعوبة ، بل نُدرة وجود برامج تخلو تماماً من المحرّمات ، و إن كان المنكر في بعضها أخفّ ممّا هو عليه في البعض الآخر .
    أمّا برامج المسابقات فلم يُروَ لي أن شيئاً منها يخلو من المحذور ، و لا أظنّه يخلو منه سواءً كان من الموسيقى أو غيرها .
    و الموسيقى محرّمة على ما ذَهَب إليه جمهور العلماء ( و منهم أئمّة المذاهب الأربعة ) على ما هو مقرّر في كتبهم ، و أدلةُ التحريم أشهر من أن يُذكّر بها في عُجالة .
    أما ما ذكره الأخ السائل من الاضطرار إلى سماع بعض الأنغام الموسيقيّة بدون قصد ، فليس عليه إثمٌ في ذلك ، لأنّ الأمور بمقاصدها كما هو مقرر في القواعد الفقهيّة ، و قد فرّق العلماء بين :
    • السماع : و هو ما لا يقصد من وقع فيه الإصغاء إلى المعازف ، و لكن أنغامها تصل إلى سمعه بدون إرادته ، كما لو سمِع شيئاً منها أثناء مروره بمكان عام ، أو ركوبه في وسيلة نقلٍ عامّة ، أو نحو ذلك .
    • و الاستماع : و هو الإصغاء إلى المعازف بنيّةِ الطرب أو الإثارة أو الشعور بالنشوة أو نحو ذلك ، عن قصدٍ و إرادةٍ إلى الفِعل ، و هذا هو المحرّم الذي تضافرت الأدلة في ذمّه و النهي عنه .
    قال شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله ( و أما من سمع ما يناسبه بغير قصد فلا بأس ، فإن النهي إنما يتوجه إلى الاستماع دون السماع ، و لهذا لو مر الرجل بقوم يتكلمون بكلام محرم لم يجب عليه سد أذنيه ، لكن ليس له أن يستمع من غير حاجة ، و لهذا لم يأمر النبي صلى الله عليه و سلم ابن عمر بسد أذنيه لما سمع زُمَّارة الراعي لأنه لم يكن مستمعاً بل سامعاً ) [ مجموع الفتاوى : 11 / 630 ] .
    هذا ، و بالله التوفيق .

    http://www.saaid.net/Doat/Najeeb/f61.htm




    بعد تبيّن هذه الإيجابيات والسلبيات ، يبدو الموقفُ الشرعيّ بعدَ ذلك واضحًا إن شاءَ الله تعالى ، فكلما وجدت السلبياتُ أكثر اقتربَ الحكمُ إلى التحريمِ أكثر ، وما أمكنَ فيه تجنبُّ هذه السلبيات اقتربَ إلى الجواز ، وهذا يدلنا على ضرورةِ السعي لإيجاد شركاتِ إنتاجٍ لأفلامِ الكرتونِ الإسلاميةِ ، بحيث تُغرَسُ فيها جميعُ الفضائل ، وتُنفَى عنها جميع المضار والرذائل .

    والله أعلم .
    التعديل الأخير تم بواسطة aboalwleed ; 23-7-2011 الساعة 07:53 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...