السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمان الرحيم.
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فيا أيها الإخوة والأخوات ، من مات ودخل القبر لن ينفعه الناس ولا الشهرة تنفعه، ولا المال ينفعه ، ولا الأولاد والأهل ينفعه، لن ينفعك أحد أيها المسكين.
كل سينزل القبر وحده ، ويأتي الملكين فيقولان : من ربك ؟، أهو المال أم الله ، من ربك؟ أهي الشهرة والناس أم الله.
ما دينك؟ ماذا ستجيب، لن يسألوك من أنت ولا ما هي مؤهلاتك ولا مشايخك من هم ، ولا ما تمتلك من المال، سيسألونك عن دينك؟
ما دينك؟ أهو حقا الإسلام أم أنك تظن أنك على الإسلام الصحيح
ما دينك؟أهو الإسلام الصحيح الذي جاء به نبينا صلى الله عليه وسلم أم هو دين ألصق بالإسلام من قبل دعاة التمييع وأتباعهم الذين نراهم في كل مكان يبثون سمومهم وأحقادهم من شاشة التلفاز وصولا إلى الإنترنت في المنتديات
أيها المغرور ما دينك؟ هل هو الإسلام المستنير أم الإسلام المتفتح أم الإسلام العصري، فالإسلام اليوم صار له نكهات أخرى على حسب أهواء الناس
أيا دعاة التمييع كفوا
لن نرضى إلا بإسلام النبي محمد صلى الله عليه وسلم
لن نرضى إلا بالإسلام الذي أنزله الله ورضيه الله لنا دينا
أيا دعاة التمييع كفوا
{اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}
"ما لم يكن يومئذ دينا فلن يكون اليوم دينا"
قال صلى الله عليه وسلم: " كلها في النار إلا واحدة"، قيل من هي يا رسول الله: "قال: ما أنا عليه اليوم وأصحابي"
أرأيتم داعية أول برنامجه موسيقى ووسطه موسيقى وآخره موسيقى ويجلس حواليه عشرين فتاة متبرجة تظن أنها محجبة والشيخ يجلس ومعه مذيعة تضع رجلا على رجل وخرقة على رأسها ، هل هذا دين ؟ هل ذلك الحجاب أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم ؟حاشاه كلا صلى الله عليه وسلم
هؤلاء يفعلون كمن يتوضأ بماء طاهر في آنية نجسة
أيا دعاة التمييع كفوا
من أسباب انتشار البدع المسارعة في هوى الناس طلبا للدنيا والشهرة، وهذا نراه أيضا في المنتديات بعضهم لا هم له إلا أن يرضي الناس ليرضوا عنه، سحقا للنفاق وأهله.
الأسوة لا تكون إلا في الخير ، لا أسوة في الشر.
بعض المميعين قال:من لا يصلي يبدأ يصلي فقط الفجر والعصر فلا بأس في ذلك، لنفرض مات قبل أن يصلي خمس صلوات ماذا يقول لربه؟ هل هذه دعوة، لماذا تسارعون في هوى الناس؟ ألكي تشتهر ، ألكي تكسب المال ؟
بكى قوم على جاه ومــــــــــــال***وأعول آخرون من الهــزال
ودين الله أصبح في ضيـــــــــاع***ولا باك عليه ولا مــــــــبال
وسنة خير خلق الله أضحــــــت***تنادي أين أنتم يا رجالــــــي
طغى وبغى عليها ذو ابــــــتداع***خبيث سالك سبل الخيــــــال
متى ما شاهد الغرباء هبــــــــوا***لنُصرتها توعد بالقتــــــــــال
وغرته جموع وافـــــــــــــرات***حواليه توالي من يوالـــــــي
وحزب الله يغلب كل حــــــزب***وينصره المهيمن ذو الجــلال
وأهل الرأي كلهم بغـــــــــــاتٌ***يتامى في الحديث ذوو اختبال
ومن يُعرض عن السنن العوالي***يذق مر الهزيمة في النـــزال.
أيا دعاة التمييع كفوا
يقول الله عز وجل:{ وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر}
إصدع بالحق ، ولا تخشى في الله لومة لائم ، قل الحق في وجوه الجبناء الذين لا يجيدون سوى الإستفزاز والفرار من المواجهة .
لن نعرف الدين إلا بما جاء به نبينا عليه الصلاة والسلام، لا لإرضاء الناس
أيا دعاة التمييع كفوا
يا أهل الرياء ، يا من يسارعون في هوى الناس
خذوا إليكم قول ابن القيم الجوزية رحمه الله حيث قال: " إعلم أن قلب من راءيته بيد من عصيته"
إحذر أن تُرضي الناس وتُسخط رب الناس
الأصل في العبادات المنع حتى يرد الدليل على ذلك .
أيا دعاة التمييع كفوا
كل الطرق مسدودة إلا طريق المصطفى ، فإياك أن تحيد عن طريقه ، فاتبع ولا تبتدع
البدعة وما أدراك ما البدعة، نرى في زماننا عبر القنوات الفضائحية والجرائد والصحف والمنتديات على الأنترنت نبتة سوء تريد أن تقلل من خطر البدعة وتريد أن تهون من خطر البدع ولا حول ولا قوة إلا بالله.
إنه لمن الواجب أن يبين العلماء للأمة فضل الإتباع وخطر الإبتداع ، فليحب من يحب وليكره من يكره .
أبا مرةٍ ماذا التعاظمُ والكــــبرُ***وأنت حقيرٌ مائقٌ أرعنٌ غمـــــــــرُ
ولو ذقت للإيمان أدنى حـلاوة***لأخرج منك الغش وانشرح الصدرُ
وما يستقيمُ الظل والعودُ أعوجٌ***ولا يُثمرَن الشهدةَ الحنظلَ المـــــرُ
أيا دعاة التمييع كفوا
كفوا ولا تتكلموا في دين الله بغير علم .
العلماء هم من يفرقون بين ما هو قطعي الدلالة وما هو ظني الثبوت وبين الأدلة ومراتب الأدلة ومناطات الأدلة.
فربما يقول عالم قولا يخطئ فيه ويخالف به قول جماهير العلماء ، فيأتي هؤلاء المميعين والمميعات وأتباعهم فيستغلون خطأ العالم لصالحهم ، فلا ينبغي أن نغتر بهذا ، وألا تتبع زلة العالم وإن كان عالما نُجله ونُقدره ، فلا للتعصب ، مثلا: إذا نقل الإمام القرافي في الفروق عن الشيخ المجاهد العز بن عبد السلام رحمه الله تعالى وهو إمام في الجهاد والصدع بالحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ليس معنى ذلك إن أخطأ رحمه الله تعالى أن يُنقل عنه هذا وأن يُرد هذا القول الذي خالف به أقوال جماهير أهل العلم في تقسيمه للبدع حيث قسمها إلى واجبة ومندوبة ومباحة ومحرمة ومكروهة ، ثم يأتي دعاة التمييع والإرجاء ويستغلون هذا الخطأ ويروجون له ، حتى يروجون لشهواتهم ، فهذا التقسيم لا يقول به أحد من أهل العلم ،فيُنقل هذا ويُضخم ، ويُقال قاله العالم الكبير.
أيا دعاة التمييع كفوا
العصمة لا نثبتها لأحد ، فالعصمة انتهى زمانها بموت المعصوم صلى الله عليه وسلم
ومن العجيب ما نراه من هؤلاء المميعين ، يتجرأ أحدهم بتسفيه كبار العلماء وتجاهلهم وعدم احترامهم، فيُخشى عليك أيها المميع أن تكون تلك بداية خذلان وخسران.
أما الولوج في المسائل الكبيرة فلا ينبغي أن تكون إلا للعلماء الربانيون الذين يفرقون بين المجمل والمفصل والعام والخاص والناسخ والمنسوخ والذين يقفون على المصالح والمفاسد إلى غير ذلك من هذه الضوابط والأصول
أيا دعاة التمييع كفوا
يأتي جاهل من المميعين على قناة فضائية فيتكلم في الأصول والقضايا الكبيرة التي رُبما خاف العلماء الربانيون أن يُقحموا أنفسهم في الحديث عنها، والحديث عن الله بغير علم أخطر من الشرك بالله
وقد قسم الله مراتب المحرمات إلى أربعة مراتب، كما قال ابن القيم في كتابه القيم إعلام الموقعين عن رب العالمين : " قال تعالى: { قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن } هذه أول مرتبة، { والإثم والبغي بغير الحق} المرتبة الثانية، { وأن تُشركوا بالله ما لم يُنزل به سلطانا } وأخطر المراتب{ وأن تقولوا على الله مالا تعلمون} "
وكان القول على الله بغير علم أخطر من الشرك ، لأن المشرك لا يضر إلا نفسه، أما الذي يقول على الله بغير علم فهو ضال مُضل ضار مُضر يضر نفسه وغيره ويُهلك نفسه وغيره.
أيا دعاة التمييع كفوا
مهلا ، مهلا يا مميع ، أخاطبك أنت يا مميع ، بضاعة مزجاة ، وتجرأ على تحدي العلماء الربانيين وعدم احترامهم ، وردك للدليل من السنة النبوية تبعا لهواك الذي تعبده، وخبث وحقد على الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، من أين جئت بهذا الخبث يا مميع .
مهلا مهلا أوتجرأ يا مميع أن تتحدى ورثة الأنبياء وتسفه أقوالهم وتقول هذه ليست ببدعة، وهذه ليست بمعصية ، من أنت يا مميع حتى تقول هذا الكلام ، إرجع خاسئا ، فمن يتحدى الأكابر الأفاضل أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية والشاطبي وابن القيم والإمام أحمد والشافعي ومالك وأبي حنيفة والشعبي فضلا عن أكابر الصحابة رضوان الله عليهم الذين بينوا مخاطر البدع بشكل يُفزع القلوب ، إن من يتحداهم فهذه بداية خسرانه وهلاكه
رددت حديث المصطفى أكرم الورى***وخالفتهُ عمدا كأنك كافـــــــــــــــــــرُ
أيا دعاة التمييع كفوا
إنكم تطيلون الطريق على العلماء والمصلحين والناصحين ، فهم يبنون وأنتم تهدمون
متى يبلغ البنيان تمامه***إن كنت تبني وغيرك يهدمُ
قال سفيان الثوري رحمه الله: " البدعة أحب إلى الشيطان من المعصية"
ثم يأتي من يهون من خطر البدعة والمعصية ويقلل من شأنها ، ويستفز من ينكر عليه ذلك .
وأين دوي الذباب والزنبورِ
من نَغم الفرقان والزبورِ
فما على البدر أن قالوا به كلفٌ
ولا على المسك أن المسك مفتوتُ
وطالما أصغي الياقوتُ جمر غضى
ثم انطفى الجمرُ والياقوتُ ياقوتُ
ومن العجائب والعجائبُ جمةٌ
أن تسخر القرعاء بالفرعاءِ
والشمس لا تخفى محاسنها
وإن غطى عليها بُرقع الأنواءِ
لكن أنى يرى الشمس خفاش يلاحظها
والشمسُ تَبهر أبصار الخفافيشِ
أيها الإخوة والأخوات إحذروا من دعاة التمييع وأتباعهم ، وحذروا منهم
والسلام مسك الختام .
ولا تنسونا من صالح دعائكم.
أخوكم في الله: عثمان بالقاسم
وإن عادت العقرب عدنا لها وكانت النعل لها حاضرا .
المفضلات